الثورة نت:
2025-02-03@11:04:14 GMT

فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين!!

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

 

(١) نظرية المؤامرة والهوس المرضي.!
قرأت وسمعت بعض تحليلات المهووسين بنظرية المؤامرة حول عملية طوفان الأقصى ورد الفعل الإجرامي المجنون بحق سكان قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، وذهبت بعض تلك الهلوسات إلى الحديث عن مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وبعضها شطح بها مذهبياً وأنها مؤامرة إيرانية إسرائيلية للقضاء على حركة حماس.


وعندما تستقر نظرية المؤامرة في ذهن النخب، ويتم تفسير كل الأحداث على أساسها، وتتحول مع الزمن إلى وعي سائد، فإنها تتحول إلى مرض عضال يشل قدرة الناس على الفعل والتغيير خصوصاً لو جاءت نتائج الأحداث على عكس آمال الناس وتطلعاتهم، حيث يتكرس في الوعي الجمعي القدرة الفائقة للمنتصر ويتعاظم جبروته وتغدو مواجهته مستحيلة، فتستقر الإرادات الجمعية في الهزيمة الدائمة، هنا تكمن خطورة هذا النوع من التحليلات، وهذا لا يعني نفي وجود المؤامرة، لكن علينا أن نأخذها في سياقها الصحيح باعتبارها إحدى أدوات السياسة المليئة بالدسائيس والألاعيب والأفخاخ، وفي المقابل الطرف المستهدف ينبغي أن يتحلى بقدر عالٍ من المسؤولية في مواجهتها، وينبغي أن يمتلك عقولاً قادرة على مواجهتها على أرض الواقع وإبطال مفعولها.
إن تحليل الأحداث بالنظر إلى نظرية المؤامرة وإرجاع كل شيء يحدث في حياتنا إليها ومحاولة تصويرها من منطلقات نظرية المؤامرة، لا يعد تحليلاً سياسياً، وإنما هلوسات مرضية تهدف إلى شل وتعطيل إرادات الناس الجمعية على الفعل، كما تهدف إلى استقرار وعيهم في حالة عدم الفعل « وما فيش فائدة يا صفية «.
وينبغي أن ندرك أن صراع الحياة صراع إرادات ومصالح يحكمها قانون التناقض الذي قد يصل إلى أعلى مستوياتها « التناحر» وكل طرف يمتلك عدته ووسائله للظفر بقضيته، والنصر فيها يكون حليف الطرف الأحق بها، والقضايا العادلة مهما تأخر انتصارها، فإنها تنتصر لا محالة عندما تتوافر العوامل المساعدة لهذا النصر، وأهم عامل لها هو الإنسان الواعي القادر على مجابهة المصاعب ولديه استجابات تكون بحجم التحديات الماثلة.
(٢) القضية الفلسطينية من أوسلو حتى طوفان الأقصى..!!
إذا كانت اتفاقية أوسلو شجعت كثيراً من اليهود على الهجرة إلى الكيان الغاصب، حيث هاجر أكثر من ثلاثة ملايين يهودي من أوروبا الشرقية، هجرة تزامنت مع انهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي، فإن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية سيكون لها أثر عكسي وهجرة أو عودة المستوطنين إلى بلدانهم الأصلية، وبداية العد التنازلي للكيان الذي بات يعيش أزمة وجودية، وبالإضافة إلى هذه الآثار والتداعيات، فإن العملية بحد ذاتها أفشلت مشاريع التطبيع وأوقفت هرولة أنظمة الخيانة العربية صوب التطبيع وأحرجتها أمام شعوبها، كما سيكون لها تداعياتها على مشروع الهند الاقتصادي الذي سيمر عبر الإمارات والمملكتين السعودية والأردنية صوب الموانئ الإسرائيلية كنقطة عبور صوب قارة أوروبا.
الأمن والاستقرار هو العامل الذي يحتاجه الكيان الصهيوني الغاصب للبقاء والاستمرار، لكن عملية طوفان الأقصى نسفت هذا العامل وألغته من بند البقاء والديمومة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لحرب تحرير شاملة ومتواصلة لن تتوقف إلا بتحرير فلسطين، ومعروف عن هذا الكيان أنه متعود على شن حروب سريعة خاطفة ولا يستطيع أن يتحمل كلفة حرب طويلة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية ستلعب على هذا العامل من أجل إنهاك اقتصاد الكيان، ورقتان بيد المقاومة رابحتان هما ورقة زعزعة الأمن وورقة الاستنزاف الاقتصادي في إطالة مدة الحرب، والحرب في المقام الأول إنهاك اقتصادي والعزيمة العسكرية فيها تبدو جلية في قدرة هذا الطرف أو ذاك على إدارة مواردها وإيجاد موارد لها، وأمريكا وأوروبا ليست بأحسن حال لتمويل حرب طويلة فقد استنزفتها الحرب الروسية الأوكرانية دون أن تحقق فيها أي نتائج تذكر ..
النظام الرأسمالي بأيديولوجيته الليبرالية ظل يتفاخر في مرحلة الحرب الباردة بأنه نظام المجتمع الحر في مقابل ذلك وصف أنظمة خصومه بأنها أنظمة شمولية استبدادية الفرد فيها ليس أكثر من ترس في آلة النظام الذي يحركها زنبرك « حزب شمولي» هو المسؤول الأول عن إدارة عجلة الآلة وتدور وفق مشيئته.
وما إن سقط المعسكر الاشتراكي، ودخلنا مرحلة هيمنة الٱحادية القطبية التي عدها بعض مفكري الليبرالية نهاية التاريخ، وسعت أمريكا جاهدة إلى تعميم نموذجها الليبرالي على بقية دول العالم، والمفارقة أن أحد خلافاتها تركزت حول سعي النظم الشمولية إلى تصدير الثورة وتعميم نمطها على العالم كله، وما إن سقطت تلك الأنظمة حتى ذهبت الليبرالية إلى تصدير نموذجها وفرضه على العالم كله.
واليوم بلغت الأيديولوجية الليبرالية أعلى مراحل قبحها بأن صارت شمولية استبدادية تقف ضد فكرة التضامن وتمنع أي نشاط تضامني مع المظلومين والمنتهكة حقوقهم، لا بل وتبرر انتهاكات الحقوق الإنسانية حتى لو بلغت إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وما يجري في غزة من جرائم مرتكبة خير مثال لها، وتضييق دول العالم التي كانت تطلق على نفسها بالعالم الحر على كل نشاط من شأنه التضامن مع القضية الفلسطينية والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، لا وبل طمس تلك الجرائم بالتجاهل الإعلامي وتزييف الحقائق على الأرض.
نحن أمام شمولية قذرة ترتقي أفعالها إلى مستوى أفعال النازية، نازية على المستوى النظري وفاشية على المستوى العملي..!
الخلاصة : لقد أكدت عملية «طوفان الأقصى» أن فلسطين عدد صحيح لم يعد قابلاً للقسمة على أثنين، وأن الكيان الصهيوني في عد تنازلي، ولذا وبعد أن كشر الكيان عن أنيابه وبات يرتكب مجازر إبادة بحق الشعب الفلسطيني، فإنه من الضروري على محور المقاومة بكل فصائله أن يدخل معركة التحرير، لأنه أمام لحظة مفصلية إما أن يكون وينجز مهمته، ما لم فإن الكيان ومن خلفه أمريكا والغرب لن يتوقفوا عند كسر المقاومة الفلسطينية، وإنما سيستمرون بكسر كل فصائله في كل مكان..!!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الدفعة الـ 4.. الإحتلال يفرج عن 90 أسيرًا فلسطينيًا من سجونه

