كاتب إسرائيلي: نحن على شفا كارثة تاريخية.. ماذا يعني دخول غزة برا؟
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تحدث الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي عن الترجيحات المتزايدة حول توغل جيش الاحتلال في قطاع غزة برا.
وذكر ليفي في مقال بصحيفة "هآرتس" ترجمته "عربي21": "إسرائيل ستنطلق، وربما تكون قد انطلقت، عندما سترى هذه السطور النور، إلى عملية برية كارثية في قطاع غزة. هذا الغزو يمكن أن ينتهي بفشل ذريع لم تشاهده إسرائيل أو غزة من قبل.
وتوقع ليفي أن يتعرض جيش الاحتلال إلى خسائر فادحة بحال دخوله برا، قائلا "سنقف أمام مذبحة جماعية. جنود كثيرون سيقتلون بدون هدف، سكان غزة سيواجهون نكبة ثانية، علاماتها الأولية اصبحت توجد على الأرض. من هذه الفظائع لن يربح أي أحد".
وتاليا ترجمة المقال:
إسرائيل ستنطلق، وربما تكون قد انطلقت، عندما سترى هذه السطور النور، إلى عملية برية كارثية في قطاع غزة. هذا الغزو يمكن أن ينتهي بفشل ذريع لم تشاهده إسرائيل أو غزة من قبل. هذا الغزو يمكن أن يحول الصور التي تأتي من غزة في الفترة الأخيرة إلى المقدمة. سنقف أمام مذبحة جماعية. جنود كثيرون سيقتلون بدون هدف، سكان غزة سيواجهون نكبة ثانية، علاماتها الأولية أصبحت توجد على الأرض. من هذه الفظائع لن يربح أي أحد.
من ساعة إلى أخرى تصبح الصور من غزة مخيفة أكثر. وسائل الإعلام الإسرائيلية المجندة تخون دورها ويحركها من يستهلكونها. يكفيها خطاب الجنرالات الذي يأتي من السماء والذي لا نهاية له.
ولكن حقيقة أن إسرائيل لا تُظهر فا يجري في غزة، لا تعني بأن الكارثة لا تحدث هناك. أكثر من مليون شخص كانوا أمس يهربون للنجاة بحياتهم أو يتشبثون بطريقة انتحارية ببيوتهم المدمرة، نصفهم من الأطفال.
الشيوخ والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والأطفال يهربون نحو الجنوب سيراً على الأقدام أو على الدراجات الهوائية أو على مقدمة السيارات أو على الحمير ولا يحملون معهم إلا القليل من ممتلكاتهم.
أناس يسيرون نحو حتفهم وهم يعرفون ذلك. لا يوجد أي شخص في القوافل الكبيرة التي تذهب نحو الجنوب يؤمن بأنه سيكون له بيت يعود إليه. ولا يوجد أي شخص لم يتذكر مشاهد النكبة التي عاشها الآباء قبل 75 سنة. غزة كانت أمس تشبه ناغورنو كاراباخ. إلى أين سيذهب الفلسطينيون من قطاع غزة؟ أين سيختبئون؟ أين سيجدون ملجأ أو بيت؟ لا توجد كهرباء أو مياه أو أدوية أو انترنت.
هذا الإخلاء هو عقاب جماعي يُبشر بما سيأتي. إسرائيل تقول بأنها ستطهر شمال القطاع من حماس، وبعد ذلك ستنتقل إلى الجنوب. مليونا إنسان، أو من سيبقى منهم على قيد الحياة، سيأمرونهم بالهرب والعودة إلى الشمال من أجل تطهير الجنوب.
المهمة ستستكمل والجيش سيشير إلى عشرات آلاف القتلى الذين قتلهم بيديه، ويقول بأن معظمهم كانوا من أعضاء حماس. كل فتاة أو فتى يقتلونه سيتم تجريمهم كأعضاء في حماس. حسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن 724 طفلاً فلسطينياً قتلوا حتى ظهر أمس، قبل أن يبدأ الغزو البري. هم لم يكونوا حماس.
إسرائيل ستنتصر وغزة ستُسوى والأنفاق سيتم تطهيرها.
المخطوفون الإسرائيليون يمكن أن يدفعوا حياتهم ثمناً لذلك. وبعد ذلك سيبزغ الصباح على وقف إطلاق النار في غزة المدمرة: بماذا يهم ذلك؟ من الذي سيتولى الحكم في القطاع؟ ممثلو قيادة الوكالة اليهودية؟ العملاء في غزة؟ وما الذي ستكسبه إسرائيل من ذلك؟. حتى الآن لم نقل أي كلمة عن الحرب متعددة الجبهات التي يمكن أن تندلع وتغير قواعد اللعب كلياً.
