الجزيرة:
2024-11-07@12:43:11 GMT

فلتشهد الأمة أننا غضبنا

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

فلتشهد الأمة أننا غضبنا

غدا سيقول بعض أبناء جلدتنا، وما هم منا ولا نحن منهم، كما يقولون كل يوم، فَرَّ الفلسطينيون وفرطوا في أرضهم! فلتشهد الأمة كلها، إن كان فيها نزر من همة أو رعشة من حمية حتى للشهادة بأضعف الإيمان، أن الفلسطينيين نفروا وتقدموا نحو عدوهم وسطروا التاريخ بدمائهم.

غدا سيقول المتعاقلون من أبناء جلدتنا، وما هم منا ولا نحن منهم، أساء الفلسطينيون الحساب وألقوا بأنفسهم إلى التهلكة، فلتشهد الأمة كلها، إن كانت فيها بقية من عقل أو ومضة من رشد، أن أبناءنا أحسنوا الحساب، وأفقدوا عدوهم رشده، لكن ذلك كله لم يوقظ في الأمة وعيا، ولم يبعث في الجموع حياة فاعلة تنفر بهم كما نفر الفلسطينيون وأهل غزة، وهم يعلمون يقينا ألا منجد سيأتي من القفار حولهم، فمنذ متى تثور القبور ومنذ متى يهب العدم؟!

غدا سيرد علينا الخائفون من أبناء جلدتنا، وما هم منا ولا نحن منهم، ويقولون أنتم الفلسطينيين ضيعتم أنفسكم أولا، فهل تريدون منا اليوم أن ننتحر ونضيع كما ضيعتم؟ فلتقرأ الأمة التاريخ، إن كانت تحسن القراءة والفهم بحد أدنى، أن الدنيا اجتمعت على فلسطين بعد حربين عالميتين وزرعت فيها سرطان إسرائيل والأمة تنظر، فما ارعوت وما استخلصت العبر، وما أدركت قبل فوات الأوان أن الداء الدفين ينخر الجسد كله، مهما تباعدت عنه الأحشاء والأطراف، ولكن منذ متى كان لجرح بميت إيلام؟!

غدا سيقول لنا أهل الملذات من أبناء جلدتنا، وما هم منا ولا نحن منهم، هذه قضيتكم فليكن الألم ألمكم، ولتكن الجراح جراحكم.

نعم هي قضيتنا تستحق دماءنا وجراحنا وآلامنا، ولا ننتظر من أحد أن يبتدرها قبلنا.

فلتسامحوني إن قلت إن جهادنا اليوم جهاد فرض عين وكفاية عنا نحن فحسب، ولن يكون فرض كفاية عن الأمة حتى نرى قوافل المجاهدين تؤم فلسطين

فلتشهد الأمة ومن فيها، ممن لا يؤثرون الملذات على الجهاد، والخنوع على الهمة، والتخمة على الجوع، والسبات على اليقظة، فلتشهد إن استطاعت بأضعف الإيمان، أننا نستعذب أوجاع الجهاد منذ 100 عام أو يزيد، فما خنعنا وما استكنا، وصبرنا على برد الخيام وعري أطفالنا، سكنا المخيمات ومنع منا فيها الكلام والعمل، وانتقصت حقوقنا، فما خضعنا ولا تسولنا، وصبرنا على الجوع وعسر الحال، فحملت أرحام أمهاتنا، عاما بعد عام، في الشتات وفي الوطن، أجيالا من الثائرين ومن المعلمين والعلماء والأطباء والمهندسين والفلاحين والفنيين والكادحين، بلا كلل أو ملل في كل الميادين، وفي كل الدروب، وفي كل الصنائع وشهدت لهم الدنيا كلها، وشهدت لهم الأمة حيث حلوا وأقاموا وعملوا، فأحسنوا وأتقنوا.

غدا سيقول المجحفون من أبناء جلدتنا، وما نحن منهم ولاهم منا، أين ثروات أغنيائكم في نواحي الأرض؟ فلماذا تطلبون الغوث من غيركم وتضنون بما لديكم؟ نعم أين ثروات أغنيائنا فهذا زمانها وأوانها، وإن ضن بها بعض هؤلاء أيضا فما هم منا كذلك، ولا نحن منهم.

غدا سيُذَكِّرنا الشامتون من أبناء جلدتنا بنفر منا اشتروا بوطنيتهم خدمة عدوهم، فهم اليوم صم بكم عمي عن ساحات الجهاد، ينتظرون عند الحواجز تنسيقا، ويمترون الذل والهوان، وهؤلاء ما هم منا ولا نحن منهم.

