ليبيا- سلط تقرير تحليلي نشرته صحيفة “ديلي مافرك” الجنوب إفريقية الناطقة بالإنجليزية الضوء على حالة الانسداد السياسي المستمرة في ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من رؤاه التحليلية صحيفة المرصد أكد أن البلاد وجدت نفسها في مأزق غير طبيعي بعد أن توافق توافق الطرفان المختلفان مع بعضهما سياسيا بشكل نادر حول كيفية المضي إلى الأمام رغم معارضة المجتمع الدولي لهما إلى حد كبير.

ووفقا للتقرير كان الهدف من هذا التوافق تشكيل حكومة جديدة موحدة مؤقتة من شأنها إعادة توحيد الإدارتين الحكوميتين لتأخذ ليبيا إلى انتخابات تشريعية ورئاسية بهدف اختيار السلطة الدائمة المقبلة في وقت عارضت فيه الأمم المتحدة وجل الجهات الخارجية الأخرى الأمر.

وأوضح التقرير إن هذه الجهات والجانب الأممي يعارضون الاستمرار في تشكيل السلطات الجديدة ومصرين على إجراء الاستحقاقات الانتخابية مرجعا ذلك لخشيتهم من أن يؤدي تشكيلها لتقليل الرغبة أصحاب المصلحة الرئيسيين لمتابعة التزامهم الانتخابي ما يعزز الوضع الراهن.

ونقل التقرير عن المحللة السياسية “كلوديا غازيني” قولها بشأن خطة تأسيس حكومة موحدة:”إذا حصلت على الدعم الكافي فقد تكون خطوة مهمة نحو رأب الصدع الذي وضع ليبيا تحت إدارة منقسمة بين سلطتين منفصلتين”.

واستدرك “غازيني” بالقول:”ولكنها لا تزال تواجه عقبات كبيرة مع وجود منتقدين مؤثرين داخل البلاد وخارجها رغم كون الخطة الطريقة الواعدة لإعادة توحيد البلاد بالنظر إلى التحديات التي لا يمكن التغلب عليها المتمثلة في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية”.

وبحسب “غازيني”:”وربما تكون العقبة الأكبر أمام هذه الخطة هي أن رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة متشبث حتى الآن بقوة بمنصبه وربما يقاوم أي جهود لإطاحته من دون إجراء الاستحقاقات الانتخابية المنشودة”.

بدوره قال المحلل السياسي “ريكاردو فابياني”:”إن بيان المبعوث الأممي عبد الله باتيلي كان تلميحا لفكرة تشكيل حكومة مؤقتة وليس تأييدا كاملا فاشتباكات العاصمة طرابلس والفيضانات المدمرة والانقسامات المتزايدة والدعم الدولي الفاتر عوامل قوضت احتمالات التشكيل”.

من جانبها قالت المحللة السياسية “سيلفيا كولومبو”:”يبدو أن هناك تقاربا متزايدا داخليا وخارجيا بشأن تشكيل حكومة مؤقتة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ولكن هذا في حد ذاته ليس ضمانا بأن هذه الحكومة سوف ترى النور”.

وتابعت “كولومبو” قائلة:”وإذا حدث ذلك فقد يكون ذلك خطوة إلى الأمام مقارنة بالجمود السياسي والمؤسسي الذي تعاني منه ليبيا منذ عامين تقريبا والنقطة الأخرى هي ما إذا كانت هذه الحكومة ستتمتع بالسلطة والشرعية الكافية للمضي قدما في الانتخابات”.

واختتمت “كولومبو” قائلة:”ولا يمكن تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى ولن يكون لدى الأمم المتحدة الكثير من المحفزات لدفع الأطراف في هذا الاتجاه وإن هذا الأمر في أيدي الليبيين أكثر من أي وقت مضى وهذا أمر أكثر أهمية بالنظر إلى السياق الإقليمي”.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: تشکیل حکومة

إقرأ أيضاً:

قيس سعيّد يعلن الحرب على مؤسسات حكومية وهمية.. يُصرف عليها ملايين الدنانير

قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن بلاده تعاني من "تضخم مؤسسي"، مؤكدا خلال لقائه رئيس الحكومة، كمال المدوري، على ضرورة "تطهير البلاد وإزالة العقبات القانونية أمام إنجاز المشاريع".

ولفت سعيد في اللقاء إلى أن المؤسسات التي "لا توجد إلا في الرائد الرسمي" في إشارة إلى الجريدة الرسمية لتونس، يصرف عليها ملايين الدنانير رغم أنها غير موجودة فعليا.

ويتهم الرئيس التونسي دوما من يطلق عليهم بـ"المتآمرين" و"اللوبيات" بعرقلة سير الدولة، ويسجن خصومه والمعارضة في البلاد بتهمة "التآمر على الدولة".

وتابع في توجيهاته لرئيس الحكومة بأن "عملية البناء لا يمكن أن تتمّ إلا على أسس صلبة متينة لا على الأنقاض".

وطلب سعيد من الجميع "داخل أجهزة الدولة وخارجها الانخراط في حرب التحرر الوطني".


