حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من إعادة إسرائيل احتلال قطاع غزة، وقال إنه سيكون "خطأ كبيرا"، قبل أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، رفضه بشكل قاطع فكرة طرد الفلسطينيين من القطاع.

وقال بايدن في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، على شبكة "سي بي إس نيوز"، في رده على سؤال حول إعادة احتلال إسرائيل لغزة: "أعتقد أنه سيكون خطأ كبيرا".

وأضاف: "ما حدث في غزة، في رأيي، هو أن حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني.. وأعتقد أنه سيكون من الخطأ أن تحتل إسرائيل غزة مرة أخرى.. لكن ملاحقة المتطرفين هو مطلب ضروري".

وأعرب بايدن عن اعتقاده بأن إسرائيل "ستلتزم بقواعد الحرب في غزة"، وقال إن سكان غزة سيحصلون على الغذاء والماء والدواء.

وقال: "يجب أن يكون هناك طريق إلى دولة فلسطينية".

وفي إشارة إلى "حل الدولتين" الذي قال بايدن إنه كان مسار السياسة الأمريكية لعقود من الزمن، أضاف بايدن: "سيؤدي إلى إنشاء دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل لخمسة ملايين فلسطيني".

اقرأ أيضاً

"برا وبحرا وجوا".. جيش الاحتلال يعلن الاستعداد لعملية واسعة في غزة

وأوضح الرئيس الأمريكي أن "إرسال قوات أمريكية إلى إسرائيل ليس ضروريا"، ووفقا له فإن "الجيش الإسرائيلي يعد من أفضل الجيوش في العالم".

وأضاف أنه "لا يوجد دليل واضح" على وقوف إيران وراء الهجمات على إسرائيل، متابعات: "الآن، تدعم إيران باستمرار حماس وحزب الله.. أنا لا أقصد ذلك.. ولكن من حيث هل كان لديهم معرفة مسبقة؟، وهل ساعدوا في التخطيط للهجوم؟.. لا يوجد دليل على ذلك في هذه المرحلة".

من جانبه، رفض بلينكن بشكل قاطع فكرة طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، قائلا إنه يجب أن يكونوا قادرين على البقاء في موطنهم، بينما تقاتل إسرائيل حماس.

ومع دعوة إسرائيل لأكثر من مليون من سكان غزة إلى مغادرة شمال القطاع، ما يشير إلى تمهيدها لغزو بري، اقترح بعض السياسيين الإسرائيليين طرد الفلسطينيين إلى مصر المجاورة.

وقال بلينكن في مقابلة في القاهرة: "سمعت مباشرة من رئيس السلطة الفلسطينية (محمود) عباس وتقريبا كل الزعماء الآخرين الذين تحدثت معهم في المنطقة، أن هذه الفكرة محكومة بالفشل، ولذا نحن لا نؤيدها".

وأضاف: "نعتقد أن الناس يجب أن يكونوا قادرين على البقاء في غزة، موطنهم. ولكننا نريد أيضا التأكد أنهم خارج دائرة الخطر ويحصلون على المساعدة التي يحتاجون إليها".

وسبق أن أكد عباس الجمعة خلال لقائه بلينكن "رفضه الكامل" لتهجير السكان من غزة، محذرا من "نكبة ثانية".

اقرأ أيضاً

جيش الاحتلال يبلغ 81 عائلة إسرائيلية بأسر ذويها لدى حماس في غزة

وجاءت تصريحات بايدن وبلينكن، وسط تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن "عمليات برية كبيرة".

وأرسلت الولايات المتحدة مؤخرا حاملتي طائرات "جيرالد فورد" وأيزنهاور" إلى شرق المتوسط في المياه الدولية قبالة إسرائيل "لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل"، وفق البنتاغون.

ومساء السبت، نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" عن مسؤولين أمريكيين إن إرسال حاملات الطائرات الأمريكية إلى المنطقة يهدف إلى إظهار التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وليكون "رادعا" لإيران وحزب الله بعدم التورط في الصراع بين إسرائيل و"حماس".

