و.س. جورنال: الخليج يعرض أموالا على مصر لاستضافة للاجئين من غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال مسؤولون إن "دول الخليج العربي، التي قاومت تقديم أموال لمصر، تطرح الآن فكرة منحها مساعدات مالية مقابل قبولها استضافة للاجئين فلسطينيين من قطاع غزة في سيناء"، بحسب تقرير لتشاو دينغ وسمر سعيد وفيفيان سلامة بصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) ترجمه "الخليج الجديد".
ولم تحدد الصحيفة هذه الدول الخليجية، لكن السعودية والإمارات وقطر هي أكثر دول مجلس التعاون الخليجي اهتماما بالاستثمار في مصر، مع مطالب بتخفيض قيمة العملة (الجنيه)، ووضع حد لتغلغل الجيش في الاقتصاد، بما يسمح بالتنافسية.
ولليوم العاشر على التوالي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتواصل مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، مع غارات إسرائيلية مكثفة ومؤشرات متصاعدة على عملية برية وشيكة في القطاع، الذي يسكنه نحو 2.2 مليون فلسطيني وتحاصره تل أبب منذ عام 2006.
ولفتت الصحيفة إلى أن "الضغوط لاستضافة اللاجئين تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض قيمة العملة (الجنيه)، والانتقادات المتزايدة للرئيس (عبد الفتاح) السيسي، الذي يواجه انتخابات رئاسية في ديسمبر/كانون الأول (المقبل)".
وتابعت أن "وفود إسرائيلية وقطرية زارت القاهرة في الأيام الأخيرة؛ لمحاولة إقناع السلطات باستقبال ما يمكن أن يكون مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الحرب".
الصحيفة قالت إن "معبر رفح الحدودي، الواقع في الطرف الجنوبي من غزة، هو المعبر البري الوحيد في القطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، على الرغم من أن جيشها نفذ عدة غارات جوية بالقرب منه الأسبوع الماضي".
"وقد رفض السيسي الدعوات لفتح الحدود سريعا أمام الأجانب، الذين يحاولون مغادرة غزة؛ مستخدما ذلك كورقة مساومة لتوصيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين ينفد طعامهم ومياههم (جراء حصار إسرائيلي)، وحذر من أن تدفق سكان غزة إلى مصر سيخلق أزمة لاجئين داخل حدوده من شأنها أن تشكل تهديدات أمنية"، وفقا للصحيفة.
وحتى الإثنين، قتلت إسرائيل 2670 فلسطينيا، بينهم نحو 700 طفل، وأصابت 9600 آخرين، فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3715 وأسرت ما يزيد عن مئة آخرين، وفقا لمصادر رسمية من الجانبين.
اقرأ أيضاً
سببان.. لهذا تخشى مصر أن تدفع إسرائيل سكان غزة إلى سيناء
ممر آمن
الصحيفة قالت إنه "وفقا لخطة أولية، سيكون المواطنون الأمريكيون أول من يدخل مصر، يليهم الأمريكيون مزدوجو الجنسية والجنسيات الغربية الأخرى، ثم عمال الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في مجال الإغاثة، وأخيرا موظفو الشركات الدولية".
لكن وفقا لمسؤولين مصريين، فإن "مصر تراجعت السبت الماضي عن فتح المعبر، وطلبت من الولايات المتحدة وإسرائيل أن تعدا أولا بممر آمن للمساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة".
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن "مصر قدمت للولايات المتحدة تفسيرا مزدوجا لتراجعها عن هذه الخطة، وهي أنها لن تتمكن من ضمان أن تسمح حماس للناس بالمغادرة، كما أن الأضرار التي لحقت بالمعبر ستجعل من الصعب التعامل مع مئات الأشخاص المحتمل إجلاؤهم".
وبعد لقائه السيسي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لصحفيين بالقاهرة أمس الأحد إن "مصر قدمت الكثير من الدعم المادي لسكان غزة، وسيتم إعادة فتح معبر رفح، ونضع مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل وآخرين آلية لإدخال المساعدات إلى مَن يحتاجون إليها".
اقرأ أيضاً
السيسي يجدد رفض تهجير أهالي غزة لسيناء ويحذر من تصفية القضية.. والأردن يؤيد
تهجير جديد
وفي الأيام الأخيرة، تحدث السيسي هاتفيا مع قادة أوروبيين، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني ريشي سوناك والهولندي مارك روته ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، حول السماح لمواطني الاتحاد الأوروبي في غزة بالخروج، كما أردفت الصحيفة.
وتابعت: "يحاول المسؤولون الأوروبيون الحصول على مساعدة مصر لإجلاء مواطنيهم من غزة والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقال مسؤولون مصريون إنه لتحقيق ذلك، يتعين على إسرائيل وقف هجماتها مؤقتا والتأكد من أن المعبر آمن للاستخدام".
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة، إنه "إذا سمحت مصر بدخول بعض الفلسطينيين، فإن زيادة المساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد للفلسطينيين ثلاث مرات، والتي أُعلن عنها الجمعة الماضي، ستذهب جزئيا إلى مصر، وقد يتم تقديم مساعدات إضافية".
و"بينما تستعد مصر للسماح لبعض الأشخاص بالدخول، فإنها تقاوم بشدة فكرة الاضطرار إلى استضافة ما يمكن أن يصبح مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين"، وفقا لمسؤولين مصريين.
