توفيت فيليس لاتور، آخر العميلات السريات اللاتي خدمن في "الجيش السري" للسير ونستون تشرشل في فرنسا، عن عمر يناهز 102 عامًا. ومع وفاتها، تظهر الملفات الرسمية التي كانت مصنفة سابقًا صورة حية لحياة هذه الجاسوسة المذهلة التي تعايشت مع الحرب العالمية الثانية خلف خطوط العدو.

فيليس لاتور، المعروفة أيضًا باسم جينيفيف، كانت عميلة في إدارة العمليات الخاصة (SOE)، وهي جماعة تابعة للجيش البريطاني تعنى بالتجسس والعمليات السرية خلال الحرب العالمية الثانية.

 

صدمة وغضب كبير في واشنطن وبرلين بعد الكشف عن عملية تجسس إيراني أخبار التكنولوجيا|برامج تجسس إسرائيلية.. التحذيرات تتجدد لمستخدمي هذه الهواتف.. ولا تصاحب الغرباء على فيسبوك.. هذا ما حدث لامرأة أمريكية

وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، عملت لاتور في فرنسا المحتلة وكانت مهمتها إرسال معلومات حيوية إلى لندن عبر رسائل مشفرة. قدمت تقارير دقيقة عن مواقع القصف والمعدات التي تم إسقاطها، مما ساهم في تعطيل القوات الألمانية ودعم تقدم الحلفاء.

تتضمن قصة لاتور العديد من المغامرات الخطيرة والمواقف الشجاعة. بالرغم من التهديدات المستمرة والمخاطر التي تواجهها والتي كانت تزداد مع تقدم القتال، لم تفقد لاتور أبدًا شجاعتها وثباتها العقلي. كانت تستخدم حيلًا متنوعة لتجنب الاشتباه من جانب الجنود الألمان، وكان لديها القدرة على الاحتفاظ بسرية عملها.

أسرار عميلة سرية

بعد انتهاء الحرب، حافظت لاتور على صمت حول حياتها المهنية خلال تلك الفترة، وانتقلت إلى نيوزيلندا بعد الزواج، حيث بدأت حياة جديدة. لم يتم الكشف عن هويتها الحقيقية ودورها في الحرب إلا بعد وفاتها.

ومع وفاة فيليس لاتور، تنتهي فصولًا من تاريخ الجاسوسية والتجسس في الحرب العالمية الثانية. تظهر الملفات الرسمية التي تم الكشف عنها الآن صورة حية لحياة هذه العميلة السرية المثيرة ودورها الحاسم في تعزيز الجهود الحربية.

ولدت فيليس في جنوب أفريقيا عام 1921 لأب فرنسي وأم بريطانية، وأصبحت يتيمة في سن الرابعة وذهبت لتعيش مع عمها في جادوتفيل في الكونغو البلجيكية.

أمضت كل وقتها في رحلات السفاري، مع عمها الذي كان يهرب العاج. لقد كان وقتًا مثيرًا - فعندما كانت تتدرب مع شركة SOE،  وكانت فيليس تتحدث الإنجليزية والفرنسية وبعض العربية والسواحيلية والكيكويو.

 وعندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، أُرسلت إلى مدرسة داخلية في كينيا، ثم غادرت مع أولياء أمورها إلى أوروبا في مايو 1939. في نوفمبر 1941 انضمت إلى القوات الجوية المساعدة النسائية، أو WAAF، كمشغلة بالون.

ولكن من الواضح من ملفاتها أنها كانت تتوق إلى المزيد من المغامرة، وبحلول خريف عام 1943 كانت تتدرب في شركة SOE، لقد كانت "فتاة بسيطة العقل، ساذجة، بارعة"، بحسب تقريرها الأول. لقد كانت "ذكية، ومتحمسة، وشجاعة"، وتكره العمل المكتبي.

غالبًا ما قلل المدربون في الشركات المملوكة للدولة من تقدير العميلات، وفقًا لكلير مولي، التي ألفت عدة كتب عن العميلات في الحرب العالمية الثانية.

في يوم رأس السنة الجديدة عام 1944، رفض أوديت ويلين، المدرب السابق الذي تحول إلى عميل، فيليس لاتور ووصفها بأنها غير منضبطة وعنيدة ولا تصلح للعمل السري.

ومع ذلك، تحسنت تقارير لاتور مع مرور الوقت. كانت ماهرة في استخدام المسدس، على الرغم من أنها وجدت مسدس عيار 9 ملم ثقيلاً جدًا بالنسبة لها. تم إرسالها إلى مدرسة التدريب الخاصة التابعة لشركة إدارة العمليات الخاصة في يناير 1944 حيث بدأت تتعلم القفز بالمظلة بحماس كبير - على الرغم من أنها هبطت في المحاولة الأولى فوق طالبة أخرى.

