بعد إعلان إسرائيل للمرة الأولى منذ 50 عاما “حالة الحرب” غداة عملية “طوفان الأقصى” يراقب العالم الخيارات التي يمكن للجيش الإسرائيلي المحتشد على حدود قطاع غزة القيام بها، وسط مخاوف من تداعيات خطيرة قد تزلزل إسرائيل والمنطقة من جراء الاجتياح البري المحتمل لقطاع غزة والرد المحتمل لمحور المقاومة التي أعلنت الانخراط في خيار “وحدة الساحات”.


الثورة / أبو بكر عبدالله

طوال الأيام الماضية، لم يكف نتنياهو الذي حسم مشاكله الداخلية بتشكيل بحكومة حرب مع المعارضة عن إطلاق التهديدات إلى الحد الذي تحدث فيه عن حرب طويلة وصعبة ستغير الشرق الأوسط، وهي تصريحات اثارت القلق من احتمالات أن يقود خيار التصعيد الإسرائيلي المنطقة إلى حرب إقليمية يصعب السيطرة عليها.
تصريحات نتنياهو أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي حدد أهدافاً خطيرة للغاية، تتجاوز القضاء على البنية التحتية العسكرية لفصائل المقاومة المرابطة داخل قطاع غزة، لكنها تبقى دعائية، كون هذه الحرب هي الأخيرة التي سيخوضها نتنياهو وعلى ضوء نتائجها سيتحدد مستقبله السياسي.
وقد حصل نتنياهو على دعم دولي واسع النطاق، شجعه على تجاوز القوانين الدولية، وارتكاب جرائم حرب تكللت بقطع إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والاتصالات عن قطاع غزة، وسط غارات كثيفة بأسلحة محرمة دوليا خلفت دمارا واسعا في مدن القطاع، ناهيك عن حشد عشرات الآلاف من الجنود والآليات العسكرية في غلاف غزة، بالتزامن مع إخلاء معظم المستوطنات الواقعة هناك.
لكن التقديرات تشير إلى أن دورة القتال الحالية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية ستكون مختلفة عن دورات القتال السابقة، فهذه المرة هي الأولى التي تعلن فيها إسرائيل “حالة الحرب” منذ حرب أكتوبر 1973م، كما أنها المرة الأولى التي تخوض فيها فصائل المقاومة حربها متسلحة بترسانة أسلحة هجومية فائقة استطاعت اختراق الدفاعات الإسرائيلية والوصول إلى أبعد نقاط العمق الإسرائيلي.
هذه المعطيات هي من دعت نتنياهو إلى تشكيل حكومة حرب، وحشد نحو 340 ألف جندي من قوات الاحتياط وتهيئة الشارع الإسرائيلي لتقبل سقوط المزيد من الضحايا والخسائر. كما مهدت الطريق لحصول إسرائيل على دعم عسكري أمريكي بريطاني مباشر، شجعها على جريمة إخلاء مناطق كبيرة في شمال غزة وإخلاء جماعي للطواقم العاملة صمن بعثات الأمم المتحدة.
مع ذلك فإن التقديرات تشير إلى أن المعركة الحاسمة لم تأت بعد، وغير بعيد عنها ما تخبئه إسرائيل من خطط للاجتياح البري لقطاع غزة في القطاع، إما لغرض احتلاله من جديد أو لتقطيع أوصال القطاع وتقسيمه إلى مربعات يمكن السيطرة عليها، وهو سيناريو يمكن أن يقود إلى حرب شرسة بين الجانبين قد توقع عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين، ناهيك عن المخاوف من أن تقود إلى توسيع الحرب الدائرة اليوم في قطاع غزة إلى حرب إقليمية ستلقي بتأثيرات كبيرة على الشرق الأوسط والعالم.

