مصادر دبلوماسية: بلينكن فشل في إقناع زعماء العرب بإدانة ”طوفان الأقصى” والسعودية تقود الموقف
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أكدت مصادر دبلوماسية لـ"المشهد اليمني" أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فشل خلال جولته الحالية، في إقناع زعماء الدول العربية بإدانة عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري.
وقالت المصادر إن السعودية قادت الموقف العربي الرافض للضغوط الأمريكية، بخصوص إدانة عملية طوفان الأقصى، وإعلان المقاومة الفلسطينية كمنظمات إرهابية، وإعطاء الاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر على ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة المحاصر.
واضافت المصادر أن ولي العهد السعودي، وزعماء العرب، أكدوا لوزير خارجية أمريكا، رفضهم القاطع لخطة تهجير أهالي غزة، واستمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو ما تسبب بتراجع الخطاب الأمريكي المتطرف، تجاه الفلسطينيين، عما كان عليه في الأيام الأولى للحرب الأخيرة.
وشهدت تصريحات الأمريكيين تراجعا ملحوظًا، تجاه الفلسطينيين، حيث أكدوا على حقهم في دولة مستقلة، وأيدوا المطالبات العربية بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتراجع اندفاع الأمريكيين بخصوص خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء المصرية.
اقرأ أيضاً ”محور المقاومة” في صنعاء يعتقل عشرات الشباب من المتضامنين مع فلسطين مناوشات على استحياء بين حزب الله وإسرائيل والأول يعلن أن عملياته لا علاقة لها بفلسطين أبو حمزة يكشف عن استعداد سرايا القدس والمقاومة لصد العملية البرية الإسرائيلية «فيديو» قيادي بثورية الحوثي يسخر من طلب الجماعة للسعودية بفتح الحدود إلى فلسطين: افتحوا الطرقات بين المحافظات كلمة نارية.. أبو حمزة لجيش الاحتلال الإسرائيلي: أهلا بكم في الجحيم «فيديو» بأول تعليق على حرب غزة.. عيدروس الزبيدي يجدد تأييد التطبيع مع إسرائيل وفقا لـ”الاتفاق الإبراهيمي” كريم بنزيما يصلي لأجل غزة السيسي يُذكِّر أمريكا وأوروبا بهلوكوست اليـهـود في ألمانيا وإسبانيا.. ويُحذّر من هذا الأمر عاجل: بايدن يدعو جميع الدول لإدانة حماس وتصنيفها كإرهابية وصحفية تصرخ في وجهه: دع غزة تعيش إسرائيل تجاوزت الحد.. بيان قوي من الرئيس المصري بشأن العدوان على غزة الجزائر ترد رسميا على طلب منتخب فلسطين ”الأونروا”:مغادرة نحو مليون مواطن من قطاع غزة جراء القصف الإسرائيليوعبر القادة العرب، وفي مقدمتهم السعودية على رفضهم القاطع لخطة التهجير.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، هو الوحيد من الزعماء العرب، قال إن العملية التي أطلقتها إسرائيل باسم "السيوف الحديدة" هي دفاع عن النفس بعد هجوم حماس، لكنه في الوقت ذاته، قال إن إسرائيل حولت "حقها في الدفاع عن النفس" إلى عقاب جماعي بحق سكان غزة.
كما كانت الخارجيتين الإماراتية والبحرينية، هما الوحيدتان اللتان عبرتا عن تضامن البلدين مع الضحايا الإسرائيليين، وجاء بيان الدولتين منحاز إلى إسرائيل، مع الإشارة إلى أهمية "السلام" وإقامة دولة للفلسطينيين على حدود 1967.
وكان وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، وصل الخميس الماضي إلى "تل ابيب" لإعلان دعم أمريكا الكامل والمطلق لإسرائيل وقال إنه يزور إسرائيل باعتباره يهوديًا، في تصريح اعتبره دبلوماسيون وسياسيون، تعصب ديني، تنبني عليه المواقف بعيدا عن القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي، تجاه القضايا المختلفة في الشرق الأوسط والعالم.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التقى اليوم، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لبحث التصعيد العسكري الجاري حالياً في غزة ومحيطها.
وأكد بن سلمان، على ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكداً سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن غزة، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.
وشدد ولي العهد السعودي، على رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية.
وفي وقت سابق، أكدت المملكة، عبر بيان لوزارة الخارجية، رفضها العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبت بإيقافه فورًا والسماح بدخول المساعدات للمدنيين.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
بعد تخاذل قمّة العرب.. مهلة يمنية لرفع الحصار عن غزّة
لم يكن الأمر ليمر على صنعاء وقد عجزت القمة العربية عن رفع الحصار عن غزّة التي أعاد العدوّ “الإسرائيلي” حصارها فجر أول أيام شهر رمضان المبارك، واكتفاء المؤتمرين في القاهرة بإصدار بيان مليء بالدعوات والمناشدات والشجب والتنديد الكلامي، ومطالبات غير مشفوعة بوسائل ضاغطة على العدو، ولا حتّى من قبيل التهديد بقطع العلاقات مع من لهم علاقات مع هذا العدو، من أكبر المتضررين من خطط ترامب الخبيثة والرامية إلى تهجير سكان غزّة، مثل مصر والأردن.
ثلاثة أيام فصلت بين قمة القاهرة، 4 رمضان، وإعلان السيد عبدالملك الحوثي في 7 رمضان، والذي جاء من منطلق المسؤولية الإنسانية والإيمانية والدينية والأخلاقية، عن الموقف المبدئي تجاه أهالي غزّة الذين يتجرعون ويلات حصار العدوّ في هذا الشهر المبارك، شهر الصوم “الذي هو مدرسةٌ للتقوى، أين تقوى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، في أداء ما أمرنا به كمسلمين؟! الموقف هو موقف الجهاد في سبيل الله تعالى، ضدّ هذا العدوان والتصعيد والإجرام، الموقف الذي يحقق نتائج عملية” كما يصفه السيد القائد حفظه الله.
الموقف المعلن بإعطاء الوسطاء مهلة أربعة أيام “مهلة للوسطاء في ما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدوّ “الإسرائيلي” بعد الأيام الأربعة، في منع دخول المساعدات إلى قطاع غزَّة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر، ومنع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزَّة؛ فإننا سنعود لاستئناف عملياتنا البحرية ضدّ العدوّ الإسرائيلي، ضدّ العدوّ الإسرائيلي، كلامنا واضحٌ تمامًا، ونقابل الحصار بالحصار، ولا يمكننا أن نتفرج على التَّوجُّه العدواني للعدو الإسرائيلي، في تجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة”.
وهنا نتوقف عند مجموعة من النقاط:
أولا ً: السيد عبدالملك يعلن هذا الموقف شخصيًا، دون أن يوكله إلى أي مسؤول في الحكومة ولا في أنصار الله، ولم يتركه للقوات المسلحة، ليكون بذلك أبلغ، وأكثر دلالة في محتواه، ومضمونه، وليعلم العدوّ أن الموقف صادر من أعلى القيادة اليمنية، بما تمثله القيادة من مصداقية وسند شعبي واسع، تجلى بعد الخطاب مباشرة بخروج شعبي مؤيد لهذا الموقف في العاصمة صنعاء، عند جولة فلسطين، بما تعنيه من رمزية أيضًا.
ثانيًا: أفرد السيد القائد حفظه الله، خطابًا مستقلًا موجزًا لإعلان الموقف، مع أن له إطلالات يومية في شهر رمضان المبارك، وهذا يعطي انطباعًا أيضًا حول أهمية الموقف والتركيز عليه بشكل خاص، وذلك نظرًا لخطورة الوضع في غزّة والضفّة وبخصوص القضية الفلسطينية بشكل عام، وإفراد خطاب مستقل يعطي هذه القضية حقها من لفت الانتباه لخطورة المخطّطات الخبيثة، وأيضًا خطورة الصمت تجاهها، على كلّ المستويات، الإنسانية والأخلاقية والدينية.
ثالثًا: وردت في الخطاب عبارة: “نعلن للعالم أجمع” وقد حرص السيد القائد على أن تكون هذه الرسالة للمجتمع الدولي، لناحية التنبيه مما يجري في غزّة، وفظاعة الحصار الذي يتعرض له أكثر من مليوني إنسان، ولناحية أن الموقف اليمني هو حصرًا يتعلق بما يجري في غزّة، وهذا من شأنه أن يعطل ويسحب ذرائع أمريكا و”إسرائيل” التي ستحاول أن تصور الموقف اليمني على أنه استهداف للملاحة الدولية، فهذا تنبيه استباقي، مشفوع بعبارة أخرى تأكيدية أيضًا، “ضد العدوّ الإسرائيلي، ضدّ العدوّ الإسرائيلي”، بهذا اللفظ المكرّر، والذي يعني أن العمليات موجهة حصرًا ضدّ العدوّ الإسرائيلي.
رابعًا: استطرد السيد القائد حفظه الله بسرد ما يجري في غزّة. بدأ من تنصل العدوّ من التنفيذ الكامل للاتفاق بمرحلته الأولى، واستمرار الخروقات الخطيرة لوقف إطلاق النار، وسقوط شهداء وجرحى، والمماطلة في البروتوكول الإنساني رغم التزام المقاومة بكلّ البنود المتعلّقة بها. وكذلك سرد ما يجري في الضفّة الغربية وخطط التهجير من المخيمات والتهويد والقيود على الصلاة في الأقصى في شهر رمضان، وكذلك في الحرم الإبراهيمي، وهي عناوين تمهيدية تعطي شرعية للموقف، شرعية إنسانية وأخلاقية ودينية.
خامسًا: تضمين الخطاب عناوين دينية عظيمة متعلّقة بشهر رمضان المبارك، فهو شهر الجهاد وشهر التقوى، ومن لوازم هذه الأمور تجسيدها بمواقف عملية، وهذا ينطوي على إثارة دفائن الدين والتقوى لدى الأمة الإسلامية وشبابها المؤمن الغيور، على دينه وعرضه.
سادسًا: النداء الموجه للأمة العربية الإسلامية، ليس من مقام الخطابة، ولا من مقام الواعظ، بل من مقام العمل في الميدان، وهو النداء للعمل من أجل رفع معاناة أهلنا في غزّة، ولجم العدوّ الإسرائيلي، وهنا يؤكد السيد القائد، أن: “بوسع العرب، بوسع المسلمين جميعًا أن يتخّذوا الكثير من المواقف العملية، على المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي… على المستويات كافة، على مستوى المزيد من دعم الشعب الفلسطيني، في إطار خطوات داعمة فعلية؛ أمَّا مجرد إصدار بيانات فيها أمنيات، فيها دعوات [ندعو وندعو]، هذا لا يجدي شيئًا، لا في الواقع، ولن يكون له أي نتائج فعلية أمام الهجمة المكشوفة للأمريكي و”الإسرائيلي” معًا، هجمة صهيونية واضحة، ترفع كلّ العناوين الصهيونية بكلّ وضوح، حتّى على مستوى المصطلحات”.
أخيرًا: سكت الخطاب عن أمور متعلّقة بما بعد انتهاء المهلة، والعودة للعمليات، وهنا المقصود هو: هل ستكون العمليات بشكل متدرج، بحيث تكون العمليات البحرية في المرحلة الأولى، ثمّ تنتقل إلى المرحلة الثانية، باستهداف إيلات مجددًا، ثمّ مرحلة رابعة إلى يافا (تل أبيب) المحتلة، هذا جاء ضمن المسكوت عنه، لأن المطلوب هو رفع الحصار، ودعم الوساطة في الضغط على العدو، وعلى أمل ألا تصل الحاجة إلى تطوير العمليات والانتقال إلى مراحل متقدمة، كما كان الحال عليه خلال 15 شهرًا، من عمر الإسناد للمقاومة الفلسطينية وأهل غزّة.