عربي21:
2025-03-25@17:29:46 GMT

المقاومة الفلسطينية كشفت تقاعس الحكومات العربية

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

ذهب مواطن سعودي لأداء الجمعة الأخيرة وعندما وجد الخطيب يتجاهل الحديث عن قضية غزة، ذهب إليه ليحثه على الحديث عن معاناة أهل غزة، ليتقدم إليه ثلاثة أفراد من رجال الأمن ويقتادوه معهم خارج المسجد.. وفي مصر تُحدد وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة منذ عام 2013، فإذا هي تحدد للجمعة الماضية موضوع الوعي، دون أية إشارة للقصف المتتالي على أهل غزة.



وظن المصلون أنه ربما يعوض الأئمة ذلك بالدعاء لأهل فلسطين آخر الخطبة، لكن شيئا من ذك لم يحدث، وظن البعض أنه ربما تتم دعوة الحضور لصلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، مثلما عممت وزارة الأوقاف بذلك قبل أسابيع قليلة، على أرواح شهداء زلزال المغرب وعاصفة ليبيا، لكن هذا لم يحدث بالنسبة لشهداء غزة، لينصرف المصلون وكأنه لا شيء يحدث على الساحة الفلسطينية بالمرة!

وحتى عندما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه كانت هناك وقفة احتجاجية في الجامع الأزهر للتضامن مع شهداء غزة، ووقفة أخرى لنفس الغرض أمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية لنفس الغرض، فإن وسائل الإعلام الرسمية لم تذكر شيئا من ذلك، في نفس الوقت الذي تشير فيه إلى تخصيص مطار العريش المتاخم للحدود الشرقية للبلاد، لاستقبال المساعدات الإنسانية لأهل غزة من دول العالم، ثم نقلها إلى إستاد مدينة العريش، الأمر الذي ذكّر البعض بما قام به الرئيس مبارك الذي قام بإغلاق معبر رفح أمام أهل غزة منذ عام 2007، تزامنا مع إغلاق إسرائيل المعابر الحدودية لها مع غزة، ليصبح سكانها بين فكي كماشة، حيث الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي، وعندما استجاب نظام مبارك حينذاك للضغط الشعبي لإدخال مساعدات غذائية وإنسانية لأهالي غزة، قام بتجميع تلك الأغذية التي جمعتها الجمعيات الأهلية على مستوى المحافظات، ووضعها بإستاد العريش وتركها بالعراء عدة أسابيع حتى فسدت دون أن يذهب منها شيء لأهالي غزة.

حصار عربي للمقاومة

وعندما لجأ سكان غزة لحفر أنفاق ما بين مدينتي رفح المصرية والفلسطينية لتهريب السلع من خلالها، قامت السلطات المصرية بإغلاق تلك الأنفاق وإقامة جدار عازل يمتد للأعماق لمنع الأنفاق، وتلا ذلك هدم بيوت رفح المصرية لمسافات طويلة وتهجير سكانها للحيلولة دون توصيل شيء لسكان غزة.

وهكذا شاركت غالبية الأنظمة العربية خاصة التي طبّعت مع إسرائيل والتي في طريقها للتطبيع، في الحصار الحالي على غزة ومنع المياه والكهرباء والغذاء والدواء، وذلك بمنع أية مظاهر جماهيرية للتعبير عن رفضهم للعدوان الإسرائيلي على سكان غزة وقتل أكثر من 2600 منهم حتى الآن، والاكتفاء بمطالبة اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير بمطالبة الطرفين المتحاربين بعدم التعرض للمدنيين.

ومن المتوقع أن تستمر الأنظمة العربية على موقفها المعادي لحماس، رغم ما يصدر عن هذه الأنظمة من بيانات تشير إلى مساندتها للمدنيين في الغزة، المتضررين من القصف الجوي المستمر على مدار الساعة منذ عدة أيام، وضرورة فتح ممر آمن لهم، مثلها مثل موقف النرويج التي لا تربطها بهم صلة الدين واللغة والتاريخ.

3 سوابق للاقتحام البري لغزة

ونتوقع أن تستمر تلك الدول العربية في طعنها بالمقاومة الفلسطينية، بعد أن كشفت مدى وهن وضعف الجيوش العربية، والتي عجزت عن التصدي لإسرائيل طوال 75 عاما.

وتدرك المقاومة أن إسرائيل قد شنت حربا على غزة عام 2006، لمجرد أسر جندي إسرائيلي واحد حينذاك، ورغم شن تلك الحرب والتي شهدت توغلا بريا بغزة بحثا عن الجندي الأسير، فقد ظل أسيرا لمدة خمس سنوات حتى تم استبداله مقابل الإفراج عن ألف من الفلسطينيين الموجودين بسجون الاحتلال الإسرائيلي، كان منهم يحيى السنوار القائد الحالي لحماس في غزة.

ويستمر الصهاينة العرب سواء من الحكام أو الأفراد في إثارة الشكوك حول مصير المقاومة، خاصة بعد الانحياز السافر من الدول الغربية إلى جانب إسرائيل، وإرسال بعضها مساعدات عسكرية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وينسى هؤلاء أن غزة تعرضت إلى اجتياح برى ثلاث مرات قبل ذلك خلال حروب 2006 و2008 و2014، واستمرت المقاومة بل إنها بعد كل حرب من الحروب السبع بينها وبين إسرائيل منذ عام 2006 وحتى الآن، كانت تطور قدرتها الدفاعية في كل مرة، بل أننا أصبحنا نتحدث عن تطوير قدارتها الهجومية.

وأجبرت المقاومة إسرائيل على استدعاء الاحتياطي في للجيش للمرة الأولى منذ حرب 1973 أي منذ خمسين عاما، عندما كانت تحارب جيوشا نظامية لمصر وسوريا، بينما هي حاليا تحارب قوات تقدرها بعض المصادر بحوالي أربعين ألفا من المقاتلين، بينما يصل عدد القوات الدائمة لإسرائيل إلى 160 ألف جندي وقامت مؤخرا باستدعاء حوالي 300 ألف شخص.

نعم لكل حرب تكلفة من الأرواح والمعدات والمباني، وهو ما دفعته غزة ومقاوموها طوال 18عاما ماضية، وظلت مستعدة لدفع ذلك الثمن في سبيل تحقيق هدفها الأكبر وهو تحرير فلسطين، وهو الهدف الذي ظنت إسرائيل ومن ورائها بعض العرب أنه من المستحيل تنفيذه، ولذلك وافقوا على اتفاقيات أوسلو عام 1993 وما بعدها، والتي تتنازل عن نسبة 77 في المائة من أرض فلسطين التاريخية، وتقنع بسلطنة فلسطينية أشبه بالبلدية غير مسموح لها بتكوين جيش وتخضع لإشراف وتحكم إسرائيلي شامل.

وما بالنا لو انضم سكان الضفة الغربية، وما بالنا لو انضم إليهم عرب 1948، وما بالنا لو انضم إليهم الفلسطينيون في الخارج كل حسب استطاعته بوسائل الدعم المتنوعة؟.. وما بالنا لو تم تدعيم هؤلاء بالمقاومة اللبنانية؟ فكم من الوقت ستصمد إسرائيل وهي التي اعتادت على الحروب الخاطفة والحرب من وراء الجدران وخلف السواتر؟

twitter.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين المقاومة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المجموعة العربية بمجلس الأمن تدين إسرائيل لخرقها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

نيويورك – حملت المجموعة العربية في مجلس الأمن إسرائيل المسؤولية كاملة عن تداعيات خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالأخص القرار 2735.

