"هجوم حماس" يضع حداً للعلاقات الحساسة بين روسيا واسرائيل
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
على مدى سنوات، انتهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ما كان يسميه علاقة "معقدة" مع الكرملين، محافظاً على علاقات ودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تزداد عزلته الدولية.
وكتب آلان كوليسون وتوماس غروف في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنه حتى مع الغزو الروسي لأوكرانيا وتوطيد العلاقات مع إيران، العدو القديم لإسرائيل، لم ينقلب التعاون بين الجانبين.
الآن، وبسبب هجوم حماس المدعومة من إيران على اسرائيل، فإن الاتصالات بدا وكأنها توقفت. وبوتين هو واحد من قلة قادة الدول الرئيسية في العالم الذين لم يتصلوا بنتانياهو لتقديم التعازي بمقتل أكثر من 1300 إسرائيلي في هجوم حماس.
ولاحظت فيرا ميشلين، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والتي تتولى الآن منصب المديرة التعليمية في سيمبوديوم، المؤسسة البحثية التي تتخذ المملكة المتحدة مقراً لها، أن "بوتين ونتانياهو كانا يتواصلان مراراً...إن الصمت الحالي هو مؤشر إلى المقاربة الروسية الأوسع". تحول جذري
إن انتهاء الوفاق بين روسيا وإسرائيل يسلط الضوء على أن ثمة تحولاً جذرياً جارياً في الدور الروسي بالشرق الأوسط منذ أطلق بوتين حربه في أوكرانيا.
إن موسكو تضع اليوم الأسس لعلاقة استراتيجية مع إيران، التي زودت موسكو بآلاف المسيّرات الانتحارية من طراز شاهد منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بهدف تقويض وتدمير البنية التحتية لجارتها، والتي تزود الآن موسكو بمكونات من أجل تجميع المسيّرات داخل روسيا. وفي المقابل، عمدت روسيا إلى تزويد إيران بطائرات تدريب من طراز "ياك-130" وهي تدرس اتفاقاً لتزويد إيران بمقاتلات "سو-35"، التي يمكن أن تغير ميزان القوة الجوية في الشرق الأوسط. ولسنوات، وطدت روسيا وإيران علاقاتهما، لكن هذه العلاقات كانت مشوبة بعدم الثقة لأن كل طرف كان يتطلع لعلاقات أفضل مع الغرب. أما الآن، فإن كلتاهما منبوذتين من الغرب ومحشورتان في الزاوية نفسها، وفق ما يرى محللون.
ويقول الخبير في العلاقات الروسية-الإيرانية في جامعة قطر نيكولاي كوزانوف، إن "روسيا تتطلع إلى شريك يكون في إمكانه توفير الأسلحة، لكن توجهها نحو إيران مدفوع أيضاً بمشاعر مناهضة للغرب على نطاق أوسع".
وامتد التعاون إلى حماس التي ترعاها إيران، حيث سافر العام الماضي وفدان من الحركة إلى موسكو لإجراء محادثات على مستوى عال.
والأسبوع الماضي، نشرت حماس على قناتها على تلغرام رسالة تشيد فيها بموقف بوتين من العنف المتصاعد.
ولم تندد روسيا بهجوم حماس. وكتب عضو لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه غورليف، أن فاعلية حماس في التغلب على الدفاعات الإسرائيلية يمكن أن تتعلم من الطريقة التي تمت فيها وكذلك من الرد الإسرائيلي. وتساءل "من هو حليف إسرائيل؟ إنه الولايات المتحدة الأمريكية...ومن حليف إيران والعالم الإسلامي المحيط بها؟ إنه نحن". إن علاقات موسكو الوطيدة مع إيران، وكذلك جهودها لبناء علاقات أقوى مع جيران إسرائيل العرب، هو بطريقة ما تكرار لموقف الاتحاد السوفياتي حيال إسرائيل إبان الحرب الباردة. وقتذاك، أدت رغبة الاتحاد السوفياتي في الحفاظ على موطئ قدم في اقتصادات الدول الأفقر في العالم، إلى تسليح ألد أعداء إسرائيل، مما أدى إلى حرب الأيام الستة في 1967 ويوم الغفران بعد 6 سنوات.
ومنذ عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تراجعت الحرب الروسية في أوكرانيا عن العناوين الرئيسية للصحف في أنحاء العالم وكذلك داخل روسيا، حيث تحولت وسائل الإعلام الرسمية من الحرب في أوكرانيا، إلى اسرائيل وغزة.
ويلمح المسؤولون الروس الكبار إلى أنهم يرون فوائد أخرى في الأشهر المقبلة، واصفين تفجر القتال بأنه ضربة لهيبة الولايات المتحدة، وبأن واشنطن يتعين عليها إعادة تقويم مدى ما يمكن أن تقدمه من إمدادات لأوكرانيا لمقاتلة القوات الروسية في الوقت الذي تمد فيه إسرائيل بالسلاح. وبحسب فيرا ميشلين، فإن "هذا كان أول رد فعل روسي، على أن هذه الحرب مفيدة لهم، لأنها تخفف عنهم الضغط بطرق مختلفة".
وأعرب معلقون بارزون موالون للكرملين عن اعتقادهم، بأن القتال قد يعني أن حليفين للولايات المتحدة قد يكونان عاريين من الدفاعات. وأعاد مقدم البرامج التلفزيونية فلاديمير سولوفيوف نشر مقالة تحدثت في يناير (كانون الثاني) عن قرار أمريكي بنقل 300 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 مللميتراً من مستودعات كانت مخزنة فيها بإسرائيل وإرسالها إلى القوات المسلحة الأوكرانية. وقال سولوفيوف إن اسرائيل هي الآن من دون "بوليصة تأمين".
كما أن وسائل الإعلام الرسمية غطت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في لندن ونيويورك، حيث اندلعت مواجهات مع الشرطة.
وبحسب توماس غراهام، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية، فإن وسائل الإعلام الروسية التابعة للدولة، تنقض على الأرجح على أي تطورات فوضوية في إسرائيل أو في أي مكان من العالم من شأنها تشتيت الانتباه عن المشاكل الداخلية في روسيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
روسيا .. إحباط هجوم إرهابي في إقليم ستافروبول
أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إحباط هجوم إرهابي في إقليم ستافروبول لمتطرف كان يخطط لتفجير قطار "كيسلوفودسك - مينيرالني فودي".
ولاحقا ، أعلنت السلطات الروسية فرض قيود مؤقتة على حركة الاستقبال والإقلاع في مطاري سانت بطرسبرج، وقازان.
وكانت قوات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع الروسية أعلنت تدمير 26 طائرة مسيرة أوكرانية في مقاطعة بريانسك دون وقوع إصابات، بحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية.
وفي نفس السياق، أكد حاكم مقاطعة سمولينسك الروسية، إسقاط إحدى الطائرات المسيرة في المقاطعة أثناء محاولتها مهاجمة منشأة للطاقة النووية.
يذكر أن سلاح الجو الأوكراني، أعلن عن تدمير 65 مسيرة من أصل 100 أطلقتها روسيا على مناطق أوكرانية خلال الليلة الماضية.
قال الجيش الأوكراني: "إن الهجوم استهدف مناطق دنيبروبتروفسك وسومي وإيفانو-فرانكيفسك وكييف".
وأضاف عبر تطبيق تليغرام: "تضررت مرافق للبنية التحتية ومبان سكنية ومنازل. تشير تقارير أولية إلى عدم وقوع إصابات.