تم تكليفها بالانضمام إلى شبكة العملاء المعروفة باسم "العالم". وكانت كلمة المرور الرئيسية للتواصل مع المقر الرئيسي هي "SMOKEGETSINYOUREYES".

حياة مثيرة 

وصلت فيليس إلى فرنسا في الأول من مايو 1944. في البداية، سافرت حول منطقة كاين وفير مع زميل عميل سيغطي المنطقة. اكتشفت الجيستابو (الشرطة العسكرية الألمانية) وجودهم، حتى أنهم واجهوا سيارة ألمانية مليئة بمظلات الحلفاء التي عثروا عليها.

هربت لاتور وزميلتها، ولكنهما اضطرتا بعد ذلك لترك قاعدتهما في قرية تسمى شامبجينتوكس في منتصف الليل، ودمرتا الوثائق وتوجهتا إلى سانت مارس، وهي قاعدة للمقاومة بالقرب من نانت.

وبحسب ما ذُكر في ملفها أنها اضطرت للتنقل بشكل مستمر دون تغيير حذائها أو ملابسها. وجاء في الملف أن حماسها كان عظيما، وفي إحدى المقابلات النادرة التي أجرتها في وقت لاحق من حياتها، وصفت لاتور كيف كانت تخفي رموزها على الحرير الناعم عن طريق لفها حول إبرة الحياكة، ثم إدخالها في رباط حذاء استخدمته لتثبيت شعرها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اسرار مثيرة الحرب العالمية الثانية الحرب العالمیة الثانیة

إقرأ أيضاً:

منظمة التحرير الفلسطينية: الصراعات الحالية مقدمة لحرب عالمية ثالثة (فيديو)

قال الدكتور عمر الغول، عضو منظمة التحرير الفلسطينية، أن من خلال تجارب الحربين العالميتين الأولي والثانية عادة ما يحدث صراع، على المستوى العالمي ينتشر في الأقاليم المختلفة.

ميقاتي: نحن في حالة حرب والتهديدات الإسرائيلية نوع من الحرب النفسية

وأضاف خلال لقائه مع برنامج “عن قرب” الذي يعرض عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، اليوم السبت، أن هذه الصراعات تكون مقدمة طبيعية بتتويجها بالحرب العالمية التي حدثت في 1914، والثانية التي حدثت في عام 1939.

وأوضح أن ما يحدث من صراعات في العالم مقدمات لحرب عالمية ثالثة، وهذه الصراعات تحدث على صعيد تعدد وتشتت الحروب في الأقاليم المختلفة، مضيفًا أن هناك 56 صراعا ونحن جزء مهم من هذه الصراعات في إقليم الشرق الأوسط الساخنة.

انهيار المنظمات الدولية خلال الحرب العالمية الثانية

 وذكر أن العالم يشهد إنزياحا جيوسياسيا على المستويات المختلفة والإنزياح من إحالة العالم ذات المنظومة بالقطب الواحد، إلى منظومة متعددة الأقطاب.

وأشار إلى أن الأزياح يشهد احتدام واستقطاب فيما بين القطبين المتنازعين وينعكس على الصراعات المختلفة في الأقاليم التي تشكل الكرة الأرضية.

وتابع: “أننا شهدنا في الحرب العالمية الثانية أن صعود الفاشية وغيرها من المناطق أدى لإنهيار المنظومة العالمية التي كانت إنذاك تحت مسمى عصبة الأمم”.   

مقالات مشابهة

  • ورقة سرية تكشف عن أول شبكة جواسيس في بريطانيا.. «الإليزابيثيون السريون»
  • وثيقة سرية عمرها 428 عاماً تكشف شبكة جواسيس الملكة إليزابيث الأولى
  • وثيقة سرية عمرها 428 عامًا تكشف شبكة جواسيس الملكة إليزابيث الأولى
  • منظمة التحرير الفلسطينية: الصراعات الحالية مقدمة لحرب عالمية ثالثة (فيديو)
  • قطعوا كفيه بسبب الآثار.. ‏‎النيابة تكشف تفاصيل مثيرة في مقتل طفل البداري
  • التهديد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.. 56 صراعا دوليا والشرق الأوسط الأكثر سخونة
  • “الفاو” تتحدث عن تناول السودانيين أوراق الشجر
  • الغارديان: حرب اليمن كانت مكملة لحكومة المحافظين البريطانيين
  • "BBC": الروبوتات الألمانية تصطاد قنابل الحرب العالمية الثانية في البحر
  • رئيس البرلمان العربي: التكامل العربي الإفريقي أولوية ملحة في عصر التكتلات الاقتصادية العالمية