غدا سيقول أبناء جلدتنا المخلصون، عاتبين على قول كل ما سلف، لِمَ تتنكرون للفضل وأهله ولمن ضحوا بدمائهم من أبناء الأمة؟

فلتشهد الأمة أننا ما تنكرنا يوما لمعروف، وما تغافلنا عن فضل، ولا قللنا من جهد. نعرف أن كثيرا من أبناء أمتنا قضوا شهداء في سبيل الله من أجل فلسطين، وهؤلاء منا ونحن منهم.

ونعرف أن كثيرا من أصحاب المال من أبناء أمتنا قدموا بلا حدود طلبا لرضا الله من أجل فلسطين، وهؤلاء منا ونحن منهم.

ونعرف أن أمهاتنا وحرائرنا من المحيط إلى الخليج يذرفن دمعهن مدرارا لما أصابنا من قروح، ويتألمن لما أصاب الأمة من وهن وخور، وهن منا ونحن منهن.

ونعلم أن شيوخنا وآباءنا من أمتنا يتوقون للرباط في سبيل الله ومن أجل فلسطين لو فتحت أمامهم الحدود والأبواب، وهم منا ونحن منهم.

ونعرف أن شباب أمتنا سيصولون يوما ويجولون، حين يدعو داعي الجهاد تحت رايات الإسلام والعروبة والحرية، ولن يرغبوا بأنفسهم عن أنفسنا، وهم منا ونحن منهم.

ولكن فلتسامحوني إن قلت إن جهادنا اليوم جهاد فرض عين وكفاية عنا نحن فحسب، ولن يكون فرض كفاية عن الأمة حتى نرى قوافل المجاهدين تؤم فلسطين وتملأ تكبيراتهم الكون كل الكون، وعندها ستصدقون أن عدونا خَوَّار يبحث عن مغارات يلجأ إليها حين البأس وحين يسمع "الله أكبر".

