الثورة نت:
2025-03-10@18:57:06 GMT

فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين!!

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

 

(١) نظرية المؤامرة والهوس المرضي.!
قرأت وسمعت بعض تحليلات المهووسين بنظرية المؤامرة حول عملية طوفان الأقصى ورد الفعل الإجرامي المجنون بحق سكان قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، وذهبت بعض تلك الهلوسات إلى الحديث عن مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وبعضها شطح بها مذهبياً وأنها مؤامرة إيرانية إسرائيلية للقضاء على حركة حماس.


وعندما تستقر نظرية المؤامرة في ذهن النخب، ويتم تفسير كل الأحداث على أساسها، وتتحول مع الزمن إلى وعي سائد، فإنها تتحول إلى مرض عضال يشل قدرة الناس على الفعل والتغيير خصوصاً لو جاءت نتائج الأحداث على عكس آمال الناس وتطلعاتهم، حيث يتكرس في الوعي الجمعي القدرة الفائقة للمنتصر ويتعاظم جبروته وتغدو مواجهته مستحيلة، فتستقر الإرادات الجمعية في الهزيمة الدائمة، هنا تكمن خطورة هذا النوع من التحليلات، وهذا لا يعني نفي وجود المؤامرة، لكن علينا أن نأخذها في سياقها الصحيح باعتبارها إحدى أدوات السياسة المليئة بالدسائيس والألاعيب والأفخاخ، وفي المقابل الطرف المستهدف ينبغي أن يتحلى بقدر عالٍ من المسؤولية في مواجهتها، وينبغي أن يمتلك عقولاً قادرة على مواجهتها على أرض الواقع وإبطال مفعولها.
إن تحليل الأحداث بالنظر إلى نظرية المؤامرة وإرجاع كل شيء يحدث في حياتنا إليها ومحاولة تصويرها من منطلقات نظرية المؤامرة، لا يعد تحليلاً سياسياً، وإنما هلوسات مرضية تهدف إلى شل وتعطيل إرادات الناس الجمعية على الفعل، كما تهدف إلى استقرار وعيهم في حالة عدم الفعل « وما فيش فائدة يا صفية «.
وينبغي أن ندرك أن صراع الحياة صراع إرادات ومصالح يحكمها قانون التناقض الذي قد يصل إلى أعلى مستوياتها « التناحر» وكل طرف يمتلك عدته ووسائله للظفر بقضيته، والنصر فيها يكون حليف الطرف الأحق بها، والقضايا العادلة مهما تأخر انتصارها، فإنها تنتصر لا محالة عندما تتوافر العوامل المساعدة لهذا النصر، وأهم عامل لها هو الإنسان الواعي القادر على مجابهة المصاعب ولديه استجابات تكون بحجم التحديات الماثلة.
(٢) القضية الفلسطينية من أوسلو حتى طوفان الأقصى..!!
إذا كانت اتفاقية أوسلو شجعت كثيراً من اليهود على الهجرة إلى الكيان الغاصب، حيث هاجر أكثر من ثلاثة ملايين يهودي من أوروبا الشرقية، هجرة تزامنت مع انهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي، فإن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية سيكون لها أثر عكسي وهجرة أو عودة المستوطنين إلى بلدانهم الأصلية، وبداية العد التنازلي للكيان الذي بات يعيش أزمة وجودية، وبالإضافة إلى هذه الآثار والتداعيات، فإن العملية بحد ذاتها أفشلت مشاريع التطبيع وأوقفت هرولة أنظمة الخيانة العربية صوب التطبيع وأحرجتها أمام شعوبها، كما سيكون لها تداعياتها على مشروع الهند الاقتصادي الذي سيمر عبر الإمارات والمملكتين السعودية والأردنية صوب الموانئ الإسرائيلية كنقطة عبور صوب قارة أوروبا.
