تحقيق.. هل قصفت إسرائيل الطريق الآمن بغزة؟
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
بعد يوم واحد فقط من أمر إسرائيل 1.1 مليون مدني بمغادرة شمال قطاع غزة الذي تشن فيه عملية عسكرية مكثفة رداً على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس قبل 9 أيام داخل الأراضي الإسرائيلية، دمر انفجاران يوم الجمعة عدة سيارات تحمل نازحين تسير على طول أحد الطرق الرئيسية في القطاع جنوباً.
وتظهر مقاطع الفيديو التي تم التحقق منها من قبل صحيفة "فايننشال تايمز" 12 جثة لرجال ونساء وأطفال في شارع صلاح الدين، الذي وصفته إسرائيل لاحقاً بأنه "طريق آمن"، بينما هزّ أحد الانفجارات سيارة إسعاف وهي تحاول مغادرة مكان الحادث مع بعض المصابين.
وألقت حماس باللوم على إسرائيل لضربها قافلة مدنية، قائلة إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً وإصابة 200 آخرين، بينما نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، هذه المزاعم، وقال للصحيفة إن الجيش الإسرائيلي لم "يضرب أي مكان.. حماس وراء ذلك، تستخدم قتل المدنيين الفلسطينيين لأغراضها السياسية الخسيسة".وتقول الصحيفة في تحقيقها، إن مثل هذه الخلافات حول مقتل المدنيين هي سمة منتظمة من سمات الحرب الحديثة، وخاصة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولتقييم المزاعم المتنافسة، عملت "فايننشال تايمز" مع "أيروارس"، وهي مجموعة لمراقبة النزاع، فضلاً عن خبراء في الذخائر لإلقاء الضوء على طبيعة الهجوم وتوقيته وعواقبه ونوع المتفجرات المستخدمة.
ففي حين تم تقديم تأكيدات من قبل الجانبين حول الحادث وعدد القتلى، فإن الأدلة المتاحة أقل وضوحاً. ومع ذلك، فإن تحليل لقطات الفيديو يستبعد معظم التفسيرات باستثناء الضربة الإسرائيلية.
وقد قتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي، وفقاً للحكومة، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال. فيما قتل ما لا يقل عن 2500 فلسطيني جراء القصف الإسرائيلي، نصفهم تقريباً من النساء وأقل من 18 عاماً، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين.
ويشير التقرير إلى أنه يوم السبت، أبلغت إسرائيل سكان غزة أنها ستمتنع عن قصف طريقين للإخلاء لمدة 6 ساعات، بما في ذلك شارع صلاح الدين، حيث وقعت هذه الانفجارات، حتى يتمكن المدنيون من الاستمرار في التحرك جنوباً.تم تصوير أول فيديو للانفجارات حصلت عليه "فايننشال تايمز" من سطح مبنى يطل على شارع صلاح الدين وهو أحد طرق الإخلاء الرئيسية من الشمال إلى الجنوب، ويظهر سيارتين مشتعلتين بعد وقت قصير من الانفجار.
فيديو متداول لقافلة نازحين فلسطينيين قبل دقائق من الغارات الإسرائيلية.
وقتل أمس 70 فلسطينيا في القافلة وأصيب أكثر من 200 فلسطيني جراء الهجوم الإسرائيلي على قافلة من النازحين نحو جنوب القطاع.#غزة #فلسطين #فلسطين_المحتلة#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/aH9Hkegwfj
وبحسب الصحيفة، تشير الإضاءة والظلال إلى أنه تم تصويره في وقت متأخر من بعد ظهر يوم الجمعة، بعد ساعات من إشعار الإخلاء. على الرغم من محاولة الآلاف اتباع الأوامر، هناك عدد قليل من السيارات على الطريق.
وقد تحققت "فايننشال تايمز" من هذا الفيديو ومقاطع الفيديو الأخرى من خلال مقارنتها بصور الأقمار الصناعية وحسابات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات من مصادر رسمية. تم تحديد الموقع الدقيق للانفجارات لأول مرة من قبل الباحثين المفتوحين المصدر كريس أوسيك وجاب أوكر فريزين، والذي تحققت منه "فايننشال تايمز" بشكل مستقل.
تظهر اللقطات اللاحقة ما لا يقل عن 12 جثة في الشارع بينما تستمر السيارات في الاحتراق. ومن بين المركبات التي تضررت في الانفجار شاحنة ذات سرير مسطح يبدو أنها تقل أشخاصا تم إجلاؤهم من الشمال إلى الجنوب. ولا تزال جثث العديد من المدنيين، إلى جانب متعلقاتهم الملطخة بالدماء، مرئية على مقطوراتها.
Did Israel bomb a civilian evacuation route in Gaza? https://t.co/RqRPgKC1Ex
— FT World News (@ftworldnews) October 15, 2023ومن غير الواضح ما إذا كانت الشاحنة، التي توقفت على بعد نحو 40 متراً من السيارات في مركز الانفجار، قد أصيبت مباشرة.
وفي مقطع فيديو آخر تم تسجيله من خلال الزجاج الأمامي لسيارة إسعاف تصل إلى مكان الحادث، يهرع العديد من المستجيبين الأوائل للمساعدة بينما يلوح المارة في الشارع لجذب انتباههم.
وبينما يعالج عمال الإسعاف المصابين، يمكن سماع انفجارات متعددة في مقطع فيديو آخر للهاتف المحمول تم تسجيله في مكان الحادث.
وبينما يتدافع المستجيبون الأوائل لمساعدة الضحايا، تسمع انفجارات متعددة في الخلفية. انفجار قريب يهز سيارة الإسعاف، مما تسبب في ركابها للخروج والهروب.
