الخبر:
2025-01-03@10:14:23 GMT

طوفان الأقصى المرعب!!

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى المرعب!!

 يقول الحق سبحانه: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين}. يخبر ربنا سبحانه أنه مولى المؤمنين وناصرهم، فإذا تولوه تولاهم، وإذا نصروه نصرهم، وأيدهم بإلقاء الرعب في قلوب الكافرين، هذا الرعب يجعل المقاتل لا يستطيع أن يرفع سلاحا ولا أن يستعمله، وهذا الذي وقع بالضبط للصهاينة الأوباش.



لقد كان للمسلمين مواعيد مع النصر بإلقاء الرعب في قلوب الأعداء، كما حدث في موقعة لوشة العظيمة في انتصار المسلمين سنة (887هـ)، عندما جاء صاحب قشتالة النصراني وحاصر مدينة لوشة، وجاءتهم النجدات من رجال غرناطة وحصل قتال شديد، فلما أصبح الصباح ورأى النصارى الزيادة في جيش المسلمين مع ما نالهم من أول الليل من الهزيمة والقتل، داخلهم الرعب واشتد خوفهم، فأخذوا في الارتحال، فخرج إليهم المسلمون من المدينة، بعد أن كانوا محاصرين فقاتلوهم قتالا شديدا، فانهزم النصارى، وتركوا أخبيتهم وأمتعتهم وأطعمتهم وآلة حربهم، فاحتوى المسلمون على جميع ذلك، وانصرف العدو مهزوما مثلولا إلى بلده.

وهذا الذي حدث مع اليهود تماما، إنه الرعب، وهكذا شهدنا حقيقة هذه القوة التي يتفاخرون بها، وهذه الهالة التي صنعوها لأنفسهم، واتضح أن أفلام هوليود شيء، والواقع شيء مختلف تماما، وأن ذلك الدجل الذي مارسوه والكذب في تفخيم أنفسهم إنما هو عبارة عن فقاقيع. وكان من عوامل ذلكم النصر المؤزر في غزة العزة دعاء المسلمين في شتى بقاع الإسلام، فكم رفع المسلمون من أكفهم في هذه المحنة التي أصابت بلاد الإسلام عموما وفلسطين خصوصا، وكم من دعاء انطلق من الحناجر، وكم من شيخ كبير وعجوز مسنة تضرّعت إلى ربها: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.

إن الصواريخ تنزل بإخواننا بغزة، والمدفعية تقذف، ومع ذلك، فإن ربنا سيزيل هذا الذعر الذي عمّ الكثيرين، فينفس كرب المكروبين، ويستجيب دعاء المسلمين، وسيرينا الله آيات وعجائب. لما كانت حنين أسلم يزيد بن عامر السوائي رضي الله عنه، فسأله بعض المسلمين عن الرعب الذي ألقاه الله في قلوب المشركين يوم حنين كيف كان، صوّره لنا فقال: كانت تنزل بنا حصاة فتقع في طست فيطن صوت عظيم نتيجة هذه الوقعة، فكنا نجد في أجوافنا مثل هذا.

إن ربنا سبحانه إذا أراد شيئا هيّأ له أسبابه، فيوم حنين مثلا، نصر الله نبيه ودينه والمؤمنين بالريح: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا}. وهكذا سيكون الحال في فلسطين، ماذا تساوي صواريخ القسام أمام التكنولوجيا الرهيبة التي يمتلكها الكيان الغاصب، والذي يزوّد بها آناء الليل وأطراف النهار من الشرق ومن الغرب، ومع ذلك، فعلت فعلتها: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم، ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين}.

إن ربنا سينجز وعده، وينصر عبده، ويهزم الأحزاب وحده، فلا إله إلا الله يفعل ما يشاء، ولا إله إلا الله الحي القيوم: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة}. فاللهم إنا نسألك وأنت على كل شيء قدير، ونرغب إليك وأنت الواحد الديان، ونفزع إليك وأنت الرحمن الرحيم، ونسألك بأسمائك الحسنى أن تحرّر الأقصى من دنس هؤلاء المجرمين، وأن تردّهم على أعقابهم خائبين.. والله ولي التوفيق.

* إمام وأستاذ بجامعة العلوم الإسلامية – الجزائر1

المصدر: الخبر

إقرأ أيضاً:

لماذا سمي شهر رجب بالأصب والأصم ؟.. علي جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ها نحن في شهر رجب، وهو شهرٌ حرام (لأنه من الأشهر الحُرُم التي يُعظِّم فيها ربنا الآثام. وإن كانت محرمة في سائر السنة، إلا أنها في هذه الأيام تكون أشد حرمة).

وأضاف “جمعة”، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك،، أنه سُمِّي "رجب الفرد" (لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي تأتي متتابعة: ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم)، و"رجب الأصم" (أي الوحيد، مثل الجذر الأصم في الرياضيات؛ وسُمِّي بذلك لأنه جذر واحد فقط، وقيل: لأنه لا تُسمع فيه قعقعة السلاح للقتال)، و"رجب الأصبّ" (لأن الله يصبّ فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صبًّا).

وهو تقدمة لرمضان وتهيئة لشعبان، لذا ينبغي علينا أن نستعد لهذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى المسارعة إلى مغفرته سبحانه وتعالى.

علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصادقة هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود إلى الذنوب أبدًا. ومع ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطّاء، كما قال رسول الله ﷺ وهو يعلّمنا كيف نربي أنفسنا :  (كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون).

كلمة "خطّاء" و"توّاب" على وزن "فعّال"، وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته. لذا يجب علينا أن نكرر التوبة، وكلما وقعنا في الإثم أو المعصية، فلا نيأس، بل نعود إلى الله. فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده كما ورد في الحديث الشريف: (لَلّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها. فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته. فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح).

سيدنا رسول الله ﷺ يفتح أمامنا باب الأمل، ويأمرنا أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى. "ففروا إلى الله"؛ فروا من أنفسكم إلى ربكم، وفروا مما سوى الله إلى الله.

مقالات مشابهة

  • تعرف على آخر تطورات معركة طوفان الأقصى
  • اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين
  • الاستجابة لله ورسوله
  • لماذا سمي شهر رجب بالأصب والأصم ؟.. علي جمعة يوضح
  • رسالة لقلوبكم..إلى قراء ركن قلوب حائرة
  • فورين بوليسي: اليمن أقوى “الهزات الارتدادية”  لـ”طوفان الأقصى”
  • مسير لخريجي “طوفان الأقصى” في مديرية المنيرة بالحديدة
  • في عيد ميلاده.. علي معلول ساحر تونس الذي احتل قلوب الأهلاوية
  • فورين بوليسي: هزات طوفان الأقصى الارتدادية تتواصل بالعام الجديد
  • «طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه