موقع 24:
2024-12-22@11:48:59 GMT

قلق في كييف بسبب "طوفان الأقصى"

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

قلق في كييف بسبب 'طوفان الأقصى'

بات القلق واضحاً في كييف من تركيز اهتمام الحلفاء الرئيسيين الآن على الحرب في غزة، كما تعثرت المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وسط صراع الجمهوريين على القيادة في الكونغرس، إلى جانب ظهور تصدعات في الدعم الأوروبي خلال الانتخابات في بولندا وسلوفاكيا.

الحرب في غزة يمكن أن تعيد تركيز الاهتمام الغربي على التنمية الصناعية العسكرية

تخيم أسئلة جديدة على المساعدات العسكرية الأمريكية المستقبلية لأوكرانيا

وتطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" ومدير مكتبها في كييف ماثيو بيغ وأندرو كرامر، إلى الخوف السائد في أوكرانيا بسبب إمكانية تخفيف الحرب الإسرائيلية على حماس للدعم العالمي الذي تحظى به البلاد في مواجهة روسيا.

24 ساعة

قال وزير الخارجية الأوكراني الأسبق بافلو كليمكين: "نحن الآن في مرحلة جديدة". وقال في مقابلة: "أصبحت البيئة الجيوسياسية برمتها أكثر تنوعاً وأكثر فوضى". وأضاف كليمكين أن أوكرانيا ستحتاج إلى مواجهة الجهود الروسية لتحريض معارضي استمرار المساعدات العسكرية في أوروبا والولايات المتحدة، بينما يجري حلفاء كييف الديمقراطيون انتخابات.

داخلياً، تابع كليمكين، يبنغي على أوكرانيا تسريع إنتاج الأسلحة المحلية، للمساعدة في الاستعداد لحرب طويلة وانحراف الانتباه الدولي. ولفت إلى أن "أولئك الذين يشكلون القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية (في الولايات المتحدة) لديهم 24 ساعة فقط في اليوم للاهتمام بالكوكب بأكمله". وقال إن حرباً أخرى تعني "وقتاً أقل بالنسبة إلينا".

Ukraine worries that the sudden war in Gaza, the slow military progress and domestic politics among key allies may drain attention from its battle with Russia. https://t.co/D0KSEiuG4Z

— New York Times World (@nytimesworld) October 15, 2023 قلق

قال مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، في حديث إلى وسائل إعلام أوكرانية إنه إذا انتهى القتال في غزة بسرعة فلن يؤثر ذلك على المساعدات المقدمة إلى كييف. وأضاف: "لكن إذا طال الوضع فمن الواضح تماماً أنه ستكون هناك مشاكل معينة مع واقع أنه سيكون من الضروري توفير الأسلحة والذخائر ليس لأوكرانيا وحدها".

وقال هينادي دروزينكو، مدير منظمة غير حكومية تقدم الرعاية الطبية للجيش، في منشور على فيس بوك، إنه كلما أسرعت القوات الإسرائيلية بإلحاق الهزيمة بحماس، تضاءلت فترة صرف العالم الحر اهتمامه عن أوكرانيا.

ماذا عن زيلينسكي؟

منذ اليوم الأول للغزو الروسي الواسع النطاق، أعطى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأولوية لحشد الدعم الدولي. لتحقيق هذه الغاية، أعلن أن دفاع أوكرانيا يشكل أهمية محورية لأمن أوروبا وأن نضال بلاده يشكل رمزاً للسعي إلى الحرية في جميع أنحاء العالم.

منذ نهاية الأسبوع الماضي، قدم زيلينسكي أوكرانيا على أنها صديقة لإسرائيل وأدان الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس والذي شبهه بالإرهاب الروسي في أوكرانيا. حجته هي أن موسكو لاعب خبيث في الشرق الأوسط، بعد أن تدخلت في سوريا، وأنها تستورد من إيران، الدولة الداعمة لحماس، المعدات العسكرية، ومن ضمنها طائرات بدون طيار.

وقال في مقابلة مع قناة فرانس 2 التلفزيونية: "إذا تحول الاهتمام الدولي عن أوكرانيا، فستكون له عواقب بطريقة أو بأخرى". وأشار إلى أن "روسيا تحتاج إلى وقفة للحرب في أوكرانيا من أجل الاستعداد بشكل أفضل لغزو جديد وأكبر ومن ثم مهاجمة جيران أوكرانيا، وهم أعضاء في الناتو. أعتقد أن روسيا ستستغل هذا الوضع، هذه المأساة".