واستناداً إلى مقاطع فيديو تم تسجيلها قبل وبعد ذلك بقليل، تظهر سيارة متوقفة في زاوية الشارع على بعد أقل من 25 متراً من سيارة الإسعاف المهجورة علامات انفجار على ما يبدو موقع ذلك الانفجار القريب.
السيارة غير تالفة عند وصول سيارة الإسعاف. بعد ذلك بوقت قصير، أصبحت خراباً ودماراً، مع وجود علامات تأثير مشابهة للسيارات الأخرى التي ضربت. يظهر جدار المبنى خلف السيارة أيضاً علامات تلف من انفجار قوي.
وبينما يلقي النشطاء المؤيدون للفلسطينيين وبيانات حماس الرسمية باللوم في الانفجارات على الضربات الجوية الإسرائيلية، من الصعب إثبات ما إذا كانت هذه الانفجارات جاءت من ضربة للجيش الإسرائيلي، أو صاروخ فلسطيني محتمل، أو حتى سيارة مفخخة.
وقال كريس كوب سميث، وهو خبير سابق في الجيش البريطاني وخبير في الأسلحة والذخائر، إنه في حين كان من الصعب التوصل إلى نتيجة نهائية، فإن الأدلة المتاحة تشير إلى أن السبب الأكثر ترجيحاً للانفجار هو ضربة صاروخية.
كما استبعد القنابل الثقيلة المصممة لاستهداف المباني حيث لا توجد فوهة مرئية. وقال كوب سميث إن صاروخاً مستهدفاً، على النقيض من ذلك، كان سيتسبب في أضرار تتفق مع تداعيات الانفجار وكان "سيضرم النار بالتأكيد في المركبات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة فایننشال تایمز
إقرأ أيضاً:
الضفة.. مقتل فلسطيني وإصابة 7 آخرين في اقتحامات واسعة للجيش الإسرائيلي
قتل فلسطيني وأصيب 7 آخرون، بينهم 3 برصاص الجيش الإسرائيلي، السبت، ووجهت تهديدات لعائلات فلسطينية، خلال اقتحام أحياء وقرى وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، لمنع احتفالات عائلات فلسطينية بتحرر أبنائها من السجون الإسرائيلية.
ففي شمالي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد شاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة (شرقي نابلس)" دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقبيل إعلان وزارة الصحة عن مقتله، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن "مواطنا أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس" ونقلت عن مصادر طبية أن حالة المصاب "خطيرة".
كما أفادت الوكالة أن "عددا من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل معتقل محرر في بلدة قبلان، جنوب نابلس (...) واعتدت على المواطنين الذين كانوا بانتظاره، بقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أدى لإصابات بالاختناق".
في حي كُفر عقب، شمال القدس، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أن طواقمها نقلت طفلا (14 عاما) إلى المستشفى بعد إصابته بالرصاص الحي خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للحي.
فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بوقوع إصابتين في الحي ذاته، إضافة إلى مداهمة القوات الإسرائيلية منزل الأسير المحرر أشرف زغير.
وأضافت أن "قوات الاحتلال اقتحمت بلدة الرام، شمال القدس المحتلة، وبلدة العيزرية جنوبا، وداهمت منزل المعتقل المحرر إبراهيم أبو سنينة، ومنعت التجمع لاستقباله".
وفي وقت سابق السبت، أعلنت إسرائيل أنها أطلقت سراح 200 أسير فلسطيني تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما تم إبعاد 70 منهم إلى مصر، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار بغزة.
في محافظة رام الله والبيرة (وسط)، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي النار على مواطن في حي جبل الطويل، ما أدى لإصابته في القدم، ونقل على إثرها إلى المستشفى، بحسب الوكالة.
كما أكدت "وفا" أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت، عددا من منازل الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال".
كما اقتحمت القوات الإسرائيلية عدة بلدات وقرى، بينها سلواد، عين قينيا، بيرزيت، قراوة بني زيد، بيت لقيا، والمغير، وهددت عائلات الأسرى المحررين باتخاذ إجراءات عقابية في حال تنظيم مظاهر احتفال، حسب الوكالة.
وجنوبي الضفة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها نقلت إلى المستشفى "4 إصابات نتيجة اعتداء (من قبل الجيش) على شبان في جبل جوهر بمدينة الخليل".
فيما قال شهود عيان للأناضول إن الجيش الإسرائيلي اقتحم وسط مدينة الخليل مصطحبا جرافة، وتمركز بمنطقة دوار ابن رشد.
ووفق تقدير الشهود "فإن آليات الاحتلال تمركزت في منطقة اعتاد سكان الخليل تنظيم وقفات فيها، وربما جاءت لمنع تنظيم مسيرة احتفاء بالأسرى المحررين".
وجنوب مدينة الخليل، اقتحم الجيش بلدات: بيت عوّا والظاهرية ودورا، وحذر عائلات أسرى أفرج عنهم من إبداء أي مظاهر احتفالية.
ووفق الشهود، فإن الجيش الإسرائيلي اقتحم استوديو للتصوير النسائي في بلدة بيت عوّا، واعتقل مالكة الاستوديو بذريعة طباعة صور أسرى من البلدة أفرج عنهم.
وشمال مدينة الخليل، "أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أمر" وفق "وفا".
وأضافت الوكالة أن "مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت منطقة البياضة في بيت أمر، أصيب على إثرها عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، جرى نقلهم إلى مركز طبي في البلدة".
وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وشهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وبالتوازي وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة فيما صعد المستوطنون اعتداءاتهم ما أسفر عن مقتل 876 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700 فلسطيني، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.