بعد مسيرة حافلة.. ماذا قدم فريد الأطرش للفيلم الغنائي؟
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
طارق الشناوي: كان حريصًا على الفيلم الغنائي حتى اللحظات الأخيرة من حياته
حنان شومان: كان ذكيًا في اختيار أفلامه والأدوار اللائقة به
عصام زكريا: توزيع الأفلام في عصره كان مرتبطًا بالأغاني وهو ما ساعده على الاستمرار
ماجدة خيرالله: نجح في تقديم أفلام غنائية مناسبة للفترة التي عاش بها
رغم مرور أكثر من مائة عام على ذكري ميلاد الفنان الراحل فريد الأطرش، إلا أنه لا يزال راسخا في أذهان الكثيرين حتى يومنا هذا، وذلك بفضل الأفلام الغنائية التي شارك بها خلال مشواره الفني وحتى اللحظات الأخيرة من حياته.
ومما لا شك فيه أن فريد الأطرش نجح في ترك بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي خلال مشواره الفني، ولكن السينما لعبت دورا كبيرا في ترسيخ مكانته الفنية لدى الجمهور، حيث يعد فريد الأطرش أحد أبرز رواد السينما الغنائية المصرية، فلقد امتدت مسيرته في السينما منذ بداية الأربعينيات وحتى آخر أفلامه وهو فيلم "نغم في حياتي" والذي تم عرضه بعد رحيله في عام 1975.
وقدم فريد الأطرش خلال مسيرته الفنية العديد من الأعمال السينمائية الناجحة، والتي كان من أبرزها "عفريتة هانم، بلبل أفندي، لحن الخلود، أنت حبيبي"، وغيرها من الأفلام السينمائية، والتي قدم من خلالها العديد من الأعمال الغنائية الناجحة والتي ساهمت بشكل رئيسي في نجاح تلك الأفلام وانتشارها، فبالرغم من اتجاه فريد الأطرش إلى التمثيل، إلى أنه لم ينس دوره في الغناء والموسيقي ليصنع مجدا خاصا من خلال الفيلم الغنائي.
وتحدث عدد من أبرز نقاد الفن لـ "البوابة"، عن ما قدمه فريد الأطرش إلى الفيلم الغنائي المصري خلال مسيرته الفنية، وهل نجح في تقديم فيلم غنائي جيد أم لا.
كان حريصًا على الفيلم الغنائي
قال الناقد طارق الشناوي، إن الفنان الراحل فريد الأطرش يعد نقطة فارقة في تاريخ الغناء العربي، حيث يعد هو والفنان محمد فوزي أكثر شخصين في تاريخ الغناء العربي قدموا أفلاما غنائية استعراضية، ولكن فريد الأطرش كان لديه اهتمام أكبر بالاستعراضات، نظرا لأنه ابن كازينو بديعة مصابني.
وأوضح طارق الشناوي خلال حديث لـ "البوابة"، أن رصيد فريد الأطرش الغنائي مدين للسينما، وذلك لأن السينما جعلت الجمهور مازال محتفظا بأعمال فريد الأطرش الغنائية، وذلك لأنها تم توثيقها صوت وصورة، حيث إن الفيلم يضمن التوثيق المرئي وليس الصوت فقط، كما أن الدراما تعمل على خلق مواقف مختلفة، بخلاف كتابة الأغنية مباشرة للمطرب.
وقال "الشناوي": الدراما تجعل الشاعر الغنائي يحلق في مناطق مغايرة، وفريد الأطرش نجح في الأفلام الغنائية التي قدمها، وكان منتجا للعديد من الأفلام ولم يكن منتجا عاديا، حيث كان يدفع للمشاركين في أفلامه ضعف أجرهم المتفق عليه، وذلك لأنه كان مهتما أن تكسب السينما الغنائية فيلما جيدا.
وتابع "الشناوي"، بأنه من فرط حبه للفن كان آخر أفلامه "نغم في حياتي"، والذي تم عرضه في عام 1975 بعد رحيل فريد الأطرش عن عالمنا، حيث كان يتنفس الفن والسينما حتى اللحظة الأخيرة من حياته، ومن عشقه للفن كان هناك سيناريوهان لفيلم "نغم في حياتي" وذلك بسبب مرضه، حيث كان هناك سيناريو آخر بديل كان سوف يتم تقديمه إذا رحل فريد الأطرش عن عالمنا قبل الانتهاء من تصوير الفيلم.
