دخلت هدنة إنسانية في غزة حيز التنفيذ بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، على رأس الساعة، فيما نفت حماس علمها بالهدنة، وفق نبأ عاجل نشرته قناة "العربية" اليوم الإثنين.

الهلال الأحمر يكشف حقيقة تبرع محمد صلاح لأهالي غزة (فيديو) الأمم المتحدة تدعو لإطلاق سراح الرهائن ودخول المساعدات إلى غزة

والهدنة المتفق عليها تتعلق بجنوب غزة فقط، إذ جرى إطلاق رشقات صاروخية جديدة باتجاه غلاف غزة تزامنا مع بدء سريان الهدنة الإنسانية المفترضة.

وفي سياق متصل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأحد، إن إطلاق سراح الرهائن ودخول المساعدات إلى غزة يجب ألا يصبحا ورقة مساومة.

الأمم المتحدة تناشد بالإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات لغزة

وناشد غوتيريش في بيان حركة حماس بالإفراج الفوري عن الرهائن دون شروط، كما ناشد إسرائيل إتاحة وصول المساعدات وعمال الإغاثة إلى قطاع غزة على نحو سريع ودون عوائق.

كما حذر الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية اليوم الأحد من أن اجتياحاً برياً إسرائيلياً لقطاع غزة "قد يفضي إلى إبادة جماعية غير مسبوقة".

وطالب بيان مشترك صدر عقب اجتماع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي "بوقف فوري للأعمال العسكرية في غزة".

وحذّر من أن "عملية برية إسرائيلية في غزة ستنطوي دون شك على عدد كبير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال، الأمر الذي قد يفضي إلى إبادة جماعية غير مسبوقة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الاحتلال المقاومة الوفد بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟

نكتب ساخرين رغم آلام غزة، وحُق لنا أن نسخر من النظام الرسمي العربي، وخاصة ما كان يسمى بالدول المؤثرة أو ذات الثقل، ولا نظنه بعد الطوفان إلا ثقل شحوم ودهون (ونحفظ للمقال رائحة طيبة). سقطت إلى الأبد مؤسسة كانت تسمى الجامعة العربية، وتلك الجملة التي تليها في نشرات الأخبار مؤسسات العمل العربي المشترك.

يحق لنا طرح السؤال، فقد عشنا طيلة أكثر من نصف قرن بوهم تحرير فلسطين عبر العمل العربي المشترك، فإذا بالأنظمة العربية تشترك كلٌّ بما استطاعت من وسائل في تأبيد احتلال فلسطين، وفوق ذلك لا يستحون أن يفضح العدو تحريضهم إياه على تدمير المقاومة.

بماذا سيحكمون شعوبهم الآن وقد انفضح تآمرهم على المقاومة وعلى من يناصرها ولو بالكلمة؟ ستكسب المقاومة الكثير من حربها، وهي الآن فاعل مركزي في المنطقة، فكيف ستفعل الأنظمة التي تكلمت ذات يوم باسم فلسطين وتحرير المقدسات؟

عشنا طيلة أكثر من نصف قرن بوهم تحرير فلسطين عبر العمل العربي المشترك، فإذا بالأنظمة العربية تشترك كل بما استطاعت من وسائل في تأبيد احتلال فلسطين، وفوق ذلك لا يستحون أن يفضح العدو تحريضهم إياه على تدمير المقاومة. بماذا سيحكمون شعوبهم الآن، وقد انفضح تآمرهم على المقاومة وعلى من يناصرها ولو بالكلمة؟ 
لم نعد نر إلا أجهزة القمع

منذ أول انقلاب عسكري عربي، كان خطاب الشرعية السياسية يقوم على معركة تحرير الأمة، بدءا بتحرير فلسطين، ولا نحصي كم حج خطباء الانقلابات إلى القدس الشريف. لكن بعد حرب الطوفان والتآمر على المقاومة، هل مازال يمكن تسويق هذا الخطاب للجمهور الذي عاش المعركة، ومُنع بكل السبل من المشاركة فيها، أو حتى التبرع لها بالدم؟

