صحيفة البلاد:
2024-11-20@03:48:29 GMT

حارة الطيبين

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

حارة الطيبين

تحول اجتماع يوم الجمعة وحديث القهوة من السؤال عن حكايات الأسبوع التي مررنا به ،إلى الحيرة من قلّة الخيارات لأماكن الخروج من المنزل والتي تناسب صغار العائلة، حينها بدأنا بتذكُّر قصص انتظار صلاة العصر للخروج إلى الحارة واللعب مع أبناء وبنات الجيران،ورغم وجود أسطح المنازل التي تمكننا من اللعب عليها، إلا أن روتين العودة إلى المنزل بجرح في القدم أو بجعرمة نتيجة إصابة في الرأس أجمل من أمان تلك الأسطح.

ورغم أمان الوطن والمكان، إلا أن “لا” الأمهات المغلَّفة بالقلق ،كانت ترنّ في آذاننا كل يوم: “لا حد يقول بوديك البقالة، لا تمشي ورا غريب، لاحد يعطيك ريال ويضحك عليك”، كانت تلك اللاءت بمثابة الدرس اليومي الذي ننتظر أن ينتهي حتى نلتقي بأبناء الجيران وأحيانا بأقاربهم الذين يكونوا في زيارة لهم، وهذا ما جعلنا في الحقيقة حتى اليوم بسطاء جدًا و اجتماعيين ننكر بشدة التعالي على الغير وننبذ العنصرية،ونتقبل الآخرين برحابة صدر، نحمل برؤوسنا حكايات متشابهة عن ماضٍ كلما تذكرناه ،شعرنا بالحنين الطافح بالرقّة، لأن الشارع الواحد في الحارة ،يحمل بيوتًا من شتّى الدول، حتى تظن وكأن خريطة العالم وجدت في ذلك الشارع وغيرها من الشوارع الأخرى العامرة باللهجات واللغات التي كان الأُمهات يفهمنها فيما بينهن مع حديث الشاي و”الفصفص”، أو عند أبواب المنازل ونحن نتعفّر بالتراب أمامهن.

و بالعودة بالذاكرة لذلك الوقت مقارنةً باليوم، وخصوصا أن نافذة غرفتي تطلّ على حارتنا، فإني أشفق على الصمت الدائم الذي يحيط بجميع الشوارع التي حولنا ،وعلى صغار اليوم الذين أصبحوا في أغلب الوقت على الأجهزة الإلكترونية، حيث أنهم لا يعرفوا معنى الحياة الإجتماعية الحقيقية التي من المفترض أن يعيشوها كبقية من في أعمارهم، بالرغم من عدد الحدائق التي وفّرتها الدولة في كل حي مجهّزة بكامل سبل اللعب و المتعة، لكنهم وبالنظر لأطفال عائلتي، فإني أشفق عليهم من محيط المنزل والمدرسة اللذين لم يجربوا فيهما معنى انتظار صلاة العصر، والإلتقاء بأطفال الحي، ممّا جعلهم خجولين لا يمكنهم تدبّر أمور حياتهم دون تدخل أمهاتهم، بل وأصبح بعضهم يغضب لمجرد منعه من هاتفه النقّال أو ألعابه الإلكترونية.

لكن في المقابل وما فعلته المملكة ضمن برامجها السياحية، من المحافظة على بعض الأماكن التاريخية لكل منطقه وتحويلها لمواقع مفعمة بالأصالة والذكريات بل والأنشطة التي تحافظ على تراث المنطقة، فإن ذلك يساعدنا على أن نعود لشعور البهجة الذي كان يغمرنا بطفولتنا كلما عبر الحنين لقلوبنا، فبكل سهولة نذهب إليها برفقة الصغار الذين سيكون لهم ذكريات سعيدة يشاركوا بها أصدقاءهم في المدرسة أو من شتّى أنحاء العالم عبر حارتهم الخاصة في الأجهزة الصغيرة التي بين أيديهم.

‏‪@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مفوضية اللاجئين تكشف أعداد السودانيين الذين وصلوا إلى ليبيا منذ بداية الصراع

أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن وصول أكثر من 180 ألف لاجئ سوداني إلى ليبيا منذ بداية الصراع في السودان في أبريل من العام 2023.

وأضافت المفوضية في تقريرها الذي يغطي فترة الصراع، أن أكثر من 34 ألف شخص سجلوا لدى المفوضية بعد انتهاء الصراع في المنطقة ما رفع العدد الإجمالي في مراكز التسجيل التابعة لها في طرابلس إلى 53.5 ألف شخص.

وفي الكفرة.. أفادت المفوضية بوصول حوالي 128 ألف سوداني ، أي بمعدل 400 إلى 500 وافد جديد يوميا، إلى جانب إصدار الجهات المختصة أكثر من 92 ألف شهادة صحية هذا العام.

واعتبرت المفوضية أن الطبيعة غير المنتظمة للدخول، والبيانات العشوائية التي تتقاسمها السلطات، والحدود البرية النائية الشاسعة مع تشاد ومصر والسودان، إلى جانب التحركات نحو المدن على طول الساحل، يظل من الصعب توفير عدد دقيق للاجئين السودانيين.

وقالت المفوضية إن استمرار وصول السودانيين إلى ليبيا يزيد من الاحتياجات الأساسية لللاجئين وخاصة في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والغذاء والمأوى، ويظهر ظروفا صحية مثيرة للقلق، مما يتطلب مساعدة فورية، بما في ذلك الدعم الغذائي.

وأشارت المفوضية إلى أن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي تعاني من الإجهاد الشديد مما يزيد من خطر انتشار الأمراض، مشيرة للحاجة إلى الدعم الفوري لزيادة فرص الحصول على المياه.

المصدر: المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ” تقرير”

اللاجئين السودانيينالمفوضية السامية لشؤون اللاجئينرئيسي Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • عالم بالأوقاف يوضح معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام «فيديو»
  • معنى قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾ وسبب نزولها
  • بعد إعلان نجاح الجيش على قوات الدعم السريع.. الوافدون السودانيون يدشنون مبادرة «راجعين لبلد الطيبين»
  • هؤلاء الوزراء الذين غادروا الحكومة
  • هؤلاء الوزراء الذين غادروا للحكومة
  • العيد الوطني .. معنى ودلالات
  • أطباء بلا حدود: 16% من الذين تم علاجهم في مستشفى بشائر من الأطفال
  • القبض على صاحب المنزل الذي اعتدى على موظف التعداد السكاني في الديوانية
  • مفوضية اللاجئين تكشف أعداد السودانيين الذين وصلوا إلى ليبيا منذ بداية الصراع
  • نصائح للتعامل مع الأقارب الذين يتدخلون كثيرًا (دون إزعاجهم)