تميم البرغوثي: تحرير فلسطين كلها.. بدأ.. شاهد
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
رأى الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي أن تحرير فلسطين قد بدأ بالفعل مع فجر يوم السابع من تشرين أول (أكتوبر) الجاري، وأن العدو يستهدف غزة بكل هذا العنف تحديدا لأنها الأقوى.
وقال البرغوثي في حلقة جديدة من برنامج "مع تميم" الذي يبثه على قناة "الجزيرة بلاس": "لا تعجب من قولي واصبر علي، إن تحريرها كلها.. بدأ.
وأضاف: "أقول اليوم: إن ما نشهده أمامنا بداية ذلك الاشتباك العام، وإن كل الاحتمالات مفتوحة في الحروب ولكن الأرجح أن إسرائيل من حيث تريد تغيير حكم المقاومة في غزة، ستنتهي عاجلا أم آجلا بتغيير نظام الحكم في تل أبيب؟.
وأشار إلى "أن إسرائيل الدولة المولودة أصلا بعقدة خوف مردها قلة العدد مقارنة بمحيطها العربي تفاقمت أزمتها في السنوات الأخيرة، لازدياد عدد العرب في فلسطين التاريخية ذاتها، على عدد الإسرائيليين اليهود ولنشوء جبهة مقاومة لإسرائيل على حدودها الشمالية ممتدة من بحر قزوين حتى البحر المتوسط.. ولمّا يزل بين قادة إسرائيل من يدعو لحل عقدة الخوف هذه بشن حرب إبادة وتهجير على الفلسطينيين وشن حرب ردع على حلفاء المقاومة في الإقليم.. وهو خيار كان قادة إسرائيل الأسنّ والأخبر يتجنبونه لعلمهم أنه إن فشل ففيه نهاية المشروع الصهيوني برمته".
وأضاف: "لما شنت المقاومة هجومها الكبير يوم السابع من تشرين الأول / أكتوبر عام 2023 أخذ العدو العصاب فشن هذه الحرب في توقيت اختاره خصومه، وراح يقع في الخطأ بعد الخطأ فإذا لم يخذل بعضنا بعضا فإننا قادرون على كسره، وإذا انكسر في هذه فلا جبر له بعدها".
وحذّر البرغوثي من ترك غزة تواجه العدو منفردة، وقال: "أيها الناس إن العدو يستهدف غزة بكل هذا العنف تحديدا لأنها الأقوى فأهلها اليوم أفضل الفلسطينيين تسليحا وتدريبا وخبرة في القتال لذلك فهم الأقدر على حماية أهل الضفة، والقدس والداخل، فالعدو يريد القضاء على المسلح، ليلتفت بعده إلى الأعزل وشبه الأعزل، وهو بذلك يبدأ المواجهة الشاملة.. والاشتباك العام بين الكتلتين الديمغرافيتين، في فلسطين كلها آملا في نكبة جديدة.. ولن يفلح العدو في هذا الاشتباك العام إلا إذا لم يصبح اشتباكا عاما وخذل بعضنا بعضا فتركناه يقتلنا واحدا بعد الآخر وكل ينتظر دوره".
وتابع: "أقول: ليس لنا بد من أن نقاوم العدو جميعا، وفي الوقت ذاته بدلا من أن يقتلنا تباعا.. لست هنا لأدعو الناس للخطر وأنا آمن بل لأحذر من خطر متنكر في صورة الأمان.. إن المواجهة اليوم أفضل وسيلة للنجاة ومن خاف أو أجل اليوم فلن يؤجله العدو غدا".