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بصراحة

#بصراحة

د. #هاشم_غرايبه

من الطبيعي أن يكون صاحب القرار مسؤولا عن قراره، إن أصاب يحمد، وإن أخطأ يلام، ويكتفى باللوم وإعفائه من منصبه إن كان خطؤه بسبب ظروف قاهرة لا قدرة له على ردها، أما ان كان خطؤه مقصودا، أي أنه اتخذه بناء على مصلحته وليس المصلحة العامة، أو كان استجابة لاملاءات خارجية، فيجب محاسبته لأن ذلك خيانة لواجبه واجبه الأول وهو العمل لما فيه المصلحة العامة.
لذلك، فتساؤل البعض عمن يتحمل المسؤولية عن الدمار والقتل والتشريد الذي أحاق بالقطاع وبالجنوب اللبناني، هو تساؤل مشروع ان كان بريئا، أم إن كان مغرضا بهدف التشكيك في جدوى التصدي للعدو وتبرير أفعال الأنظمة المطبعة، فهو ذنب سيتحمل المتسائل أو الموافق له وزره يوم القيامة، لأنه مخالفة شرعية جلية لأمر الجهاد الذي فرضه الله على كل مسلم ان احتلت بقعة من ديار المسلمين، ولأمره تعالى بنصرة إخوانه المسلمين ان استنصروه لدفع باغٍ عليهم، مثلما هو نكوص عن واجبه الوطني تجاه أمته.
وعليه سأجيب المتسائل البريء وليس المغرض، الذي هو خارج عن الملة ولا يستحق الرد.
القرار بهجوم السابع من تشرين، اتخذته قيادة المقاومة الإسلامية في القطاع، ولما أن أولئك القادة مختفون عن الأنظار، كونهم ملاحقين مترصدين من قوى الشيطان الأكبر، وأعوانه (الكيان اللقيط والغرب)، وأتباعه (أنظمة التنسيق الأمني العربية)،وليسوا مثل قادة الأنظمة العربية الذين يرفلون بالأمان والثروات والقصور، لذلك لا يمكن أن يحقق ذلك القرار اية مصلحة شخصية لهؤلاء القادة، بل ستتحقق بلا شك، وسينالون الأعطيات والامتيازات فيما لو كان قرارهم بالرضوخ والانصياع كما فعل المطبعون، بدليل حالة الثراء والمنافع التي أغدقت على سلطة أوسلو بعد المنافي.
إذاً ينحصر البحث في مدى صواب القرار ونفعه من ضرره.
لو استعرضنا بموضوعية الحالة التي كانت قائمة قبل يوم السابع من تشرين، كان الوضع العام في القطاع في حالة سيئة بسبب الحصار المحكم من قبل النظام المصري، بهدف أن لا يجد الغزاوي لقمة عيشه إلا بالعمل لدى العدو بأعمال انشاءات لتوسيع المستوطنات، آملين ان تدفع تلك الأوضاع الاقتصادية المتردية سكان القطاح للنقمة وتحميل موقف المقاومين الرافض للاحتلال المسئولية عن سوء الأوضاع، فيرفضون سلطتهم، ويطالبون ببسط سلطة أوسلو على القطاع.
وبما أن المقاومة هي بنت القطاع وليست مستوردة، والفكر الذي تنتهجه هو الإسلام الذي هو العقيدة التي يؤمن بها 95 % من الأمة، بل ويزداد المقهورون المظلومون إيمانا بها يوما بعد يوم، مع تزايد البراهين على فشل الأنظمة العربية التي تنتهج الفكر النقيض (العلمانية)، مقابل ازدياد القناعة بأن اتباع منهج الله سيحقق النصر والخلاص، مهما كانت قوى البغي والعدوان متفوقة.
كل هذه الظروف أعطت لقادة المقاومة حوافز معززة لقرارهم، ووفرت غطاء شعبيا بتقبل التضحيات الجسيمة المتوقعة، لمعرفتهم بغطرسة العدو وعدم تقبله للهزيمة التي تعني التفاوض للإفراج عن الرهائن مقابل المعتقلين بسهولة.
ومع مرور سنة على المعاناة البالغة القسوة لسكان القطاع جميعا، فلم نسمع صوتا واحدا يلوم المقاومين على قرارهم، بل هنالك شعور عام بمباركته، كونه حقق أخيرا الشعور بالعزة والكرامة، لتمرغ أنف العدو المتجبر بالأوحال وتكبيده الخسارة الفادحة، مما أعطاهم أملا جديدا بالتحرر.
إذا فقد كان القرار على المستوى المحلي صائبا، بل ومحموداً.
على مستوى الأمة، كل الأمة باركته، بل واحتفلت به كانتصار لإرادتها وصدى لآمالها، فهو أعاد العزة والكرامة لشعوب اعتادت من أنظمتها الانسحاب من مواجهة العدو.
من كانوا ضده ووقع عليهم وقوع الصاعقة هم أنظمة الانبطاح، التي رضخت لاملاءات العدو وتنازلت عن أرض الأمة مقابل احتفاظها بكراسيها، إذ كشف عيبهم وفضح تخاذلهم، لذلك رأيناهم يشجعون العدو، بل ويطالبونه سراً بعدم التوقف قبل القضاء على المجاهدين كلياً.
نستخلص ان قرار الهجوم كان استجابة للحكم الشرعي والذي هو فوق كل مصلحة، مثلما كان القرار بمعركة مؤتة رغم أن احتمالية النصر معدومة، وهو صائب من الناحية الوطنية ومصلحة الأمة.
لذلك فمن يشكككون في صوابيته ليسوا بريئي الغرض، بعضهم من الانتهازيين المؤيدين للأنظمة طمعا بأعطياتها، وآخرون من متبعي التيارات السياسية العلمانية، وهؤلاء لا يحبون أن يحمد أسلاميون ينافسونهم، خاصة وأن الطوفان أثبت أن المناضل الحقيقي هو الجهادي.

مقالات ذات صلة تهجير الفلسطينيين وتوطينهم 2024/11/06

مقالات مشابهة

  • 5 أبراج يقدمون المساعدة بدون مقابل.. «اطلب منهم وأنت مطمن مش هيخذلوك»
  • بصراحة
  • مقيم يمني يتحدث عن تجربته الحياتية في السعودية: ”لم نشعر يومًا أننا غرباء”
  • 4 أبراج أصحابها يجاملون الآخرين بطريقة مبالغة.. هل أنت منهم؟
  • 6 أبراج تحب النوم زى عينيها.. هل أنت من هؤلاء الأشخاص؟
  • أكثر من 61 شهيدا في غزة... 46 منهم في شمال القطاع
  • مصادر طبية فلسطينية: 37 شهيدًا منذ فجر اليوم 24 منهم شمالي القطاع
  • #عاجل| مصادر فلسطينية: 37 شهيدا والعديد من الجرحى نتيجة قصف العدو الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم، منهم 24 شمال القطاع
  • مزراوي: مانشستر يونايتد كان يستحق الفوز أمام تشيلسي
  • إسكندرية في عيون الشباب.. من "الفوتوجرافيا" إلى السينما