الثورة نت:
2024-11-26@15:51:59 GMT

فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين!!

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

 

(١) نظرية المؤامرة والهوس المرضي.!
قرأت وسمعت بعض تحليلات المهووسين بنظرية المؤامرة حول عملية طوفان الأقصى ورد الفعل الإجرامي المجنون بحق سكان قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، وذهبت بعض تلك الهلوسات إلى الحديث عن مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وبعضها شطح بها مذهبياً وأنها مؤامرة إيرانية إسرائيلية للقضاء على حركة حماس.


وعندما تستقر نظرية المؤامرة في ذهن النخب، ويتم تفسير كل الأحداث على أساسها، وتتحول مع الزمن إلى وعي سائد، فإنها تتحول إلى مرض عضال يشل قدرة الناس على الفعل والتغيير خصوصاً لو جاءت نتائج الأحداث على عكس آمال الناس وتطلعاتهم، حيث يتكرس في الوعي الجمعي القدرة الفائقة للمنتصر ويتعاظم جبروته وتغدو مواجهته مستحيلة، فتستقر الإرادات الجمعية في الهزيمة الدائمة، هنا تكمن خطورة هذا النوع من التحليلات، وهذا لا يعني نفي وجود المؤامرة، لكن علينا أن نأخذها في سياقها الصحيح باعتبارها إحدى أدوات السياسة المليئة بالدسائيس والألاعيب والأفخاخ، وفي المقابل الطرف المستهدف ينبغي أن يتحلى بقدر عالٍ من المسؤولية في مواجهتها، وينبغي أن يمتلك عقولاً قادرة على مواجهتها على أرض الواقع وإبطال مفعولها.
إن تحليل الأحداث بالنظر إلى نظرية المؤامرة وإرجاع كل شيء يحدث في حياتنا إليها ومحاولة تصويرها من منطلقات نظرية المؤامرة، لا يعد تحليلاً سياسياً، وإنما هلوسات مرضية تهدف إلى شل وتعطيل إرادات الناس الجمعية على الفعل، كما تهدف إلى استقرار وعيهم في حالة عدم الفعل « وما فيش فائدة يا صفية «.
وينبغي أن ندرك أن صراع الحياة صراع إرادات ومصالح يحكمها قانون التناقض الذي قد يصل إلى أعلى مستوياتها « التناحر» وكل طرف يمتلك عدته ووسائله للظفر بقضيته، والنصر فيها يكون حليف الطرف الأحق بها، والقضايا العادلة مهما تأخر انتصارها، فإنها تنتصر لا محالة عندما تتوافر العوامل المساعدة لهذا النصر، وأهم عامل لها هو الإنسان الواعي القادر على مجابهة المصاعب ولديه استجابات تكون بحجم التحديات الماثلة.
(٢) القضية الفلسطينية من أوسلو حتى طوفان الأقصى..!!
إذا كانت اتفاقية أوسلو شجعت كثيراً من اليهود على الهجرة إلى الكيان الغاصب، حيث هاجر أكثر من ثلاثة ملايين يهودي من أوروبا الشرقية، هجرة تزامنت مع انهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي، فإن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية سيكون لها أثر عكسي وهجرة أو عودة المستوطنين إلى بلدانهم الأصلية، وبداية العد التنازلي للكيان الذي بات يعيش أزمة وجودية، وبالإضافة إلى هذه الآثار والتداعيات، فإن العملية بحد ذاتها أفشلت مشاريع التطبيع وأوقفت هرولة أنظمة الخيانة العربية صوب التطبيع وأحرجتها أمام شعوبها، كما سيكون لها تداعياتها على مشروع الهند الاقتصادي الذي سيمر عبر الإمارات والمملكتين السعودية والأردنية صوب الموانئ الإسرائيلية كنقطة عبور صوب قارة أوروبا.
الأمن والاستقرار هو العامل الذي يحتاجه الكيان الصهيوني الغاصب للبقاء والاستمرار، لكن عملية طوفان الأقصى نسفت هذا العامل وألغته من بند البقاء والديمومة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لحرب تحرير شاملة ومتواصلة لن تتوقف إلا بتحرير فلسطين، ومعروف عن هذا الكيان أنه متعود على شن حروب سريعة خاطفة ولا يستطيع أن يتحمل كلفة حرب طويلة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية ستلعب على هذا العامل من أجل إنهاك اقتصاد الكيان، ورقتان بيد المقاومة رابحتان هما ورقة زعزعة الأمن وورقة الاستنزاف الاقتصادي في إطالة مدة الحرب، والحرب في المقام الأول إنهاك اقتصادي والعزيمة العسكرية فيها تبدو جلية في قدرة هذا الطرف أو ذاك على إدارة مواردها وإيجاد موارد لها، وأمريكا وأوروبا ليست بأحسن حال لتمويل حرب طويلة فقد استنزفتها الحرب الروسية الأوكرانية دون أن تحقق فيها أي نتائج تذكر ..
النظام الرأسمالي بأيديولوجيته الليبرالية ظل يتفاخر في مرحلة الحرب الباردة بأنه نظام المجتمع الحر في مقابل ذلك وصف أنظمة خصومه بأنها أنظمة شمولية استبدادية الفرد فيها ليس أكثر من ترس في آلة النظام الذي يحركها زنبرك « حزب شمولي» هو المسؤول الأول عن إدارة عجلة الآلة وتدور وفق مشيئته.
وما إن سقط المعسكر الاشتراكي، ودخلنا مرحلة هيمنة الٱحادية القطبية التي عدها بعض مفكري الليبرالية نهاية التاريخ، وسعت أمريكا جاهدة إلى تعميم نموذجها الليبرالي على بقية دول العالم، والمفارقة أن أحد خلافاتها تركزت حول سعي النظم الشمولية إلى تصدير الثورة وتعميم نمطها على العالم كله، وما إن سقطت تلك الأنظمة حتى ذهبت الليبرالية إلى تصدير نموذجها وفرضه على العالم كله.
واليوم بلغت الأيديولوجية الليبرالية أعلى مراحل قبحها بأن صارت شمولية استبدادية تقف ضد فكرة التضامن وتمنع أي نشاط تضامني مع المظلومين والمنتهكة حقوقهم، لا بل وتبرر انتهاكات الحقوق الإنسانية حتى لو بلغت إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وما يجري في غزة من جرائم مرتكبة خير مثال لها، وتضييق دول العالم التي كانت تطلق على نفسها بالعالم الحر على كل نشاط من شأنه التضامن مع القضية الفلسطينية والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، لا وبل طمس تلك الجرائم بالتجاهل الإعلامي وتزييف الحقائق على الأرض.
نحن أمام شمولية قذرة ترتقي أفعالها إلى مستوى أفعال النازية، نازية على المستوى النظري وفاشية على المستوى العملي..!
الخلاصة : لقد أكدت عملية «طوفان الأقصى» أن فلسطين عدد صحيح لم يعد قابلاً للقسمة على أثنين، وأن الكيان الصهيوني في عد تنازلي، ولذا وبعد أن كشر الكيان عن أنيابه وبات يرتكب مجازر إبادة بحق الشعب الفلسطيني، فإنه من الضروري على محور المقاومة بكل فصائله أن يدخل معركة التحرير، لأنه أمام لحظة مفصلية إما أن يكون وينجز مهمته، ما لم فإن الكيان ومن خلفه أمريكا والغرب لن يتوقفوا عند كسر المقاومة الفلسطينية، وإنما سيستمرون بكسر كل فصائله في كل مكان..!!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تكمن قوة صهيونية من 20 جنديا في كمين شمال قطاع غزة

