قال الرئيس فلاديمير بوتين إن تصريحات النخبة السياسية الأمريكية الحالية "بتفردها واستثنائيتها ليست مفاجئة، ومن مخلفات الفكر الاستعماري"، مؤكدا أن الجميع سواسية في نظر موسكو.

بوتين: بعدعام 2014 بذلت روسيا كل ما في وسعها لحل النزاع الأوكراني سلميا لكن الغرب منع ذلك

وأكد بوتين في مقابلة مع "مؤسسة الإعلام المركزية الصينية"، أن روسيا تنظر إلى النظام العالمي بشكل مختلف عن الولايات المتحدة، مستندة إلى مبدأ المساواة بين الدول.

وأضاف: "ليس من المستغرب أن النخبة السياسية اليوم على سبيل المثال في الولايات المتحدة، تتحدث عن تفردها واستثنائيتها امتدادا للفكر الاستعماري، وعندما يقولون في الولايات المتحدة إنهم استثنائيون، فهذا يعني أن الآخرين من الدرجة الثانية، وإن لم يكن الأمر كذلك فكيف علينا أن نفهم تصريحاتهم إذا؟".

وتابع: "نهجنا مختلف تماما، نحن ننطلق من حقيقة أن الجميع سواسية، ولكل شخص نفس الحقوق، وتنتهي حقوق وحريات بلد ما وشعب ما، حيث تبدأ حقوق وحريات شخص آخر أو دولة بأكملها".

وشدد بوتين على أن "هذا هو حال العالم متعدد الأقطاب، وأن هذا ما تسعى روسيا إلى تحقيقه"، لافتا إلى أن الشراكة والتفاعل بين روسيا والصين على الساحة الدولية تستند إلى هذا المبدأ.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الكرملين بكين فلاديمير بوتين موسكو واشنطن

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. ماذا يريد بوتين من الحدث الأهم في الولايات المتحدة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عندما فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، عمّت الاحتفالات في موسكو وكأنها انتصار لروسيا، ولكن بعد مرور ثماني سنوات، ومع إجراء انتخابات أخرى واندلاع الحرب في أوكرانيا، تبددت تلك الآمال وحلّ محلها شعور بالمرارة والتشفي.

ووفقًا لمجلة بولتيكو، رغم الاعتقاد السائد بأن الكرملين يرغب في عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن الواقع يظهر أن أيًا من المرشحين للرئاسة الأمريكية لن يحقق كل ما تريده موسكو.

ترامب، الذي نال إعجاب موسكو منذ حملته الرئاسية الأولى، استقطب الأنظار الروسية لسبب بسيط: إعجابه الكبير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أوضحت نينا خروشوفا، الأستاذة في "ذا نيو سكول" وحفيدة الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروتشوف، أن "بوتين، على الرغم من قصر قامته وغروره، يفرحه أن ترامب، الرجل الطويل والثري، مفتون به تمامًا"، وهو ما يمنح بوتين ميزة نفسية.

في حين أن مظهر ترامب المتسلط والفاخر قد يثير الامتعاض في أوروبا الغربية، فإن النخبة الروسية تتفهم جيدًا هذه المظاهر ولا تنزعج من الميول الاستبدادية لدى السياسيين.

الأهم من ذلك، أن طريقة تفكير ترامب التآمرية تتماشى مع الاعتقاد السائد لدى العديد من الروس بأن الولايات المتحدة، خاصة الشعب الأمريكي، خاضعة لما يسمى "الدولة العميقة"، وهو مفهوم عززه السياسيون والإعلام الروسي.

لكن الجاذب الأكبر للكرملين نحو ترامب هو موقفه من الحرب في أوكرانيا. فقد وعد بإنهاء الحرب في يوم واحد، ربما عبر إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات إقليمية. أما نائبه جاي دي فانس، فهو من أشد معارضي تقديم المساعدات الإضافية لأوكرانيا. 