معطيات ومراوحات
التعقيدات التي يتسم بها الوضع في إسرائيل وفي قطاع غزة، وكذلك الأوضاع الإقليمية والدولية، تجعل من الصعب تتبع الخيارات الممكنة في الوقت الراهن ولا سيما خيار الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع، فتل أبيب لا تزال حتى اليوم غارقة في مواجهة عمليات الاقتحام والتسلل، كما انها منهمكة في استعادة ثقة الشارع الإسرائيلي المحتقن وترميم التصدعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية التي أحدثتها عملية ” طوفان الأقصى”.
لكن احتمالات قيام إسرائيل باجتياح بري للقطاع تزايدت مع استدعائها نحو 340 الفا من قوات الاحتياط بمن فيهم الجنود الذين يقضون إجازات في الخارج، وهو عدد يضاف إلى القوات البرية الإسرائيلية التي يصل عددها إلى 140 ألف جندي.
وعلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لم تتوقف عن التأكيد أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها الاجتياح البري، فإن معطيات كثيرة تؤكد أن إسرائيل ليست جاهزة في الوقت الراهن لعملية برية، في مقابل جهوزية فصائل المقاومة التي تشير كل التقديرات إلى أن لديها خططاً لمواجهة خيار الاجتياح البري.
والمؤكد أن فصائل المقاومة الفلسطينية المشاركة في عملية ” طوفان الأقصى” وضعت في حساباتها كل الردود الإسرائيلية المتوقعة للعملية، بما في ذلك الاجتياح البري، ما يجعل خطوة كهذه اشبه بعملية حشر قسري للجيش الإسرائيلي بداخل مصيدة بتداعيات قد تقلب المعادلة العسكرية القائمة الآن رأسا على عقب.
وإذا كانت الخسائر التي تكبدتها إسرائيل جراء عملية اقتحام نفذها حوالي ألف مقاتل من فصائل المقاومة للعمق الإسرائيلي كانت كبيرة للغاية، فإن التوقعات تشير إلى أن خسائر إسرائيل من جراء وجود 80 الفا من مقاتلي المقاومة داخل قطاع غزة، يمتلكون عتادا كاملا للمواجهة، ستكون مضاعفة بحوالي 80 مرة.
ومعروف أن المقاومة الفلسطينية بحسب إعلان قياديَّها لا تزال تمتلك الكثير من الوحدات القتالية المدربة على حرب الشوارع والكمائن المتفجرة ناهيك عما تملكه من وحدات للقناصة ومخزون كبير من الصواريخ والطائرات المسيَّرة تمكنها من أن يكبد القوات الإسرائيلية خسائر لا تتوقعها.
فوق ذلك فإن الغزو البري لمناطق كثيفة السكان، سيقود حتما إلى سقوط عدد هائل من المدنيين، ما قد يغير الموقف الدولي المؤيد لإسرائيل كليا وقد يضعها في عزلة كاملة، كما سيعمل في الوقت ذاته على توسيع رقعة الصراع إلى جبهات جديدة لا ترغب إسرائيل حاليا بإثارتها.

شروط الدعم الغربي
العنف المفرط الذي استخدمته إسرائيل في هذه الحرب، كشف أن المجتمع الدولي منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتفعل ما تريده دون الاكتراث للقوانين الدولية، غير أن خيار الغزو البري لغزة يبدو حتى الآن خطاً أحمر أمام إسرائيل كونه قد يفتح الطريق لحرب إقليمية واسعة النطاق، لا تريدها الولايات المتحدة ولا الغرب في هذا الوقت.
وبحسب المعلن حتى الآن، فإن الضوء الأخضر الغربي لا يعني السماح لإسرائيل بحرب برية تجتاح القطاع، كون قرار كهذا يحتاج إلى نقاشات واسعة في واشنطن، كما أن الظروف السياسية المضطربة التي تعيشها الولايات المتحدة حاليا تجعل من الصعب على الإدارة الأمريكية اتخاذ قرار كبير بهذا الحجم دون أن يكون هناك اجماع بين الجمهوريين والديموقراطيين.
والمؤكد أن الحسابات الداخلية بين الديموقراطيين والجمهوريين سيكون لها دور مؤثر في أي قرار تتخذه إدارة بايدن في شأن طبيعة الدعم الأمريكي أو بشأن السماح لإسرائيل توسيع رقعة الحرب، وهي لذلك سارعت إلى إرسال بوارج حربية إلى شرق المتوسط لمنع أي تدخل يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب، قد يؤثر على أولوياتها في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

فخ استراتيجي
ليس هناك تعتيم تفرضه إسرائيل مثل التعتيم الذي تفرضه على خططها العسكرية حتى على المستويات القيادية العليا، ورغم ذلك فإن هناك مؤشرات تتحدث عن رد عسكري يسير وفق سيناريوهات عدة، يتصدرها شعور إسرائيل بوجود تهديد وجودي بعد التداعيات الكبيرة التي خلفتها عملية “طوفان الأقصى”، وهو ما دعا سلطات الاحتلال إلى الحديث بصوت مرتفع عن الاجتياح البري الذي يضمن عدم تكرار ما حدث.
لكن هذا الخيار من الناحية العملية يبدو بعيدا، إذ أنه قد يتحول إلى تهديد وجودي لإسرائيل أكثر من التهديد الذي تمثله فصائل المقاومة الناشطة في القطاع؛ فالغزو البري لن يكون عملية عسكرية تحت السيطرة، بل احتلال كامل للأرض وطرد السكان، بما يعني الخراب الشامل لقطاع غزة وتهديد حياة نحو 2.4 مليون فلسطيني لن يكون أمامهم خيارات سوى المقاومة والاستماتة حتى الرمق الأخير، بما يضع إسرائيل أمام أخطر تحد وجودي.
ويصعب التكهن أن إسرائيل ستجازف بطرد الفلسطينيين والبقاء على ركام غزة لفترة طويلة أيا كانت إمكانياتها، كون ذلك سيفتح عليها أبواب جهنم بحالة انتقام جماعية قد تتجاوز النطاق المحلي إلى الإقليمي والدولي يزيد من ذلك.
ومع وجود الكثير من فصائل المقاومة الفلسطينية بداخل غزة التي تمتلك ترسانة أسلحة قوية، واحتمالات انتقال فصائل أخرى إلى القطاع، فإن ذلك سيجعل الاجتياح الإسرائيل لغزة بريا اشبه بمصيدة يصعب على الجيش الإسرائيل الخروج منها سالما.
والاجتياح البري عموما لن يجعل القطاع وحده مسرحا وحيدا للمقاومة والمرجح أن الرد سيشمل أيضا الضفة الغربية والقدس الشرقية، وربما حزب الله في الشمال، فمحور المقاومة لن يقف مكتوف الأيدي أمام الإبادة الكاملة لغزة وسكانها وسيفضي بلا شك إلى تحرك عسكري واسع لمواجهة إسرائيل.

سيناريوهات بديلة
المرجح أن إسرائيل وفي إطار ردها على عملية ” طوفان الأقصى” ستحاول اظهار قوتها بصورة تفوق مرارة الهزيمة العسكرية والمخابراتية والسياسية التي تلقتها جراء هذه العملية.
وهذا يفسر طابع العنف المفرط الذي اتسمت به عملياتها العسكرية بالقصف الجوي العنيف للمدن والأحياء، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، وهو خيار يبدو مرشحا للاستمرار حتى نهاية العام الجاري.
ومع ذلك فإن السيناريوهات المتاحة لإسرائيل لن تزيد عن محاولات لعزل منطقة العمليات العسكرية وتنفيذ عمليات اجتياح جزئية لبعض المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية اعتمادا على سياسة تقطيع الأوصال من خلال تقسيم قطاع غزة إلى مربعات يسهل السيطرة عليها ومراقبتها.
وقد كان لافتا أن إسرائيل باشرت فعلا وضع بدائل أخرى لعملية الاجتياح البري، وهي بدائل يمكن ملاحظها في النتائج التي خلصت إليها الغارات الجوية والتي أحدثت دمارا واسعا طاول معظم مرافق البنية التحتية الأساسية، بما فيها المدارس والجامعات والمشافي، وارغمت مئات الآلاف من السكان على الاحتماء في مدارس الأونروا في ظل حصار مطبق يمنع دخول الغذاء والمساعدات وجهود الإغاثة الإنسانية إلى مناطق القطاع التي يقطنها 2.4 مليون نسمة.
ورغم كل الضجيج الحاصل في إسرائيل عن احتمالات الاجتياح البري لقطاع غزة، فإن هذا الخيار يبقى الاحتمال الأقل حدوثا، فإسرائيل قد جربت هذا النوع من الحروب مرات عدة ولم تحقق فيه أي نجاحات.
ومن الناحية العسكرية الاستراتيجية فإن اقتحام القوات الإسرائيلية لغزة سيعني اتساع رقعة المواجهات والانتقال إلى حرب طويلة في جبهات متعددة وهو خيار لا تريده إسرائيل، وهي غير مستعدة له في الوقت الراهن.
وقد حاولت إسرائيل اجتياح القطاع بريا في أعوام 2008 و2012 و2014م وفشلت وفي آخر محاولة واجهت مقاومة ضارية، فقدت خلالها العشرات من جنودها وأصيب المئات، بالإضافة إلى أسر آخرين بالتوازي مع نتائج مروعة على الجانب الآخر، حيث ابيدت مناطق بأكملها وتحولت إلى كومة من الدمار.

