الضفة الغربية جبهة المواجهة الشاملة مع إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أدت حملة القصف الإسرائيلية المدمرة على غزة بعد هجوم حماس الأسبوع الماضي إلى تأجيج أعمال العنف القاتلة في الضفة الغربية، حيث تتزايد المخاوف من أن المنطقة ستذهب إلى جبهة أخرى في حرب شاملة.
تم منع الوصول إلى المواقع التي كانت تشكل بؤر التوتر في الاحتجاجات السابقة
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه في أعقاب هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، في جنوب إسرائيل، هاجم المستوطنون اليهود الفلسطينيين واشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين، حيث شددت إسرائيل قبضتها على المنطقة لمنع وقوع المزيد من الهجمات.
Israel’s devastating bombing campaign on Gaza after last week’s Hamas attack has fueled deadly violence in the West Bank, where concerns are rising that the territory could erupt into another front in the war https://t.co/2DMXV1Zrpn https://t.co/2DMXV1Zrpn
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 16, 2023 الأكثر دمويةوقتل ما لا يقل عن 56 فلسطينياً في "الضفة الغربية والقدس الشرقية"، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية. وقالت الأمم المتحدة إن الأسبوع الماضي كان الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 2005 على الأقل مع إصابة أكثر من 1100 شخص خلال اشتباكات متفرقة.
وبحسب الصحيفة، منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس، المجموعة التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، تقول إسرائيل إنها أسقطت حوالي 6000 قنبلة تستهدف الحركة في قطاع غزة، فيما تستعد لشن هجوم بري لغزو القطاع. وقد يؤدي ذلك إلى تأجيج المزيد من المواجهات في الضفة الغربية ويدفع الأراضي إلى الاقتراب من "مواجهة شاملة" مع إسرائيل.
وقتل أكثر من 2300 فلسطيني في غزة خلال الأسبوع الماضي، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال. وأثارت هذه الخسائر احتجاجات في أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك رام الله ومدينتي جنين ونابلس.
وقالت كبيرة محللي شبكة السياسة الفلسطينية ومقرها رام الله يارا هواري، إن "الحزن والغضب واضحان.. غزة والضفة الغربية ليسا كيانين منفصلين. إنهم منقسمون، ولكنهم ينتمون معاً ثقافياً واجتماعياً إلى حد كبير".
Israel-Hamas War Intensifies: Live News and Analysis https://t.co/np9pG6ZtPv via @wsj
— drdivine (@drdivine) October 15, 2023 أعمال عدائيةوتأتي الأعمال العدائية الحالية بعد عملية عسكرية إسرائيلية مطولة في الضفة الغربية، رداً على سلسلة من الهجمات داخل إسرائيل، بما في ذلك في تل أبيب، في وقت سابق من هذا العام. قُتل ما مجموعه 35 إسرائيلياً، من بينهم 26 مدنياً، هذا العام حتى(آب) أغسطس، وفقاً لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت. وعلى الرغم من الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف التوترات، استمر العنف في التصاعد حتى هجوم حماس من غزة.
وتضم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الائتلافية أحزاباً قومية متطرفة دفعت من أجل توسيع السيادة اليهودية في الضفة الغربية ووصف المستوطنون بدورهم الاشتباكات مع الفلسطينيين بأنها دفاع عن النفس.
كان الشهران الأولان من هذا العام الأكثر دموية في بداية أي عام في الضفة الغربية منذ أكثر من عقدين، نتيجة للغارات العسكرية الإسرائيلية في عمق الأراضي الخاضعة للإدارة الفلسطينية فيما يقول مسؤولون إسرائيليون إنه رد على الإرهاب.
وبحسب الصحيفة، قامت الجماعات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية بتخزين مخابئ الأسلحة غير القانونية، وبعضها من العراق وسوريا، مما ساعد على زعزعة استقرار المنطقة وتعكس الزيادة في تهريب الأسلحة أيضاً ضعف قبضة السلطة الفلسطينية على الأمن في القطاع، مع تنافس الجماعات المسلحة الجديدة على السلطة في الأشهر الأخيرة.
قلق.. وانتفاضة حتميةوقال رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب مايكل ميلشتين: "أنا قلق للغاية بشأن ما يحدث في الضفة الغربية"، لكنه أضاف أن انتفاضة أخرى ليست "حتمية" لكنه أمر مطروح بقوة.. وأضاف "السؤال هو ما إذا كان الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية سوف تردعهم "الرؤى الدرامية" التي سيرونها في غزة، أو ما إذا كانوا سيظهرون تضامنهم".
وعلى مدار عامين في جميع أنحاء الضفة الغربية، شهد الفلسطينيون موجة من المستوطنين المسلحين الذين يهاجمون منازلهم ويدمرون ممتلكاتهم، وفقاً للأمم المتحدة.
