عربي21:
2024-10-05@00:31:17 GMT

المقاومة الفلسطينية كشفت تقاعس الحكومات العربية

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

ذهب مواطن سعودي لأداء الجمعة الأخيرة وعندما وجد الخطيب يتجاهل الحديث عن قضية غزة، ذهب إليه ليحثه على الحديث عن معاناة أهل غزة، ليتقدم إليه ثلاثة أفراد من رجال الأمن ويقتادوه معهم خارج المسجد.. وفي مصر تُحدد وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة منذ عام 2013، فإذا هي تحدد للجمعة الماضية موضوع الوعي، دون أية إشارة للقصف المتتالي على أهل غزة.



وظن المصلون أنه ربما يعوض الأئمة ذلك بالدعاء لأهل فلسطين آخر الخطبة، لكن شيئا من ذك لم يحدث، وظن البعض أنه ربما تتم دعوة الحضور لصلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، مثلما عممت وزارة الأوقاف بذلك قبل أسابيع قليلة، على أرواح شهداء زلزال المغرب وعاصفة ليبيا، لكن هذا لم يحدث بالنسبة لشهداء غزة، لينصرف المصلون وكأنه لا شيء يحدث على الساحة الفلسطينية بالمرة!

وحتى عندما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه كانت هناك وقفة احتجاجية في الجامع الأزهر للتضامن مع شهداء غزة، ووقفة أخرى لنفس الغرض أمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية لنفس الغرض، فإن وسائل الإعلام الرسمية لم تذكر شيئا من ذلك، في نفس الوقت الذي تشير فيه إلى تخصيص مطار العريش المتاخم للحدود الشرقية للبلاد، لاستقبال المساعدات الإنسانية لأهل غزة من دول العالم، ثم نقلها إلى إستاد مدينة العريش، الأمر الذي ذكّر البعض بما قام به الرئيس مبارك الذي قام بإغلاق معبر رفح أمام أهل غزة منذ عام 2007، تزامنا مع إغلاق إسرائيل المعابر الحدودية لها مع غزة، ليصبح سكانها بين فكي كماشة، حيث الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي، وعندما استجاب نظام مبارك حينذاك للضغط الشعبي لإدخال مساعدات غذائية وإنسانية لأهالي غزة، قام بتجميع تلك الأغذية التي جمعتها الجمعيات الأهلية على مستوى المحافظات، ووضعها بإستاد العريش وتركها بالعراء عدة أسابيع حتى فسدت دون أن يذهب منها شيء لأهالي غزة.

حصار عربي للمقاومة

وعندما لجأ سكان غزة لحفر أنفاق ما بين مدينتي رفح المصرية والفلسطينية لتهريب السلع من خلالها، قامت السلطات المصرية بإغلاق تلك الأنفاق وإقامة جدار عازل يمتد للأعماق لمنع الأنفاق، وتلا ذلك هدم بيوت رفح المصرية لمسافات طويلة وتهجير سكانها للحيلولة دون توصيل شيء لسكان غزة.

وهكذا شاركت غالبية الأنظمة العربية خاصة التي طبّعت مع إسرائيل والتي في طريقها للتطبيع، في الحصار الحالي على غزة ومنع المياه والكهرباء والغذاء والدواء، وذلك بمنع أية مظاهر جماهيرية للتعبير عن رفضهم للعدوان الإسرائيلي على سكان غزة وقتل أكثر من 2600 منهم حتى الآن، والاكتفاء بمطالبة اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير بمطالبة الطرفين المتحاربين بعدم التعرض للمدنيين.

ومن المتوقع أن تستمر الأنظمة العربية على موقفها المعادي لحماس، رغم ما يصدر عن هذه الأنظمة من بيانات تشير إلى مساندتها للمدنيين في الغزة، المتضررين من القصف الجوي المستمر على مدار الساعة منذ عدة أيام، وضرورة فتح ممر آمن لهم، مثلها مثل موقف النرويج التي لا تربطها بهم صلة الدين واللغة والتاريخ.

3 سوابق للاقتحام البري لغزة

ونتوقع أن تستمر تلك الدول العربية في طعنها بالمقاومة الفلسطينية، بعد أن كشفت مدى وهن وضعف الجيوش العربية، والتي عجزت عن التصدي لإسرائيل طوال 75 عاما.

