محمد كركوتي يكتب: مصير الفائدة الأميركية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
ليس واضحاً تماماً ما إذا كان المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي «البنك المركزي»، سيرفع الفائدة أو يُبقيها عند حدودها الراهنة 5.5%، هناك شيء من الانقسام في أوساط المشرعين الأمريكيين، بين مؤيد لتجميدها في المراجعة المقبلة بعد أسابيع، ومؤيد لرفعها ربع نقطة لا أكثر والقصة تبقى محتفظة بشكلها التقليدي المرتبط مباشرة بمستويات التضخم، التي شهدت تحسناً ملحوظاً في الفترة الماضية، لكن في نظر البعض لا يمكن البناء عليه فأسعار المستهلكين بلغت الشهر الماضي 3.
وبعيداً عما إذا كان المشرعون يمكنهم إيصال التضخم إلى الحد الأقصى الرسمي عند 2% في غضون الأشهر المقبلة، فإن نسبة أولئك الذين يعتقدون بضرورة الحفاظ على فائدة مرتفعة، هي الأكبر.
وفي كل الأحوال، يلتزم رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول بسياسة الباب المفتوح لرفع تكاليف الاقتراض، وهو يقدم مواجهة التضخم على أهمية تحقيق النمو، الذي سجل في الربع الأول من العام الجاري 1.1%، ووصل إلى 2.1% في الربع الثاني منه. وهذا تطور مهم، لأنه يأتي بعد توقعات أطلقها صندوق النقد الدولي بداية السنة الجارية، بأن الاقتصاد الأميركي قد لا يحقق نمواً أكثر من 1% بحلول مطلع العام المقبل. علماً بأن هذا الاقتصاد تباطأ إلى 2.1% في العام الماضي، بعد أن شهد في سنة 2021 نمواً وصل إلى 5.9%، وكان الأعلى منذ العام 1984. المحركات الاقتصادية الأميركية تبقى أفضل حالياً من مثيلاتها في البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة، وذلك من خلال نجاح الولايات المتحدة في جلب التضخم إلى مستوى منخفض، مقارنة بتلك البلدان.
الخوف يبقى دائماً مركزاً في إمكانية تحول تباطؤ الاقتصاد الأميركي بنهاية العام الحالي إلى انكماش، الأمر الذي سيرفع من حدة الضغوط على المشرعين الأمريكيين ليس من جهة الفائدة فحسب، بل من ناحية النمو. فإذا كانت «الحرب» على التضخم لها الأولوية، وهذا أمر طبيعي، فلا بد من أن تكون هناك مخارج تحفظ معدلاً مقبولاً للنمو. باختصار من الأفضل وجود تباطؤ بصرف النظر عن مستواه، على انكماش لا يمكن الخلاص منه في العام المقبل على الأقل. والمشكلة الآتية من جهة الانكماش لن تكون حكراً على الولايات المتحدة، بل ستؤثر بصورة كبيرة على الاقتصاد العالمي ككل. وتراجع الناتج المحلي الأميركي أتى في الواقع من انخفاض كبير أيضاً للاستثمارات الخاصة، في الوقت الذي شهد فيه الإنفاق العام ارتفاعاً عالياً، أدى كما شهدنا إلى «المعارك» السياسية الموسمية بين البيت الأبيض والكونجرس. وسط هذا المشهد، يرى العدد الأكبر من المشرعين حاجة إلى زيادات في تكاليف الاقتراض، لإعادة التضخم إلى النطاق المستهدف عند 2%، ما يعني أن الفائدة الأميركية قد تصل إلى 6% في الربع الأول من العام المقبل، وهو أمر سيكون صعباً على الاقتصادين المحلي والعالمي على حد سواء. أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: تسهيلات استثمارية صينية محمد كركوتي يكتب: توسعة الاتحاد الأوروبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر
إقرأ أيضاً:
وسط توقعات بالتثبيت.. البنك المركزي يحسم مصير أسعار الفائدة غدًا الخميس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري غدًا الخميس 21 نوفمبر، اجتماعها الدوري قبل الأخير لعام 2024، لتحديد أسعار الفائدة الأساسية، التي تُعد المؤشر الرئيسي لتوجه فائدة الجنيه المصري على المدى القصير.
توقعات بتثبيت أسعار الفائدة للمرة الخامسة على التوالييتوقع خبراء الاقتصاد ومحللو بنوك الاستثمار تثبيت أسعار الفائدة للمرة الخامسة على التوالي، في ظل وجود مخاطر تضخمية محتملة خلال الفترة المقبلة.
وتعود هذه المخاطر إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة، إضافةً إلى تطورات مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج الإصلاح الاقتصادي المرتقب.
قرارات اللجنة في الاجتماعات السابقةفي اجتماعها السابق بتاريخ 17 أكتوبر 2024، قررت اللجنة تثبيت أسعار الفائدة عند:
عائد الإيداع لليلة واحدة: 27.25%.عائد الإقراض لليلة واحدة: 28.25%.سعر العملية الرئيسية وسعر الائتمان والخصم: 27.75%.وبذلك، استقرت أسعار الفائدة للمرة الرابعة على التوالي، بعد رفعها بواقع 600 نقطة أساس في مارس 2024. إجمالًا، رفعت اللجنة أسعار الفائدة بمقدار 1900 نقطة أساس منذ بداية سياسة التشديد النقدي، منها 300 نقطة في 2022، و800 نقطة في 2023، و800 نقطة في 2024.
التضخم في مصر: أرقام وتحليلاتكشف البنك المركزي المصري في تقريره الأخير عن تراجع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 24.4% في أكتوبر 2024، مقارنة بـ 25% في سبتمبر، أما معدل التغير الشهري في الرقم القياسي لأسعار المستهلكين، فقد سجل 1.3% خلال أكتوبر.
من جهته، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع التضخم السنوي في المدن المصرية بشكل طفيف إلى 26.5% في أكتوبر، مقارنة بـ 26.4% في سبتمبر، أما التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية، فقد بلغ 26.3% في أكتوبر 2024، مقارنة بـ 38.5% في أكتوبر 2023.
أسباب الضغوط التضخميةأوضح البنك المركزي أن المخاطر الصعودية للتضخم لا تزال قائمة نتيجة:
التقلبات في أسعار السلع العالمية، خاصة الطاقة.اضطرابات سلاسل التوريد بسبب التوترات الجيوسياسية.أحوال الطقس غير المواتية.كما أشار إلى توقعات باستقرار معدلات التضخم محليًا عند مستوياتها الحالية حتى نهاية 2024، مع احتمالية انخفاضها بدءًا من الربع الأول من 2025، بفضل التأثير التراكمي لقرارات التشديد النقدي.
توقعات الخبراءتوقعت إدارة البحوث المالية بشركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار أن تُبقي لجنة السياسة النقدية على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعها المقبل، استنادًا إلى التطورات الأخيرة في الاقتصاد الكلي المصري والاضطرابات الجيوسياسية الإقليمية.
وقال جيمس سوانستون من كابيتال إيكونوميكس: "إن ارتفاع التضخم على مدى الشهرين الماضيين سيضيف إلى الأسباب التي قد تدفع البنك المركزي المصري إلى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير هذا الشهر، وأشار إلى أنه لا يتوقع خفض أسعار الفائدة قبل الربع الأول من 2025، عندما يتباطأ التضخم بصورة أكثر حدة".