وقال مسؤول أمريكي للشبكة إن البنتاغون يدرس أيضا نشر السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس باتان" بالقرب من إسرائيل لتقديم دعم إضافي إذا لزم الأمر.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة؛ ما أدى إلى مقتل 2670 فلسطينيا، وإصابة 9600 آخرين، بحسب وزارة الصحة.

فيما أسفرت العملية التي أطلقتها "حماس" تحت اسم عملية "طوفان الأقصى" عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3715 وأسر ما يزيد عن مئة آخرين، وفقا لمصادر رسمية إسرائيلية.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

اقرأ أيضاً

البرادعي يرد على إجراءات وزير جيش الاحتلال ضد غزة: إبادة جماعية وجريمة حرب

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن بلينكن غزة احتلال غزة إسرائيل عملية برية

إقرأ أيضاً:

كيف أربكت تصريحات ترامب عن تهجير الغزيين واشنطن؟

واشنطن- أثارت تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة وفكرة ترحيل سكانه، التي أطلقها للمرة الأولى خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض الشهر الماضي، كثيرا من الغموض والاندهاش بين مختلف دوائر العاصمة الأميركية.

فبعد أن طالب ترامب بترحيل أكثر من مليوني شخص يمثلون سكان القطاع حتى يتم إعادة إعماره في فترة قد تصل إلى 15 عاما، عاد بنفسه لينكر، أول أمس الأربعاء، أثناء زيارة رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن للبيت الأبيض، وجود أي نية أميركية لتهجير سكان غزة خارج أراضيهم.

وقال ترامب "لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة"، وأضاف أن واشنطن تعمل "بجد" بالتنسيق مع إسرائيل للتوصل إلى حل للوضع في غزة. وهو موقف مغاير لما كرره خلال الأسابيع الستة الأخيرة من ضرورة مغادرة الفلسطينيين قطاع غزة.

ولخصت صحيفة نيويورك تايمز طريقة ترامب في إدارته الثانية، وذكرت أنه يعتمد على التناقض كتكتيك سياسي، وهو ما يسمح له بإصدار تصريحات متناقضة، وتقديم روايات متضاربة لإرباك خصومه، مما يجعل من الصعب تحديد مواقفه الحقيقية.

وفيما يتعلق بموقفه من قطاع غزة، ذكرت الصحيفة أن تصريحات ترامب متغيرة، فقد أعلن عن نيته السيطرة عليها، وتهجير الفلسطينيين وإعادة بنائها كـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، لكنه تراجع لاحقا وادعى أنها مجرد "توصية". وبعد ذلك قال لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة.

إعلان ترامب مع وضد التهجير

من جهته، قال السفير السابق فريدريك هوف، والخبير بالمجلس الأطلسي والأستاذ بجامعة بارد، للجزيرة نت "من وجهة نظري، فإن تعليقات الرئيس ترامب الأخيرة حول المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة تمثل تغييرا في السياسة الأميركية، لأن هذه السياسة لم تشمل أبدا الترحيل القسري (الطرد) للمدنيين".

واعتبر السفير هوف أن "تعليقات ترامب الأولية حول نقل سكان قطاع غزة، وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع عكست اعتقاده بأن المدنيين سيرحبون بفرصة الانتقال نظرا للدمار الهائل ووجود الذخائر غير المنفجرة. من هنا أنا أشك في أنه تصور يوما أن يسير مليونا شخص خارج غزة ضد رغبتهم وإرادتهم".

واختلف البروفيسور أسامة خليل، رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيراكوس، بولاية نيويورك، مع الطرح السابق، وقال للجزيرة نت إن "تصريحات الرئيس ترامب لا تعكس تغييرا في سياسة إدارته. إذ لا تزال إدارة ترامب متحالفة مع مشروع إسرائيل الكبرى الذي سيشمل ضم الضفة الغربية وغزة".

وبدلا من طرد الفلسطينيين من غزة بالقوة، يضيف خليل، ستراهن إسرائيل والولايات المتحدة على الموت، بسبب المرض والجوع لتقليص حجم السكان. وستمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع وتعطل جهود إعادة الإعمار حتى تصبح الحياة صعبة للغاية ويعتقد الفلسطينيون حينها أن المستقبل غير ممكن، على حد تعبيره.