ومضى يقول: "إذا قاومناهم جميعا فإننا منصورون فقد استدعوا جيشهم كله: القوات العاملة والقوات الاحتياطية ولخوفهم البنيوي فإن الجيش يشكل نسبة كبيرة من المجتمع عندهم ومن قوة العمل فيه فإن حاربوا شل اقتصادهم وكلفة الحرب السياسية عندهم أعلى من كلفةها السياسية عندنا، شعبنا لا ينفض عن الفدائيين إذا تألم، أما ناخبوهم فينفضون عن حكومتهم إذا لم تأتهم بنصر سريع رخيص الثمن"، وفق تعبيره.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة؛ ما أدى إلى مقتل 2670 فلسطينيا، وإصابة 9600 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
فيما أسفرت العملية التي أطلقتها "حماس" تحت اسم "طوفان الأقصى" عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 3715 وأسر ما يزيد عن مئة آخرين، وفقا لمصادر رسمية إسرائيلية.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني غزة احتلال فلسطين غزة مواقف عدوان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عـبدالله عـلي صبري: ليلة الطائرات الشراعية
مع حلول الذكرى 37 لما يعرف بـ ” ليلة الطائرات الشراعية ” التي نفذها الفدائيون الفلسطينيون يوم 25 نوفمبر 1987، يمكن القول أن معركة طوفان الأقصى التي تخوضها المقاومة الفلسطينية، استفادت من التجربة التاريخية الفلسطينية في مقاومة العدو الصهيوني، فكان اجتياز ابطال القسام سماء غلاف غزة صبيحة 7 أكتوبر 2023 امتدادا لعملية نوعية نفذها فدائيو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، حين تمكن بطلان من الهبوط بطائراتهم الشراعية في معسكر غيبور بمنطقة قبية، التابع للواء ناحال بالقرب من كريات شمونة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
كان بطل العملية الشهيد العربي السوري خالد أكر، قد فاجأ قوات العدو الصهيوني بالهبوط المفاجئ، وسارع إلى التنكيل بجنود وضباط المعسكر، وقتل وأصاب العشرات منهم قبل أن يرتقي شهيدا. وكذلك فعل البطل الشهيد العربي التونسي ميلود بن ناجح. وقد خلد الشاعر العربي العراقي مظفر النواب هذه العملية بقصيدته الشعرية: قل هي البندقية أنت ( خالد أكر ).
بالعودة إلى تلك الفترة، نلحظ أن مقاومة العدو الصهيوني كانت قضية عربية جامعة، وكانت التنظيمات الفلسطينية مفتوحة على المتطوعين العرب، الذين كانوا يقاتلون جنبا إلى جنب وكتفا بكتف مع أبطال المقاومة الفلسطينية، بل إن عالمية القضية الفلسطينية قد جذبت مناضلين من خارج الدائرة العربية، أبرزهم الياباني كوزو أوكاموتو، الملقب بأحمد الياباني.
وقد أطلق على هذه العملية اسم “قبية”، نسبة إلى القرية الفلسطينية التي ارتكب فيها الصهاينة مجزرة مروعة عام 1953، استُشهد فيها 74 فلسطينيا من المدنيين العزل. وهذا ما يؤكد أن الفلسطينيين لم ولن ينسوا قضيتهم وبلادهم وشهداءهم.
ظل خيار المقاومة والكفاح المسلح هو أساس العمل التنظيمي الفلسطيني، خاصة في لبنان، وتصاعدت هذه العمليات بعد نكسة 1967، ثم بعد اجتياح بيروت 1982، إذ لم يسحب العدو الصهيوني قواته من لبنان إلا بعد تواطؤ الأنظمة العربية وموافقتها على إبعاد تنظيمات المقاومة الفلسطينية خارج الأراضي اللبنانية، وهو ما مهد لتخلق ظهور المقاومة الإسلامية اللبنانية_ حزب الله، التي تسلمت الراية دفاعا عن لبنان وانتصارا لفلسطين.
وهذا لا يعني أن جذوة المقاومة قد خبت في نفوس وتوجهات الأحرار العرب والفلسطينيين، بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية، إلا أن المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية دفعت بالعنوان الإسلامي ليتصدر مشهد المقاومة خاصة بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية 1979، وهو ذات العام الذي أعلنت فيه مصر السادات عن اتفاق السلام مع الكيان الصهيوني، وخروج مصر بكل ثقلها وتاريخها وقدراتها العسكرية والسياسية والإعلامية من معادلة الصراع العربي الصهيوني.
بل إنه في نفس العام جرت أكبر عملية لتحريف ” الجهاد الإسلامي “، وتحويله إلى شعار مقدس، لكن لصالح وفي خدمة الأجندة الأمريكية في إطار الحرب الباردة والمواجهة مع الاتحاد السوفيتي. وبدل أن تتوجه طاقات شباب الأمة إلى الجهاد في فلسطين، تبارت العدد من الدول العربية والاتجاهات الإسلامية إلى استقطاب الآلاف منهم نحو أفغانستان.
المشهد العربي الرسمي كان ينتقل من سيء إلى أسوأ، وصولا إلى التوقيع على اتفاق أوسلو 1993 الذي تمخضت عنه سلطة فلسطينية في غزة وأريحا، كان الهدف منها القضاء على فكر ومنهج المقاومة داخل وخارج فلسطين. ولولا أن البقية الباقية من شرفاء الأمة حافظت على خيار المقاومة وعظت عليه بالنواجذ، وقدمت في سبيله النفس والنفيس، لما كنا اليوم نشهد هذه الملحمة البطولية في فلسطين ولبنان، بمشاركة جبهات المساندة من اليمن إلى العراق وسوريا وإيران.
20-11-2024