وقتل 16 فلسطينياً، الجمعة، في أنحاء الضفة الغربية. وفي وقت سابق من الأسبوع، قُتل 3 رجال فلسطينيين في هجوم شنه مستوطنون في قرية قصرة بالقرب من نابلس، بحسب السلطات الفلسطينية. وفي اليوم التالي، هاجم المستوطنون الجنازة، وقتلوا رجلين آخرين.
תיעוד: מתנחל ירה מטווח אפס בפלסטיני בכפר א-תוואני pic.twitter.com/2K6or6V80j
— B'Tselem בצלם بتسيلم (@btselem) October 13, 2023وفي مقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم"، شوهد رجل قالت المنظمة إنه مستوطن إسرائيلي، برفقة جندي إسرائيلي، وهو يدخل قرية التواني بالقرب من الخليل بالضفة الغربية ويطلق النار على رجل أعزل في الضفة الغربية. مسافة قريبة وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، موقع الحادث في الفيديو بالإضافة لتاريخه.
منذ هجوم حماس، يقول الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 330 شخصا في مداهمات في جميع أنحاء الضفة الغربية، من بينهم 190 ناشطاً مزعوماً لحماس، التي تتواجد ولكنها لا تهيمن على المناطق. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه أحبط أكثر من 10 هجمات إرهابية في الضفة الغربية منذ بداية الحرب.
أغلقت القوات الإسرائيلية المعابر المؤدية إلى الضفة الغربية، واستخدمت نقاط التفتيش وحواجز الطرق لفصل الأجزاء الشمالية والجنوبية من الأراضي عن بعضها البعض. كما تم منع الوصول إلى المواقع التي كانت تشكل "بؤر التوتر" في الاحتجاجات السابقة، مثل بلدة حوارة، حيث لا يتمكن سوى الإسرائيليين فقط من الوصول إلى الطريق. وقال سكان من المنطقة، إن "المتاجر هناك مغلقة منذ أسبوع، ويحتاج السكان إلى إذن حتى لإخراج القمامة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الضفة الغربية أنحاء الضفة الغربیة فی الضفة الغربیة هجوم حماس أکثر من
إقرأ أيضاً:
نذر الانفجار الكبير فى الضفة الغربية
تتواتر نذر النار فى الضفة الغربية، كأنها استئناف للحرب على غزة وتصعيد بالوقت نفسه لمستوى المواجهات الوجودية، أن تكون أو ألا تكون القضية الفلسطينية.
لم تكن مصادفة أن تكون جنين ومخيمها بالذات أول مواجهات النار.
تمثل جنين عقدة مستحكمة أمام آلة الحرب الإسرائيلية، التى لم تتمكن من إخضاعها رغم الحملات والمداهمات المتصلة بكل أنواع الأسلحة والجرافات والطائرات.
«جنين هى النموذج والبداية». كان ذلك تصريحًا لافتًا لوزير الدفاع الإسرائيلى «يسرائيل كاتس»، الذى يفتقر إلى أية خبرة عسكرية، لكنه ينطق بما يريده رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو".
الكلام يعنى بالضبط أن تكون جنين «أمثولة» تتحطم فيها مقومات الحياة حتى يدب الذعر فى أنحاء الضفة الغربية. بتعبير آخر لـ«كاتس»، قال إن: «عملية جنين جزء من عملية أكبر ضد إيران والميليشيات الحليفة لها».
إنها محض ذريعة لتسويغ فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
من حيث التوقيت يستهدف «نتنياهو» الدخول فى حرب جديدة خشية عواقب وقف إطلاق النار على مستقبل حكومته. لم تكن هدنة غزة خياره فقد رفض مشروعًا مماثلًا فى مايو (2024) قدمه الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن باسمه، لكنه لم يتبنه ولم يدافع عنه وعمل على إجهاضه.
كما ليس بوسعه الانتظار إلى حين انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق حتى ينهيه بذريعة أو أخرى حسب نواياه المعلنة، خشية أن تفضى التفاعلات الداخلية الإسرائيلية إلى إحكام الخناق عليه وإجباره على الاستقالة وخسارة مستقبله السياسى.
كان تصدع تحالفه الحكومى باستقالة وزير الأمن القومى المتطرف «إيتمار بن غفير» احتجاجًا على وقف إطلاق النار فى غزة، الذى اعتبره كارثيًا، وتلويح وزير متطرف آخر «بتسلئيل سيموتريتش» بالاستقالة، داعيًا جوهريًا لفتح جبهة حرب جديدة حتى يتجنب انهيار حكومته.
يجد «نتنياهو» نفسه فى هذه اللحظة أسيرًا سياسيًا لدى «سيموتريتش» وكلمته نافذة فى الخيارات الرئيسية. إنه رجل المستوطنات والمستوطنين وقضيته الرئيسية فرض السيادة على الضفة الغربية بلا إبطاء.
