[ المقاومة بين المثال والواقع ]
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
بقلم : حسن المياح – البصرة ..
عندنا في العراق يشمخ المسؤولون السياسيون الذين يتخذون من المقاومة الدرع الحصين ، والوقاء الأمين ، والسلاح المقاتل الهميم ، للبقاء والحفاظ على شخوصهم المكيافيلية المستفيدة ، تبوء مناصب في الدولة والحكومة ….. ولذلك يكون تصورهم عن المقاومة من خلال توظيف فهم المقاومة على أنها قوة دفاع وردع وجهاد ومقاتلة وتحرير وخلاص ، من كل ما هو غريب وعدو ، وأن الغربة تعني الإحتلال والوصاية ، والإستيطان والإستعمار ….
والمقاومة حسنة يقابلها الضد النوعي لها الذي هو السيئة العدوان …. وأن المقاومة هي الدواء والتطبيب والشفاء ، وهي السلاح الدافع درءأ ، والقضاء على السيئة …..
والمقاومة هذه بما هي عليه من سمعة طيبة ، وشرف عال ، ووجود كريم نظيف نزيه ، وشجاعة وبطولة ، وتضحية وفداء …. يمكن للمسؤول السياسي أن يتوسلها ويوظفها وظيفة منفعة براجماة ذات ، ومكيافيلة مصلحة حزب ، بما يخدم وجوده الحاكم المتسلط الدكتاتوري المتفرد الفرعون المستبد ، لما يصبغها صبغٱ مثاليٱ خياليٱ فانتازيٱ طائرٱ محلقٱ حالمٱ ، لما يعبر بقوله {{ أن سلاح المقاومةسيبقى جاهزٱ ، ولا يشار اليه بالإلقاء ، لما هو على الدوام محمول على الأكتاف }} …. وهذا قول يوتوبي مثالي معسول ، من خلاله تخدع الجماهير السطحية العاطفية التي تغفو على سماع صوت نغمات موسيقى التخدير ، الذي يسلبها عقلها ووعيها ، ويصادر إرادتها ، ويحجر ضميرها تجميد خضوع وخنوع وموافقة وقبول …. لكي يعيش المسؤول السياسي الجو الرومانسي المزده بألوان الطرب والرقص ، والعبث والمجون ، والترف والفرفشة ، والإرتياح والإنسياح ….. في طيبات وثروات العراق ، نهبٱ وسرقات ….. بإسم ، ورفع راية ، وإصدار تبجحات ، وإطلاق تصريحات ومزاعم وخطابات …. تشير وتؤكد ، أن المسؤول السياسي ذاك ، هو رئيس فصيل مقاومة ، أو أنه زعيم مليشيا مقاتلة ، وأنه الدرع الفخر ، وأنه القائد الزعيم الضرورة …..
وهذا هو التصور المثالي للمقاومة { الفزعة الصائلة الراهبة لأبناء الشعب في داخل الوطن لما يتظاهر الشعب مطالبٱ بحقوقه ، ويحمى وطيس شرارة غضبه ورفضه , الجامدة المجمدة ، اللامسؤولة ، واللامعدة ، واللامهيئة ، التي لا تقذف طلقة واحدة على العدو الصهيوني لما يحتل أراضي فلسطين الدولة العربية ، ويقتل ويهجر شعبها الفلسطيني …… } …..
وأن الجوهر والسبب الحقيقي الواقعي الذي على أساسه تنشأ وتؤسس وتكون المقاومة الحقة ، هي لما يحمل سلاحها ، وتنمى ترسانتها ، وتتكدس ذخيرتها ، ويستعد أسودها أبطالها ، وتكون صولتها ، محاربة ومقاتلة لكل ما هو عدوان إحتلال ، وإجرام إستيطان ، وسيطرة نهب إستعمار … دفاعٱ عن قداسة وطهارة أرض الوطن الأم ، وعن حماية الشعب من القتل والسجن والتهجير وظلم الإحتلال …..
وما قيمة قول { أن سلاح المقاومة محمول على الأكتاف ، وجاهز ، ومهيأ ….. ولكن لا نستخدمه إلا إذا تدخلت أميركا …. فإننا كرد فعل نتدخل ….. } …. وها هي أميركا بهيلها وهيلمانها قد تدخلت فعلٱ في الحرب مناصرة إسرائيل الصهيونية المحتلة ، وأنها قد أرسلت أكبر حاملة طائرات لها ، وقد دخلت البحر الأبيض لتقذف حمم قنابلها وصب جام غضب طائراتها ومقذوفات مدافعها على من يحاول أن يتدخل نصرة للشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضهم المغتصبة ، أو يؤذي لقيطتها وربيبتها السقط إسرائيل ، وأنها أرسلت مهم وضروري تعزيزاتها من السلاح والذخيرة واللوجست والخبراء ، وإذا تطلب الامر إرسال مقاتلين أميركيين ، فأميركا هي الجواد السخي المتلاف سرف عطاء ، وبذخ تزويد بمقاتلين أميركان طيارين ومارينز ، وما إسرائيل محتاجته ، وتريده ، وترغبه ….
