شراكة بين «الاقتصاد» و«إنتيسا سان باولو»
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأبرم بنك «إنتيسا سان باولو» الإيطالي، ومركز الابتكار «إنتيسا سان باولو»، اتفاقية استراتيجية مع وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات لتعزيز اعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري وتصميم منظومة للاقتصاد الدائري في الدولة.
ووقّع الاتفاقية الإطارية معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، وماورو ميتشيلو، رئيس قطاع صيرفة الشركات والاستثمار في IMI بمجموعة إنتيسا سان باولو،
و باولو ماريا فيتوريو غراندي، نائب رئيس مجلس إدارة مركز الابتكار «إنتيسا سان باولو.
وقال معالي بن طوق المري، وزير الاقتصاد: «تولي حكومة دولة الإمارات أهميةً كبيرة للتحول نحو نموذج الاقتصاد الدائري لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، تماشياً مع الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة ونسعى للمضي قُدُماً في توطيد شراكتنا الاستراتيجية مع القطاع الخاص ومُختلف المعنيين والشركات العالمية الرائدة لتحقيق مستهدفاتنا في ملف الاقتصاد الدائري ويشكل إبرام الاتفاقية الاستراتيجية مع مجموعة (إنتيسا سان باولو) محطةً مفصلية تسهم في تعزيز تنافسية دولة الإمارات وترسيخ مكانتها في مصاف الاقتصادات الدائرية الرائدة إقليمياً وعالمياً».
ووقع اختيار دولة الإمارات على «إنتيسا سان باولو» لتكون شريكاً في مسيرة انتقال البلاد نحو الاقتصاد الدائري نظراً لقدرات المجموعة المثبتة في دعم الشركات الناشئة والشركات القائمة في مجال الاقتصاد الدائري بمنطقة الشرق الأوسط أثناء شروعهم بمسيرة التحوّل نحو هذا النموذج الاقتصادي الجديد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وزارة الاقتصاد الإمارات الاقتصاد الدائري الاقتصاد الدائری إنتیسا سان باولو
إقرأ أيضاً:
مواقف الإمارات ومحنة السودان
منذ تفجر الصراع الدامي في السودان، كان لدولة الإمارات مواقفها الواضحة والصريحة، التي لا تحتمل التشويه وتزييف الحقائق، والشاهد على ذلك دعواتها المتكررة إلى نبذ العنف، وحقن دماء أبناء البلد الواحد، والعمل مع الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي، فيما لم تتوقف أذرعها الإنسانية عن تقديم المساعدات الإغاثية لتخفيف تداعيات الحرب المدمرة على الشرائح المتضررة، ولا سيما ملايين المهجرين والنازحين، وأغلبهم نساء وأطفال ومرضى.
هذه الحرب الملعونة، كانت قاسية على الشعب السوداني الشقيق، وشهدت فظائع وجرائم حرب ارتكبها طرفا النزاع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، وكثير من هذه الجرائم والانتهاكات مرتبط بالقوات المسلحة، وهي فظائع تستوجب المساءلة ضمن أطر القانون الدولي، وندّدت دولة الإمارات بهذه التجاوزات، وحثت على حماية المدنيين ومحاسبة الذين أجرموا من أي جهة كانت، وذلك ضمن موقفها المحايد والمساند لتطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام، وفي مستقبل لا يكون فيه دور للطرفين المتحاربين اللذين جلبا على السودان أسوأ حرب تكاد تنسف وجود هذا البلد العربي، وتلقي به في مهاوي التجزئة، والتقسيم والحروب الأهلية.
من المؤسف أن مواقف دولة الإمارات لم ترُقْ إلى بعض الأطراف، وخصوصاً القوات المسلحة السودانية، التي ما فتئت تناور وتصطنع المعارك الوهمية، لصرف الانتباه عن دورها ومسؤوليتها عن الفظائع واسعة النطاق في هذه الحرب. وبدل تحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء، تحاول أن تتنصل من كل ذلك، ولم تجد من سبيل إلا إطلاق ادعاءات حاقدة ضد دولة الإمارات دون أي سند واقعي أو قانوني، ومحاولة استغلال بعض المنابر الدولية للترويج لاتهامات زائفة تحاول عبثاً تشويه دور الإمارات، وعلاقتها التاريخية بالشعب السوداني، الذي يعيش عدد كبير من أبنائه معززين مكرّمين داخل الدولة وكأنهم في بلدهم الأم.
ما تريده دولة الإمارات وتأمله صدقاً، أن تنتهي هذه الحرب الخبيثة، من أجل حماية ما تبقى من موارد للسودان والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، وهذه المهمة لن تكون سهلة في ظل تعقيدات المشهد الداخلي، وتفكك المؤسسات وضعف الوحدة الوطنية، التي تضررت كثيراً بفعل الصراع العبثي على السلطة. وإعادة البناء والنهوض الناجحة تتطلب قوى سياسة مدنية مسؤولة تعبر عن تطلعات السودانيين، ولم تتورط في سفك دماء الأبرياء سعياً إلى تحقيق مصالح ضيقة.
كما تتطلب أيضاً توافقاً إقليمياً ودولياً، من شروطه الالتزام بالحوار والحل السلمي نهجاً لإنهاء الأزمات، واحترام حقوق الإنسان، ومحاسبة كل من ساهم في جرائم القتل الجماعي للسكان، هذه الشروط ضرورية وحاسمة في إعادة بناء الدول التي تمر بحروب أهلية مريرة.
مستقبل السودان لا يأتي معلباً من الخارج، بل يصنعه أبناؤه إذا توفرت لهم الإرادة، وتوافقوا على حسن إدارة بلد كبير وواسع الخيرات، كان إلى وقت قريب يوصف بسلة غذاء العالم العربي، ولكنه اليوم تعصف به المجاعات، ويعاني الملايين من أبنائه من سوء تغذية، وأمراض ذات علاقة بنقص الغذاء. ومن هنا يكون الدرس والعبرة، والسودان عليه أن ينهض وينفض عنه غبار الحرب ويتحرّر من ميليشيات النهب والفساد، ويطوي صفحات الصراعات الدامية والأنظمة العسكرية إلى غير رجعة.