«نتنياهو» يشاركه الأفكار نفسها، لكنه قد يميل إلى شىء من التحسب قبل تفجير الضفة الغربية.. فيما يطلب هو برهان أمام قواعده اليمينية المتشددة يثبت أن وجوده فى التشكيل الحكومى أفيد من استقالته.
المثير أن آخر استطلاعات الرأى العام فى الدولة العبرية تكشف أن أغلبيته مع إنفاذ اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة جميع الأسرى والرهائن فى غزة.
إذا أجريت الانتخابات الآن فإن حزب الصهيونية الدينية، الذى يترأسه، لن يتجاوز نسبة الحسم. وفق الاستطلاعات نفسها فإن حظوظ الليكود ارتفعت عما كانت عليه من قبل، لكن نتنياهو لا يريد أن يغامر، أو أن يجد نفسه خلف جدران السجون محكوما عليه بتهم الفساد والاحتيال والرشى.
كانت استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلى «هيرتسى هاليفى» إثر الإعلان عن هدنة غزة معترفًا بمسئوليته الكاملة عن التقصير الفادح فى (7) أكتوبر داعيًا جوهريًا آخر لمزيد من القلق عند مركز صنع القرار.
احتذى موقف «هاليفى» قادة عسكريين آخرين، أبرزهم قائد المنطقة الجنوبية «يارون فينكمان». الاستقالات فى توقيتها وسياقها بدت نوعًا من حفظ ماء وجه القيادات العسكرية بدلًا من الخضوع لإهانات الإقالة، التى يتبناها رموز اليمين المتطرف حتى يمكن إعادة بناء القيادة العسكرية وفق تصوراتهم لإدارة الحروب. إنه زلزال حقيقى فى المؤسسة العسكرية توابعه قد تضرب فى صلب أدوارها وطبيعة النظرة إليها بالمجتمع الإسرائيلى.
ثم أنه يجعل من مثول «نتنياهو» أمام جهة تحقيق مستقلة مسألة محتمة الآن، أو فى المدى المنظور عن مسئوليته السياسية عن الفشل الذريع فى السابع من أكتوبر، لكنه يسعى بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لتأجيل أية محاسبة مفترضة لأطول فترة ممكنة، ربما يمكنه خلالها أن يحقق شيئًا مما يطلق عليه «النصر المطلق»!
لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنه سوف ينجح بالضفة الغربية فيما فشل فيه بغزة. فى (8) يناير الحالى نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية فى افتتاحيتها أن إسرائيل تريد تحويل الضفة الغربية إلى أطلال.
كان ذلك كشفًا مبكرًا عما تنتويه آلة الحرب الإسرائيلية من مداهمات عسكرية لكل مدنها وتقتيل جماعى لمواطنيها والتطهير العرقى وتهجيرهم قسريًا إلى الأردن. إنه مشروع يستهدف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى يهودا والسامرة، فى طولكرم وجنين ونابلس وفى أى مكان يهدد المستوطنين الإسرائيليين، بنص تعبير سيموتريتش.
إذا فرضت السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية بقوة السلاح وأعمال العنف فسوف تفتح أبواب الجحيم كلها مرة واحدة وتمتد نيرانها إلى كل مكان.
إنها الكراهية عندما تتجاوز كل حد وتصور. كل شىء سوف يكون محتملًا، هدم المسجد الأقصى والقتل على الهوية الدينية بأى مكان فى العالم.
سوف تتقوض إلى الأبد أية رهانات على القانون الدولى، الذى يجرم الاستيطان فى الضفة الغربية، أو أية رهانات أخرى على «حل الدولتين»، وتتحلل السلطة الفلسطينية من تلقاء نفسها، رغم أدوارها فى التنسيق الأمنى مع إسرائيل لملاحقة جماعات المقاومة!
عند هذه اللحظة يصبح الكلام عن منح إسرائيل أية حوافز باسم البحث عن السلام إدماجا فى معادلات المنطقة غير محتمل على أى نحو أو بأى قدر.
أين إدارة دونالد ترامب من ذلك كله؟! فى يومه الأول بالبيت الأبيض صدرت عنه إشارات خطرة تشكك بقدرة اتفاق وقف إطلاق النار بغزة على الصمود لما بعد المرحلة الأولى، وتلغى عقوبات أمريكية على مستوطنين إسرائيليين ارتكبوا أعمالًا إجرامية مروعة بحق فلسطينيين عزل.
الأخطر التعهد بإدارة معركة ضد محكمتى العدل الدولية والجنائية الدولية لمنع الأولى من إدانة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة فى غزة.. وتعطيل الثانية عن متابعة مذكرتيها بتوقيف «نتنياهو» ووزير دفاعه المُقال «يوآف جالانت» بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
هذه كلها نذر انفجار كبير يستدعى المقاومة الفلسطينية من جديد، التى أثبتت جسارتها وصلابتها دومًا، لتقول كلمة أعدل القضايا الإنسانية فى التاريخ الحديث كله.
(الشروق المصرية)