وتدرك المقاومة أن إسرائيل قد شنت حربا على غزة عام 2006، لمجرد أسر جندي إسرائيلي واحد حينذاك، ورغم شن تلك الحرب والتي شهدت توغلا بريا بغزة بحثا عن الجندي الأسير، فقد ظل أسيرا لمدة خمس سنوات حتى تم استبداله مقابل الإفراج عن ألف من الفلسطينيين الموجودين بسجون الاحتلال الإسرائيلي، كان منهم يحيى السنوار القائد الحالي لحماس في غزة.

ويستمر الصهاينة العرب سواء من الحكام أو الأفراد في إثارة الشكوك حول مصير المقاومة، خاصة بعد الانحياز السافر من الدول الغربية إلى جانب إسرائيل، وإرسال بعضها مساعدات عسكرية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وينسى هؤلاء أن غزة تعرضت إلى اجتياح برى ثلاث مرات قبل ذلك خلال حروب 2006 و2008 و2014، واستمرت المقاومة بل إنها بعد كل حرب من الحروب السبع بينها وبين إسرائيل منذ عام 2006 وحتى الآن، كانت تطور قدرتها الدفاعية في كل مرة، بل أننا أصبحنا نتحدث عن تطوير قدارتها الهجومية.

وأجبرت المقاومة إسرائيل على استدعاء الاحتياطي في للجيش للمرة الأولى منذ حرب 1973 أي منذ خمسين عاما، عندما كانت تحارب جيوشا نظامية لمصر وسوريا، بينما هي حاليا تحارب قوات تقدرها بعض المصادر بحوالي أربعين ألفا من المقاتلين، بينما يصل عدد القوات الدائمة لإسرائيل إلى 160 ألف جندي وقامت مؤخرا باستدعاء حوالي 300 ألف شخص.

نعم لكل حرب تكلفة من الأرواح والمعدات والمباني، وهو ما دفعته غزة ومقاوموها طوال 18عاما ماضية، وظلت مستعدة لدفع ذلك الثمن في سبيل تحقيق هدفها الأكبر وهو تحرير فلسطين، وهو الهدف الذي ظنت إسرائيل ومن ورائها بعض العرب أنه من المستحيل تنفيذه، ولذلك وافقوا على اتفاقيات أوسلو عام 1993 وما بعدها، والتي تتنازل عن نسبة 77 في المائة من أرض فلسطين التاريخية، وتقنع بسلطنة فلسطينية أشبه بالبلدية غير مسموح لها بتكوين جيش وتخضع لإشراف وتحكم إسرائيلي شامل.

وما بالنا لو انضم سكان الضفة الغربية، وما بالنا لو انضم إليهم عرب 1948، وما بالنا لو انضم إليهم الفلسطينيون في الخارج كل حسب استطاعته بوسائل الدعم المتنوعة؟.. وما بالنا لو تم تدعيم هؤلاء بالمقاومة اللبنانية؟ فكم من الوقت ستصمد إسرائيل وهي التي اعتادت على الحروب الخاطفة والحرب من وراء الجدران وخلف السواتر؟

twitter.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين المقاومة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأنفاق ظهرت.. ماذا كشفت كمائن حزب الله؟


الكمائن التي نفذها "حزب الله" في جنوب لبنان ضدّ القوات الإسرائيلية التي توغلت داخل الأراضي اللبنانية كشفت عن 3 أمورٍ لم تتمكن تل أبيب من تنفيذها طيلة حرب ستدخل عامها الأول بعد أيّام قليلة.
إن تم النظر قليلاً إلى "مغزى الكمائن"، سيتضحُ أنَّ "حزب الله" قلب المعادلة العسكرية وأعاد مشهدية حرب تمّوز عام 2006 إلى الواجهة مُجدداً وذلك عبر القتال البري الذي يخوضه ضد الإسرائيليين.
قد تكونُ الحرب الميدانية التي يخوضها "حزب الله" هي تعويضٌ لخسائر مُنيَ بها عسكرياً خلال الفترة الماضية وتحديداً بسبب الاغتيالات التي طالت قادته وأبرزهم الأمين العام لـ"حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله الذي اغتالته تل أبيب بغارة جوية عنيفة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي.
أيضاً، تعدّ هذه الحرب بمثابة تأكيد أن قدرة الحزب العسكرية لم تتأثر حتى أنّ اتصالاته الميدانية ما زالت متوافرة وقائمة رغم التفجيرات التي طالت أجهزة اللاسلكي والبيجر قبل أكثر من أسبوعين، ما يشير إلى أن هناك منظومة عسكرية ما زالت مستخدمة وتعتمد على نوع مستقل من الإتصالات قد يكون مشفراً بشكلٍ مُحكم ومرتبطا بخطوط سلكية محمية.
وبالعودة إلى الأمور الـ3 التي لم تتمكن تل أبيب من تنفيذها، تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24" إنها تتلخص في الاتي:
الأمر الأول: عدم التمكن من إبعاد قوة الرضوان أو عناصر "حزب الله" المقاتلين عن الحدود والدليل هو الإشتباك المباشر معهم في نقاط حدودية متقدمة مثل العديسة وعيترون.
الأمر الثاني: الإشتباكات التي حصلت كشفت أن منظومة القيادة والسيطرة التي يديرها الحزب لم تتأثر بالضربات الإسرائيلية المستمرة منذ عام، ما يشير إلى أن إحباط العمليات الهجومية من لبنان لم ينجح من قبل الإسرائيليين.
الأمر الثالث: على صعيد البنى التحتية، فإن عناصر "حزب الله" ما زالوا ، كما يتبين، يتمتعون بقدرة مناورة سريعة وسهلة عبر الأنفاق التي تصل إلى الحدود، ما يشير إلى أن إسرائيل فشلت في ضرب تلك البنى التحتية الخاصة بالحزب خصوصاً تلك التي تمثل نقطة انطلاق للمقاتلين خصوصاً باتجاه الحدود.
أمام كل ذلك، ترى المصادر أن "حزب الله نجح في أمور عديدة وهي: الحفاظ على سهولة الحركة، المرونة في توجيه النيران واستخدام التغطية الصاروخية، وتأمين الانسحاب لعناصره بعد الكمائن، فيما الأمر الأهم يرتبط بقدرة الحزب على توجيه ضربات صاروخية جديدة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية رغم التغطية الجوية المكثفة للعمليات الهجومية الإسرائيلية".
بحسب المصادر، فإن ما يجري في جنوب لبنان الآن من كمائن واشتباكات مباشرة، يفتح الباب أمام سيناريو واحد لا مفر منه، ويرتبط بما حصل خلال العام 2006 حينما توغلت إسرائيل برياً داخل لبنان بينما تم استخدام الصواريخ المضادة للدروع لتنفيذ الاستهدافات ضد الدبابات الإسرائيلية.
عملياً، فإن الحزب، بحسب المصادر، عاد الآن إلى العمليات القتالية المرتبطة بـ"الوحدات الهجومية" التي تعتمد على التخفي وتنفيذ العمليات ثم التخفي مجدداً، مشيرة إلى أن هذا النمط القتالي يعطي "حزب الله" قدرة مناورة أكثر من دون إقحام أي وحدات كبرى في الهجمات لأن دورها لن يكون مطلوباً في هذه المرحلة.
وعليه، فإن الحزب يخوض الآن قتالاً مفتوحاً وغير محكوم بضوابط، ما قد يمنحه فرصة أكبر لتحقيق مكاسب عسكرية ميدانية يمكن أن تتحول إلى ورقة ضغط على الإسرائيليين.. لكن السؤال الأبرز: هل يُمكن اعتبار العملية البرية الإسرائيلية بمثابة إقتراب إنهاء معركة جنوب لبنان من قبل تل أبيب نفسها؟ الأيام المقبلة كفيلة بكشف كل ذلك.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حركة المجاهدين الفلسطينية تبارك للمقاومة العراقية عمليتها النوعية في الجولان المحتل
  • الحكومة: آن الأوان لوضع حد لجرائم إسرائيل والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا
  • دعم شعبي ثابت في الدول العربية للفلسطينيين من دون تأثير على الحكومات
  • عملية يافا الكبرى: المقاومة الفلسطينية تضرب قلب تل أبيب بعملية معقدة
  • المقاومة الفلسطينية تبث مشاهد لإستهدافها آليات العدو شرق خانيونس
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصلية صاروخية تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة الصغرى في خراج بلدة العديسة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية
  • الأنفاق ظهرت.. ماذا كشفت كمائن حزب الله؟
  • المؤتمر العربي يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية أمام قوى المقاومة
  • ماذا كشفت صور حطام صواريخ الهجوم الإيراني على إسرائيل؟
  • فصائل المقاومة الفلسطينية: إطلاق الصواريخ الإيرانية رسالة قوية لردع جرائم “إسرائيل”