الثورة نت/
اعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الاثنين، أنها أوقعت قوة صهيونية في كمين في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، قالت “كتائب القسام” في بيان لها، إن مقاتليها اشتبكوا بالرشاشات والقنابل اليدوية مع قوة صهيونية مؤلفة من عشرة جنود في منزل قرب مسجد طيبة وسط بيت لاهيا وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

كما أبلغت “كتائب القسام” عن استهداف قوة صهيونية أخرى من عشرة جنود بقذيفة مضادة للأفراد في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
وأعلنت “كتائب القسام” كذلك عن استهداف دبابة صهيونية من طراز ميركافا بقذيفة مضادة للدروع “الياسين 105” في الشارع نفسه.

كما أعلنت “كتائب القسام” أنها استهدفت بالاشتراك مع “سرايا القدس” موقع قيادة وسيطرة لقوات العدو في محور نتساريم وسط قطاع غزة بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وأعلنت “سرايا القدس” عن خوضها اشتباكات ضارية مع جنود وآليات العدوالمتوغلة في منطقة الشيماء غرب بيت لاهيا شمالي القطاع.
ودأبت فصائل المقامة الفلسطينية بالقطاع على توثيق عملياتها ضد قوات العدو الصهيوني وآلياتها في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية الصهيونية في 27 أكتوبرالماضي.

مقالات مشابهة

  • عقلانية المقاومة تردع وحشية العدو
  • المقاومة الفلسطينية تكمن قوة صهيونية من 20 جنديا في كمين شمال قطاع غزة
  • حين سبق طوفان الأقصى الإعصار هذا ما كشفه تحقيق إسرائيلي
  • بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان قمة لا تقبل القسمة على اثنين
  • بايرن وباريس سان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على إثنين بدوري أبطال أوروبا
  • قرار تاريخي من محكمة الجنايات الدولية ضد الكيان الصهيوني ..متى يحاكم بقية المجرمون ؟
  • خامنئي: جرائم الكيان في لبنان وفلسطين ستعزز قدرات المقاومة
  • المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفين صهيونيين جنوب الأراضي الفلسطينية
  • مقتل 10 جنود إسرائيليين في كمين نصبته الفصائل الفلسطينية في غزة
  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران