لليوم التاسع على التوالي المقاومة الفلسطينية تُمطر “تل أبيب” والمستوطنات بالصواريخ والطائرات الانتحارية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
الثورة/محمد هاشم
لليوم التاسع على التوالي تواصلت عملية طوفان الأقصى ويتواصل معها دكّ المقاومة لمواقع جيش الاحتلال الصهيوني وتجمعاته بصواريخ وطائرات انتحارية. وفي تطور جديد، أعلنت كتائب القسام، أمس استهداف حشود عسكرية إسرائيلية شرقي مستوطنة “مفلاسيم” في غلاف قطاع غزة برشقة صاروخية وحشداً لقوات الاحتلال قرب مستوطنتي “مفتاحيم” و”رعيم”، بالإضافة إلى استهداف مستوطنة “سديروت” برشقة صاروخية كما شنت المقاومة الإسلامية في لبنان ثكنة عسكرية صهيونية نتج عنها سقوط قتلي وجرحى من الصهاينة وتدمير آليات.
وقالت المقاومة في بيان لها: “هاجم مجاهدونا ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزر وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو إثر استهداف دبابة ميركافا وناقلة جند في موقع حانيتا الصهيوني”.
وأكدت المقاومة أن العملية تأتي رداً على القصف الصهيوني على البلدات اللبنانية واستهداف وقتل وجرح الصحافيين في بلدة علما واستهداف المدنيين في بلدة شبعا وكذلك استهداف الصحفيين والإعلاميين.
وكان حزب الله قصف في وقت مبكر أمس مركزاً لجيش العدو الصهيوني في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف جنود العدو.
وقالت المقاومة الإسلامية في بيان إنه ردا على الاعتداءات الإسرائيلية قامت مجموعة الشهيدين علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري صباح أمس باستهداف مركز لجيش العدو الصهيوني في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيلٍ وجريح.
إلى ذلك “وفي سياق الرد على الاعتداءات الصهيونية المتمادية على القرى الحدودية هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع الراهب الصهيوني بالأسلحة المباشرة والمناسبة”.
واستهدف المجاهدون بالصواريخ الموجهة دبابة ميركافا في موقع الراهب مما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وفي ذات السياق تواصل المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة قصف “تل أبيب” وعدد من المستوطنات وفي غلاف غزة، وذلك رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، كما أعلنت استهداف جنود العدو ومواقعه العسكرية بالصواريخ والطائرات الانتحارية.
حيث استهدفت كتائب “القسام” مقر قيادة المنطقة الشمالية الصهيونية في صفد المحتلة في منطقة الجليل الأعلى بصاروخ “عياش 250″، وهو صاروخ أرض – أرض، يصل مداه أكثر من 250 كلم، وهو من تطوير وإنتاج كتائب “القسام”.
وأكّدت وسائل إعلام العدو دوي صافرات الإنذار في عدة مواقع بالجليل الأعلى وصفد شمالي فلسطين المحتلة.
وزعم إعلام العدو أنَّه تم اعتراض الصاروخ من قبل منظومة الدفاع الجوي، في حين تداول ناشطون صهاينة تسجيلًا مصورًا يظهر تصاعد أعمدة الدخان من المدينة.
كما وجّهت كتائب “القسام” ضربة صاروخية كبيرة بـ 150 صاروخًا لـ”عسقلان” المحتلة، ومستوطنة “سديروت” بـ 50 صاروخًا.
كما أطلقت 3 صواريخ “متبّر” اتجاه طائرة صهيونية مسيَّرة في سماء خانيونس، وقصفت “تل أبيب” برشقة صاروخية، ومطار “بن غوريون”، ردًا على استهداف المدنيين.
واستهدفت كتائب “القسام” تجمعًا لجنود الاحتلال في “كفار سعد” بطائرتين مسيّرتين من طراز الزواري، وتحشدات للعدو شرق “بئيري” برشقة صاروخية، كما أعلنت “القسام” اليوم الجمعة، عن مقتل 13 أسيرًا بينهم أجانب في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأضافت في بيان، أنَّ 6 من الأسرى “قتلوا في محافظة الشمال في مكانين منفصلين، و7 في محافظة غزة في 3 أماكن مختلفة طالها قصف العدو الهمجي”.
من جانبها، واصلت سرايا “القدس” لليوم العشر على التوالي، استهداف وقصف عدة مستوطنات للعدو الصهيوني وضمن معركة “طوفان الأقصى” وردًا على قصف بيوت المدنيين في قطاع غزة.
وقالت سرايا “القدس” خلال بلاغاتها العسكرية، “إنها قصفت واستهدفت مستوطنات “نير عوز، ونير إسحاق، وحوليت، برشقة صاروخية”.
وأضافت السرايا، أنها استهدفت “بئر السبع” المحتلة برشقة صاروخية ردًا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين.
وضمن معركة “طوفان الأقصى” أيضًا قصفت مجمع “أفشلوم”، و”نير إسحاق”، و”حوليت” برشقة صاروخية.
وفي السياق، استهدفت السرايا كيبوتس “بئيري” برشقة صاروخية، كما استهدفت “سديروت” وتحشدات عسكرية للعدو برشقة صاروخية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
استشهاد القائد محمد الضيف.. تتويجٌ لتضحيات المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها
يمانيون../
أتى إعلانُ خبر استشهاد القائد محمد الضيف وثلة من زملائه الأبطال، تتويجاً للانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية “حماس” بعد وقف العدوان الصهيوني على غزة بعد أكثر من 15 شهرًا قدمت خلالها المقاومة الفلسطينية دروساً كبيرة في الصمود الأُسطوري والتضحية والفداء رغم ضراوة المعركة التي خاضتها الفصائل طيلة أَيَّـام معركة طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني.
وتعليقًا على استشهاد القائد الكبير محمد الضيف، يقول الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي: إن هذا الإعلان عن استشهاد القادة وفي طليعتهم الشهيد والمجاهد الضيف جاء في توقيت حقّق المناضلون الفلسطينيون تحرير عدد كبير من القادة الأسرى في سجون الاحتلال، مُشيرًا إلى أن تحرير هذا العدد الكبير سواء الدفعة الأولى أَو الثانية وبينهم قادة أَو ممن حكم عليهم بالمؤبد، وبعضهم ممن قضى في سجون الاحتلال أكثر من 40 سنة، يعتبر انتصارًا كَبيرًا للمقاومة، وإضافة جديدة ونوعية لها ولكوادرها.
القدرة على الاستمرار:
ويؤكّـد، أن كُـلّ ذلك جرى في نفس اللحظة التي تم فيها الإعلان عن استشهاد هؤلاء القادة الذي يمثل فقدانهم خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني والأمة العربية المجاهدة، لافتًا إلى أن استشهادهم أكّـد ثبات البنيان القيادي للحركة، وأنهم بنوا بالفعل حركة مقاومة قادرة على الاستمرار بعد أن يستشهد القادة، مُضيفًا “وهذا يدل على أنهم قادة من طراز ثقيل، يشاركون في المعارك بأنفسهم”.
ويرى أن ما يجري هو مآثر كبيرة للشعب الفلسطيني، وهذا ليس بغريب على هذا الشعب، فكل تاريخه مليء بالشهداء العظماء من كُـلّ القوى والفصائل، ومليء بالتضحيات التي تصنع طريق النصر وحرية الشعب الفلسطيني.
ويجدد التأكيد على استمرار النضال ليس فقط؛ مِن أجلِ تحويل وقف إطلاق النار إلى وقف للحرب والعدوان بشكل كامل على قطاع غزة، بل لوقف الحرب على الضفة الغربية وإفشال أخطر مؤامرتين نتعرض لهما والمتمثلتين في: مؤامرة التطهير العرقي والضم والتهويد التي يسعى إليها الكيان الصهيوني.
ويضيف أن المشهد على الأرض يؤكّـد فشل العدوان على غزة فالشعب الفلسطيني لم ينكسر رغم تضحيات الشهداء ورغم ما تعرض له من عدوان صهيوني وإبادة جماعية، مشيرًا إلى أن “مشهد الافتخار المتمثل بعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في رسالة قوية للعدو بأن لا يحلم العدوُّ بمسألة التطهير العِرقي للشعب الفلسطيني، وألا يحلم بتحقيق أيٍّ من أهدافه”.
ويزيد وهي أَيْـضًا رسالة إلى الرئيس الأمريكي ترامب الذي تجرأ وخرج يدعو إلى تطهير عرقي لسكان قطاع غزة، ويدعو إلى ترحيل الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن، والرسالة هي أن الشعبَ الفلسطيني متمسكٌ بأرضه ووطنه، واصفًا هذا المشهد العظيم لعودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة بالعودة الصغرى وبانتظار العودة الكبرى.
عدوان كبير وفشل ذريع:
ويشعر العدوّ الصهيوني بالفشل الكبير بعد معركة شرسة وجرائم تطهير عرقي لسكان قطاع غزة طوال فترة معركة طوفان الأقصى قبل أن يرغم على توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار منذ 15 يومًا، بعد ارتكاب العدوّ كُـلّ أشكال الجرائم وأقبحها، وتدمير البنى التحتية في الصحة والتعليم بالإضافة إلى المباني ومساكن المواطنين الذي عادوا إليها رغم أن أغلبَها سويت بالأرض.
ورغم حجم الدمار الذي قالت عنه بعض التقارير الدولية: إن إعادةَ الإعمار في غزة يحتاج إلى أكثر من 14 عاماً حتى تعود الحياة وغزة كما كانت قبل العدوان الإسرائيلي، الذي لم ينجحِ العدوُّ في تحقيق أيٍّ من أهدافه، فقد فشل التطهير العرقي للشعب الفلسطيني وتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأدن، فضلًا عن فشلِ الهدف الرئيسي للعدو الصهيوني المتمثل في القضاء على حركة حماس.
العدوّ الصهيوني دمّـر شمال غزة وشرع في إبادة سكّانه، وحرص جنوده على ألا يتركوا في أرضه جدارًا قائمًا أَو حجرًا على حجر، وأراد العدوّ الصهيوني ألا يجد الفلسطينيون سبباً للعودة، فقد أرادها نكبة ثانية تعيد سيرة النكبة الأولى، ودعمها العالم تآمراً أَو صمتاً، وحين أجبرتها المقاومة الفلسطينية على الرضوخ، صمّم المفاوض الصهيوني على أن يعود الناس فرادى سيراً على أقدامهم، وأراد الفلسطينيون عودةً أولى تلهم العودة الكبرى، وتحقّق لهم ما أرادوا.
انتصار المقاومة:
على ذات المنوال كُـلّ الفصائل الفلسطينية المقاومة وفي طليعتهم حركة حماس تؤكّـد الاستمرار في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومواصلة السير على نهج قادتهم الشهداء حتى النصر وتحرير الأرض من المحتلّ، كما جاء على لسان أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، خلال إعلانه خبر استشهاد محمد الضيف عقب الهدنة واتّفاق وقف إطلاق النار مع العدوّ الصهيوني بعد أشهر من جولات المفاوضات التي تواصلت أحيانًا وانتكست أحيانًا أُخرى، ليتم الإعلان يوم 12 يناير الماضي عن التوصل لاتّفاق نهائي وعرض بنوده الرئيسية في مؤتمر صحفي بالدوحة.
وشمل الاتّفاق بنوداً عدة يتم تحقيقها على 3 مراحل، مدة كُـلّ منها 42 يومًا، ويأتي في مقدمة هذه البنود وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بعد ثلاثة أَيَّـام من توقيع الاتّفاق، أي يوم 16 يناير من نفس الشهر، وإفراج الكيان الصهيوني عن نحو ألفي أسير بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، ونحو ألف من المعتقلين بعد 7 أُكتوبر 2023.
وتعددت القراءات التي ناقشت تفاصيل البنود التي شملها الاتّفاقُ عبر مراحله الثلاث، خَاصَّة النتائج السياسية المترتبة على هذا الاتّفاق وما يتعلق باليوم التالي في حكم غزة، وكذلك مدى تحقيق الأهداف التي أعلنها الجيش الإسرائيلي في اليوم الأول من هذه الحرب.
فالباحِثُ الصهيوني المختص في ما يسميه “شؤون الشرق الأوسط” باروخ يديد، قال في منشور له على صفحته على منصة “إكس”: إنَّ “الخط الدعائي الذي تقوده حماس الآن، وفي اليوم التالي للحرب لتثبيت انتصارها -حتى لو كان ظاهريًّا- يرتكز على الإخفاقات الاستراتيجية الخمسة التي مُنيت بها “إسرائيل”، وهي (فشل تدمير البنى التحتية لحماس، فشل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة بالعمل العسكري والرضوخ لمطالب المقاومة، فشل تهجير سكان قطاع غزة إلى خارجه، الفشل العسكري في القضاء على حماس أَو خلخلة أركانها على أقل تقدير)“، وقد ظهرت حماس منتصرة من خلال المشاهد التي رافقت عمليات إطلاق الأسرى الصهاينة، حَيثُ تؤكّـد تلك المشاهد أن القسام تحتفظ بجزء كبير جِـدًّا من قواتها، ما يجعل “إسرائيل” أمام حرب استنزاف طويلة قد لا تقدر على الصمود أمامها.
النظرة العامة السابقة يذهب إليها أَيْـضًا الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية عبد الله العقرباوي، إذ يرى أن الأعمدة الأَسَاسية للاتّفاق، وهي: انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإنهاء القتال، وإيقاف الحرب، وعودة النازحين وضمان إغاثتهم، وصفقة التبادل، تمثل مطالب المقاومة الفلسطينية العملية التي سبق أن أعلنتها حماس منذ نوفمبر 2023.
ويضيف خلال تصريح تلفزيوني له “أن من أهم المزايا في هذا الاتّفاق المعلن أنه يمثل “حزمة واحدة” لكن يتم تطبيقها على 3 مراحل، وهذا ما أصرت عليه حركة حماس، في حين كان يريد المفاوض الإسرائيلي أن يفاوض في كُـلّ مرحلة بمعزل عن الأُخرى”.
في المجمل يتقف كُـلّ الباحثين والمختصين ومنهم قادة صهاينة أن الاتّفاقَ هزيمةٌ كبيرةٌ لكيان العدوّ الصهيوني، لا سِـيَّـما وأن المقاومة كانت مصممة على التحقّق من كُـلّ تفاصيل بنود الاتّفاق، بالإضافة إلى أنها ما تزال حاضرة وبقوة في مواجهة الكيان الصهيوني، منذ 7 أُكتوبر، بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي راح ضحيته نحو 47 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف إصابة، فضلاً عن عدد غير معلوم من المفقودين تحت ركام منازلهم، حسب آخر البيانات لوزارة الصحة في غزة.
مؤكّـدين أن فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها “حماس” أثبتت للعالم أن لديها قادة يقاتلون في الصفوف الأولى من خلال المواجهة مع العدوّ مقدمين أنفسهم شهداء في سيبل الله وفي سبيل النصر وتطهير الأرض من المحتلّ، وأنها تمتلك تماسكاً تنظيميًّا أذهل الجميع، في المقابل وقف العدوّ الصهيوني وعلى مدى 472 يومًا عاجزاً عن تحقيق أهم المطالب المعلنة التي سعى لها منذ بدء العدوان الصهيوني على فلسطين، ويأتي في مقدمتها عدم تمكّنها من إحداث تغيير جغرافي أَو ديمغرافي في قطاع غزة عبر تهجير سكانه.
المسيرة: محمد الكامل