شبكة اخبار العراق:
2025-04-26@04:31:10 GMT

الخطة الوحيدة في المنطقة هي خطة إيرانية

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

الخطة الوحيدة في المنطقة هي خطة إيرانية

آخر تحديث: 16 أكتوبر 2023 - 9:19 صبقلم:د.هيثم الزبيدي إيران بارعة في مسح بصماتها عما جرى قبل أسبوع في غزة. مسرح الحدث يغص بمؤشرات الدور الإيراني، ولكن لا بصمات آنية تجعل من السهل على إسرائيل أو الولايات المتحدة أن تربطا بين طهران والعملية المذهلة التي أقدمت عليها حماس. إتقان منع الربط المباشر كان محترفا إلى درجة جعلت من الولايات المتحدة، وليس أي دولة غربية أخرى، تقول إن لا دليل على ضلوع إيران المباشر.

لكن عدم توجيه الاتهام لا يعني التبرئة. ما يجمع الغرب وإسرائيل ومعظم الدول العربية هو أنها أمعنت في إهمال الفلسطينيين، سواء السلطة الفلسطينية أو حماس، بل وحتى الفلسطينيين العاديين. السياسيون الفلسطينيون يتحملون جزءا كبيرا من اللوم للوصول إلى هذه القطيعة، لكن الغرب والدول العربية يتحملان بدورهما جزءا من المسؤولية. إسرائيل، أو أكثر تحديدا إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال العشرين سنة الماضية، تعاملت على أن لا طرف فلسطينيا أمامها، وتجاهلت السلطة بالمطلق ولم يكن لديها أي مانع من إضعاف حماس لسلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى درجة لا أحد يعرف اليوم ماذا يفعل عباس بالضبط في رام الله. وهم القوة الذي شكل عقلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يعتبر الانقسام الفلسطيني بين سلطة معوقة في الضفة الغربية، وحماس منفلتة بحدود معروفة المدى يفيد الإستراتيجية الإسرائيلية. إذا كان ثمة استنتاج أولي من عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس في منطقة غلاف غزة، فهو: كم كان نتنياهو مخطئا. لا أحد يريد أن يتحدث أو يتفاوض مع الفلسطينيين كان الموقف المثالي الذي تسللت منه إيران. كلما ابتعدت الدول العربية سياسيا وماليا عن الفلسطينيين، كلما صار بوسع إيران أن تتحكم بحماس أكثر. وفيما عدا قطر، التي استمرت بإرسال المال إلى سلطة حماس في غزة بموافقة إسرائيلية، فإن حماس انضمت إلى قائمة مجاميع سياسية وعسكرية متزايدة تدين بالولاء لإيران. كل حروب غزة تقريبا كانت ترتبط بتوقيت توتر بين الغرب وإيران، وتمكن الحرس الثوري الإيراني وشبكة الولاءات السياسية لطهران الموجودة في الشرق الأوسط وأفريقيا من إيصال السلاح والتقنيات المتطورة من صواريخ بعيدة المدى ومسيّرات إلى حماس لتتحول إلى جيش صغير شاهد العالم كيف كان بوسعه اختراق حدود إسرائيل بكل سهولة، وقادر بإمكانياته أن يجعل إسرائيل تتردد في اجتياحها البري المحتمل لغزة. وفيما عدا بقايا جيوب في العراق ولبنان وسوريا واليمن ممن اكتووا بنار إيران مباشرة أو عبر ميليشياتها، فإن شعبية إيران في تدخلها في فلسطين ودعمها لحماس والجهاد الإسلامي وصلت اليوم إلى ذروتها. التمدد الإيراني المذهبي يبدو تفصيلا صغيرا اليوم أمام ما ينسب لإيران من دور في دعم حماس وتوفيرها الفرصة للفلسطينيين من توجيه ضربة قد تكون الأقسى تاريخيا لإسرائيل. لا تلومن الدول العربية إلا نفسها. فالقطيعة مع الفلسطينيين، وإن لم تكن لصالح العلاقة مع الإسرائيليين، أوجدت وضعا نفسيا لدى أجيال من الغزيين وفلسطينيي الضفة يجعلهم جزءا من خارطة الطريق الإيرانية للمنطقة. لم يختلف وضع الفلسطينيين هنا عن إهمال لبنان وترك الموقف لصالح حزب الله، أو الخوف من التدخل في عراق ما بعد 2003 وهو الأمر الذي جعل العراق يدور في الفلك الإيراني حتى في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال الأميركية على أرضه وصولا إلى تحول المقاتلات الأميركية إلى قوة جوية مستأجرة تعمل لصالح الحشد الشعبي الولائي في حرب استرداد شمال وغرب العراق من داعش، أو ترك الدولة اليمنية تتفكك وعدم التدخل المبكر في مواجهة الحوثي، آخر نماذج الميليشيات ذات الولاء المطلق لطهران. إيران الحاضرة في كل ملفات المنطقة هي إيران ملء الفراغات التي تركتها الدول العربية في بلدان رئيسية، وهي إيران التي استكملت طريق طهران البحر المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان، وإيران التحكم بالمضائق شرقا عند مضيق هرمز وجنوبا في باب المندب وشمالا غربيا في غزة ليس بعيدا تماما عن قناة السويس. خارطة القلق من إيران مكتملة جغرافيا وعاجزة سياسيا. لسبب ما، تطابق إهمال العرب للفلسطينيين مع إهمال الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لهم. كان نتانياهو، الذي تصدر المشهد السياسي الإسرائيلي خلال عقدين، يعتقد أن القضية الفلسطينية ستسقط بالتقادم والإهمال. كلما أمعن بعدم التواصل مع الفلسطينيين، كلما زادت فرصة “تبخرهم” في الهواء. لم يقرأ نتنياهو أو يفهم تاريخ العقود الماضية من الصراع، أو مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي والإسلامي. بنى الإسرائيليون سياجين بينهم وبين الفلسطينيين؛ واحد من الكونكريت في الضفة، وآخر من نار وقصف في غزة. ومع وصول حكومة يمينية متدينة ومتشددة لحكم إسرائيل، كان الوهم الإسرائيلي قد تحول إلى سياسة دولة. لكن لا القصف الإسرائيلي لغزة ضمن الأمن لإسرائيل ولا العمليات اليومية للجيش والمستوطنين غيرت من الوضع في الضفة. كل شيء كان يشير إلى الانفجار القريب. ومع الوهم، ساد الغرور وأخفقت أجهزة الأمن الإسرائيلية في تفسير الإشارات المتزايدة. ستذهب إسرائيل بعيدا في انتقامها. لكن نتنياهو في موقف لا يحسد عليه. فمهما أمعن في انتقامه ومهما أعلن عن انتصارات على حماس، على أرض غزة أو في استهداف قادتها حول العالم، فإن يوم الحساب ينتظره. الإسرائيليون يعيشون عقدة الأمن، وإذا بهم أمام الكابوس الكامل. نتنياهو في حكم المنتهي سياسيا ومعنويا مهما كانت نتائج العمليات العسكرية الحالية في غزة. لا نعرف هل الوهم الأميركي هو نتاج القطيعة العربية مع الفلسطينيين أم تتمة للوهم الإسرائيلي. لكن من المؤكد أن واشنطن لا تملك سياسة واضحة في التعامل مع المنطقة عموما، ومع الفلسطينيين على وجه الخصوص. اشرحوا لنا كيف يمكن أن توقّع إسرائيل والسعودية على اتفاقية لإقامة العلاقات برعاية أميركية من دون المرور على الفلسطينيين. حتى السعوديون أنفسهم، وعلى مضض، ربطوا التطبيع مع إسرائيل بالتطور في استرداد الفلسطينيين حقوقهم. وبعد إهمال سعودي طويل، اليوم ترن هواتف الزعماء العرب المعنيين بالأمر، في رام الله والقاهرة وعمان، بمكالمات من الرياض. هذا نوع من الهرولة السياسية السعودية لتصحيح وضع غير طبيعي استمر طويلا، وكانت الولايات المتحدة، بإداراتها الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة، تشجع الرياض عليه. هذا تشجيع يعكس ارتباكا سياسيا أميركيا كان هدية سياسية من طراز خاص لإيران. الارتباك الأميركي يتجسد اليوم أيضا بما يقوله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. إدارة الرئيس جو بايدن لم تعجز فقط عن ربط الإيرانيين بما حدث في غزة، بل لا تزال تتخبط سياسيا كما بينت تصريحات بلينكن في الدوحة. يريد تقييد المليارات التي أطلقتها واشنطن من الأموال الإيرانية وتم تحويلها إلى بنوك قطرية لأن إيران تدعم حماس. لم يجد عاصمة أخرى يقول منها هذا الكلام غير الدوحة. فعلى بعد خطوات من المكان الذي تحدث منه، يقيم كبار قادة حماس ممن ينافسونه على عدسات كاميرات الجزيرة في تصريحاتهم النارية المرتبطة بحرب غزة. الكوميديا السياسية الأميركية وصلت مجدها. عملية “طوفان الأقصى” أعادت تأهيل الفلسطينيين، سياسيا وعسكريا بصيغة حماس، ومن باب العجز عن إيجاد البدائل في صيغة عباس والسلطة الفلسطينية. لكن لا الدول العربية ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة لديها أي خطة للتعامل مع الوضع الراهن. حتى يجدوا خطة من نوع ما، تبقى الأمور برهن إرادة إيران، سواء التقطوا بصماتها من مسرح الحدث في غزة أم عجزوا عن ذلك.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مع الفلسطینیین الدول العربیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران ومستعد للقاء "خامنئي"

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، 25 إبريل 2025، إنه لن يسمح لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، بجرّه إلى حرب ضد إيران.

