ورد الى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سؤال عبر صفحتها الرسمية يقول صاحبه: أدخل في الصلاة مع الإمام فيركع وأنا لم أكمل الفاتحة، فهل أكملها وأخالف الإمام، أم أقطعها وأتابع الإمام؟"

ردت لجنة الفتوى: "ينبغي عليك قطع قراءة الفاتحة وتتابع الإمام، والإمام يحملها عنك؛ لأن الراجح الذي عليه الجمهور أن الإنسان إذا أدرك الإمام في الركوع فقد أدرك الركعة ويدل لذلك حديث أبي بكرة رضي الله عنه حين جاء والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فأسرع وركع قبل أن يصل إلى الصف ثم دخل في الصف فلما سلم وعلم به النبي صلى الله عليه وسلم قال له (زادك الله حرصا ولا تعد) .

وأضافت اللجنة قائلة: من المعلوم أن أبا بكرة رضي الله عنه إنما أسرع ليدرك الركوع وقد روى أنه قال خشيت أن تفوتني الركعة ولو كانت الركعة قد فاتته هنا لعدم إدراكه قراءة الفاتحة لأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الركعة التي أدرك ركوعها، فقط ولم يقرأ فيها سورة الفاتحة فلما لم يأمره النبي عليه الصلاة والسلام بقضاء الركعة التي أدرك ركوعها فقط دون قراءة الفاتحة مع الحاجة إلى البيان دل على أنه أدرك الركعة، وأما قوله صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن) فهو عام يخصص بحديث أبي بكر السابق .

فضل إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام

أثبتت السنة النبوية أن من أدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام عند الصلاة له ثواب عظيم عند الله تعالى ، وقال سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق» أخرجه الترمذي (241) .

وكان السلف الصالح شديدي الحرص على حضور تكبيرة الإحرام مع الإمام فى صلاة الجماعة، ويقول سعيد بن المسيب: «ما تركت تكبيرة الإحرام منذ عشرين سنة»، وقول الإمام حاتم الأصم: «فاتتني صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري ولو مات لي ولد لعزانى عشرة الآلاف ولكن أمر الدين أصبح أهون عند الناس من أمر الدنيا».

هل أحصل على ثواب الجماعة حال إدراك الإمام قبل التسليم
أوصى الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بعدم تضييع صلاة الجماعة قدر المستطاع، مؤكدا على ضرورة الحرص على أن يكون للعبد عهدا مع جماعة المسجد.

وقال «عثمان» في إجابته عن سؤال «شخص تأخر عن أداء صلاة الجماعة لكنه أدرك الإمام قبل أن يسلم فهل يحسب له ثواب الصلاة؟ وبم تدرك الجماعة ؟»: وذلك لأن هذه كانت سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مشيرا إلى أنه يمكن صلاة النوافل في البيت منفردا، وقيل أن الأفضل أن تجعل الصلاة النافلة والرواتب في البيت، لأنه عندما يرى الأبناء أبيهم يصلي في البيت سيتعلمون منه ويعتادوها.

وأوضح أن من أدرك ركعة كاملة من الصلاة بركوعها وسجودها مع الإمام فقد أدرك الجماعة ، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وهناك بعض العلماء قالوا، إنه يمكن إدراكها طالما كان الإمام في صلاة، حتى لو كان في التشهد، وقالوا لو أدرك التشهد والسجود مع الإمام، لافتا إلى أن ثواب الصلاة يتوقف على نية الشخص.

القدر المجزئ من الركوع لاحتساب الركعة مع الإمام
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أدرك المصلى الإمام راكعا بعد أن كبر للإحرام قائما واشترك مع الإمام في القدر المجزئ من الركوع واطمأن معه ولو قليلا اعتد بتلك الركعة، ولا يعيدها بعد انتهاء الصلاة.

وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، في فتوى مسجلة له، أن القدر المجزئ من الركوع هو الانحناء بحيث يمكنه وضع يديه على ركبتيه ولو لم يضعهما، أما إذا لم يدرك هذا القدر من ركوع الإمام بأن هوى المأموم ليركع فرفع الإمام فلا يعتد بالركعة ويتابعه في السجود.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تكبيرة الإحرام دار الإفتاء لجنة الفتوى صلى الله علیه وسلم تکبیرة الإحرام صلاة الجماعة الإمام فی مع الإمام

إقرأ أيضاً:

من يَحذرُ القدر؟

مما يتداول فـي هذا المعنى: «من ينكر التاريخ يجازف بتكراره» فالتاريخ مليء بالأحداث والمواقف التي يفترض أن تكون قاعدة معرفـية لكل فرد فـي الحياة، وأن كل هذا التراكم من الأحداث ونتائجها يكون محطة للعبرة، والاستفادة منها، وفـي هذا المعنى الكثير من الدلالات التي يجب ألا تغيب عن ذي بصيرة؛ لأن المحافظة على الحياة، وعلى الممتلكات، بل وعلى كل المكاسب التي يستطيع الفرد أن يجمعها فـي فترة زمنية ما، فبقدر ما هو مسؤول عنها، هو فـي الوقت ذاته رصيد تراكمي يفترض أن يكون له مصدر فخر، ذلك وأنه بتقدير من الله عز وجل وكرمه وفضله، يكون هو كفرد حقق ما لم يحققه غيره، مع أن كليهما يعيشان الظروف نفسها فـي أغلب الأحيان، وبالتالي فأي مكتسب مادي أو معنوي هو عمر مكتسب فـي هذه الحياة، ولذلك يكون من الغباء أن يفرط الفرد فـي مكتسباته، ويعرضها لتذروها الرياح فـي غمضة عين.

يأتي هذا الحرص على المحافظة على كل مكتسب فـي الحياة، تحسبا للوقوع فـي مأزق سلب النعمة من لدن رب العزة والجلال، والنعمة لن تسلب إلا إذا تزاحمت أسباب منكرة للفضل، أو متغافلة عن القدر الكبير والأهمية الأكبر مما تحقق، وفـي ذلك إنكار للنعمة، وعدم الإحساس بها، وبقدر ما تكون النعمة فـي حقيقتها قدرا، يأتي سلبها أيضا قدرا، ولأن القدر أمر محتوم فـي حالتي المكسب والخسارة، فكذا ينبغي للإنسان أن يحذر من هذا القدر، ويعمل على ما يجب أن يكون القدر هو مما يكون فـي صالحه، وليس العكس، ولنا فـي الحديث المرويّ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فـي شأن اغتنام مجموعة من المكاسب قبل فواتها مبلغ الأثر فـي الحذر من القدر «فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل يعظه: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» أخرجه الحاكم فـي المستدرك «وفق المصدر» فهذه الخمس كلها أقدار مكتوبة على الإنسان ليس له خيار الرفض أو القبول فـيها ولكن يمكن الحذر، وبكثير من الحكمة فـي مقابلها، أو فـي التحكم النسبي فـي النتائج المتوقعة لها بعد اقتطاع زمن مقدر من الحياة التي يعيشها الإنسان، وبالتالي فإذا كانت الحياة قدرا والموت قدرا، فإن المساحة المتاحة بين القدرين هي من المسؤولية الذاتية عند الإنسان، وكذلك ينطبق الفهم نفسه بين الشباب والهرم، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والفراغ والاشتغال، فما بين كل هذه المتضادات، هناك مساحة رائعة متاحة للإنسان لأن يقتنص فرصة وجوده، وحضوره ليسجل لنفسه مكاسب كثيرة لا تعد ولا تحصى، وهذا الاشتغال ليس معفـي عنه بالمطلق، بل هو ملزم بالمطلق، ومن لا يعمل وفق ما يتاح له من عمر، ومن استثمار شبابه، وصحته، وغناه، وفراغه، فإن بذلك يقع فـي فخ القدر الآخر، مع سبق الإصرار والترصد.

نعم؛ القدر محتوم بالضرورة، ولكن نسبة ذلك لا تتجاوز الـ(10%) فقط، أما الـ(90%) فهي متاحة للإنسان لأن يتحرك فـيها وفق قراره، وقناعته؛ فأداء الصلاة على سبيل المثال هو قدر مكتوب، وهو ضمن الـ(10%) لكن مكان تأديتها، والإسراع فـي تأديتها، والخشوع فـي تأديتها، والإخلاص فـي تأديتها، كل ذلك يكون ضمن الـ(90%) والحذر هنا يبقى فـي هذه المساحة؛ لأن العقاب المتوقع فـي حالة الإهمال -وهو قدر- قد يكون قاسيا، فـيجب الحذر منه، وقس على ذلك أمثلة كثيرة، ومعنى هذا أن من يحذر القدر يكنْ فـي مأمن، ولو كان نسبيًا.

مقالات مشابهة

  • لا أستطيع الخشوع في الصلاة.. احذر مصيبة محققة ونجاتك بهذا العمل
  • بيان الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردًا وأدائها في آخر وقتها جماعة
  • دعاء عظيم للتوبة من الذنب.. احرص عليه بعد صلاة الظهر
  • من يَحذرُ القدر؟
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • هل أترك تحية المسجد حال صعود خطيب الجمعة للمنبر.. أمين الفتوى يوضح
  • ليلة الجمعة بدأت منذ ساعات.. الإفتاء: اغتنموا ما تبقى منها بهذا الذكر
  • خالد الجندي: الحج لا يمكن تعويضه بالصلاة في المسجد
  • صلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى
  • أصلي جميع الفروض بالفاتحة وسورة الإخلاص.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي