لبنان ٢٤:
2025-03-05@01:29:06 GMT

هكذا يجب أن يردّ اللبنانيون على ما يحدث في غزة

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

هكذا يجب أن يردّ اللبنانيون على ما يحدث في غزة

كثيرة هي التحدّيات التي يعيشها لبنان اليوم، إضافة إلى تحدّياته المتعلقة بحياة أبنائه اليومية. وكثيرة هي التحليلات والتنظيرات عمّا يمكن أن يواجهه هذا البلد المنقسم على نفسه نتيجة التباينات التي لها علاقة بما يجري في غزة، وما يواجهه أهل القطاع من قتل ممنهج ومبرمج وفق سيناريوهات، يبدو أن "أحلاها" مرّ كثيرًا، وهو سيترك بصماته على كل مفاصل الحياة العامة في المنطقة كلها، وبالأخص في لبنان، وليس فقط في فلسطين.

  
فلبنان يعيش حالًا ضبابية لا يعرف فيها أحد عما ستؤول إليه الأوضاع في الجنوب في حال تدهور الوضع الأمني في شكل دراماتيكي، على رغم التحذيرات الأممية من انزلاق لبنان إلى مستنقع الحرب، وأخر هذه النداءات ما صدر عن فرنسا، التي حذّرت من هذا الجرف، وما يمكن أن تكون عليه التطورات الدرامية، خصوصًا إذا تخطّت إسرائيل قواعد الاشتباك المعمول بها منذ حرب تموز في العام 2006. 
ولكن في المقابل، وكما يقول المتفائلون من أهل السياسية أن الخيارات الممكنة للخروج من هذا النفق المظلم كثيرة، على رغم ما يقوله المتشائمون من أن لا نهاية قريبة لهذا النفق الطويل، مع ما يحيط به من ضباب وغبار. وكثيرة هي الاختلافات بين اللبنانيين، الذين لم تتوحدّ كلمتهم، ولو لمرّة واحدة في تاريخ أزماتهم المتواصلة والموصولة بأحداث خارجية طالما كانت عامل قسمة لا عامل وحدة منذ اتفاق القاهرة حتى اليوم. 
فما يجري في غزة حاليًا، وما يمكن أن يحدث في أماكن أخرى من تطورات استتباعية، أكبر من لبنان، وأكبر من قدراته الذاتية، وإن كان "حزب الله" يُعتبر لاعبًا إقليميًا أساسيًا. فالمواجهة، سواء أكانت بالمباشر أو بالواسطة تتخطّى القدرة الاستيعابية للتركيبة اللبنانية الهشّة، وبالأخص في غياب رأس الدولة، الذي هو حكمًا القائد الأعلى للقوى المسلحة، وفي غياب الدور الفاعل للحكومة الممنوعة حتى من تصريف الأعمال بفعل المواقف غير المنطقية، التي يتخذها الوزراء الذين يدورون في فلك "التيار الوطني الحر"، المدعوون اليوم، على رغم عدم مشاركتهم في آخر جلسة لمجلس الوزراء، إلى وقف المكابرة والكيد السياسي، خصوصًا ان هذه الجلسة بحثت في أمرين يهمّان جميع اللبنانيين، وهما في غاية الأهمية والخطورة، وهما الوضع المتوتر في الجنوب على أثر التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة والاستنفار المقابل لمواجهة هذه التهديدات من قِبَل "حزب الله" ودخول العامل الفلسطيني على خطّ هذه المواجهة، إضافة إلى مقاربة وضع النازحين السوريين الجدد، وما يخطّط للبنان المربوط غصبًا عنه بالقضايا الإقليمية الكبرى. 
ولأن أي مواجهة على الجبهة الجنوبية سيكون لها مفاعيل خطيرة على مستوى كل الوطن، وأمام هول المخاطر المحدقة به من كل حدب وصوب، لا بدّ من أن يقدم نواب الأمة على خطوة دستورية في غاية الأهمية، ويذهبوا إلى دورات متتالية لمجلس النواب من أجل انتخاب رئيس لجمهورية قد تضيع هويتها في حال تفاقمت الأوضاع المحيطة به جنوبًا وشرقًا وشمالًا، وقبل أن يُفتح البحر أمام هجرة لبنانية واسعة قبل أي هجرة أخرى. 
فانتخاب رئيس جديد للجمهورية في شكل سريع وفوري من شأنه أن يكون على الأقّل ضمانة لوحدة داخلية قد "تفرط" عند أول امتحان، وهذا ما لا يريده أحد لا في الداخل ولا في الخارج، باستثناء بالطبع من يسعى إلى فرط عقد هذه الوحدة، التي تبقى الأساس في ما ارتضاه اللبنانيون من عيش واحد مشترك تحت سماء واحدة. 
أمّا إذا لم يفعل هؤلاء النواب، إلى أي محور انتموا، ما عليهم أن يفعلوه قبل أن يلعنهم التاريخ، فإنهم يضيّعون عليهم وعلى جميع اللبنانيين فرصة إنقاذ قد تبدو يتيمة في الوقت الراهن. وهذه الفرصة السانحة اليوم قد تصبح غدًا من الأمور المستحيل تحقيقها قبل أن ينجلي غبار الحرب الكونية، التي ستكون الحرب على غزة شرارتها الأولى والأخيرة. وعندها لن ندخل التاريخ وقد نخرج من الجغرافيا.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

فضيحة انسانية ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي جنوباً.. وعدد شهداء الحرب الأخيرة 6 آلاف

كتبت "الديار":     تتكشف يوماً بعد يوم الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي، إذ تبين أنّ العدو الاسرائيلي، وقبيل انسحابه من البلدات الموازية للخط الأزرق، قد عمد الى العبثث برفات الشهداء، اذ جاءت نتائج فحوصات الـ"دي.ان.آي" للجثث المستخرجة، غير مطابقة للمعلومات التي توافرت حول اصحابها وهوياتهم، وفقا للمقاتلين واهالي القرى، ما يؤخر عمليات التعرف الى الجثث، في ظل الكم الكبير من العظام والقايا البشرية التي تم جمعها من الميدان.   وكتب نذير رضا في" الشرق الاوسط": أشار أحدث التقديرات إلى أن أرقام قتلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، تناهز الـ6 آلاف قتيل، يتوزعون بين مقاتلين من "حزب الله"، ومدنيين، بينهم مسعفون وأفراد طواقم طبية، وتمَّ التوصل إلى هذا الإحصاء، بعد نحو 10 أيام على انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات الحدودية؛ مما أتاح انتشال رفاة مقاتلين كانوا لا يزالون تحت الأنقاض.   ومنذ انتهاء الحرب الموسَّعة على كامل الأراضي اللبنانية في 27 تشرين الثاني الماضي، تمَّ تصنيف كثير من المقاتلين ضمن فئة "مفقودي الأثر"، وتبيَّن أن معظمهم قضوا خلال القتال ضد إسرائيل، وبقيت جثثهم تحت الأنقاض وفي البراري، وتعذر الوصول إليها طوال 80 يوماً؛ بسبب مواصلة إسرائيل احتلالها القرى الحدودية في جنوب لبنان، ومنع الطواقم الطبية من الوصول إلى المنطقة.   وقال الباحث في "الدولية للمعلومات"، محمد شمس الدين لـ"الشرق الأوسط"، إن أحدث التقديرات، يشير إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص في لبنان، جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ويمتد هذا الرقم منذ 8 تشرين الأول 2023، حتى الآن، لافتاً إلى أن هذا التوثيق يشمل المدنيين والمقاتلين.   وأسهم الوصول إلى الجثامين، وإجراء فحوص الحمض النووي، في "حسم مصائر كثير من المفقودين في المنطقة؛ مما أتاح إبلاغ عائلاتهم وتشييعهم"، حسبما قالت مصادر لبنانية مواكِبة لعمليات انتشال القتلى من جنوب لبنان، وأشارت في تصريحات إلى أن الأشخاص الذين لم يتم الوصول إلى أثر أو رفاة لهم، يبقون ضمن خانة "المفقودين"، إلى حين اتضاح مصائرهم، علماً بأن عدد الأسرى الذين ثبت احتجازهم أحياء من قبل إسرائيل، يبلغ 7 فقط، وهم 4 مقاتلين أُسروا خلال التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان، وشخصان اعتقلتهما القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسابع كانت اختطفه مجموعة كوماندوز إسرائيلية نفَّذت إنزالاً بحرياً في البترون بشمال لبنان.   وأتاح خروج الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات في 18 شباط، تشييع المقاتلين الذين تم العثور عليهم، ونقل رفاة المقاتلين والمدنيين الذين دُفنوا وديعةً في بلدات العمق اللبناني، ريثما يتمكَّن السكان من العودة إلى قراهم.   وشيَّع "حزب الله" الجمعة، 130 شخصاً من مقاتليه ومن المدنيين الذين قُتلوا خلال الحرب الأخيرة، في بلدتَي عيترون وعيتا الشعب الحدوديتين، في واحد من أكبر مراسم التشييع الجماعي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلدات وقرى جنوب لبنان.

مقالات مشابهة

  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • بعد رد الصين وكندا| تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي.. ماذا يحدث؟
  • مرقص في إفطار تكريمي لإعلاميين شاركوا في تغطية العدوان: شجاعتكم وسام على صدر الوطن
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • التاريخ هو ما يحدث اليوم.. مراد مرادي وتحديات المؤرخ بملف الكورد الفيليين
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان وجمع 658 مليون دولار
  • يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان والمساهمة في نداء عام 2025 لجمع 658.2 مليون دولار
  • فضيحة انسانية ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي جنوباً.. وعدد شهداء الحرب الأخيرة 6 آلاف