واستدرك قائلا: لكنه عاش حتى الانتهاء من تصوير الفيلم، ولكن كان هناك لقطة بالفيلم تم تصويرها خارج السياق الدرامي، وهي وداع فريد الأطرش للجمهور والتي استخدمها المخرج هنري بركات في إنهاء الفيلم، والذي أراد أن يوضح من خلالها أن فريد رحل عن عالمنا في الحقيقة، وهو ما يؤكد حرص فريد الأطرش على الفيلم الغنائي حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
كان ذكيا في اختيار أفلامه
من جانبها؛ قالت الناقدة حنان شومان، إن الأفلام الغنائية كانت موجودة منذ بداية السينما المصرية، وقدم محمد عبد الوهاب عددا من الأفلام الغنائية الناجحة، وكانت الأفلام الغنائية والاستعراضية هي الأفلام السائدة خلال تلك الفترة، وكان هناك أفلام كوميدية لإسماعيل ياسين بها أغان أيضا، ولكن مما لاشك فيه أن فريد الأطرش كان مطربًا ناجحًا ومحبوبًا.
وأضافت "شومان" خلال حديثها لـ"البوابة"، أنه بالرغم من أنه لم يكن ممثلا من الطراز الأول، إلان أنه كان محبوبا من الجمهور سواء كمغن أو ككمثل، وكان حريصا في أفلام على أن يختار نوعية من الأدوار تناسبه، بجانب الاستعانة بممثلين كبار ونجمات محبوبات يشاركونه في بطولة أفلامه، وأبرزهم عبد السلام النابلسي الذي شارك معه في الكثير من الأفلام.
وأشارت إلى أن فريد الأطرش كان ذكيا جدا في اختيار أفلامه والأدوار التي تليق به، وفي اختيار الممثلين الذين يساندونه، وكان يكتفي بتقديم الجزء الخاص به كمطرب أو كملحن، والشخصيات التي كان يقدمها في أفلامه كانت شخصيات خفيفة ولا تحتاج إلى ممثل قوي، وهو بالطبع كان مطربا وملحنا من الطراز الرفيع، وهذا ما ساعد الأفلام الغنائية التي قدمها على النجاح، والعصر الذي جاء به كان هو عصر الأفلام الغنائية الاستعراضية.
توزيع الأفلام كان مرتبطا بالأغاني
وقال الناقد عصام زكريا، إن الفنان فريد الأطرش يعد واحدا من أنجح نجوم الغناء الذين شاركوا في السينما المصرية وقدم عددا كبيرا من الأفلام السينمائية، وكان له شعبية كبيرة في السينما، وهو استمر لفترة طويلة في السينما وتقديم الأفلام الغنائية حتى رحيله عن عالمنا.
وأشار "زكريا"، خلال حديثه لـ "البوابة"، إلى أن السينما المصرية بشكل عام كان الغناء جزءا منها منذ نشأتها وانتشارها، حيث إنه منذ ظهور الصوت في الثلاثينيات كانت الانطلاقة الكبرى للسينما المصرية، وبعدها انضم العديد من نجوم الغناء خلال تلك الفترة إلى السينما المصرية، مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ثم فريد الأطرش بعد ذلك والذي نجح في تقديم أفلام غنائية جيدة خلال تلك الفترة، وكان من أنجح المطربين الذين قدموا أفلاما غنائية.
وأضاف قائلا: بالرغم من أن قصص الأفلام التي كان يقدمها بسيطة للغاية من حيث الحبكة والقصة كما أنه على مستوى التمثيل لم يكن ممثلا بارعا، وبعض الأغاني التي قدمها خلال أفلامه لم تكن ملتحمة مع قصة الفيلم، وكانت أشبه بالفقرات الغنائية، ولكن فريد الأطرش كان محبوبا ولديه قبول على الشاشة وله جمهور كبير وأفلامه كانت خفيفة على المتلقي وأحبها الجمهور، وهذا ما ساعده على الاستمرار في السينما حتى وفاته، ومازال واحدا من أبرز نجوم الأفلام الغنائية المصرية.
