الصحة العالمية: ما يحدث فى غزة كارثة إنسانية.. الأطباء تعلن تقديم الدعم المادى والمعنوى.. والصيادلة: فتح باب التبرع بالأدوية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تيدروس أدحانوم: المستشفيات في غزة وصلت إلى نقطة الانهيار
أحمد المنظري: إمدادات صحية لأكثر من 300 ألف فلسطينى مازالت عالقة
وصفت منظمة الصحة العالمية ما يحدث فى قطاع غزة بالكارثة الإنسانية، وذلك بسبب أن النظام الصحي في القطاع على شفا الانهيار نظرا لتعذّر إيصال الوقود والإمدادات الصحية والإنسانية، اللازمة لإنقاذ الأرواح، إلى قطاع غزة على وجه السرعة بسبب الحصار الكامل المفروض عليه.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم، المديرَ العام لمنظمة الصحة العالمية: "وصلت المستشفيات في غزة إلى نقطة الانهيار، وبدون دخول المساعدات فورًا، ستتوقف خدمات الرعاية الصحية الأساسية".
أضاف: "لقد زرت غزة في عام 2018، وكان الحصول على الرعاية صعبًا بالفعل، وأنا أعلم جيدًا أن أي إجلاء جماعي إلى جنوب المناطق المحصورة سيكون كارثيًا بالنسبة للمرضى والعاملين الصحيين والمدنيين الآخرين الذين تخلَّفوا عن الرَكب أو عَلِقوا في تحرّك جماعي خطير وربما مُهلك".. وعن الوضع الصحى داخل القطاع أكدت المنظمة أنه فيما يتعلق بالمستشفيات، فإن الكهرباء لم تعد متوافرة بالمستشفيات إلا لساعات قليلة كل يوم، مع الاضطرار إلى اعتماد نظام حصص لتوزيع الكمية القليلة المتبقية من احتياطات الوقود والاعتماد على المولدات، لضمان استمرار الأعمال بالغة الأهمية، بل إن مثل هذه الأعمال ستتوقف قريبًا عندما ينفد مخزون الوقود، وهو أمر متوقع في خلال الأيام القليلة المقبلة، ولو حدث هذا، فسيكون الأثر مدمرًا للمرضى الأكثر ضعفًا، ومنهم المصابون الذين يحتاجون إلى جراحات لإنقاذ حياتهم والمرضى في وحدات العناية المركزة والمواليد الذين يعتمدون على الرعاية في الحاضنات.
وأشارت إلى أنه مع الزيادة المستمرة في الإصابات والوفيات بسبب الغارات المتواصلة جوًا وبرًا وبحرًا على قطاع غزة، فإن الأزمة تتفاقم بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية والذي يحد من قدرة المستشفيات، التي تعمل بأكثر من طاقتها، على معالجة المرضى والمصابين.
وتابعت أنه إضافةً إلى ما سبق، فإن الوضع الراهن تسبب في تعطل خطير للخدمات الصحية الأساسية، ومنها الرعاية التوليدية والتدبير العلاجي للأمراض غير السارية، مثل السرطان وأمراض القلب، وعلاج حالات العدوى الشائعة، لأن جميع المرافق الصحية تضطر إلى إعطاء الأولوية للرعاية الطارئة لإنقاذ الأرواح.
وأشارت إلى أنه بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، تواجه فرق الطوارئ الطبية عوائق شديدة للوصول إلى أماكن الإصابات. ومنذ السبت الماضي، وثقت المنظمة 34 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة أسفر عن مقتل 11 عاملًا صحيًا أثناء عملهم، وإصابة 16 آخرين، وإصابة 19 مرفقًا صحيًا و20 سيارة إسعاف بأضرار.
وحذرت من أنه ما لم تدخل مساعدات إنسانية- وﻻ سيما الخدمات الصحية، واللوازم الطبية، والأغذية، والمياه النظيفة، والوقود، والمواد غير الغذائية - فورًا إلى غزة، فلن يتمكن الشركاء في المجالين اﻹنساني والصحي من تلبية الاحتياجات العاجلة لمّن هم في أمس الحاجة إليها. وكل ساعة تفوت تعرض المزيد من الأرواح للخطر.