وفي هذا الصدد، يشير عباس غالياموف، كاتب خطابات سابق للكرملين، إلى أن "بوتين بحاجة ماسة لتحقيق نصر، فاستمرار الصراع دون تحقيق هذا النصر يقوض شرعيته".

ومع ذلك، فإن موسكو قد تعلمت من التجربة السابقة أن ترامب لا يفي دائمًا بوعوده. فقد أخفق في تحقيق وعوده بإصلاح العلاقات مع روسيا أو رفع العقوبات المفروضة بسبب ضم شبه جزيرة القرم واحتلال أجزاء من أوكرانيا.

واليوم، ومع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث بدلاً من الأيام الثلاثة التي كان مخططاً لها، تشك موسكو في أن أي رئيس أمريكي، حتى لو كان متعاطفًا مع الكرملين، سيكون قادرًا على إنهاء العداء الأمريكي تجاه روسيا.

وفي سياق ذلك، كتب دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في منشور على "تليغرام": "الانتخابات الأمريكية لن تغير شيئًا بالنسبة لروسيا، لأن هناك إجماعًا حزبيًا على ضرورة هزيمة بلدنا". 

ووصف وعود ترامب بإنهاء الحرب بأنها "تفاهات"، مضيفًا: "لا يمكنه إنهاء الحرب في يوم ولا في ثلاثة أشهر. وإذا حاول بجدية، قد يلقى مصير جون كينيدي".

أما عن كامالا هاريس، فقد حصلت على "تأييد ساخر" من بوتين خلال خطاب في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، حيث قال بوتين إن جو بايدن كان "مرشحهم المفضل"، ولكن بعد انسحابه، فإن روسيا ستدعم هاريس كما طلب بايدن من أنصاره.

ورغم أن تعليق بوتين أثار الضحك بين الحاضرين، إلا أن غالياموف اعتبره "عملية تمويه تقليدية تهدف إلى مساعدة ترامب". 

غير أن خروشوفا ترى أن هناك ربما جزءًا من الحقيقة في هذا القول، إذ قد لا يكون إنهاء الحرب سريعًا في مصلحة بوتين حتى لو ضمن ذلك مكاسب إقليمية، لأن بوتين جعل من الحرب محور إرثه.

في المقابل، قد تساهم هاريس في إبقاء الوضع الراهن الذي تراه موسكو في صالحها، خاصة مع تراجع عزيمة الغرب في مواجهة الهجوم الروسي المستمر.

وفي النهاية، يبدو أن الكرملين يعتقد أن له دورًا في الانتخابات الأمريكية، حيث تتهم وكالات الاستخبارات الأمريكية روسيا بمواصلة نشر مقاطع فيديو مزيفة ومعلومات مضللة للتأثير على الحملة الانتخابية.

وإذا كانت روسيا ستصوت في هذه الانتخابات، فإنها بالتأكيد ستصوت لصالح الفوضى والانقسام وزعزعة الثقة في الديمقراطية الأمريكية، ويبدو أن فرصها في تحقيق ذلك كبيرة.

مقالات مشابهة

  • «بوتين» يرسم ملامح النظام العالمي الجديد وعلاقته مع زعمائه
  • بوتين: النظام العالمي القديم انتهى.. هناك صراع من أجل نظام جديد الآن
  • الكرملين: بوتين منفتح على الحوار القائم على الاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة
  • ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة بشكل محدود
  • لافروف: روسيا مستعدّة للحوار مع الولايات المتحدة دون إملاءات
  • الكرملين: بوتين منفتح على الحوار مع الولايات المتحدة
  • ترامب أم هاريس؟ الولايات المتحدة تختار رئيسها الـ47
  • لافروف: روسيا مستعدة لإجراء حوار متساو مع الولايات المتحدة
  • مع بدء الانتخابات.. اعرف درجات الحرارة في الولايات المتحدة الأمريكية
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. ماذا يريد بوتين من الحدث الأهم في الولايات المتحدة؟