قصة آخر عميلة سرية تتحدث العربية.. أوراق من سيرتها الغامضة تكشف أسرار مثيرة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
توفيت فيليس لاتور، آخر العميلات السريات اللاتي خدمن في "الجيش السري" للسير ونستون تشرشل في فرنسا، عن عمر يناهز 102 عامًا. ومع وفاتها، تظهر الملفات الرسمية التي كانت مصنفة سابقًا صورة حية لحياة هذه الجاسوسة المذهلة التي تعايشت مع الحرب العالمية الثانية خلف خطوط العدو.
فيليس لاتور، المعروفة أيضًا باسم جينيفيف، كانت عميلة في إدارة العمليات الخاصة (SOE)، وهي جماعة تابعة للجيش البريطاني تعنى بالتجسس والعمليات السرية خلال الحرب العالمية الثانية.
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، عملت لاتور في فرنسا المحتلة وكانت مهمتها إرسال معلومات حيوية إلى لندن عبر رسائل مشفرة. قدمت تقارير دقيقة عن مواقع القصف والمعدات التي تم إسقاطها، مما ساهم في تعطيل القوات الألمانية ودعم تقدم الحلفاء.
تتضمن قصة لاتور العديد من المغامرات الخطيرة والمواقف الشجاعة. بالرغم من التهديدات المستمرة والمخاطر التي تواجهها والتي كانت تزداد مع تقدم القتال، لم تفقد لاتور أبدًا شجاعتها وثباتها العقلي. كانت تستخدم حيلًا متنوعة لتجنب الاشتباه من جانب الجنود الألمان، وكان لديها القدرة على الاحتفاظ بسرية عملها.
أسرار عميلة سريةبعد انتهاء الحرب، حافظت لاتور على صمت حول حياتها المهنية خلال تلك الفترة، وانتقلت إلى نيوزيلندا بعد الزواج، حيث بدأت حياة جديدة. لم يتم الكشف عن هويتها الحقيقية ودورها في الحرب إلا بعد وفاتها.
ومع وفاة فيليس لاتور، تنتهي فصولًا من تاريخ الجاسوسية والتجسس في الحرب العالمية الثانية. تظهر الملفات الرسمية التي تم الكشف عنها الآن صورة حية لحياة هذه العميلة السرية المثيرة ودورها الحاسم في تعزيز الجهود الحربية.
ولدت فيليس في جنوب أفريقيا عام 1921 لأب فرنسي وأم بريطانية، وأصبحت يتيمة في سن الرابعة وذهبت لتعيش مع عمها في جادوتفيل في الكونغو البلجيكية.
أمضت كل وقتها في رحلات السفاري، مع عمها الذي كان يهرب العاج. لقد كان وقتًا مثيرًا - فعندما كانت تتدرب مع شركة SOE، وكانت فيليس تتحدث الإنجليزية والفرنسية وبعض العربية والسواحيلية والكيكويو.
وعندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، أُرسلت إلى مدرسة داخلية في كينيا، ثم غادرت مع أولياء أمورها إلى أوروبا في مايو 1939. في نوفمبر 1941 انضمت إلى القوات الجوية المساعدة النسائية، أو WAAF، كمشغلة بالون.
ولكن من الواضح من ملفاتها أنها كانت تتوق إلى المزيد من المغامرة، وبحلول خريف عام 1943 كانت تتدرب في شركة SOE، لقد كانت "فتاة بسيطة العقل، ساذجة، بارعة"، بحسب تقريرها الأول. لقد كانت "ذكية، ومتحمسة، وشجاعة"، وتكره العمل المكتبي.
غالبًا ما قلل المدربون في الشركات المملوكة للدولة من تقدير العميلات، وفقًا لكلير مولي، التي ألفت عدة كتب عن العميلات في الحرب العالمية الثانية.
في يوم رأس السنة الجديدة عام 1944، رفض أوديت ويلين، المدرب السابق الذي تحول إلى عميل، فيليس لاتور ووصفها بأنها غير منضبطة وعنيدة ولا تصلح للعمل السري.
ومع ذلك، تحسنت تقارير لاتور مع مرور الوقت. كانت ماهرة في استخدام المسدس، على الرغم من أنها وجدت مسدس عيار 9 ملم ثقيلاً جدًا بالنسبة لها. تم إرسالها إلى مدرسة التدريب الخاصة التابعة لشركة إدارة العمليات الخاصة في يناير 1944 حيث بدأت تتعلم القفز بالمظلة بحماس كبير - على الرغم من أنها هبطت في المحاولة الأولى فوق طالبة أخرى.
تم تكليفها بالانضمام إلى شبكة العملاء المعروفة باسم "العالم". وكانت كلمة المرور الرئيسية للتواصل مع المقر الرئيسي هي "SMOKEGETSINYOUREYES".
حياة مثيرةوصلت فيليس إلى فرنسا في الأول من مايو 1944. في البداية، سافرت حول منطقة كاين وفير مع زميل عميل سيغطي المنطقة. اكتشفت الجيستابو (الشرطة العسكرية الألمانية) وجودهم، حتى أنهم واجهوا سيارة ألمانية مليئة بمظلات الحلفاء التي عثروا عليها.
هربت لاتور وزميلتها، ولكنهما اضطرتا بعد ذلك لترك قاعدتهما في قرية تسمى شامبجينتوكس في منتصف الليل، ودمرتا الوثائق وتوجهتا إلى سانت مارس، وهي قاعدة للمقاومة بالقرب من نانت.
وبحسب ما ذُكر في ملفها أنها اضطرت للتنقل بشكل مستمر دون تغيير حذائها أو ملابسها. وجاء في الملف أن حماسها كان عظيما، وفي إحدى المقابلات النادرة التي أجرتها في وقت لاحق من حياتها، وصفت لاتور كيف كانت تخفي رموزها على الحرير الناعم عن طريق لفها حول إبرة الحياكة، ثم إدخالها في رباط حذاء استخدمته لتثبيت شعرها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اسرار مثيرة الحرب العالمية الثانية الحرب العالمیة الثانیة
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية» تكشف حصيلة ضحايا زلزال ميانمار
قالت منظمة الصحة العالمية في احصائية جديدة لها عن ضحايا الزلزالين القويين اللذين ضربا ميانمار إن أكثر من 3700 شخص فقدوا حياتهم وأصيب نحو 5100 شخص بينما لايزال 114 شخصاً في عداد المفقودين وعشرات الآلاف من المشردين الذين يعيشون في خيام مؤقتة.
وحذر الدكتور ثوشارا فيرناندو ممثل منظمة الصحة العالمية في ميانمار في مؤتمر صحفي عبر الفيديو للصحفيين اليوم بجنيف من تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية بين المشردين والذين يعيشون قرب برك المياه، وقال إن خطر حمى الضنك والملاريا أصبح واقعا ملموسا وذلك مع اقتراب الرياح الموسمية إضافة إلى مصادر المياه الملوثة.
ولفت ثوشارا إلى أن المنظمة الدولية استجابت على وجه السرعة ولكن الاحتياجات هائلة.
وأكد أن العمل الإنساني هناك الآن في مرحلة حرجة وأنه بدون تمويل عاجل ومستدام سيندلع خطر أزمة صحية ثانوية.
وقال إن منظمة الصحة تناشد توفير 8 ملايين دولار لمواصلة العمليات ومنع تفشي الأمراض ومواصلة تقديم الرعاية الأساسية في المستقبل القريب.