صحيفة الاتحاد:
2025-03-04@07:23:40 GMT

محمد كركوتي يكتب: مصير الفائدة الأميركية

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

ليس واضحاً تماماً ما إذا كان المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي «البنك المركزي»، سيرفع الفائدة أو يُبقيها عند حدودها الراهنة 5.5%، هناك شيء من الانقسام في أوساط المشرعين الأمريكيين، بين مؤيد لتجميدها في المراجعة المقبلة بعد أسابيع، ومؤيد لرفعها ربع نقطة لا أكثر والقصة تبقى محتفظة بشكلها التقليدي المرتبط مباشرة بمستويات التضخم، التي شهدت تحسناً ملحوظاً في الفترة الماضية، لكن في نظر البعض لا يمكن البناء عليه فأسعار المستهلكين بلغت الشهر الماضي 3.

7% مقارنة بمستواها في الشهر نفسه من العام 2022، وشهدت ارتفاعاً طفيفاً في شهر أغسطس الماضي.
 وبعيداً عما إذا كان المشرعون يمكنهم إيصال التضخم إلى الحد الأقصى الرسمي عند 2% في غضون الأشهر المقبلة، فإن نسبة أولئك الذين يعتقدون بضرورة الحفاظ على فائدة مرتفعة، هي الأكبر.
وفي كل الأحوال، يلتزم رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول بسياسة الباب المفتوح لرفع تكاليف الاقتراض، وهو يقدم مواجهة التضخم على أهمية تحقيق النمو، الذي سجل في الربع الأول من العام الجاري 1.1%، ووصل إلى 2.1% في الربع الثاني منه. وهذا تطور مهم، لأنه يأتي بعد توقعات أطلقها صندوق النقد الدولي بداية السنة الجارية، بأن الاقتصاد الأميركي قد لا يحقق نمواً أكثر من 1% بحلول مطلع العام المقبل. علماً بأن هذا الاقتصاد تباطأ إلى 2.1% في العام الماضي، بعد أن شهد في سنة 2021 نمواً وصل إلى 5.9%، وكان الأعلى منذ العام 1984. المحركات الاقتصادية الأميركية تبقى أفضل حالياً من مثيلاتها في البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة، وذلك من خلال نجاح الولايات المتحدة في جلب التضخم إلى مستوى منخفض، مقارنة بتلك البلدان.
الخوف يبقى دائماً مركزاً في إمكانية تحول تباطؤ الاقتصاد الأميركي بنهاية العام الحالي إلى انكماش، الأمر الذي سيرفع من حدة الضغوط على المشرعين الأمريكيين ليس من جهة الفائدة فحسب، بل من ناحية النمو. فإذا كانت «الحرب» على التضخم لها الأولوية، وهذا أمر طبيعي، فلا بد من أن تكون هناك مخارج تحفظ معدلاً مقبولاً للنمو. باختصار من الأفضل وجود تباطؤ بصرف النظر عن مستواه، على انكماش لا يمكن الخلاص منه في العام المقبل على الأقل. والمشكلة الآتية من جهة الانكماش لن تكون حكراً على الولايات المتحدة، بل ستؤثر بصورة كبيرة على الاقتصاد العالمي ككل. وتراجع الناتج المحلي الأميركي أتى في الواقع من انخفاض كبير أيضاً للاستثمارات الخاصة، في الوقت الذي شهد فيه الإنفاق العام ارتفاعاً عالياً، أدى كما شهدنا إلى «المعارك» السياسية الموسمية بين البيت الأبيض والكونجرس. وسط هذا المشهد، يرى العدد الأكبر من المشرعين حاجة إلى زيادات في تكاليف الاقتراض، لإعادة التضخم إلى النطاق المستهدف عند 2%، ما يعني أن الفائدة الأميركية قد تصل إلى 6% في الربع الأول من العام المقبل، وهو أمر سيكون صعباً على الاقتصادين المحلي والعالمي على حد سواء.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: تسهيلات استثمارية صينية محمد كركوتي يكتب: توسعة الاتحاد الأوروبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر

إقرأ أيضاً:

محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد

ونحن في أول يوم من شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن يمنّ على بلادنا بالأمن والاستقرار والنصر المبين. ويدخل علينا هذا الشهر الفضيل للمرة الثالثة منذ أن غدر الجنجويد وآل دقلو بالسودانيين في رمضان 2023، حين كانوا يستعدون لاستقبال عيد الفطر، فحوّلوا حياتهم إلى معاناة ونزوح، وأظهروا حقدهم ومكرهم تجاه أهل السودان.