الأمن والاستقرار هو العامل الذي يحتاجه الكيان الصهيوني الغاصب للبقاء والاستمرار، لكن عملية طوفان الأقصى نسفت هذا العامل وألغته من بند البقاء والديمومة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لحرب تحرير شاملة ومتواصلة لن تتوقف إلا بتحرير فلسطين، ومعروف عن هذا الكيان أنه متعود على شن حروب سريعة خاطفة ولا يستطيع أن يتحمل كلفة حرب طويلة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية ستلعب على هذا العامل من أجل إنهاك اقتصاد الكيان، ورقتان بيد المقاومة رابحتان هما ورقة زعزعة الأمن وورقة الاستنزاف الاقتصادي في إطالة مدة الحرب، والحرب في المقام الأول إنهاك اقتصادي والعزيمة العسكرية فيها تبدو جلية في قدرة هذا الطرف أو ذاك على إدارة مواردها وإيجاد موارد لها، وأمريكا وأوروبا ليست بأحسن حال لتمويل حرب طويلة فقد استنزفتها الحرب الروسية الأوكرانية دون أن تحقق فيها أي نتائج تذكر ..
النظام الرأسمالي بأيديولوجيته الليبرالية ظل يتفاخر في مرحلة الحرب الباردة بأنه نظام المجتمع الحر في مقابل ذلك وصف أنظمة خصومه بأنها أنظمة شمولية استبدادية الفرد فيها ليس أكثر من ترس في آلة النظام الذي يحركها زنبرك « حزب شمولي» هو المسؤول الأول عن إدارة عجلة الآلة وتدور وفق مشيئته.
وما إن سقط المعسكر الاشتراكي، ودخلنا مرحلة هيمنة الٱحادية القطبية التي عدها بعض مفكري الليبرالية نهاية التاريخ، وسعت أمريكا جاهدة إلى تعميم نموذجها الليبرالي على بقية دول العالم، والمفارقة أن أحد خلافاتها تركزت حول سعي النظم الشمولية إلى تصدير الثورة وتعميم نمطها على العالم كله، وما إن سقطت تلك الأنظمة حتى ذهبت الليبرالية إلى تصدير نموذجها وفرضه على العالم كله.
واليوم بلغت الأيديولوجية الليبرالية أعلى مراحل قبحها بأن صارت شمولية استبدادية تقف ضد فكرة التضامن وتمنع أي نشاط تضامني مع المظلومين والمنتهكة حقوقهم، لا بل وتبرر انتهاكات الحقوق الإنسانية حتى لو بلغت إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وما يجري في غزة من جرائم مرتكبة خير مثال لها، وتضييق دول العالم التي كانت تطلق على نفسها بالعالم الحر على كل نشاط من شأنه التضامن مع القضية الفلسطينية والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، لا وبل طمس تلك الجرائم بالتجاهل الإعلامي وتزييف الحقائق على الأرض.
نحن أمام شمولية قذرة ترتقي أفعالها إلى مستوى أفعال النازية، نازية على المستوى النظري وفاشية على المستوى العملي..!
الخلاصة : لقد أكدت عملية «طوفان الأقصى» أن فلسطين عدد صحيح لم يعد قابلاً للقسمة على أثنين، وأن الكيان الصهيوني في عد تنازلي، ولذا وبعد أن كشر الكيان عن أنيابه وبات يرتكب مجازر إبادة بحق الشعب الفلسطيني، فإنه من الضروري على محور المقاومة بكل فصائله أن يدخل معركة التحرير، لأنه أمام لحظة مفصلية إما أن يكون وينجز مهمته، ما لم فإن الكيان ومن خلفه أمريكا والغرب لن يتوقفوا عند كسر المقاومة الفلسطينية، وإنما سيستمرون بكسر كل فصائله في كل مكان..!!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفلسطينية لـ«الاتحاد»: غزة جزء أصيل من أرض دولة فلسطين