فأين أنتم — يا قادة المقاومة الورق —- وأين هي فاعلية وصولات مقاومتكم الحقة الواقعية الموضوعية ، التي تزعمون أنكم قادتها ، وزعماؤها ، وحادو ركبها ، وأبطالها ، وأسودها ……. !!! ؟؟؟
هل أنتم حقٱ هكذا …… أم أنكم عبيد السفيرة الأميركية المحتلة المستعمرة ، تأتمرون بأمرها ، وتقادون أحمالٱ خرافٱ وديعة توجهون حسب إرادتها وقراراتها وتوجيهاتها وإشاراتها وتلويحاتها وأوامرها الصارمة التي يجب أن تنفذوها صاغرين هيابين بطشتها ، ومحاذرين قسوتها ، ومتجنبين ضرباتها وسخطها وعدم رضاها ؟؟؟ !!! ……
وأخيرٱ أقول :—-
هل أن مقاومتكم حية تنوش ….. أم أنها خلب فاشوش ….. ؟؟؟
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
حظر منتجات المستوطنات وتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل.. مجازر غزة تحرك بوريل
قال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، إنه بعد عام من المناشدات التي لم تلق آذانا صاغية من قبل السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق باحترام القانون الدولي في حرب غزة، لا يمكننا الاستمرار في العمل كالمعتاد".
وأضاف، لهذا السبب اقترحت على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حظر الواردات من المستوطنات غير القانونية وتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل، مؤكدا أن الاتحاد سيناقش هذه الإجراءات في مجلس الشؤون الخارجية الأسبوع المقبل.
After a year of unheeded pleas about the situation in Gaza, we cannot continue with business as usual.
I have proposed to EU Member States to ban import of products from illegal settlements and to suspend the political dialog with Israel.
Read my blog:https://t.co/n9BM5UbW5n pic.twitter.com/PdeMiYPfyy — Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) November 15, 2024
وأكد بوريل أنه اقترح فرض حظر على استيراد منتجات المستوطنات غير القانونية، استنادا إلى الرأي الاستشاري الأخير الصادر عن محكمة العدل الدولية، على غرار الحظر الحالي على استيراد المنتجات من الأراضي الأوكرانية المحتلة لأن الإنصاف هو العمود الفقري لمصداقية أوروبا.
كما طالب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان تقييم امتثال إسرائيل لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والتي سيقدمها إلى الدول الأعضاء قريبا، كما سيقترح بناء على هذا التقييم، على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل.
وتابع، "مع نفاد الكلمات لوصف الوضع المتدهور باستمرار في غزة، هناك نفاد كل شيء. في أجزاء كثيرة من قطاع غزة، لا يوجد شيء تقريبا يمكن أن يحافظ على الحياة البشرية المنظمة، وقد تم إخلاء شمال غزة، الذي كان في يوم من الأيام موطنا لأكثر من مليون شخص، بالكامل بعد عدة أسابيع من القصف المتواصل. تدمير آخر المراكز الصحية والملاجئ والمدارس المتبقية".
وأوضح، أنه ليس من قبيل المصادفة أن يتزايد استخدام عبارة "التطهير العرقي" لوصف ما يجري في شمال غزة، لكن ما نراه من مأساة غزة ليس سوى غيض من فيض.
ووصف إغلاق الشريط. وانعدام وجود المراقبين الدوليين منذ أكثر من عام، بأنه أطول تعتيم إعلامي تفرضه دولة "ديمقراطية" على الإطلاق، الإضافة إلى ذلك ، هناك أسباب للاعتقاد بأن استهداف صحفيين من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية. حتى يومنا هذا قتل أكثر من 130 شخصا.
وأشار إلى أن هذا النمط الذي ظل قائما لفترة طويلة جدا في غزة، يتكرر الآن في أماكن أخرى. في جنوب لبنان، بعض تم طمس 30 قرية – ليس نتيجة قتال عنيف، ولكن بطريقة خاضعة للرقابة، منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الضفة الغربية، عنف المستوطنين المتطرفين يجبر العديد من المزارعين والرعاة الفلسطينيين على ترك أراضيهم. وأصبحت أشجار الزيتون المقتلعة والماشية التي قتلت أو سرقت وأحرقت المركبات جزءا من الواقع اليومي في العديد من المجتمعات الريفية.
وقال إن الغارات الجوية الإسرائيلية على جنين وطولكرم، وهي الأولى منذ أكثر من عقدين، زادت من تدمير البنية التحتية المدنية التي خلفتها الجرافات في وقت سابق من هذا العام.
وتابع، أن التمسك بالنظام العالمي القائم على القواعد يبدأ بتطبيق قواعده دون تمييز والدفاع عن المؤسسات المكلفة بتنفيذها، وهذا ينطبق على الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك على المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والأونروا وجميع وكالات الأمم المتحدة.
وفي حالات أخرى تنتهك فيها هذه القواعد الدولية بصورة روتينية، لقد فرضنا العديد من العقوبات - من حظر التأشيرات وقوائم الإرهاب إلى قيود الاستيراد والعقوبات الاقتصادية. وحتى الآن، نجت إسرائيل من أي عواقب ذات مغزى.