لكن، بحمد الله، استطاع شعبنا امتصاص الصدمة، وتمكن جيشنا من استعادة مواقعه وتجاوز آثار الغدر والخيانة. ونحن اليوم نستقبل شهر الانتصارات العظيمة، شهر بدر الكبرى وفتح مكة والفتوحات الإسلامية الخالدة.

لطالما كان رمضان شهر الحسم، حيث فشل مخطط آل دقلو الغادر في السيطرة على البلاد، وانهارت أحلامهم في الاستيلاء على السلطة واستباحة السودان. كما شهدنا خلال رمضان الماضي انتصارات عظيمة، أبرزها تحرير الإذاعة في وسط أم درمان. ومع دخول هذا الشهر، نمضي بثقة نحو النصر الكامل وتحرير البلاد من التمرد.

في ظل هذه الانتصارات، حاولت راعية الجنجويد، دولة الإمارات، تسويق هدنة خلال رمضان، لكن مساعيها باءت بالفشل، كما فشل مشروعها في دعم الانقلابيين. وهذه الهدنة المزعومة ليست إلا محاولة لإعادة تموضع مليشيا الدعم السريع بعد هزائمها المتتالية، كما فعلت في بدايات الحرب حين استغلت هدنة جدة لإعادة ترتيب صفوفها والعودة لاحتلال مواقع جديدة. لكن تكرار هذا السيناريو بات مستحيلاً اليوم، والطريق الوحيد هو استكمال حرب التحرير.
لقد بدأ الدجال حميدتي حربه في نهار رمضان، وقتل الأبرياء وهم صائمون، وجمع المرتزقة لحرق الخرطوم. بل هدد علنًا خلال أول ظهور تلفزيوني له باستسلام البرهان أو قتله، مؤكدًا أنه لا سبيل سوى الحرب أو الاستسلام. أما شقيقه الأرعن، عبد الرحيم دقلو، فقد كشف عن نواياهم الحاقدة حين صرح مؤخرًا خلال حواره مع قناة اسكاي نيوز ومذيعتها الجنجويدية تسابيح بأن المهجرين والنازحين بسبب الحرب “كيزان”، لا تعنيه معاناتهم في شيء! هكذا يتحدث الجنجويد عن السودانيين، في عنصرية مقيتة تستهدف أهل الشمال والوسط، متناسين أنهم وأسرهم كانوا أكثر ثراءً من الدولة نفسها قبل اندلاع الحرب. فأي ظلم هذا الذي يدّعون محاربته؟! ولكن عبد الرحيم وجماعته يستهدفون (الجلابة)!!

لكن ما لا يعلمه الجنجويد وأسيادهم هو أن شعب السودان قد استعد لهذه المعركة، وأن ملايين الشباب المقاتلين في كل أنحاء البلاد جاهزون للمعارك، ولم يعد السلاح وسيلة لابتزاز أحد، فقد تحول الشعب كله إلى جيش، وغالبية مقاتليه من الشباب تحت سن العشرين، ولقد رأى الجميع الشهيد خطاب اسماعيل، وعبد الرحمن عماد الدين وهم من جيل الألفينات يداوسون الجنجويد في المدرعات والمظلات إلى أن ارتقوا في بطولات تمثل كل هذا الجيل الذي شكله عدوان الجنجويد وظلمهم، وهو جيل من الفداء والتضحية مستعد لقتال الجنجويد وأسيادهم لسنوات طويلة قادمة إذا استمر عدوان الجنجويد وظنهم بإنهم قادرون على اختطاف السودان بسلاحهم.

رمضان هو شهر الجهاد والانتصارات، فلنجدد العزم بكل حزم لإنهاء العدوان والتمرد. وبإذن الله، مع نهايات هذا الشهر، ستعود الخرطوم إلى أهلها، وستُقام فيها صلوات التراويح، وتعود موائد الإفطار الجماعية في الشوارع، وترجع الحياة كما كانت وأفضل.

محمد أبو زيد كروم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مسؤولون سابقون يحذرون من حاجة بنك إنجلترا إلى وقف تخفيضات أسعار الفائدة
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
  • بعد تثبيت الأسعار| هذا موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. وقرار حاسم بشأن الفائدة
  • على وقع تدهور الاقتصاد.. البرلمان الإيراني يقيل وزير المال
  • البرلمان الإيراني يقيل وزير المال على وقع تدهور الاقتصاد
  • احتياطات المركزي من الذهب ترتفع بنسبة 45.1 % من الربع الأخير 2024
  • البرلمان الإيراني يعزل وزير الاقتصاد بسبب التضخم وتراجع العملة
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • الأمريكيون يتوقعون استمرار ارتفاع الأسعار.. خطر جديد يهدد الاقتصاد