تراجعت اليوم الاثنين أسعار النفط، لتنحسر نسبيا موجة صعود يوم الجمعة، في ظل ترقب المستثمرين لتداعيات الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية -وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على بقية البلدان، وسط مخاوف من أن ذلك قد يدفع الأسعار للصعود ويوجه ضربة جديدة للاقتصاد العالمي.

وقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر/كانون الأول المقبل 0.

4% إلى 90.55 دولارا للبرميل، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.3% إلى 86.06 دولارا في التعاملات الصباحية.

وصعد الخامان بنحو 6% يوم الجمعة، في أكبر ارتفاع يومي من حيث النسبة المئوية منذ أبريل/نيسان الماضي، مع أخذ المستثمرين في الاعتبار باتساع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وخلال الأسبوع، حقق برنت مكاسب قياسية مرتفعا 7.5% بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط 5.9%.

وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس "إن إس تريدنغ" وهي وحدة تابعة لشركة "نيسان سيكيورتيز" إن المستثمرين يحاولون "معرفة تأثير الصراع في حين أن الهجوم البري واسع النطاق لم يبدأ بعد مهلة الساعات 24 التي منحتها إسرائيل" لسكان النصف الشمالي من غزة للتوجه نحو الجنوب.

ومع بداية اليوم العاشر من عملية "طوفان الأقصى" واصل جيش الاحتلال القصف المكثف على قطاع غزة مستهدفا المدنيين على نطاق واسع، ليرتفع عدد الشهداء إلى نحو 2700 والجرحى إلى ما يقرب من 9 آلاف، في حين ردّت المقاومة بقصف العمق الإسرائيلي، وأكدت استعدادها لمواجهة أي اجتياح بري.

مسؤولون دوليون يحذرون من التداعيات الاقتصادية للعدوان على غزة (الجزيرة)  إلى أين تتجه أسعار النفط؟

قال كيكوكاوا "التأثير الذي قد يشمل الدول المنتجة للنفط قد تم أخذه في الاعتبار إلى حد ما، لكن إذا حدث اجتياح بري فعلي وكان له تأثير على إمدادات النفط، فإن الأسعار يمكن أن تتجاوز بسهولة 100 دولار للبرميل".

ولم يكن للصراع في الشرق الأوسط تأثير يذكر على إمدادات النفط والغاز العالمية، لكون إسرائيل ليست منتجا كبيرا.

لكن المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تشكل أحد أهم المخاطر الجيوسياسية على أسواق النفط منذ الحرب الروسية على أوكرانيا العام الماضي، وسط مخاوف بشأن أي تصعيد محتمل يشمل إيران.

ويقوم المشاركون في السوق بتقييم ما قد يعنيه صراع أوسع نطاقا بالنسبة للإمدادات من دول في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، بما في ذلك السعودية وإيران والإمارات.

وكان تقرير لوكالة "بلومبيرغ" حذر من أن الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية -الذي اندلع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري- قادر على تعطيل الاقتصاد العالمي، ودفعه نحو الركود خاصة إذا جُرت أطراف أخرى نحوه.

ولفت التقرير إلى أن أي تصعيد في الصراع ودخول أطراف أخرى قد يدفع أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل، مع انخفاض النمو العالمي إلى 1.7%، وهو الركود الذي يقتطع نحو تريليون دولار من الناتج العالمي.

الذهب يتراجع عن أعلى مستوى في شهر

على صعيد آخر، انخفضت أسعار الذهب اليوم بعد بلوغها أعلى مستوى في قرابة شهر، مع تصاعد المخاوف من الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين والتي دفعت هذا المعدن النفيس للصعود بأكثر من 3% في الجلسة السابقة.

وانخفض المعدن الأصفر في المعاملات الفورية أكثر من 1% إلى 1911.9 دولارا للأوقية (الأونصة) كما نزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.87% إلى 1924.9 دولارا.

وسجل الذهب -الذي ينظر إليه كاستثمار آمن في أوقات الاضطرابات- أعلى مستوى منذ 20 سبتمبر/أيلول الماضي عند 1934.82 دولارا للأوقية في وقت سابق من الجلسة، بعدما كان قد صعد 3.4% يوم الجمعة في أعلى زيادة يومية له في 7 أشهر.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

قصة بسموت مؤسس سايت بت الإسرائيلية.. من منقذ أرواح إلى غريق في طوفان الأقصى

تأثر آدم بسموت عندما شهد حالة غرق لرجل في الـ70 من عمره على شواطئ البحر الميت، وفور أن عاد إلى عمله في جامعة بن غوريون في بئر السبع المحتلة باشر العمل على مشروع ذكاء اصطناعي يساهم في إنقاذ الغرقى على الشواطئ عبر مراقبتهم وتوقع الأمواج العاتية المفاجئة، ولكنه لم يستطع أن ينقذ نفسه وزملاءه من الغرق في طوفان الأقصى.

بالطبع، نظرة بسموت للحياة تتوقف عند أبناء جلدته، فقد انضم إلى قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن حرب غزة الأخيرة، وكان ضمن قوة مكونة من 20 جنديا مكلفة بتفخيخ المباني أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتلهم في أسوء يوم يمر على الجيش الإسرائيلي في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي حيث قتلوا في انفجار قذيفة صاروخية من نوع "آر بي جي" استهدفت دبابة كانت متوقفة أمام مبنيين كان الجيش قد فخّخهما تمهيدا لهدمهما في جنوب قطاع غزة.

