كاتب إسرائيلي: هذا هو سبب فشل ردعنا ضد حماس
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تطرق كاتب إسرائيلي إلى الأسباب الكامنة وراء فشل الردع الإسرائيلي، مشيرا إلى أن ما سماه الإيمان الغامض بالردع، إضافة إلى السلوك غير السوي للحكومة، خلقا وضعا مدمرا، مؤكدا أن العمى فيما يتعلق بالتأثير المحدود للردع هو عامل مشترك بين عدة حكومات.
وأوضح الكاتب والمحاضر الإسرائيلي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أمير لوبوفيتش أن عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة غير مسبوق في نطاقه وجرأته والأضرار التي خلفها.
وفي مقال نشرته صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية ذكر الكاتب أن العامل البارز وراء الفشل هو الشعور الزائف بالأمن الذي خلقه مفهوم الردع الإسرائيلي، وعلى وجه التحديد فكرة أنه من خلال استخدام الأسلحة الفتاكة في الحرب السابقة يمكن تحقيق الردع في المستقبل.
فقد صرح الوزير السابق تساحي هنغبي عند انتهاء عملية "حامي الأسوار" الإسرائيلية عام 2021 بأن رد الفعل المضاد للجيش الإسرائيلي خلال العملية سيؤدي إلى السلام لمدة 15 عاما، مضيفا أنه كما قام حزب الله اللبناني بضبط سلوكه بعد حرب لبنان الثانية، فهمت حماس أيضا الرسالة ولن تهاجم إسرائيل في أي وقت قريب.
تكتيكات وتفسيراتوأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن نجاح الردع لا يعتمد فقط على التكتيكات التي يقوم بها الطرف الذي يحاول الردع، بل أيضا على تفسيرات هذه التكتيكات لدى العدو.
واعتبر لوبوفيتش أن الإيمان الإسرائيلي بالردع أتاح اتخاذ إجراءات تؤدي إلى إجهاد قدرة الجيش وإضعافه، وذلك استنادا إلى مفهوم إمكانية إعادة نشر قوات من غزة إلى الضفة الغربية في ضوء التوترات المتزايدة هناك وهي توترات تفاقمت، من بين أمور أخرى، بسبب تصرفات الحكومة نفسها. لكن عندما زادت الحكومة مطالبها من الجيش أهملت استعداده.
وفي ضوء ذلك، رأى الكاتب أن الثورة القضائية التي روجت لها الحكومة في وقت عززت فيه حماس من قوتها، لم تلحق ضررا قاتلا بتماسك الجيش وجاهزيته وقدرته فحسب، بل أيضا بالانتباه الإسرائيلي تجاه ما يحدث داخل حماس.
وخلص الكاتب إلى أن الحرب الأخيرة قدمت درسا مؤلما آخر يوضح ذلك، وقال إن العمى فيما يتعلق بالتأثير المحدود للردع الإسرائيلي هو عامل مشترك بين عدة حكومات، لكن خيار عدم النظر إلى الواقع الحالي رغم التحذيرات المتكررة للمؤسسة الأمنية ومسؤوليها السابقين، والمؤشرات الاستخباراتية المختلفة مثل تلك الواردة من مصر حول هجوم محتمل من طرف حماس ليس مجرد عمى فحسب، بل هو غض متعمد للبصر لصالح مصالح سياسية ضيقة، دفع الكثيرون حياتهم ثمنا لها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لواء احتياط إسرائيلي: لهذه الأسباب لن يتمكن الجيش من هزيمة حماس في غزة
شدد اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، على أن جيش الاحتلال "غير قادر" على هزيمة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أو إقامة حكومة عسكرية في قطاع غزة، معتبرا أن استمرار القتال يضر بمستقبل الجيش ويهدد "إسرائيل" بأزمات اقتصادية واجتماعية خطيرة.
وأكد بريك، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن رئيس أركان جيش الاحتلال وقع في فخ عندما وعد بهزيمة حماس عند توليه منصبه، وأضاف أن "الجيش في وضعه الحالي غير قادر على النجاح في هزيمة حماس وإقامة حكومة عسكرية"، مشيرا إلى أن هذا العجز ظهر بوضوح خلال العام والنصف الماضيين من القتال.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من نقص حاد في القوى العاملة النظامية والاحتياطية، موضحا أن تقليص عدد الفرق البرية خلال العقدين الماضيين جعل من الصعب على الجيش البقاء في المناطق التي يحتلها أو إدارة معركة استنزاف طويلة.
وقال اللواء احتياط في جيش الاحتلال إن "حجم الجيش البري اليوم حوالي ثلث حجمه قبل عشرين سنة"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن عدم قدرة الجيش على التعامل مع شبكة الأنفاق التابعة لحماس يعد من أبرز أسباب الفشل.
وأوضح أن "أقل من 10 بالمئة من الأنفاق تم تدميرها خلال عام ونصف من الحرب"، لافتا إلى أن الدمار الظاهري في غزة "يعطي إحساسا خاطئا بالنصر، فيما تستمر حماس في العمل بقوة تحت الأرض عبر حرب عصابات".
وأضاف بريك أن استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلية في تجاهل هذه الحقائق، خصوصا بعد انتقاد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش لرئيس الأركان خلال اجتماع مجلس الوزراء، يؤكد أن المستوى السياسي يجهز "ملف فشل" لتحميل المسؤولية كاملة لرئيس الأركان إيال زامير.
وانتقد بريك قرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب وعدم الالتزام باتفاق المرحلة الثانية للإفراج عن المختطفين، محذرا من أن "استمرار العمليات العسكرية في غزة دون هدف واضح سيؤدي إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى دون تحقيق أي تقدم".
وقال إن أي محاولة لتجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط مرة أخرى ستؤدي إلى "تصويت بالأقدام"، حيث سيرفض عشرات بالمئة منهم الانضمام، مشيرا إلى أن "الوضع اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه خلال عهد رئيس الأركان السابق هيرتسي هاليفي".
وأوضح بريك أن تداعيات استمرار الحرب ستكون كارثية على إسرائيل، مشيراً إلى أنها “ستفقد دعم العالم نهائياً، وسيصل الاقتصاد الإسرائيلي إلى حافة الانهيار، وستفرض المقاطعة الاقتصادية”، كما ستستمر حالة الانهيار الاجتماعي الداخلي.
وشدد اللواء الإسرائيلي في ختام مقاله، على أن استمرار الحرب يخدم فقط بقاء حكومة نتنياهو، محملا الحكومة الحالية المسؤولية عن كل "جندي قتيل أو جريح، وكل شخص مخطوف يموت في الأنفاق"، مؤكدا أن من اتخذ قرار مواصلة الحرب "سيتحمل العار إلى نهاية أيامه".