قراءة موضوعية
قدمت عملية “طوفان الأقصى” أداء عسكريا نوعيا أذهل العالم وفاجأ إسرائيل وكل العواصم الأوروبية وأجهزتها المخابراتية، إذ كانت عملية استراتيجية بكل المعاني العسكرية والمخابراتية وخسرت فيها إسرائيل سمعتها على المستويين العسكري والإنساني ومثلت بالنسبة لكثيرين نقطة تحول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وستكون له تداعيات بعيدة المدى.
لكن الحقيقة أيضا أن ما حققه المقاومون في عملية “طوفان الأقصى” لم يكن سوى انتصار معنوي، فهو في النهاية لم يؤسس لحرب طويلة تستهدف استعادة الحقوق الفلسطينية وتحافظ على المقاومة كقوة وردع، بل كانت عملية خاطفة اثارت ردود فعل عنيفة لم تكن غزة تحتاجها اليوم، كما أنها لم تضف أي جديد إيجابي لقطاع غزة الذي خضع للدمار والحصار بصورة أكبر مما كان عليه الحال سابقا.
واستنادا إلى ما سبق من معطيات، فإن المرجح أن رد قوات الاحتلال لن يكتفي بالضربة السريعة الواحدة كما كان يفعل سابقا، بل إنه وبفعل الضغوط الدولية قد يقلل ضرباته خلال الأيام القادمة نسبيا، لكنه سيستمر بها لفترة طويلة تمتد بالقدر الذي يحقق أهداف الاحتلال في إنهاء حكم حماس للقطاع دون أن يستفز محور المقاومة ويضطره للتدخل المباشر.
وتبقى الإشارة إلى أن إسرائيل تسعى من خلال عملياتها الوحشية في غزة إلى إعادة صياغة المشهد الفلسطيني المقاوم، ولأبعد من ذلك استثمار الهزة التي حدثت داخل إسرائيل والمواقف الدولية المؤيدة لها، لإعادة صياغة الخارطة الإقليمية، وهو سيناريو خطر للغاية تنبهت إليه بعض الدول العربية في حين لا يزال غائبا عن أجندات الكثير منها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عملية “ناحال سوريك”.. أربع رسائل متعددة الاجتهادات

 

 

أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن عملية نوعية بصاروخ “فلسطين ٢” الفرط صوتي استهدف قاعدة “ناحل سوريك”، إسنادًا لغزة ولبنان، وأكد متحدث القوات المسلّحة العميد يحيى سريع أنها حققت هدفها.
العملية تكتسب أهميتها من أربعة مستويات، هي الرسائل التي حملها الصاروخ فرط صوتي، بالإضافة إلى إشارتها لبنك أهداف واسع أمام القوات المسلحة اليمنية، داخل الكيان، على امتداد جغرافيا فلسطين المحتلة.
الأول: هي ثاني عملية صاروخية بصاروخ فرط صوتي ضد هدف عسكري الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة، منذ إعلان فوز دونالد ترامب بولاية جديدة وهزيمة كامالا هاريس، بما يحمله من أجندات تصعيد بحسب بعض المراقبين، والأكيد أنه يحمل طبيعة عدائية لكل محور الجهاد والمقاومة، فأتت هذه العملية لتؤكد مرة ثانية أن اليمن سيمضي في إسناد غزة كائنًا من كان ساكن البيت الأبيض، ولن يتغير هذا الموقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
الثاني: هذه العملية جاءت استجابة للموقف الشعبي الذي أكدته جماهير مليونية في صنعاء والمحافظات الجمعة الماضية، وتأكيد جهوزيتها لكل الخيارات التصعيدية من تحالف الشيطان الأكبر بقيادة أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وهي المظاهرات التي أعقبها ضربات عدوانية أمريكية استهدفت مواقع في صنعاء وعمران.
الثالث: العملية نفذت، في ساعات الصباح الأولى، تقريبًا عند الساعة السادسة صباحًا بتوقيت صنعاء، وهذا يعني أن التحضير لإطلاق الصاروخ الباليستي “فلسطين ٢” كانت جارية في أثناء تحليق عدة طائرات لتحالف العدوان الأمريكي البريطاني أو بعده، والتي أغارت على محافظتي صعدة وعمران، لتدل على أن الضربات الأمريكية مهما كانت فلن تؤثر على القدرات العسكرية ولا على قرار إسناد غزة؛ لأن القدرات العسكرية محفوظة؛ حيث لا تصل إليها، أو على الأقل لا تتعرض إلى أضرار بأي هجوم أمريكي محتمل، وهو ما يتأكد عليه ميدانيًا بعد كل الادعاءات الأمريكية عن تضرر أي قدرات عسكرية نوعية، لا في الطائرات المسيّرة ولا الإمكانات الصاروخية. ومن ناحية أخرى؛ القرار السيادي اليمني نابع من مبادئ إنسانية ودينية لا تسمح بالتراجع مهما كانت التحديات والمغريات والتهديدات.
الرابع: هذه العملية تحمل رسالة كبرى بسرعة فرط صويتة، للقادة الذين اجتمعوا في الرياض لتحمّل مسؤوليتهم بعد أكثر من عام من التوحش والعربدة الصهيونية في غزة ولبنان، وأن ما تقوم به اليمن، سياسيًا وعسكريًا وشعبيًا، يجب أن يمثل نموذجًا، ويقدم مثالًا على القدرة والإمكانات التي تمتلكها الأمة الإسلامية، ويلزم القادة بحجة لا تقبل الدحض على تلك المسؤولية والقدرة على تحمّلها لو وجدت فقط النوايا، وابتعدت الأنظمة والدول والحكومات العربية عن الغرب الكافر، وقدمت مصالح الأمة على مصالح الغرب العدائية ضد كل ما يمت لأمتنا بصلة، سواء دينيًا أو ثقاقيًا أو أمنيًا واقتصاديًا.
إنّ أقل ما يمكن للزعماء والقادة العرب والمسلمين القيام به، هو وضع الكيان المجرم على لوائح ما يسمى الإرهاب، ورفع اسم المقاومة وحركات الجهاد في فلسطين ولبنان والمنطقة بشكل عام من تلك القوائم. وأما أكثر ما يمكن القيام به فهو كثير، ولو كان للأمة قرار في هذه القمة لما أصبح الصباح على وجود أي أثر لهذا الكيان المجرم.
هذا ليس مبالغة؛ بل حقيقة يحاول الغرب منعها أو على الأقل تأخيرها، لكنها تقترب بهؤلاء القادة أو من دونهم، وما عليهم سوى أن يضعوا بصمتهم على قائمة الشرف إن أرادوا.

مقالات مشابهة

  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصلية صاروخية تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستوطنة “المنارة”
  • «حزب الله» ينفّذ 19 عملية ضد إسرائيل  
  • ميليشيا حشدوية:سنقاتل إسرائيل حتى الموت من أجل الدفاع عن إيران
  • “نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
  • عملية “ناحال سوريك”.. أربع رسائل متعددة الاجتهادات
  • بين بدايات “بايدن” ووعود “ترامب”..هنا المقاومة!
  • الشيخ قاسم: لا يمكن أن تهزمنا “إسرائيل” فالكلمة للميدان والنتائج تُبنى على ما يحصل فيه ولدى المقاومة القدرة على خوض حرب طويلة
  • غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تكشف تفاصيل عملية حيفا النوعية والكمين ضدّ “الكتيبة الـ 51” من “غولاني”
  • خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال منذ بدء التوغل البري في لبنان 
  • تأييد من الائتلاف الحاكم.. إسرائيل تتجه نحو إدارة عسكرية لقطاع غزة