وأبدى ترامب في مقابلة نشرتها مجلة "تايم"، استعداده للقاء المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قائلاً ردًا على سؤال بهذا الشأن: "بالتأكيد". وأضاف أن إيران تعرف مواقفه من البرنامج النووي، وأنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق معها.

وشدد ترامب على أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي، فقد يضطر إلى قيادة هجوم على إيران لمنعها من حيازة أسلحة نووية.

وفي السياق، قال ترامب إن السعودية "ستضطر إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام" التطبيعية مع إسرائيل، والتي تضم الإمارات والبحرين والمغرب، مشددا على أن "هذا الأمر سيحدث بسرعة".

كما نفى ترامب أن يكون قد منع إسرائيل من تنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية، لكنه أوضح في المقابلة: "لم أجعل الأمر مريحًا لهم"، في إشارة إلى تحفظه على الانخراط في تصعيد عسكري في هذه المرحلة في مواجهة إيران.

اقرأ أيضا/ وفد من حمـاس يتوجه اليوم إلى القاهرة لبحث مفاوضات غـزة

وردا على سؤال حول ما إذا كان قد "أوقف" إسرائيل، قال ترامب: "لا، هذا غير صحيح. لم أوقفهم. لكن ذلك لم يكن مريحًا للإسرائيليين، لأنني كنت أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق من دون هجوم. آمل أن ننجح. قد نضطر إلى الهجوم، لأن إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا".

وأضاف: "ربما لم يكن ذلك مريحًا بالنسبة لهم (إسرائيل)، لكنني أيضًا لم أقل لا. في نهاية المطاف، كنت أنوي ترك القرار بأيديهم. لكنني قلت إنني أفضل بكثير التوصل إلى اتفاق بدلاً من أن تتساقط القنابل".

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان يخشى أن "يجرّه" نتنياهو، إلى الحرب مع إيران، أجاب: "لا". وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى خارج المواجهة في حال شنت إسرائيل هجومًا منفردًا، قال ترامب: "لا، لم أقل ذلك".

واستطرد الرئيس الأميركي قائلا: "سألتني عمّا إذا كان سيجرّني إلى الداخل، كما لو كنت سأدخل مجبرًا. لا، قد أدخل برغبة كبيرة إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق. إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فسأقود العملية".

وعن إمكانية التطبيع بين الرياض وتل أبيب، قال إن السعودية ستنضم إلى "اتفاقيات أبراهام"، التي وقعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية في نهاية ولايته السابقة، مضيفًا: "أعتقد أن ذلك سيكون كاملاً بالكامل، وسيحدث بسرعة".

 

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية صوفيا تطالب إسرائيل بدفع تعويض لأسرة ضابط بلغاري قتلته في غزة بالفيديو والصور: 47 زلزالا في تركيا خلال 3 ساعات - أكبرها بقوة 6.2 درجات الأردن يعلن حظر نشاطات جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جمعية غير مشروعة الأكثر قراءة أردوغان: يجب أن تنتهي حالة الجنون هذه التي تهدد دول المنطقة فلسطين عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لألعاب القوى بالصور: الرئيس عباس يصل سوريا في زيارة رسمية بالفيديو: 7 شهداء إثر قصف الاحتلال منزلا بحي الزيتون شرق غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إنقاذ الفلسطينيين من حماس.. الإعلام الإسرائيلي يصطاد في الماء العكر بنشر تصريحات العولقي
  • ترامب: نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران ومستعد للقاء "خامنئي"
  • مديرة صندوق النقد الدولي: المغرب الدولة الوحيدة في المنطقة المؤهلة للحصول على خط ائتمان
  • مصر: إيطاليا تدعم الخطة العربية لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين
  • الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار المنطقة
  • نتنياهو: سنمنع إيران من الحصول على سلاح نووي
  • نتنياهو: إيران تمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل
  • فرنسا تؤكد دعم الخطة العربية لإعمار غزة وخيار حل الدولتين
  • فرنسا تعلن مجددا دعم الخطة العربية لإعمار غزة
  • الإعلام يُكذِّب نتنياهو بأنّه سيُهاجِم إيران دون موافقةٍ أمريكيّةٍ .. جنرالٌ إسرائيليٌّ: الاتفاق النوويّ أقرب من أيّ وقتٍ مضى