هذه الذريعة لبناء الشرعية سقطت، بل تعرت ككذبة وفضيحة، وصارت مطعنا في الشرعية السابقة؛ فقد صحح الطوفان إذن الأكاذيب السابقة، وسحب الأكاذيب الراهنة، ومنع أكاذيب في المستقبل. الأنظمة العربية إلا الاستثناء القطري، لم تعد تملك الكذب باسم فلسطين، ولن يمكنها إسناد كراسيها على المعركة القومية التي خذلوها. وما يسري على الأنظمة، يسري على الحركات السياسية القومية واليسارية، التي تدافع عن هذه الأطروحة وتبني عليها وجودها، ومن أجلها وقفت مع كل انقلاب حتى صارت مجرد حركات انقلابية.

وإذا أضفنا هذا الخذلان السياسي والعسكري للمقاومة إلى فشل الأنظمة العربية في كل معارك التنمية المعلنة، ودفعها بلدانها إلى درجات من التداين التي تكبلها الآن وفي المستقبل، فبماذا ستسند شرعيتها؟ علما أن لا أحد منها وصل إلى الحكم بانتخابات نزيهة أو تقف وراءه كتلة شعبية محترمة، أو خاض معركة حقيقة حتى ضد وباء كورونا. لم تبق إلا أجهزة القمع بكل عتادها، ونظنه العتاد الوحيد الصالح للاستعمال في ثكنات الأنظمة.

وتيرة القمع سترتفع

تآكل عناصر الشرعية لم يُبق للأنظمة العربية أسسا تحكم بها غير أن تغتصب إرادة شعوبها لمدة أخرى بوتيرة قمع أشد وأنكي. تقف معها الآن فئات من الطامعين في الفيء، ولكن هذا الفيء نفسه يتقلص باستمرار، ولن يكون بالإمكان رشوة أجهزة إعلامية عالمية ذات مصداقية للدفاع عنها. وحتى الصحف الغربية ذات الصيت التي كانت تنشر لها مقالات دعاية مدفوعة الأجر، فقدت مصداقيتها في حرب الطوفان، ولن يمكن ترويج المزيد من الأكاذيب عن نجاحات سياسية عربية أمام شعوبها أو أمام العالم. لقد مسح بها نظام جنوب أفريقيا البلاط.

وقد استعمل الكيانُ الأنظمةَ قبل الطوفان ثم استنزفها حتى العظم في هذه المعركة، وباركت الأنظمة الغربية دور هذه الأنظمة وأسندتها بالمال والسياسة. ولكن الأنظمة الغربية فقدت الكثير من المصداقية أمام شعوبها، وستناور في المدة القريبة -بمجرد الوصول إلى وقف إطلاق نار- من أجل ترميم علاقتها بشعوبها الثائرة، ومن أجل إعادة تسليك قنوات العمل لشركاتها التي تضررت بالمقاطعة. ومن أجل ذلك، ستتخلى عن كثير من دعم الأنظمة العربية وتمارس تمثيليات دعم الديمقراطية، وهي عادة تتقنها، ولهذا ثمن مالي وسياسي في مدى منظور.

استعمل الكيانُ الأنظمةَ قبل الطوفان ثم استنزفها حتى العظم في هذه المعركة، وباركت الأنظمة الغربية دور هذه الأنظمة وأسندتها بالمال والسياسة. ولكن الأنظمة الغربية فقدت الكثير من المصداقية أمام شعوبها، وستناور في المدة القريبة -بمجرد الوصول إلى وقف إطلاق نار- من أجل ترميم علاقتها بشعوبها الثائرة، ومن أجل إعادة تسليك قنوات العمل لشركاتها التي تضررت بالمقاطعة. ومن أجل ذلك، ستتخلى عن كثير من دعم الأنظمة العربية وتمارس تمثيليات دعم الديمقراطية.
سنسمع في منتديات الغرب السياسية حديث دعم الحريات والديمقراطية في مصر وتونس والجزائر، وحتى في حقول النفط السعودية، وتترجم هذه الخطابات بابتزاز وضغط، قد تفلح نخب مقموعة في الاستفادة منه والخروج إلى الشوارع (وإن كان هذا أملا ضعيفا). كل هذا سيدفع الأنظمة إلى المزيد من القمع والفشل الاقتصادي، بما يجعلها في مواجهة شوارع مفقرة ومقهورة، ترى في يحيى سريع بطلا قوميا، وتسخر من السيسي وتبون وسعيد.