عبدالله أبوضيف (رام الله، القاهرة)
أكدت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الدكتور فارسين أغابيكيان شاهين، مجدداً أن قطاع غزة جزء أصيل لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، التي تتمتع بالولاية السياسية والقانونية عليه، شأنه شأن باقي الأراضي الفلسطينية.
وقالت في حوار مع «الاتحاد» إنه قد تم وضع الخطط اللازمة لبدء تقديم الخدمات الأساسية لسكان غزة، بما يضمن تعزيز صمودهم في وطنهم، تمهيداً لإعادة الإعمار بمساهمة الأشقاء والأصدقاء حول العالم، مشيرةً إلى أن الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، مع تولي الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها مسؤولياتها في القطاع، ووقف جميع الإجراءات الأحادية، بما في ذلك الاستيطان ومحاولات ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

أخبار ذات صلة وفد فلسطيني في القاهرة لدفع مفاوضات المرحلة الثانية للتهدئة الصين: تغيير وضع غزة بالقوة لن يجلب السلام

وأوضحت شاهين أن الوقف الدائم لإطلاق النار والإدخال المستدام للمساعدات يمثلان مفتاح الإغاثة وإعادة الإعمار، وتعمل الحكومة الفلسطينية على خطة الإنعاش المبكر والاستجابة الطارئة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وتركز الخطة على الاستجابة الفورية خلال الأشهر الستة الأول من وقف الحرب، بهدف توفير الاحتياجات الأساسية، وضمان استمرار الخدمات الحيوية للسكان.
وذكرت الوزيرة أن هناك جهوداً مكثفة لرفع مستوى التنسيق مع المؤسسات الإغاثية الدولية من أجل تسريع إدخال المساعدات وضمان وصولها بالكميات المطلوبة إلى الشعب الفلسطيني، بجانب إزالة الركام من الطرق والمنشآت الحيوية، لا سيما المستشفيات، وتقديم الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي، وتأمين الإيواء للمتضررين، وتمكين الأطفال من استكمال تعليمهم.
وأضافت أن خطة الحكومة أُعدت بالتنسيق مع الجهات الأممية والدولية ذات الصلة، لضمان أكبر دعم دولي لتنفيذها، خاصة في ظل الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي، والاستهداف الممنهج للبنية التحتية في قطاع غزة. وأعربت شاهين عن تقديرها الكبير لدولة الإمارات على دعمها المستمر للشعب الفلسطيني من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، ورفضها لمخططات التهجير، كما أشادت بالمواقف العربية الداعمة، لا سيما من مصر، والأردن، والسعودية، والتي تتحمل أعباء إضافية دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
وأعربت الوزيرة الفلسطينية عن فخرها بالموقف العربي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، ورفض الظلم الذي يتعرض له، وإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير. كما عبرت عن ثقتها في القدرة على إفشال مخططات التهجير، مشددةً على أهمية تأكيد القمة العربية في القاهرة على ثوابت الإجماع العربي تجاه القضية الفلسطينية.
وشددت شاهين على استمرار الجهود الدبلوماسية والسياسية لحشد المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، داعيةً الدول التي تؤيد حلّ الدولتين إلى الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتباره حقاً مشروعاً وثابتاً للشعب الفلسطيني.
وأضافت أن الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، يعد انتصاراً للحق الفلسطيني، وخطوة مهمة نحو حماية حلّ الدولتين، الذي يستند إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالبت الدول التي اعترفت بدولة فلسطين بممارسة مزيد من الضغوط لتحويل الاعتراف إلى خطوات عملية، تسهم في كبح انتهاكات الاحتلال، وتمكين الحكومة الفلسطينية من أداء واجباتها في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني.
وشددت على أن حلّ الدولتين هو الخيار الوحيد الذي يحظى بإجماع دولي، مؤكدةً أن الحكومة الإسرائيلية تفتعل الأزمات لاستمرار العنف وإفشال أي فرصة لتطبيق هذا الحل.
وقالت إن إسرائيل ترفض علناً حلّ الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وتتجاهل الإجماع الدولي، وتواصل على الأرض تقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية، وتعتمد الخيار العسكري في التعامل، من دون تقديم بدائل منطقية.
وذكرت الوزيرة أن العمل متواصل لتعزيز التنسيق مع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة، لدعم رؤية السلام العربية في القمة العربية الطارئة المقبلة، والمشاركة الفاعلة في التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين.
كما شددت على أهمية انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في منتصف العام الجاري، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات عملية رادعة لوقف الاستيطان، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تثبيت وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم لإغاثة وإعادة إعمار قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية
  • ممثل حماس في اليمن يشيد بموقف صنعاء الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • “أمن المقاومة الفلسطينية” يكشف ضبط متخابر مع العدو خلال مراسم تسليم الأسرى
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • خبير: نزع سلاح المقاومة الفلسطينية لن يحدث إلا في هذه الحالة
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • قيادي بحماس: لولا طوفان الأقصى لأصبحت فلسطين مثل الأندلس
  • وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفلسطينية لـ«الاتحاد»: غزة جزء أصيل من أرض دولة فلسطين
  • مستشار رئيس وزراء فلسطين الأسبق: المقاومة الفلسطينية لم تُحسن إدارة المعركة
  • مستشار رئيس وزراء فلسطين الأسبق: المقاومة لم تُحسن إدارة المعركة