وأوضح زكريا، أن الفترة التي جاء بها فريد الأطرش، كانت الأفلام السينمائية حينها لها طبيعة خاصة، وكانت الأغنية القصيرة مناسبة ليتم تقديمها في الأفلام السينمائية، وكان توزيع الأفلام السينمائية حينها مرتبطا بالأغاني وعددها داخل الفيلم، وكان هناك مقاييس معينة للفيلم من ضمنها عدد الأغاني.
وتابع بقوله: وكان هناك أفلام يتم زيادة عدد الأغاني بها حتى يتم توزيعها في السينمات، والجمهور في ذلك الوقت كان يدخل السينما لمشاهدة المطربين والأغاني، لأنه لم يكن يوجد تليفزيون ولم تكن جميع الفئات قادرة على حضور الحفلات الغنائية لمشاهدة المطربين، فكانت السينما وسيلة لمشاهدة الأغنية صوت وصورة بجانب مشاهدة الفيلم.
نجح في تقديم أفلام غنائية مناسبة
من ناحيتها؛ قالت الناقدة ماجدة خيرالله، إن تأثير فريد الأطرش على الأفلام الغنائية كان كبيرا جدا، كما أنه قدم من خلال أفلام أكثر من أوبريت غنائي ناجح في أفلامه، وشارك معه بالتمثيل العديد من النجوم الكبار على مستوى التمثيل في ذلك الوقت، وخلال تلك الفترة التي اتجه خلالها إلى التمثيل شهدت رواجا للأفلام الغنائية، وقدم هو ومحمد فوزي العديد من الأفلام الغنائية الناجحة.
وأشارت "خيرالله"، خلال حديثها لـ "البوابة"، إلي أن الفترة الحالية لم ينجح مطرب في تقديم فيلم غنائي ناجح مناسب للفترة الحالية مثل الأفلام الغنائية التي قدمها فريد الأطرش، لأن فريد الأطرش قدم أفلاما غنائية مناسبة للفترة الزمنية التي عاش بها ولايزال الجمهور يشاهدها حتى الآن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فريد الأطرش الأفلام السینمائیة السینما المصریة فرید الأطرش کان خلال تلک الفترة فی السینما التی قدمها من الأفلام الأخیرة من فی اختیار عن عالمنا العدید من فی أفلام کان هناک من خلال لم یکن
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاة الفنانة هاجر حمدى.. أيقونة السينما المصرية التي لم تُنسى
تحل اليوم الأحد، ذكرى وفاة الفنانة الراحلة هاجر حمدى، واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في عصر أفلام الأبيض والأسود. ولدت فتحية النجار في مدينة طنطا عام 1924، ونجحت في ترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن من خلال مجموعة من الأعمال التي أثرت في تاريخ السينما.
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز المحطات الفنية ل هاجر حمدي
بدأت هاجر مسيرتها الفنية في الأربعينيات، وأصبحت رمزًا للجرأة والإغراء، حيث شاركت في أفلام بارزة مثل "كيد النساء" و"عروسة البحر" و"المعلم بلبل"، لتكون بذلك واحدة من أوائل نجمات الإغراء في تاريخ السينما.
تميزت هاجر بذكائها وثقافتها، مما جعلها محط إعجاب العديد من الفنانين مثل كمال الشناوى، الذي كانت تربطه بها صداقة وثيقة. وقد أعجب بها لدرجة أنه زار منزلها ليكتشف مكتبتها الغنية بالكتب، مما جعلها تُعرف في الوسط الفني بلقب "الراقصة المثقفة".
اعتزال هاجر حمديرغم تألقها، اختارت هاجر الاعتزال بعد زواجها وإنجاب ابنها محمد. ومع مرور السنوات، عاشت تجارب متعددة في الحياة الزوجية، حيث تزوجت ثلاث مرات، آخرها من الإذاعي علي عيسى.
بعد فترة من الغياب، سافرت هاجر إلى أمريكا حيث تعلمت فنون الموضة والأزياء، وعادت لتفتتح مشروعها الخاص في وسط القاهرة، مما جعلها واحدة من رائدات مجال التجميل والأزياء.
على الرغم من أنها غابت عن الأضواء، إلا أن اسم هاجر حمدى لا يزال يتردد في ذاكرة السينما المصرية، لتبقى مثالًا حيًا للفنانة التي جمعت بين الجمال والثقافة.