شرعية المقاومة تعود وتوجه الشارع العربي

هذه نتيجة مباشرة وسريعة لمعركة الطوفان؛ فقد اتضحت الصفوف وتعمق الفرز، حتى لم يعد هناك مجال للتراجع. توقعاتنا -وهي متفائلة- أن لن تطير الطائرات فوق غزة وترجمها، فقد استقلت غزة، وستعاني إعادة الإعمار بالروح نفسها التي قاومت بها تسعة شهور (نرجح تواصل المناوشات حتى نهاية السنة). وستتكلم المقاومة وأنصارها في الشعوب عن مكاسب المقاومة وتبني عليها، وسيكون خطابها القادم: القدس محررة دون تدخل الأنظمة المتواطئة.

شرعية أخرى قامت على الأرض وخارج الخطاب القومجي المخادع للأنظمة وللحركات القومية التي تخلفت عن المعركة. لقد خاب ظننا وقت المعركة من درجة التعاطف الشعبي الضعيفة، وعدم تثوير الشوارع العربية مع المقاومة، ولكن هبة الأردنيين للتبرع بالدم عندما نادى المنادي بذلك، كشفت مقدار الإخلاص للمقاومة، وهذه أرصدة كامنة سيكون لها أثر وفعل في قادم الأيام.

ترك الربيع العربي أثرا في النفوس، وطعم الحرية لم يغب عن ألسنة تذوقته، وقد أعقبته مرارة الانقلابات والخيبة، ولكن رُب خيبة تعلم. سيخوض التونسيون انتخابات مغشوشة ويزداد وعيهم بالحرية، وستكون لأزمات الكهرباء وانقطاع مياه الشرب وتجميد الرواتب وإغلاق باب التشغيل، وحتى انعدام أعلاف الدواب؛ أثر في النفوس. وهذه التراكمات مضافة إلى انتصار غزة واستقلالها لن تكون بلا تأثير، إنما الأمر متعلق بقادم لا يمكن توقعه.

في انتظار هذا القادم المجهول، الذي قد يكون صفعة أمنية أخرى على وجه فقير مثل البوعزيزي، فإننا أيقنّا أن لا نظام من أنظمة الحكم العربية يملك شرعية البقاء وشرعية الحكم، لقد كشفتهم حرب الطوفان، فتعرّت بقية العورات التنموية والسيادية. نحن الآن محكومون بأجهزة قمعية تحمي أنظمة فاشلة ومعادية لشعوبها، وهذا وضع مؤقت كلما رفع من درجة القمع ليبقى، انكشف أكثر مثل ضرس أصابه سوس.

السياسي العربي المعارض الذي سيرتب جمله وأفعاله على نتائج حرب الطوفان، سيكون له الحق في قيادة شعبه نحو نصر ديمقراطي عظيم. متى ذلك؟ لقد علمتنا غزة الصبر.

مقالات مشابهة

  • بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • بعد جرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • هدنة غزة.. نتنياهو يحدد موعد بحث "مقترحات حماس"
  • زيلينسكي يشكر الولايات المتحدة على حزمة المساعدات العسكرية الجديدة
  • بلينكن والصفدي يبحثان هاتفيا مرحلة ما بعد الحرب في غزة
  • بعد استشهاد الطفلة هند.. طياران أميريكان يصفان ما يحدث في غزة بأنه «إبادة جماعية»
  • الأمم المتحدة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة أطلقت العنان لدوامة من البؤس الإنساني
  • السفير أبو علي: الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع عملية إبادة على مرأى ومسمع من العالم
  • الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول نصف المساعدات إلى شمال غزة
  •  الأمم المتحدة: "إسرائيل" منعت وصول أكثر من نصف المساعدات لشمال غزة