وأشار سعيد إلى أن بلاده تشكو منذ عقود من تضخم تشريعي وأن انتظارات الشعب كثيرة ومشروعة.

وانتُخب سعيد، أستاذ القانون الدستوري، رئيسا ديمقراطيا في عام 2019، لكنه سرعان ما شرع في تعزيز سلطته من خلال حل البرلمان وتعليق الدستور وسجن المعارضين.

ونشرت مجلة فورين أفيرز مؤخرا، تقريرا قالت فيه إن تونس تبدو اليوم بشكل متزايد كما كانت في عهد زين العابدين بن علي، الدكتاتور الذي عمل التونسيون بجد للإطاحة به في عام 2011، فهناك القليل من حرية التعبير أو الصحافة، وتعمل قوات الأمن مع الإفلات من العقاب تقريبا.

وعلى الرغم من عدم مواجهة أي معارضة قابلة للتطبيق قبل انتخابه في عام 2024، أشرف سعيد في وقت سابق من هذا العام على اعتقال ما لا يقل عن اثني عشر مرشحا محتملا للرئاسة، تلقى العديد منهم أحكاما جنائية تحظر مشاركتهم في السياسة الانتخابية مدى الحياة.

وتم القبض على أحد المرشحَين اللذين وافقت الحكومة على خوضهما الانتخابات ضد سعيد، عياشي زامل، في أيلول/ سبتمبر، وأدين بتهم ملفقة بتزوير التوقيعات لوضع اسمه على ورقة الاقتراع. وأدار حملته من السجن، حيث إنه من المقرر أن يبقى هناك لأكثر من 30 عاما. ومنعت لجنة الانتخابات التابعة لسعيد اثنين من أبرز الهيئات الرقابية المحلية في البلاد من مراقبة الانتخابات، متهمة إياهما بتلقي "تمويل أجنبي مشبوه" - وهو مصطلح شعبوي شائع.


وسجن سعيد العديد من النشطاء والمعارضين الآخرين، وعلى مدى العامين الماضيين، استخدم قانونا مثيرا للجدل صدر عام 2022، يجرّم نشر "الأخبار الكاذبة" لسجن كل من شيماء عيسى، زعيمة حركة المعارضة جبهة الإنقاذ الوطني؛ وسامي بن سلامة، العضو السابق في لجنة الانتخابات التونسية؛ والمحامية والمعلقة السياسية سونيا الدهماني.

وفي أيلول/ سبتمبر 2023، حشدت الحكومة 51 شخصا من مختلف شرائح الطيف السياسي للمحاكمة في قضية واحدة. وهم يواجهون بتهمة التآمر للإطاحة بالحكومة، اتهامات قد تشمل عقوبة الإعدام. حتى سهام بن سدرين، الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة التونسية - التي أنشئت للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال فترة ما قبل الثورة - اعتقلت في آب/ أغسطس بتهمة زائفة على الأرجح بأنها قبلت رشوة لتزوير التقرير النهائي للجنة.

وقالت كاتبتا التقرير، سارة يركس، الزميلة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وسابينا هينبرغ، الزميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن نظام سعيد ليس وحشيا فحسب، ولكن في تونس، لا تزال الحكومة الحالية غارقة في الفوضى كما لا يمثل سعيد أي حزب سياسي ونادرا ما يتواصل مع مستشاريه. وقليل من المعينين في حكومته يستمرون في مناصبهم لأكثر من عام.

وفي آب/ أغسطس الماضي، أقال رئيس الوزراء، وعين خامس رئيس وزراء له في أقل من خمس سنوات، وبدأ تعديلا وزاريا أوسع نطاقا. وبعد بضعة أسابيع، استبدل جميع المحافظين الإقليميين في البلاد دون تفسير أو تحذير يذكر. وهذا التغيير المستمر في كبار المسؤولين يعني أن معظم السياسات تُصنع الآن بموجب مرسوم رئاسي مع القليل من المدخلات من أشخاص أو إدارات أخرى.

مقالات مشابهة

  • ليبيا.. انتخابات بلدية بلا نتائج ومفوضية تفاقم الانقسام السياسي
  • حمزة عبد الكريم يقود تشكيل منتخب الناشئين أمام ليبيا
  • لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
  • معاريف تكشف عن خطة جديدة مؤقتة لوقف إطلاق النار بغزة
  • زهيو: الاستحقاق البلدي يحرج الطبقة السياسية ويؤكد إمكانية إجراء انتخابات وطنية
  • انتخابات البلديات في ليبيا: إحراج للنخب السياسية وإثبات للقدرة على النجاح
  • خبير دولي: حكومة إسرائيل تقف أمام مفاوضات التهدئة.. ونتنياهو انتهى «سياسيا»
  • إجراءات انتخاب بطريرك جديد.. البابا تواضروس يستقبل وفدا من الكنيسة الإريترية
  • قيس سعيّد يعلن الحرب على مؤسسات حكومية وهمية.. يُصرف عليها ملايين الدنانير
  • قيس سعيّد يعلن الحرب على مؤسسات وهمية.. يُصرف عليها ملايين الدنانير