Ukraine Worries That Prolonged War in Gaza May Dilute Global Support - Slow military progress and cracks in the backing of key allies could also drain vital attention from Ukraine’s battle with Russia, some fear. via @nytimes:https://t.co/dEWEG8OAz2

— Olav Mitchell Underdal (@omunderdal) October 15, 2023 من فقدان المبادرة إلى هجوم مضاد

سيعزز تقدم ملموس في ساحة المعركة الحجة التي يقدمها حلفاء أوكرانيا للناخبين، وهي أن دعمهم يثمر نتائج. وقال زيلينسكي في اجتماع لوزراء دفاع الأسبوع الماضي إن روسيا "فقدت المبادرة" في الحرب. ولكن منذ شهر يونيو (حزيران)، حين بدأت أوكرانيا هجوماً مضاداً يهدف إلى تقسيم جنوب أوكرانيا المحتل إلى منطقتين، لم يتقدم الجيش الأوكراني سوى نحو 10 أميال في موقعين.

كان قيام روسيا بزرع الألغام واستخدام طائرات بدون طيار لاستهداف المدفعية سبباً في إبطاء القوات الأوكرانية، وثمة احتمال ضئيل لتحقيق الهدف العسكري. سيطرت القوات الأوكرانية على قرية روبوتين الصغيرة في أواخر أغسطس (آب)، واخترقت قوات المشاة خط الدفاع الروسي الرئيسي، لكن الأوكرانيين لم يتمكنوا من التقدم أبعد بالمركبات المدرعة، أو من المناورة خلف الخطوط الروسية، أو من نقل المدفعية إلى مسافة تكفي لاستهداف طرق الإمداد الرئيسية والسكك الحديدية في الجنوب.

ويبدو أن القوات الروسية بدأت في الأيام الأخيرة هجوماً منسقاً في شرق أوكرانيا على مشارف بلدة أفدييفكا، الأمر الذي ولد شعوراً بالتأرجح في القتال، مع عدم تغير السيطرة على الأرض إلا قليلاً. قال مايكل كوفمان، الخبير في الشؤون العسكرية لروسيا وأوكرانيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "يجب أن يكون التخطيط الآن جاهزاً لصراع طويل الأمد".

أحداث سلبية

جاءت خيبات الأمل العسكرية عقب شهر سيئ بالفعل. بعد أن رفع الاتحاد الأوروبي القيود الموقتة المفروضة على واردات الحبوب الأوكرانية في سبتمبر (أيلول)، قالت بولندا (وهي حليف رئيسي لأوكرانيا في جوانب أخرى) إنها لن تلتزم بقرارات الاتحاد الأوروبي. ولم يؤدِّ اقتراح زيلينسكي خلال خطاب ألقاه في الأمم المتحدة بأن الحظر البولندي كان مجرد تملق ما قبل الانتخابات إلا إلى تأجيج التوترات.

في الوقت نفسه، تخيم أسئلة جديدة على المساعدات العسكرية الأمريكية المستقبلية لأوكرانيا، حيث لا يزال مجلس النواب بلا رئيس مع تزايد الشكوك حول المساعدات بين بعض الجمهوريين.

ليست كل الأنباء تشاؤمية

بالرغم مما سبق، لم تنفجر كل الأمور بعكس مصالح أوكرانيا. قال كليمكين، وزير الخارجية الأوكراني الأسبق، إن الحرب في غزة يمكن أن تعيد تركيز الاهتمام الغربي على التنمية الصناعية العسكرية التي من شأنها أن تفيد أوكرانيا أيضاً. أعادت أوكرانيا تشكيل المعركة البحرية على البحر الأسود في الأسابيع الأخيرة، حيث وجهت ضربة بمسيرة بحرية مصممة حديثاً وهزت قبضة البحرية الروسية على البحر الذي سيطرت عليه لعقود من الزمن.

في الأسبوع الماضي فقط، أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن هجومين ناجحين بمسيّرة جديدة عبارة عن قارب سريع يتم التحكم به عبر الأقمار الاصطناعية ومعبأ بالمتفجرات. كما ضربت أوكرانيا بالصواريخ مقر أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم المحتلة. وثمة أيضاً أسباب للاعتقاد بأن تحالفات أوكرانيا راسخة بما فيه الكفاية بحيث من غير المرجح أن تتعثر، حسب إيفو دالدر، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى الناتو ورئيس مجلس شيكاغو للشؤون العالمية.