ورأى خليل أن الهدف المنشود سيتمثل بتشجيع الفلسطينيين على مغادرة غزة طوعا لتسهيل ضم إسرائيل واستيطانها لها.

تسوية جديدة

وتجري حاليا جولة مفاوضات بوساطة قطرية ومصرية وأميركية مع حركة حماس بشأن اتفاق جديد ليحل محل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي ترفض إسرائيل البدء بها.

وتطالب تل أبيب، ومن ورائها واشنطن، بتمديد مرحلة الاتفاق الأولى حتى منتصف الشهر المقبل مقابل استكمال الإفراج عن كل المحتجزين البالغ عددهم 59 شخصا من بينهم ما يقرب من 24 شخصا حيا.

إعلان

وتزعم إسرائيل أن الطرفين لم يتوصلا إلى مرحلة ثانية من الهدنة بسبب رفض حركة حماس الالتزام بنزع السلاح الذي تراه تل أبيب وواشنطن شرطا أساسيا لأي تسوية طويلة الأجل.

وفي هذا السياق، أشار خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي، في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن "زيارة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف سعت إلى زيادة الضغط على حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين من خلال الدول العربية، وخاصة مصر وقطر والسعودية. كما عززت خطة ترامب لإعادة إعمار غزة".

واعتبر بوستزتاي أن إدارة ترامب تشترط ضرورة إخراج حركة حماس من قطاع غزة لاعتماد أي خطط لإعادة الإعمار، وأضاف "لا تشمل الخطة العربية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب إخراج حماس من قطاع غزة. ومن وجهة النظر الأميركية، هذا شرط مسبق لأي تسوية دائمة. في الواقع، لا تذكر الخطة العربية وجود جماعات مسلحة متعددة في غزة والتحديات التي تشكلها. بشكل عام، هذا شيء لا يمكن أن تقبل به واشنطن".

خطة مصر

من جانبه، نشر المجلس الأطلسي بواشنطن على موقعه الإلكتروني مقالة للأكاديمي أحمد نبيل، المحاضر بمركز دراسات السلام والصراع في جامعة واين ستيت بولاية ميشيغان، طالب فيها إدارة ترامب "بتبني خطة غزة المصرية، كونها أفضل فرصة له لتأمين السلم". واعتبر نبيل أن على ترامب أن "يلقي نظرة فاحصة على الخطة العربية كنقطة انطلاق للمفاوضات، حيث لا توجد خطة واقعية أخرى مطروحة على الطاولة".

وكان البيت الأبيض قد سارع بعد ساعات فقط من كشف مصر عن خطتها لإعادة إعمار غزة برفضها.

وجاء في بيان لبراين هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أنها "لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا". لكن بعد أيام، بدا أن المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن وايتكوف يتراجع عن هذا الرفض، قائلا إن الخطة الجديدة هي "خطوة أولى تعكس حسن النية من المصريين".

إعلان

مقالات مشابهة

  • حماس :الكرة في ملعب إسرائيل بعد عرض الإفراج عن رهائن
  • حزب الله اللبناني يتحدث عن قضية حصر السلاح.. الدولة لديها فرصة
  • فريق التفاوض الإسرائيلي يغادر الدوحة دون تحقيق اختراقات في المفاوضات
  • وزير الخارجية الصومالي يرفض استخدام بلاده في إعادة توطين الفلسطينيين
  • كيف أربكت تصريحات ترامب عن تهجير الغزيين واشنطن؟
  • إعادة إنتاج للاستبداد.. مجلس سوريا الديمقراطية يرفض الإعلان الدستوري لحكومة الشرع
  • ترامب يرفض تهجير الفلسطينيين في تحول بالموقف الأمريكي| تفاصيل
  • بكري: تصريحات ترامب بعدم تهجير أهالي غزة ينقصها الاعتراف بحق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
  • عاجل| مصر تثمن تراجع ترامب عن تهجير أهالي غزة
  • خامنئي يرفض فكرة التفاوض مع إدارة ترامب.. خداع لتضليل الرأي العام