حياتنا لا تتغير إلا بعد أن نبدأ بتغيير عاداتنا السلبية لعادات أفضل.
وفي هذا المقال، اخترت التركيز على تطّوير العادات الجيِّدة لدى الانسان، فلكل منا عادات سلبية يرغب في التخلّص منها، فهناك من يتأخر عن العمل دائما، وهناك من تعوّد على الجلوس أمام التلفاز
لساعات طويلة مع قلّة النوم، وهناك من أدمن أكل الوجبات السريعة،وهناك من أدمن الكسل حتى أصبح عادة راسخة في جدوله اليومي ، وهناك من أدمن
التفكير والقلق طوال الوقت،إلّا أن أكثر هذه العادات سلبيةً ، هي الإفراط في التدخين، فكثيراً ما التقي شباباً أدمنوا على التدخين، وتولّدت لديهم قناعة راسخة بأن الإقلاع عن هذه العادة مستحيل، وكان عذرهم أن هذه
عادة يومية ، وأنه يستحيل أن يتغير الوضع إلى الأفضل ،عملاً بالمقولة الشهيرة:”من شبّ على شيء شاب عليه”.
أنا لا أتفق مع هذه المقولة أبداً، لأن بالإمكان أن نغيِّرالعادات إلى الأفضل، ولأن الظروف لا تصنعنا بل نحن من نصنع الظروف، غير أن ممّا لا شك فيه أن الإقلاع عن هذه العادات ليس بالمهمة السهلة
أبداً، خصوصاً إذا استمرت لسنوات طويلة، فهي بحاجة إلى إرادة قوية قبل أي شيء، والأدلة تشير إلى أنه يمكن التخلُّص من عادة ما خلال 21 يوماً، وإن كان هذا غير دقيق لأن بعض الأشخاص يستغرقون وقتا أطول من ذلك ،آخذين في عين الاعتبار أن المدة تعتمد بالأساس على العادة ، وعلى طريقة تفكير الشخص ومدى استعداده للإقلاع عنها .
وفقاً لكتاب: “التغيُّر الذكي”، لمؤلفه آرت ماركمان أستاذ علم النفس بجامعة تكساس ،أنه لا يمكنك التخلص من عادة من خلال محاولة منع نفسك من أداء هذه العادة وحسب، لأن أنظمة الدماغ تتطلب كثيراً من الجهد لإيقاف السلوك غير المرغوب، وحتى عندما تنجح في منع نفسك من أداء سلوك ما، سيستمر نظام عاداتك في اقتراح أن تقوم بهذا الإجراء لاحقاً.
وهنا نريد أن نسأل أنفسنا : لماذا لا نسعى لاكتساب عادات إيجابية أفضل ونعمل على ترّسيخ هذه العادات؟ فالأشخاص الناجحون لديهم عادات إيجابية ساعدتهم على النجاح ، كما أن العادات الإيجابية تسهِّل علينا حياتنا وتقودنا إلى الإنتاجية والنجاح ،على العكس من العادات السيئة التي تدمِّر الإنسان و تقوده إلى طريق منحدرة.
لنجرِّب مثلاً في البدء في عادة جديدة مثل قراءة كتاب كل أسبوع،وسوف نرى الفرق الإيجابي و أثر ذلك على تفكيرنا وطريقة حياتنا في وقت قصير ..، لنجرِّب مثلاً الكفّ عن عادات غذائية سلبية وتبّديلها بأخرى إيجابية ولنرى أثر ذلك علينا ..،ولنجرِّب البدء في أمر صحي مثل الرياضة بشكل يومي كل صباح، فهذا سوف يؤثر علينا إيجابيا وفي طريقة تفكيرنا.
المهم هنا الإرادة والثبات ،فإذا تجاوزنا تلك الأيام أو الأسابيع، فسوف تترسّخ تلك العادات وتتجذّر في داخلنا، فيصبح الإستمرار عليها أسهل بكثير، بل إن هذا سوف يدفعنا نحو تبنّي المزيد من العادات
الإيجابية ، وهذا ليس بالأمر السهل أبداً خصوصاً في البداية، ولكنه ليس مستحيلاً.
لنبدأ في عادات جديدة تعود علينا بالخير والبركة مثل المواظبة على قراءة القرآن كل يوم، والصلاة في المساجد، وصلة الرحم، والتي هي أصل البركة، عندها -بإذن الله-، تتغيَّر حياتنا نحو الأفضل.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: وهناک من
إقرأ أيضاً:
من بينها تقليل التوتر .. خطوات للإلتزام بنظام التغذية الصحية
أكدت الدكتورة ناتاليا بافلوفيتش، أخصائية الغدد الصماء، أن التغذية الصحية تعد العامل الأساسي للحفاظ على الصحة والطاقة، حيث تؤثر تفضيلاتنا الغذائية بشكل كبير على التمثيل الغذائي والنوم ومستوى التوتر.
تغيير النظام الغذائي والتوقف عن الوجبات السريعة
وفقًا لما ذكرته بافلوفيتش لموقع "روسيا اليوم"، يصعب التخلص من العادات القديمة مثل الرغبة في تناول الوجبات السريعة عند الشعور بالتوتر، لأن هذه العادات مترسخة في العقل الباطن. وتُشير إلى أنه في حال الرغبة في تغيير نمط الحياة، يجب أن يبدأ الشخص بتغيير نظامه الغذائي أولًا، حيث تؤثر العادات الغذائية بشكل مباشر على التمثيل الغذائي والصحة الجسدية والنفسية.
أهمية المغذيات الكبيرة
أوضحت بافلوفيتش أن المغذيات الكبيرة مثل الدهون والبروتينات والكربوهيدرات هي الأساس في تغذية الجسم، إذ تزودنا هذه العناصر بالحريرات اللازمة للطاقة. كما أن التوازن بين الطاقة المستهلكة والطاقة المنفقة يمكن تحديده من خلال كمية الطعام التي يتم تناولها في الوجبة.
توقيت الوجبات وتأثيره على التمثيل الغذائي
وأشارت بافلوفيتش إلى أن توقيت تناول الطعام له تأثير كبير على التمثيل الغذائي، ويُعد بنفس أهمية كمية الطعام المتناولة. على سبيل المثال، إذا لم يتناول الشخص كمية كافية من الطعام قبل التمرين الشاق، سيجد صعوبة في إتمامه. كما أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يمنع الجسم من الدخول في مرحلة حرق الدهون أثناء النوم.
أطعمة تساهم في تقليل التوتر
يعيش الكثيرون حالة توتر دائم، ما يؤثر على صحتهم ويزيد من الشعور بالتعب والرغبة في تناول السكريات مثل الشوكولاتة. لذلك، توصي بافلوفيتش بإدخال الأطعمة المخمرة مثل الزبادي أو الكيمتشي إلى النظام الغذائي، حيث تساعد هذه الأطعمة على تحسين صحة الأمعاء، مما يساهم في تعزيز الصحة العامة وتحسين المزاج.