وقال إن المساعدات العسكرية ستستمر في التدفق مشيراً إلى اقتراح في الكونغرس بأن يتم دمج المساعدات الطويلة المدى لأوكرانيا مع المساعدات لإسرائيل وتايوان. لقد أصبحت منتديات المساعدات الغربية، مثل مجموعة الاتصال الشهرية لوزراء الدفاع في رامشتاين التي تقدم الدعم لأوكرانيا، ذات طابع مؤسسي وسوف تستمر بغض النظر عن الأزمات الأخرى.
وقال دالدر في مقابلة: "لقد أصبح دعم أوكرانيا روتينياً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة المساعدات العسکریة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما تداعيات طوفان الأقصى على سقوط نظام الأسد وتحرير سوريا؟

في تغريدة لافتة قال الإعلامي السوري مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة، د. فيصل قسام "للتاريخ: اختلفوا واتفقوا مع "يحيى السنوار" كما تشاؤون، تجادلوا حوله كما تحبون، فهو مثير للجدل بكل تأكيد، لكن سأقول اليوم: إذا حاول أحد السوريين أو غيرهم أن يربط يحيى السنوار بالمشروع الإيراني سأكون منزعجا جدا".

وتابع "توقفوا عن هذه الأسطوانة المشروخة، وتذكروا أن السنوار سواء كان يدري أو لا يدري فقد لعب دورا تاريخيا في تحرير سوريا من الاحتلال الفارسي، ولولا السنوار لما كان طوفان سوريا، كان بودي أن أشرح أكثر لكن خلينا ساكتين الآن".

للتاريخ:
اختلفوا واتفقوا مع "يحيى السنوار" كما تشاؤون. تجادلوا حوله كما تحبون، فهو مثير للجدل بكل تأكيد. لكن سأقول اليوم:
إذا حاول أحد السوريين أو غير السوريين أن يربط يحيى السنوار بالمشروع الإيراني سأكون منزعجاً جداً. توقفوا عن هذه الاسطوانة المشروخة، وتذكروا أن السنوار، سواء…

— فيصل القاسم (@kasimf) December 6, 2024

تغريدة القاسم لاقت استحسانا كبيرا فعلق عليها الكاتب والناشط الأردني طارق أسعد التميمي بالقول "ولذلك أطلب من السوريين شكر السنوار وشباب غزة، سواء كان يقصد أم لم يقصد، وهو لم يقصد، فلولا طوفان الأقصى لما تداعى محور الشر السبئي، ولما فتح الشباب حلب وحماة وحمص ودمشق بهذه السهولة، والله غالب على أمره".

ولذلك اطلب من السوريين شكر السنوار وشباب غزة سواء كان يقصد ام لم يقصد وهو لم يقصد
فلولا طوفان الاقصى لما تتدعى محور الشر السبئي
ولما فتح الشباب حلب وحماه وحمص ودمشق بهذه السهولة
والله غالب على امره pic.twitter.com/QL890AgRhb

— طارق أسعد التميمي (@TAMIMITAREQ74) December 6, 2024
 
وعلق اليمني سيف المثنى، كاتب وباحث في مركز واشنطن للدراسات اليمنية قائلا "السنوار أوقف العالم على رجل واحدة، كشف النقاب عن كذبة وحدة الساحات، وأعاد للثورات سيرتها الأولى، كانت عصاه القشة التي قصمت المحور والعصا التي تحولت إلى ثعبان يسعى في سوريا، فإذا هي تلقف ما يأفكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد".

السنوار أوقف العالم على رجل واحدة، كشف النقاب عن كذبة وحدة الساحات، وأعاد للثورات سيرتها الأولى.
كانت عصاه القشة التي قصمت المحور والعصا التي تحولت إلى ثعبان يسعى في سوريا، فإذا هي تلقف ما يأفكون ، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون.
عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد.

— Saif Al Muthanna . ????????????|????????????ُ???????????? (@sshiaab) December 6, 2024
 
ما تضمنته تغريدة القاسم، والتعليقات الموافقة لها تثير تساؤلات حول حقيقة تأثير وتداعيات طوفان الأقصى على سقوط نظام الأسد، وتحرير سوريا، وهل كان للأول بالفعل ذلك الدور الكبير في تحريك الثاني؟ وإن كان الأمر كذلك فكيف أثر طوفان الأقصى على تحريك طوفان سوريا؟ وهل يمكن أن تتوسع دوائر تأثير الطوفان لتشمل دولا أخرى في قابل الأيام؟

في مناقشته للأسئلة المثارة لفت الكاتب والباحث السياسي السوري، أحمد قاسم إلى أهمية استرجاع السياق الذي جرى فيه تمدد المشروع الإيراني في المنطقة، والذي جاء في إطار "استخدام إيران كأداة لعملية التغيير الديمغرافي في منطقتنا، إن كان في العراق أو سوريا أو اليمن وصولا إلى لبنان، للتحضير لما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى" على حد قوله.

وأضاف "وكانت إيران هي الذراع القذر الذي تمت به عمليات قتل وتشريد واستباحة أعراض وممتلكات الشعوب العربية التي وصلت إيران إليها، رأينا هذا في العراق بعد سقوط صدام حسين، ورأينا ماذا عملت في لبنان، وماذا عملت في سوريا، وما الذي فعلته في اليمن، فكل بلد كانت تدخله تحوله إلى مزبلة، تقضي على اقتصاده، وتدمر البنى التحتية بالكامل، مع اشتغالها على الموضوع الديني الأيدلوجي".


                                                   أحمد قاسم كاتب وباحث سياسي سوري

وواصل قاسم حديثه لـ"عربي21" بالقول "وبعد التمدد الإيراني في المنطقة، ونتيجة لتكبرها، ومحاولة إيران اللعب بتلك الأوراق بعيدا عن الإرادة الدولية، وبعيدا عن إرادة أمريكا وإسرائيل، جرى استهداف المحور الإيراني في المنطقة، وحدث ما حدث في سوريا، ولن يتوقف الأمر عند ذلك، بل سيتم استهداف العراق، وسيتم استهداف إيران نفسها، وربما تكون النتيجة إسقاط نظام الملالي نفسه".

وتابع "ومن أهم تداعيات طوفان الأقصى على ما حدث في سوريا، انكشاف حقيقة المشروع الإيراني في المنطقة، وبدء استهدافه في لبنان، وهو ما ساهم بالتالي بتوافر الموافقة الدولية لإنهاء الوجود الإيراني في المنطقة، لأنه كان بالأساس بموافقة ومباركة دولية، ولغايات عديدة، لكن حينما ظهرت مآرب إيران الأخرى، كان من أهم تداعيات ذلك كشف الغطاء عن الوجود الإيراني في سوريا، وكان من نتائجه أن سمح للسوريين دوليا بالتحرك ضد هذا الوجود".

من جهته أشار الكاتب والباحث السياسي الأردني، خالد عبد الهادي إلى "الدور الرمزي لطوفان الأقصى، فما قامت به المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى يحمل رسالة تتعلق بالقدرة على تحدي الاحتلال والمواجهة، وهو ما قد يساهم في إعادة إحياء قضايا التحرر والمقاومة في الوعي العام العربي".

وأردف "أما بالنسبة لسوريا فإن المزاج الشعبي يتأثر بهذه الأحداث، ويزيد من حالة التوتر الداخلي بسبب الظروف المستمرة في البلاد، والتي تشهد منذ سنوات مطالب بالإصلاح والتغيير، كما أن طوفان الأقصى أثار اهتماما إعلاميا وشعبيا كبيرا في المنطقة، مما قد يساهم في تحفيز قوى أخرى لاستثمار هذا الزخم للتعبير عن مطالبها بالعدالة والحرية".

وتابع لـ"عربي21": "لكن من المهم التأكيد على أن الحالة السورية لها عواملها الداخلية المستقلة، فالنظام السوري جزء من محور المقاومة، وأي تحول في مواقف الأطراف الإقليمية والدولية المحيطة به، مثل روسيا التي باتت منشغلة بشكل كبير في حرب أوكرانيا، يمكن أن يؤثر على المشهد السوري، كما أن حزب الله يواجه أيضا ضغوطا شديدة، سواء بسبب الاستهداف الإسرائيلي أو الوضع الداخلي اللبناني، وهو ما يحد من قدرته على المناورة".