وطالب المندوب الأردني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير محمود الحمود، خلال بيان ألقاه باسم المجموعة العربية، خلال جلسة حول متابعة تنفيذ القرار 2334 بشأن الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، مجلس الأمن بالعمل على وقف الحرب الإسرائيلية والحيلولة دون استمرار استهداف المدنيين وتوفير الحماية لهم في غزة.

وقال الحمود أمس السبت إنه في أعقاب دور مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل لاتفاق إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح محتجزين وأسرى، انتهكت إسرائيل الاتفاق، الذي بموجبه تم تسليم 33 محتجزا، والذي لم يستمر، ثم بدأت الحرب من جديد، حيث تواصل إسرائيل تدمير حقوق الاتفاق واستأنفت عدوانها على غزة ومهاجمة المدنيين العزل.

وأشار إلى أن إسرائيل لم تكتف بعرقلة دخول المساعدات والدواء وقطع الكهرباء عن غزة بل شنت هجوما مفاجئا وواسع النطاق بعد انقضاء اليوم الأول فقط من بدء الصفقة في ساعات الفجر من الثلاثاء الماضي، وقصفت المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال.

ودعا المندوب الأردني مجلس الأمن والمجتمع الدولي “بالانخراط لتكثيف الجهود المشتركة بغية دفع إسرائيل لاستئناف تنفيذ وقف إطلاق النار، لجرائمها البشعة وللتهدئة وإنهاء العقاب الجماعي على المدنيين في غزة وضمان تمرير كل المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، وإعادة التيار الكهربائي إلى مختلف أنحاء قطاع غزة بشكل فوري”.

وأضاف أنه “لا بد من أن تكون هناك خطة لإعادة إعمار غزة ومساعدة أبناء القطاع في العيش بكرامة والمضي قدمًا نحو إطلاق جهد حقيقي فاعل يهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل وفي إطار زمني محدد، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة، ويوفر الأمن والاستقرار للمنطقة وسائر شعوبها”.

وأشار إلى أن القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في القاهرة في مارس الحالي أكدت التمسك بنهج السلام العادل والدائم والشامل في القضية الفلسطينية، ورفض كل محاولات لتفجير الشعب الفلسطيني عن أرضه المحتلة وفرض حل أحادي على حسابه، لا سيما التأكيد على حقه في تقرير مصيره واستقلال دولته على التراب الوطني الفلسطيني، انسجاما مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وثمنت المجموعة العربية الدعم الدولي الواسع الرافض لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، كما ترحب بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مؤخرا، بشأن عدم خروج سكان غزة من القطاع.

تجدر الإشارة إلى أن الأردن يترأس أعمال المجموعة العربية لشهر مارس الحالي.

المصدر: المملكة

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة الفلسطينية تبارك عملية حيفا وتعتبره ردًا طبيعيًا على حرب الإبادة الصهيونية
  • رفضوا التهجير وأيدوا إعمار غزة.. اللجنة العربية الإسلامية والاتحاد الأوروبي: المؤتمر الدولي برئاسة السعودية وفرنسا ضروري لحل الأزمة الفلسطينية
  • لبنان بين فكَّي كماشة.. “إسرائيل” والجماعات التكفيرية ينطلقان لنفس المشروع
  • السلطة الفلسطينية تدين مصادقة إسرائيل على مقترح للاعتراف بأحياء استيطانية
  • كيف حوّلت الحيوانات الصراع مع إسرائيل إلى حرب رمزية على السوشيال ميديا؟
  • كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين تزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة غدا
  • المجموعة العربية بمجلس الأمن تدين إسرائيل لخرقها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • هل اقتربت نهاية حكم الرئيس عباس؟ .. إسرائيل تُنفذ أخطر مخططاتها وتبدأ بالتحرك نحو حل السلطة الفلسطينية
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يؤكد دعم مصر الدائم للقضية الفلسطينية
  • خبير عسكري: إسرائيل بدأت تنفيذ خطة احتلال غزة بشكل دائم