محللون إسرائيليون: طوفان الأقصى قد يطيح بنتنياهو
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
يُجمع محللون سياسيون إسرائيليون على أن مستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات على المحك بعد الهجوم المباغت الذي شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي أصاب هيبة دولة الاحتلال في مقتل، وأسفر عن قتل وأسر العشرات من عناصر جيشها الذي طالما وُصف بأنه قوة لا تقهر.
فوفق دانيال بن سيمون، الخبير في شؤون السياسة الإسرائيلية والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمال، فإن "طوفان الأقصى" الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل يمثل "بداية سقوط" نتنياهو.
ورغم إقرار سيمون بأن هذه ليست المرة الأولى التي يجري الكلام فيها الحديث عن نهاية المسيرة السياسية الطويلة لنتنياهو، فإنه على قناعة بأن الخطأ الذي ارتكبه رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه المرة جسيم للغاية.
ويرى سيمون في تصريح أدلى به لوكالة الصحافة الفرنسية، أن نتنياهو "أخفق في مهمته الجوهرية، التي هي ضمان حماية شعبه. وبسببه، كانت الدولة والجيش غائبين يوم السبت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عند حدود قطاع غزة، لذلك سيدفع الثمن غاليا".
كما يرى سيمون أن نتنياهو، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 16 عاما، وهي أطول فترة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، قد تنتهي مسيرته السياسية إذا خلصت لجنة تحقيق حكومية إلى أنه يتحمل جزءا من مسؤولية مجزرة جيشه على أيدي مقاتلي حماس خلال طوفان الأقصى، وفق السلطات ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
فضيحة
أما حنان كريستال، المحلل السياسي الإسرائيلي، فيرى أن نتنياهو غير ملزم قانونا بما قد يفضي إليه حكم اللجنة الحكومية، بيد أن ضغط الرأي العام الإسرائيلي قد يصل إلى مستوى لا يترك له خيارا سوى الخروج من السلطة، وتوقع أن ينزل الشعب الإسرائيلي عن بكرة أبيه إلى الشوارع إذا لم يحدث ذلك.
كما نشرت صحيفة هآرتس الجمعة رسما كاريكاتيريا لزعيم حزب الليكود اليميني يصوّره على شكل بستانيّ يقوم بري الخسّ في بستانه، وعلى كلّ نبتة خس وجه أحد قادة حماس.
ويرى الخبير السياسي عكيفا إلدار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي فشل على كل الأصعدة. فقد تجاهل تحذيرات العسكريين. أعطى الأولويّة للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وأهمل الكيبوتسات اليسارية بصورة عامة. وظلّ أسيرا لمفهوم خاطئ مفاده أن حماس لن تجرؤ أبدا على مهاجمة إسرائيل بهذه الشراسة.
وعلاوة على كل ما سبق، يقول كريستال، فإن نتنياهو عاجز عن اتخاذ القرار.
وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن معلّق في الإذاعة الإسرائيلية -لم تذكر اسمه- قوله إن تشكيل حكومة طوارئ وحكومة حرب تضم المعارضة "كان يفترض أن يحصل في غضون 48 ساعة بعد هجوم المقاومة الفلسطينية. لكن إسرائيل انتظرت 5 أيام، قبل تشكيل تلك الحكومة، وهو ما يصفه المحلل الإسرائيلي بأنه فضيحة حقيقية.
تحقيق حتمي
وفي السياق، يرى حزب الليكود أن تشكيل لجنة تحقيق بعد انتهاء الحرب أمر لا مفر منه.
ويقول ميشال بنعامي رئيس مكتب الليكود المكلف بالقضايا الاجتماعية "ستكون هناك لجنة تشكلها حكومة وحدة وطنية، وإن كان (نتنياهو) ارتكب خطأ، فسيضطر إلى دفع الثمن".
وفي ما يبدو أنه توضيح لمسألة تشكيل اللجنة بعد انتهاء الحرب، يقول بنعامي "في هذه الأثناء، ثمة حرب يجب خوضها، ورئيس الوزراء في موقع قيادي".
ورغم متاعبه مع القضاء حيث يحاكم في 3 قضايا فساد، نجح نتنياهو في الفوز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 والعودة إلى السلطة مستندا إلى تحالف مع أحزاب من أقصى اليمين وتشكيلات يهودية متطرفة. لكن طوفان الأقصى قد يجرف حكومته التي توصف بأنها الحكومة الأشد تطرفا في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
يحيى صالح الحَمامي
خسارة الغدة السرطانية “إسرائيل” في عملية طوفان الأقصى لا تعوض، ولم تستطع أمريكا أن تحافظ على قوة توازن أمن “إسرائيل” من بعد عملية طوفان الأقصى التي قصمت ظهر الكيان الصهيوني، وأصبح يوم 7 أُكتوبر من كُـلّ عام ذكرى مأساوية نسميها يوم نكبة “إسرائيل” في غزة، بل والهزيمة النكراء لقوى الاستكبار العالمية.
المقاومة الفلسطينية حماس دمّـرت ما تم بناؤه لما يقارب 75 عاماً من الاحتلال، حطمت جميع التحصينات وزعزعت أمن وسلام المستوطنين بالمستوطنات، المواقع العسكرية الإسرائيلية كانت محصنة بتحصينات من الصعب اختراقها أَو اقتحامها، وبقوة الله انكسرت عظمة الجيش الذي لا يقهر استخباريًّا وعسكريًّا، ونقول للكيان الموقت إنه مهما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية أن تعوض الخسارة أَو ترمم فشلها فهي لا تستطيع أن تجبر الانكسار، فقدت الأمل بالنصر، والخيبة ترافق جيش الكيان.
عملية طوفان الأقصى ضربة على رأس “إسرائيل” أفقدتها صوابها، قدمت الكثير من القتلى من أفراد وصفوف جيشها، بعدد كبير من الضباط القادة لأجل إعادة الأسرى المختطفين، بذلت ما لديها من القوة، حاولت أن تضغط على المقاومة بحصار المواطنين الأبرياء للاستسلام لشروطها المبالغ فيها، ولم تستطع أن تحقّق أي شيء بالرغم من استمرار الحرب لما يقارب 470 يوماً على مدينة غزة، نفدت قدرتها وأنهكت قواها، فشلت جميع أوراقها، وخضعت “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا لشروط المقاومة الفلسطينية، وهذا نصر من الله يرجح قوة جيش “إسرائيل” المدعوم من قوى الاستكبار العالمية.
خسارة “إسرائيل” لا تعوض ولو وقف العالم مع “إسرائيل”، بذلت قوى الاستكبار العالمية ما بوسعها من المال والسلاح والرجال في سبيل الحفاظ على “إسرائيل” ومساعدتها على الاتِّزان والوقوف بكامل القوة، الساق الصهيوني انكسر ولا يجبر عظمها، قوة جيش “إسرائيل” لا تصنع أي شيء، والدعم الأمريكي وعدة دول من خلفها لن يفيد الكيان الصهيوني، فشل كبير وسقوط مدو وهزيمة نكراء، ومن محاولة أمريكا بالضغط على مصر والأردن لاستقبال أبناء غزة كنازحين، لن تقبل الشعوب العربية وأبناء غزة لا يقبلون بالخروج من أرضهم وسيرفضون جميع قرارات الشر والشيطان الأكبر، لا نعلم من أين تأتي قناعة “أمريكا” بنزوح أبناء غزة وكأن أمريكا لا تعلم بشيء عن الحرب في غزة، غباء اللص الأمريكي الجديد مستفحل “أمريكا مشاركة في تلك الجرائم بحق الأطفال والنساء، كما لم يسلم أي بيت من الحرب ولا أسرة في غزة من الفقد، والدم الغزاوي سال من كُـلّ أسرة أَو قريب لها، لا توجد موافقة ولا استعداد على الخروج والنزوح من أرضهم، ومن سابع المستحيلات أن يقبل المواطن الغزاوي بالنزوح القسري.
أبناء غزة أثبتوا للعالم قوة بأسهم بجهادهم المقدس، نقول للعالم لا يوجد مع “إسرائيل” ومستوطنيها قرار في البقاء، لا أمن لهم، ولا سلام، الجيش الإسرائيلي عاجز، والذي يروج له بأنه جيش قوي والحقيقة أنه جيش ضعيف وهزيل لا يصمد أمام فصائل المقاومة التي تسلحت سلاح الإيمان قبل أن تتسلح الحديد والنار معنوية وجهاداً واستعداداً، فصائل المقاومة للمواجهة بقوة بأس إيماني شديد وعزيمة لا تلين في مواجهة أعداء الله.
استعداد التضحية لدى فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني لا يوصف فهم يعرفون أن ثمن تضحيتهم الجنة، تدربوا للقتال الشرس، يتحملون الظروف الصعبة، صبرهم وبأسهم وعزمهم قوي في مواجهة جيوش أتت من سلالة المغضوب عليهم، الضالين من النصارى واليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، ومستوطنو “إسرائيل” يعرفون أنهم ليسوا من أصحاب الأرض، ليس لهم القدرة على بذل المزيد من التضحية ولا يقدمون الأول والثاني من أبنائهم ولا يدفعون أبناءهم لتلتهمهم نيران الحرب التي تنشب لهم، حرب من كُـلّ حدب وصوب.
المقاومة الفلسطينية ليست لوحدها، لا يوجد مع “إسرائيل” أوراق سياسية قوية، فالحصار سيقابل بحصار والمجازر الجماعية سوف تنطلق صواريخ محور المقاومة تدك أهدافهم الحيوية وقواعد جيش “إسرائيل”، لم يتبق للمستوطن الإسرائيلي أمل البقاء في أرض “فلسطين” من الذي سيوفر لهم الأمن، ولكن “إسرائيل” هي ضعيفة لا تتحمل المزيد من الدم، لقد سمعنا عن الانتحار لجنودها وضباطها، كم حالات من الأمراض النفسية التي أُصيب بها بعض الضباط والأفراد، لا يوجد أمن ولا سلام للكيان الصهيوني المؤقت في أرض “فلسطين” عليهم بالرحيل وهو أولى لهم والشتات مصيرهم الحتمي في الأرض، قال تعالى: “وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكتاب لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مرتين وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ، وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا” {5}[سورة الإسراء][صدق الله العظيم].