إسرائيل تنطلق إلى عملية خطيرة وخاسرة. هل يمكنها سؤال حلفائها في واشنطن ما الذي جلبته الحروب العبثية للولايات المتحدة من أجل استبدال الأنظمة في العالم؟ كم من ملايين الأشخاص قتلوا عبثاً، ومن الذين تولوا الحكم على الحراب الأمريكية؟
لكن نحن لا نحتاج إلى أمريكا، وحتى لا نحتاج إلى التفكير بكارثة الفلسطينيين كي نعرف بأننا على شفا كارثة تاريخية أيضاً لإسرائيل. إذا تم حقا استكمال المهمة وقامت إسرائيل بتدمير القطاع على رؤوس حكامه وسكانه فسيتم نقش هذا لأجيال قادمة في وعي العالم العربي والإسلامي ووعي العالم الثالث أيضاً.
“نكبة 2” ستمنع مئات ملايين الأشخاص في أرجاء العالم من قبول إسرائيل. ربما ستكون هناك أيضاً أنظمة عربية تضبط نفسها في البداية، لكن الرأي العام فيها لن يسمح لها بالاستمرار في ضبط النفس. ولكن الثمن ستدفعه إسرائيل وسيكون ثمناً باهظاٍ أكبر مما تتوقعه الآن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة جدعون ليفي الفلسطينيون فلسطين جدعون ليفي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري يكشف تفاصيل دخول منفذ عملية الطعن إلى إسرائيل
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تفاصيل دخول منفذ عملية تل أبيب المغربي عبد العزيز قاضي إلى إسرائيل.
اعلام عبري: منفذ عملة الطعن دخل إسرائيل قبل ثلاثة أيام الرئيس اللبناني: متمسكون بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في جنوب البلادكتبت الصحيفة، "رفض حرس الحدود في إسرائيل في البداية السماح للإرهابي الذي نفذ الهجوم في تل أبيب هذا المساء بالدخول إلى إسرائيل لأن ليس له أقارب في البلاد".
وأضافت الصحيفة: "بعد التفتيش الذي أجراه الشاباك، سُمح له بدخول إسرائيل لبضعة أيام".
وقال جهاز الشاباك في بيان له: "عندما دخل الشخص المذكور إلى إسرائيل، خضع لتقييم أمني شمل التحقيق معه بالإضافة إلى اختبارات إضافية، وفي نهايتها تقرر عدم وجود أي بيانات لتحديد سبب المنع. دخوله إلى إسرائيل لأسباب أمنية سيتم التحقيق فيه".
كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "منفذ هجوم تل أبيب بدا مرتبكا في المطار وأعطى إجابات متناقضة ولم يكن يملك تصريح إقامة في فندق".
وشهدت تل أبيب مساء الثلاثاء، عملية طعن أسفرت عن إصابة 4 إسرائيليين بجراح متفاوتة، وأشارت التقارير الأولية إلى أن منفذ العملية عبد العزيز قاضي الذي قتل بنيران عناصر أمن إسرائيليين، مقيم في الولايات المتحدة، وهو من أصول مغربية.
وعلى صعيد آخر، اوضح ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، إن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب ستعمل على تعزيز السلام في جميع أنحاء العالم، لكنها لن تضحي بمصالحها من أجل ذلك
وبحسب روسيا اليوم، قال روبيو مخاطبا مجموعة من الدبلوماسيين في الخارجية الأمريكية: "نحن ندرك أنه، لسوء الحظ، ستكون هناك صراعات، وسنسعى جاهدين لتجنبها ومنعها، ولكن ليس على حساب أمننا الوطني أو على حساب مصالحنا الوطنية".
وأضاف: "لن يكون ذلك على حساب قيمنا الأساسية كدولة وشعب".
وأكد روبيو "أفترض أن جميع البلدان منشغلة في تعزيز مصالحها الوطنية. وفي مثل هذه الحالات عندما تتوافق مصالحنا الوطنية مع مصالحهم، سنسعى جاهدين للعمل معا".
وشدد روبيو على أن الهدف الأساسي لترامب "في السياسة الخارجية هو تعزيز السلام ومنع الصراعات".
وتابع قائلا: "في بعض الأحيان، في العلاقات الدولية، نكون مجبرين على اختيار مسار من بين مسارين سيئين، ونحن نحاول فقط معرفة أيهما أقل سوءا، إنه عمل صعب، وعملنا هو أن نختار المسار الذي يناسبنا. وسوف نحاول القيام بذلك على أكمل وجه".