أفاد مكتب إعلام الأسرى بأن قوات الإحتلال ستفرج غدا السبت عن 90 أسيرًا فلسطينيًا من سجونها ، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة "طوفان الأحرار".


وفي بيان له ذكر المكتب ، إنه وبعد تسليم المقاومة الفلسطينية أسماء الأسرى الإسرائيليين، فإنه سيتم الإفراج غدًا عن 9 من أسرى المؤبدات، و81 أسيرًا من ذوي المحكوميات العالية، ضمن الدفعة الرابعة من الصفقة.


ومنذ قليل ، اعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الإفراج غدًا السبت، عن ثلاثة أسرى إسرائيليين، ضمن صفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى.


وبيًن الناطق باسم القسام أبو عبيدة، أن الأسرى هم "عوفر كالدرون"، "كيث شمونسل سيغال"، و"ياردن بيباس".


وفي 19 ينايرالجاري بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. 

مقالات مشابهة

  • التهجير والتخلص من الأونروا.. مخطط الكيان الصهيوني للقضاء على القضية الفلسطينية
  • طوفان العودة طريق النصر
  • أبرز القادة الشهداء خلال طوفان الأقصى
  • قيادية بحماة الوطن: أرضنا لا تقبل المساومة.. والشعب سطّر ملحمة في دعم فلسطين
  • الجيل: الحشود المصرية رسالة قوية بأن مصر لا تقبل تصفية القضية الفلسطينية
  • خليل الحية: طوفان الأقصى تثبت أن هزيمة الكيان ممكنة
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • حزب الوعي: احتشاد المصريين رسالة تؤكد أن مصر لن تقبل تصفية القضية الفلسطينية
  • الدفعة الـ 4.. الإحتلال يفرج عن 90 أسيرًا فلسطينيًا من سجونه