ودعت المنظمة إلى وضع حد للأعمال العدائية وحماية مرافق الرعاية الصحية والمدنيين من الهجمات، وطالبت بفتح ممر إنساني فورًا لضمان عدم وجود أي عوائق أمام دخول الإمدادات الصحية والإنسانية، والعاملين الصحيين وفي مجال المساعدات الإنسانية، وإجلاء المرضى والمصابين، كما تكرر المنظمة دعوتها إلى احترام مرافق الرعاية الصحية وحمايتها.
وأعلنت المنظمة عن ضم صوتها إلى منظمات الأمم المتحدة الأخرى، والخاصة بالمطالبة بضرورة إلغاء الأوامر الخاصة بإخلاء منازل أكثر من مليون إنسان يعيشون شمال وادي غزة.
وأوضحت المنظمة أن الإخلاء الجماعي سيمثل كارثة للمرضى والعاملين الصحيين وغيرهم من المدنيين الذين سيبقون في المنطقة أو يعلقون في أثناء حركة النزوح الجماعي.
وأشارت المنظمة إلى أنه مع استمرار الغارات الجوية وغلق الحدود، لا يوجد أمام المدنيين مكان آمن يلجئون إليه، ونصف سكان غزة تقريبًا أصغر من 18 عامًا، ومع نفاد الإمدادات من الغذاء المأمون والمياه النظيفة والخدمات الصحية، وبدون مأوى ملائم، سيزداد خطر إصابة الأطفال والبالغين، وكذلك المسنون، بالأمراض.
وأبلغت وزارة الصحة الفلسطينية المنظمة بأنه من المستحيل إجلاء المرضى الضعفاء من المستشفيات بدون تعريض حياتهم للخطر، فهؤلاء المرضى منهم مصابون بإصابات خطيرة ومنهم مرضى يعتمدون على الأجهزة للبقاء على قيد الحياة، ونقلهم وسط الأعمال العدائية يعرِّض حياتهم لخطر مباشر.
والمستشفيان التابعان لوزارة الصحة في شمال غزة اللذان لا يزالان يعملان تجاوزا بكثير طاقتهما معًا، البالغة 760 سريرًا، وأصبحا مكتظَّين بشدة. ومن بين آلاف الجرحى والمصابين بحالات مرضية أخرى الذين يتلقون الرعاية في المستشفيات، هناك مئات المصابين بجروح شديدة وأكثر من 100 شخص يحتاجون إلى الرعاية الحرجة، وهؤلاء في أشد حالات المرض، كما أن هناك عدة آلاف آخرين، مصابون أيضًا بجروح أو لهم احتياجات صحية أخرى، ولا يمكنهم الحصول على أي نوع من الرعاية.
والوقت الضيق، وتعقُّد الترتيبات اللوجيستية للنقل، والتلفيات التي أصابت الطرق، وقبل كل ذلك الافتقار إلى الرعاية الداعمة أثناء النقل، كلها عوامل تزيد من صعوبة نقلهم.
وعلاوة على ذلك، فإن مشافي وزارة الصحة الأربعة في جنوب غزة قد بلغت بالفعل طاقتها الاستيعابية أو تجاوزتها، وتفتقر إلى قدرات الرعاية الحرجة والمستلزمات اللازمة لعلاج المزيد من المرضى.
وفيما يخص اللوازم الطبية، فإن نقصها يعرض حاليًا حياة المرضى للخطر ويعيق العاملين الصحيين، واللوازم التي كانت المنظمة قد جهزتها من قبل في غزة اُستهلك معظمها.
وفي 9 أكتوبر، التقى المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وافق على طلب المنظمة لتسهيل إيصال الإمدادات الصحية وغيرها من الإمدادات الإنسانية من المنظمة إلى غزة عبر معبر رفح.
وتكرر المنظمة دعوتها إلى إتاحة دخول الإمدادات المنقذة للحياة وتوصيل الوقود والماء والغذاء لأغراض إنسانية، وإلى توفير الحماية بموجب القانون الإنساني الدولي للمدنيين والعاملين الصحيين والبنية الأساسية الصحية، وإلى وضع حد للأعمال العدائية والعنف في نهاية المطاف.
وأعلنت المنظمة عن هبوط طائرةٌ تحمل 78 مترًا مكعبًا من الإمدادات الصحية في مطار العريش في مصر قادمة من مركز الإمدادات اللوجيستية التابع للمنظمة في دبي، تمهيدا لتسليمها إلى غزة لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة بمجرد إنشاء ممر إنساني لإيصال المساعدات عبر معبر رفح.
وأشارت المنظمة، إلى أنه فى كل ساعة تبقى فيها هذه الإمدادات على الجانب المصري من الحدود، يموت المزيد من الفتيات والفتيان والنساء والرجال، وخاصةً الفئات الأكثر تعرضًا للمخاطر والأشد تأثرًا بها أو المعاقين، بينما الإمدادات التي يمكن أن تنقذهم متوافرة على بُعد أقل من 20 كيلومترًا (12 ميلًا).
وأوضحت أن الإمدادات تشمل ما يكفي من أدوية الرضوح والإمدادات الصحية اللازمة لها وذلك لعلاج 1200 جريح و1500 مريض يعانون من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري ومشكلات التنفس، بالإضافة إلى الإمدادات الصحية الأساسية لتلبية احتياجات 300 ألف شخص، بمن فيهم الحوامل.
وتابعت: وتشمل الإمدادات أيضًا حقائب طبية ميدانية لمعالجة الرضوح تحتوي على ما يكفي من الأدوية واللوازم لعلاج 235 جريحًا، لافتة إلى أنه مع توقف المستشفيات في غزة عن العمل أو عجزها عن استيعاب المصابين، ومع تقييد الحركة بسبب القتال، فإن تلك الإمدادات ستحقق استقرار حالات المصابين وتمكّنهم من الحصول على الرعاية الفورية المنقذة للحياة في أي مكان يحتاج فيه الناس إلى الرعاية.
وأعلنت أن المنظمة ستعمل مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لضمان نقل الإمدادات وتسليمها عبر مصر لإدخالها إلى غزة.
وأشارت إلى أنه في حين يمكن الوصول إلى الجانب المصري من المعبر، إلا أن الجانب الإسرائيلي لا يزال مُغلقًا، ولا يمكن للمصابين بجروح خطيرة أو المرضى أو الضعفاء أن ينتظروا. وقد فُقِدت أرواح كثيرة بالفعل. وتضم المنظمة صوتها إلى الأصوات الداعية إلى فتح ممر إنساني على الفور عبر معبر رفح للوصول إلى غزة من أجل تسليم الإمدادات المنقذة للحياة إلى المرافق الصحية بشكلٍ آمن ومستمر، ولتوريد الوقود والمياه والأغذية وغيرها من المواد الضرورية للبقاء على قيد الحياة، وحماية العاملين في الرعاية الصحية والمرضى والمدنيين.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، على أن الوضع في غزة حرج للغاية، ومن الضروري أن تكون المساعدات الإنسانية، لا سيَّما الرعاية الصحية، والإمدادات الطبية، والغذاء، والمياه المأمونة، والوقود، والمواد غير الغذائية، والمأوى، في متناول مَن يحتاجون إليها، بلا عوائق ودون تعرُّض مَن يعملون على تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح للخطر.
وأضاف: "أشعرُ بحزنٍ عميق إزاء ما ذكرَته التقارير عن مقتل 9 من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) و11 عاملًا صحيًا في غزة، مطالبا بحماية العاملين في المجال الإنساني الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة العاجلة المنقذة للحياة في جميع الأوقات".
ومنذ أحداث طوفان الأقصى أعلنت لجنة مصر العطاء بالنقابة العامة للأطباء عن دعمها ومؤازرتها لحقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.
وأكدت اللجنة التابعة لنقابة أطباء مصر، أنها على استعداد منذ اللحظة الأولى لتقديم كل سبل الدعم المعنوي والمادي والإغاثي والبشري للشعب الفلسطيني الأبي.
وقالت فى بيانها إنها ستعمل على ذلك لنجدة الشعب الفلسطيني الأعزل ضد الاعتداءات الوحشية التي قامت بها قوات الاحتلال وأدت إلى هدم المنازل وتشريد المواطنين وخلفت مزيدا من الشهداء والمصابين.
وأشارت اللجنة فى بيان لها أن طوفان الأقصى ليس طوفانا للفلسطينيين فقط بل هو طوفان الأحرار والمظلومين في العالم كله ضد الاحتلال واغتصاب الحق وانتهاك المقدسات.
ومن جانبها أعلنت نقابة الصيادلة بالقاهرة عن التنسيق مع الجهات المعنية لتقديم كافة سبل الدعم المادي والدوائى للشعب الفلسطينى.
كما دعت كافة شركات ومصانع الدواء فى مصر لاتخاذ كافة الإجراءات، لتوريد الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للإخوة الفلسطينيين فى قطاع غزة وتفتح الباب لتلقى التبرعات من الأدوية والمستلزمات الطبية وذلك بالتعاون مع المؤسسات المختصة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نقابة الأطباء فلسطين إسرائيل الصحة العالمية غزة نقابة الصيادلة العدوان الإسرائيلي حرب غزة كارثة إنسانية الإمدادات الصحیة الصحة العالمیة المنقذة للحیاة الرعایة الصحیة قطاع غزة إلى أنه إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل - كوريا الجنوبية تعدل سياسات الرعاية الصحية لمواجهة أزمة الإضراب الطبي
أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية استبعاد أطباء الصحة العامة العاملين في المناطق ذات الخدمات الطبية المحدودة، مثل الجزر، من التعيينات الخاصة بنظام الرعاية الطبية الطارئة. يأتي هذا القرار في إطار جهود الحكومة للتعامل مع أزمة نقص القوى العاملة الطبية الناتجة عن الإضراب الجماعي للأطباء المتدربين.
خطة حكومية لتحسين نظام إرسال الأطباءصرّح باك مين سو، النائب الثاني لوزير الصحة والرعاية الاجتماعية، خلال اجتماع عُقد اليوم، بأن الحكومة وضعت خطة لتحسين نظام إرسال أطباء الصحة العامة والأطباء العسكريين. وتهدف الخطة إلى سد الفجوة في المؤسسات الطبية التي تعاني نقصًا في الكوادر، خصوصًا في ظل الإضرابات الجماعية التي تركت تأثيرًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحية الطارئة.
دعوة للحوار مع المجتمع الطبيدعا باك المجتمع الطبي، بما في ذلك الجمعية الطبية الكورية وجمعية الأطباء المتدربين، إلى المشاركة في هيئة استشارية تضم الأحزاب السياسية، الحكومة، والقطاع الطبي. وأكد أن الحكومة ستواصل الحوار المفتوح مع جميع الأطراف المعنية لتطبيع خدمات الرعاية الصحية.
وشدد باك على أهمية الحوار في إيجاد حلول للأزمة الحالية، مؤكدًا التزام الحكومة بالتواصل المستمر لضمان عودة الاستقرار لنظام الرعاية الطبية.
الإضراب وتأثيره على الرعاية الطبيةأدى الإضراب الجماعي للأطباء المتدربين إلى نقص حاد في الكوادر الطبية، مما دفع وزارة الصحة إلى اتخاذ تدابير استثنائية مثل إرسال أطباء الصحة العامة والأطباء العسكريين إلى المؤسسات الطبية المتأثرة. ومع ذلك، قررت الحكومة استبعاد العاملين في المناطق ذات الأولوية الطبية من هذه المهام لضمان عدم تأثر هذه المناطق بشكل إضافي.
مشاركة المنظمات الطبيةجدد النائب الثاني لوزير الصحة دعوته للمنظمات الطبية، مثل الجمعيات الطبية والأطباء المتدربين، للمشاركة في الجهود المشتركة لحل الأزمة. وأكد على ضرورة تكاتف الجهود بين جميع الجهات المعنية لتحقيق استقرار في نظام الرعاية الصحية وضمان استمرارية الخدمات الطبية للمواطنين.