تسخير الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الحياة

أسس بسموت شركة "سايت بت" (SightBit) عام 2019 بعد أن شهد حالة الغرق في البحر الميت وكيف كانت جهود الإنقاذ غير مجدية بسبب تأخرها كثيرا، هذه الحادثة دفعت بسموت لأن يبحث عن آلية لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي ومحاولة توقع حالات الغرق والأفراد المعرضين للغرق بشكل سريع لتنبيه السلطات المختصة وإنقاذهم بينما يظل هناك وقت لذلك.

واعتمدت الشركة على ميزانية تأسيس تجاوزت مليون دولار، وفي عام 2023 تمكنت من جمع مليون دولار أخرى على شكل استثمار أولي في الشركة ليزيد من حجمها وتطوير التقنيات الخاصة بها، وذلك لأن الشركة تسد ثغرة يعاني منها خفر السواحل وقوات الإنقاذ البحري بسبب نقص الكوادر المدربة وتأخر وقت الاستجابة.

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الغرق هو ثالث أسباب الوفاة انتشارا في العالم، إذ يحصد سنويا أرواح 372 ألف شخص في مختلف بقاع العالم وعبر مختلف أنواع المسطحات المائية سواء كانت بحارا أو فيضانات أو أنهارا صغيرة، كما أن منظمة الصحة العالمية ترى أن الغرق هو "طاعون قابل للشفاء" عبر تطوير التقنيات اللازمة، وهذه الرؤية هي التي جعلت مشروع بسموت مطلوبا في مختلف المناطق حول العالم.

وبعد إطلاق شركة "سايت بت" والتجربة الناجحة لأنظمة الذكاء الاصطناعي في إنقاذ الغرقى والتنبؤ بحالات الغرق، وجد المستثمرون قطاعا آخر يمكن أن تزدهر فيه الشركة، وهو توقع حالات الفيضانات والانفجارات المائية في مختلف المدن، وفورا بدأ بسموت في تطوير النظام بشكل يجعله قادرا على توقع الفيضانات، وبعدها تمكن من بيع النظام لعدة شواطئ ومؤسسات في كندا والولايات المتحدة وأستراليا.

آلية لمراقبة حركة المياه وتوقعها

في قلب تقنيات "سايت بت" تأتي خوارزميات التوقع ومراقبة حركة المياه، إذ تمت برمجة هذه الخوارزمية لمراقبة أي تحرك وتغير في النشاط المائي مهما كان صغيرا، وبعد ذلك توقع الخطوات المستقبلية لهذا التغير، كأن تولد دوامة تجذب السباحين أو تدفع المياه إلى خارج الجسد المائي فضلا عن الوصول إلى مصدر التدفق المائي في حالات انفجار البنية التحتية أو الطوفان.

وتعتمد هذه الآلية على عدسات الكاميرا لمراقبة التغير وتسجيله، وذلك عبر أي نوع من أنواع الكاميرا مهما كان معتادا ولا يملك مستشعرات أو تقنيات مستقبلية، وينطبق هذا الأمر على كاميرات المراقبة المدنية فضلا عن كاميرات المراقبة المنزلية، وربما كان هذا من أسباب تميز منظومة "سايت بت" كونها لا تحتاج إلى معدات خاصة.

ويمكن تطبيق الآلية الخاصة بالشركة على جميع المسطحات المائية وفي جميع الحالات، إذ تستطيع التقنية مراقبة البشر المصطافين على شواطئ البحر أو حتى الشوارع والمناطق السكنية للتنبيه قبل حدوث الكارثة ليتمكن العاملون المدنيون من تدارك الأزمة قبل تفاقمها.

غرق بسموت ومشروعه في طوفان غزة

مشروع بسموت كان يمكن أن ينقذ الآلاف إذا استمر وجوده وسط شركته، ولكنه ترك عمله في شركته التي أسسها لينقذ الأرواح من الغرق، والتحق كرقيب أول في قوات الاحتياط ليغرق الفلسطينيين بتفجير المباني، ولكن طوفان الأقصى ابتلعه مع 20 من زملائه عندما انهار مبنى أصيب بصاروخ آر بي جي أطلقه مسلحو حماس عليه وعلى جنود إسرائيليين آخرين؛ وهذا ما أدى لانفجار الألغام التي زرعها بسموت وزملاؤه وأدى إلى مقتلهم جميعا.

مقالات مشابهة

  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ272 من "طوفان الأقصى"
  • تطورات اليوم الـ273 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • جيش الاحتلال يُقر بمقتل ضابط شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • تطورات اليوم الـ272 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أسعار النفط عالميا تستقر عند أعلى مستوياتها في شهرين
  • بالأرقام.. خسائر مذهلة ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي
  • أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ271 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • إعلام عبري: أكثر من 5 آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال من بعد طوفان الأقصى
  • قصة بسموت مؤسس سايت بت الإسرائيلية.. من منقذ أرواح إلى غريق في طوفان الأقصى