“كيفَ تصبحُ مليونيراً؟ (2-1)
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
“عشرُ خطواتٍ لتصبح صاحبَ ثروةٍ”
تلكَ بعضُ العباراتِ التي تمرُّ علينا خلالَ تصفّحِنا لصفحاتِ الانترنت ومواقعِ التواصلِ الاجتماعي.
جُملٌ رنّانةٌ يَنجذبُ لها كثير من الناس، بما جُبلوا عليه من حبِّ المال لطلبِ الغنى ورفعِ مستوى المعيشة، وتحقيقِ حياةٍ أفضل.
ولا شكّ أن المالَ قد يُحَصِّلُ به الإنسانُ شيئا من الغنى، فيستغني عن مسألةِ الناس وطلبِ الحاجات منهم.
ولكنْ ثمةَ غنىً هو أكملُ وأتمُّ وأشملُ من غنى المال، يصلُ الإنسانُ بهذا الغنى إلى مستوياتٍ عليا من السعادة، ويحقّقُ له حياةً مثلى، لا يمكن أن يصلَ إليها بالمالِ وحده.
ذلكمُ الغنى هو غنى النفس، بأن تقنعَ النفسُ بما آتاها الله، وترضى بما قسم لها من الرزق، قليلاً كان أو كثيراً.
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ليسَ الغِنَى عن كَثْرَةِ العَرَضِ، ولَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ)فكم من أصحاب الأموال والمتاع من لا يقنعُ بما أُوتي، فهو في نَهَمٍ مستمر، يلهثُ وراءَ متاع ِالدنيا، يجمعُ منها فلا يشبع، ويغترفُ منها فلا يرتوي، إذا أُعطِيَ وادياً من ذهب، مدَّ عينَه إلى الوادِ الآخر، وإذا أكرمه اللهُ بجبالٍ من النِّعم، أعمى بصرَه عنها وتطلعَ لما وراءَها، فهو كالفقيرِ المحتاجِ من شدّةِ حرصِه وتلهّفِه لمتاعِ الدنيا.
وأما غنيُّ النفسِ فلديه كنزُ القناعةِ الذي لا يفنى، ومعينُ الرضا الذي لا ينضب، فهو مطمئنٌّ سعيدٌ بما رزقه الله. يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ارْضَ بما قسم اللهُ لك تَكُنْ أَغْنَى الناسِ).
هذا هو الغنيُّ حقا، الذي يستمد غِناه من قلبه، برضاهُ عن قسمةِ ربه، قنوعٌ بفضل الله، فهو بذلك نال الفلاحَ في الدنيا والآخرة. قال النبيٌّ صلى الله عليه وسلم: (قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ).
يتبع ..
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رجب بوابة رمضان.. أثر المواظبة على العبادة في الاستعداد للشهر الفضيل
مع حلول شهر رجب، يفتح الله لنا بابًا جديدًا من الرحمة والمغفرة، فهو من الأشهر الحرم التي خصها الله بمكانة عظيمة. ويعتبر رجب محطة تحضيرية مهمة لشهر رمضان المبارك، حيث يستغل المسلمون هذا الشهر لتهيئة أنفسهم روحيًا وجسديًا من خلال المواظبة على العبادات والتقرب إلى الله، استعدادًا لشهر الصيام والرحمة، في هذا الموضوع، نستعرض الأثر الروحاني لشهر رجب ودوره في تعزيز الاستعداد لرمضان، وأهمية اغتنام أيامه ولياليه في الطاعات.
رجب.. شهر عظيم في الإسلامشهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي ذكرها الله في القرآن الكريم في قوله تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36].
ومن هذه الأشهر، رجب الذي عُرف بكونه شهر التوبة والاستغفار والإكثار من الطاعات. وقد كان السلف الصالح يُعظّمون هذا الشهر ويستغلونه في الصيام والصلاة والدعاء، وكانوا يعتبرونه مقدمة للتجهيز الروحي لشهر رمضان.
أثر العبادة في رجب على الاستعداد لرمضان
شهر رجب يعد فرصة عظيمة للمسلم ليتدرب على العبادة ويُدخلها في روتين حياته، مما يسهل عليه الالتزام في رمضان. ومن أبرز آثار المواظبة على العبادة في رجب:
1. تصفية النفس والتوبةرجب هو شهر الاستغفار وتجديد العلاقة مع الله، حيث يكثر المسلمون من التوبة النصوح، استعدادًا لدخول رمضان بقلوب نقية متوجهة لله، التوبة في رجب تمنح العبد بداية جديدة وفرصة لترك الذنوب.
2. التدرج في الصيامالصيام في رجب يساعد في تعويد النفس والجسد على مشقة الصيام. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر من الصيام في الأشهر الحرم. الصيام في رجب يجعل البدء بصيام رمضان أقل مشقة ويهيئ النفس للالتزام.
3. الإكثار من النوافليُعد شهر رجب فرصة لزيادة النوافل، كقيام الليل وقراءة القرآن، مما يعين المسلم على الاستمرار في هذه العبادات خلال رمضان.
المواظبة على النوافل في رجب تُرسّخ حب الطاعة وتجعلها عادة سهلة في الشهر الفضيل.
4. تهيئة القلب لروحانية رمضانالالتزام بالعبادات في رجب، مثل الذكر والتسبيح والدعاء، يعزز من خشوع القلب وتقربه لله. ومن يعتاد على الروحانية في رجب، يجد نفسه مهيأً أكثر لاستقبال نفحات رمضان.
الصيام: يُستحب صيام الأيام البيض (13، 14، 15) أو صيام أي يوم تطوعًا، اقتداءً بالسنة النبوية.
الإكثار من الاستغفار: فهو شهر المغفرة، ويقول الله في الحديث القدسي: "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم."
الصدقة: الإنفاق في سبيل الله في رجب يزيد الأجر ويُعد من الأعمال المحببة.
الدعاء: الدعاء في رجب يُعَد تحضيرًا لدعوات رمضان.
كيف يساعد رجب في بناء عادات إيجابية لشهر رمضان؟
1. التدريب على الانضباط: المواظبة على الطاعات في رجب تعوّد النفس على الالتزام والانضباط، مما يُسهّل أداء العبادات في رمضان.
2. الارتباط بالقرآن: قراءة القرآن بانتظام في رجب يُنشئ علاقة وثيقة مع الكتاب الكريم، تجعل ختمه في رمضان هدفًا ممكنًا.
3. التخلص من العادات السيئة: يُعد رجب وقتًا مناسبًا لترك المعاصي والعادات السلبية، مما يساعد على استقبال رمضان بصفحة بيضاء.
رجب بوابة لرمضان
رجب ليس مجرد شهر عادي، بل هو هدية من الله لمن أراد الاستعداد لرمضان، المواظبة على العبادة فيه تُسهّل الدخول في أجواء الشهر الفضيل، وتزرع في النفس حُب الطاعة والاستمرار عليها، فلنغتنم هذه الأيام المباركة، ولنجعل منها نقطة تحول في علاقتنا بالله، حتى ندخل رمضان ونحن في أفضل حال.