ومشيرةً إلى قلق مصر من احتمال عدم القدرة الفلسطينيين على العودة إلى غزة، قالت الصحيفة إن "لإسرائيل تاريخ في تهجير الفلسطينيين، ففي عام 1948 تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مدينة رفح الحدودية المصرية، وحولوها إلى مخيم للاجئين، ثم تحولت الخيام إلى أكواخ أصبحت ببساطة مبانٍ مشيدة لاستضافة ما أصبح فيما بعد السكان المصريين الفلسطينيين".
اقرأ أيضاً
هاتفيا.. الشيخ تميم والسيسي يبحثان تطورات الأوضاع في غزة
المصدر | تشاو دينغ وسمر سعيد وفيفيان سلامة/ ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر غزة سيناء لاجئون إسرائيل حرب
إقرأ أيضاً:
أيرلندا ترفض اقتراح إسرائيل بشأن استقبال الفلسطينيين
رفضت وزارة الخارجية الأيرلندية، اليوم الخميس، اقتراح وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس بخصوص استقبال أيرلندا لفلسطينيين في حال تهجيرهم من قطاع غزة.
نتنياهو: لا حاجة لقوات أمريكية في غزة ضمن خطة ترامب إسرائيل تُواصل اعتقال الفلسطينيين في الضفة
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية" وفا"، ذكرت الوزارة في بيان، "يجب أن يكون الهدف هو زيادة المساعدات المقدمة إلى غزة بشكل كبير وعودة الخدمات الأساسية ووضع إطار عمل واضح يمكن للنازحين العودة بموجبه.
وأضافت أن "أي تعليقات مخالفة لذلك غير مجدية ومصدر إزعاج".
وكان كاتس قد صرح أن إسبانيا وأيرلندا والنرويج، التي اعترفت العام الماضي بالدولة الفلسطينية، "ملزمة قانونا بالسماح لأي مقيم في غزة بدخول أراضيها".
وكانت إسبانيا قد رفضت أيضا مقترح كاتس، وقال وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، "غزة هي أرض الفلسطينيين سكان غزة، ويجب أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
فيما أوضح أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، اليوم الخميس، أنه لا يمكن إجبار الفلسطينيين على أي خيار إذا أردنا السلام في المنطقة.
أكد تاياني، في بيان، إنه لا أمن ولا استقرار دون تحقيق السلام، وأن موقف بلاده واضح وهو مؤيد لحل الدولتين وشعبين يعيشان بسلام.
وبين وزير الخارجية الإيطالي، ان لا يمكن إجبار الفلسطينيين على أي خيار ولا يمكن تحقيق شيء بدون الفلسطينيين.
وقد أبدت وزارة الخارجية الروسية، في بيانٍ لها اليوم الخميس، رفضها لمُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقراغ غزة من اهلها.
وقالت الوزارة الروسية عن مُقترح ترامب إنه حديث شعبوي، واضافت مُشددةًَ على أن موسكو تعتبره اقتراحاً غير بناء يزيد التوتر.
وأضاف بيان الخارجية الروسية :"نأمل الالتزام التام والصارم بما تم التوصل إليه من اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وفي إطار آخر، أبدت وزارة الخارجية الروسية، في بيانٍ لها اليوم الخميس، رفضها لمُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقراغ غزة من اهلها.
وقالت الوزارة الروسية عن مُقترح ترامب إنه حديث شعبوي، واضافت مُشددةًَ على أن موسكو تعتبره اقتراحاً غير بناء يزيد التوتر.
وأضاف بيان الخارجية الروسية :"نأمل الالتزام التام والصارم بما تم التوصل إليه من اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار جدلاً كبيراً حينما اقترح تفريغ أرض غزة من سُكانها الأصليين وإرسالهم إلى مصر والأردن.
واضاف ترامب قائلاً إنه يرغب في تحويل قطاع غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي ستفتح أبوابها أمام الجميع، على حد قوله.
وكان إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، قد قال إن مُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير مُواطني غزة لا يبدو خيارًا منطقيًا، واصفًا إياه بـ"الخيالي".
وقال باراك، في تصريحاتٍ صحفية لإذاعة الجيش الإسرائيلي،: "هذه لا تبدو خطة درسها أي شخص بجدية، يبدو أنها مثل بالون اختبار، أو ربما في مُحاولة لإظهار الدعم لدولة الاحتلال".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أثار الجدل بمُقترحه بشأن تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر، وذلك بغيةً إفراغ الأرض من أهلها.
وواصل ترامب مُقترحه بالإشارة إلى خطته بشأن تحويل القطاع إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، التي ستفتح أبوابها أمام جميع الجنسيات، على حد قوله.
وتُعتبر قضية فلسطين قضية عادلة لأنها تتعلق بحقوق شعب تعرض للتهجير القسري والاحتلال العسكري لأرضه، وهو ما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية، منذ نكبة عام 1948، تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا، وتمت مصادرة أراضيهم دون وجه حق، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
وتؤكد قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار 194 الذي ينص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، والقرار 242 الذي يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، على أن للفلسطينيين حقًا مشروعًا في تقرير مصيرهم.
كما أن استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي قضية عدالة وحقوق أساسية.