                                               خالد عبد الهادي كاتب وباحث سياسي أردني

وأكمل فكرته بالقول "في المقابل تسعى إيران إلى الحفاظ على أمنها واستقرارها الداخلي، وتجنب التصعيد الكبير مع التوازن بين دعم المقاومة وضمان عدم التورط في مواجهات كبرى، وفي هذا السياق استغلت هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة الأخرى هذه الظروف وانقضت على النظام السوري، وباتت تسيطر على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية".

وعن تداعيات طوفان الأقصى على ما حدث في سوريا قال عبد الهادي "إيران كانت حذرة من التدخل المباشر في معركة طوفان الأقصى خوفا من استنزاف القوى الاستراتيجية في محور المقاومة، وتدخل حزب الله في المعركة ـ رغم إيجابيته في إسناد غزة ـ إلا أنه أثر سلبا على الوضع العسكري للمحور ككل، مما قلل من قدرته على دعم النظام السوري، وإيران كانت تحتاج إلى وقت للتحضير قبل التصعيد، وعارضت الاندفاع نحو التصعيد المبكر".

وأضاف "إيران خفضت تدخلاتها العسكرية في سوريا تحت ضغط إسرائيلي، مما جعل من الصعب عليها تقديم الدعم الكامل للنظام السوري أو الحفاظ على توازن القوى في المنطقة، كما أن مقتل غالبية قادة حزب الله من الصفين الأول والثاني، واستهداف غالبية مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا عبر الغارات الإسرائيلية، إضافة إلى تدمير مخازن الأسلحة، وإحجام المليشيات العراقية عن الدخول إلى سوريا، كل ذلك أظهر ضعفا كبيرا في محور المقاومة".

وفي ذات الإطار علق المدون والناشط السوري، مصعب العوا على تغريدة القاسم بالقول “قرأت تغريدة القاسم، التي أشار فيها إلى أن السنوار سواء كان يدري أو لا يدري لعب دورا أساسيا في أحداث سوريا، وبالفعل فإن ما فعله السنوار شكل ظروفا إقليمية مناسبة، وإن لم تقصدها فصائل المقاومة الفلسطينية".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ومن المؤكد أن إخواننا أصحاب ردع العدوان اهتبلوا الفرصة، واقتنصوا الظروف القائمة بعد تدمير بنية حزب الله التحتية، واستهداف قيادة الصف الأول والثاني فيه، وإضعاف المحور الإيراني، إضافة إلى انشغال روسيا في أوكرانيا، فحلفاء نظام الأسد في وضع لم يعد يمكنهم من التدخل كالسابق، أما العرب فقد تخلوا عن الأسد بعد أن عجزوا عن إصلاحه، وهو ما عزز نجاح عملية ردع العدوان".


                                                        مصعب العوا ناشط ومدون سوري

واستبعد العوا في ختام حديثه إمكانية توسيع دائرة تأثير طوفان الأقصى على دول أخرى في المنطقة، لأن "الدول الأخرى المقصودة لم تتحقق فيها بعد شروط معادلة التغيير، في الوقت الذي اكتملت عناصرها في سوريا.. فعوامل التغيير تراكمية وليست وليدة اللحظة، ومن الوارد أن تؤثر في تحسين شروط إدخال التيارات الإسلامية ضمن السيستم السياسي، ودعوتها للمشاركة إما للتخفيف من ضغط الشارع أو لإفشال تلك التيارات عبر تجارب تظهر ضعفها وفشلها".

مقالات مشابهة

  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • روسيا: السفارة البرتغالية في كييف تضررت بسبب الدفاعات الجوية الأوكرانية
  • مسير لخريجي دفعة من الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزيدية بالحديدة
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • بعد تصريح بوتين عن مبارزة صواريخ ورد زيلينسكي.. روسيا تشن هجوما مميتا على كييف
  • أوكرانيا.. صفارات الإنذار تدوي في كييف وضواحيها
  • زيلينسكي: ليس لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا قرار بشأن نشر قوات في أوكرانيا
  • «بلينكن»: متفائلون بإمكانية التوصل لاتفاق مع «حماس»
  • ما تداعيات طوفان الأقصى على سقوط نظام الأسد وتحرير سوريا؟
  • زيلينسكي يدعو إلى الوحدة بين أمريكا والاتحاد الأوروبي