صحيفة البلاد:
2024-07-03@16:58:30 GMT

حارة الطيبين

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

حارة الطيبين

تحول اجتماع يوم الجمعة وحديث القهوة من السؤال عن حكايات الأسبوع التي مررنا به ،إلى الحيرة من قلّة الخيارات لأماكن الخروج من المنزل والتي تناسب صغار العائلة، حينها بدأنا بتذكُّر قصص انتظار صلاة العصر للخروج إلى الحارة واللعب مع أبناء وبنات الجيران،ورغم وجود أسطح المنازل التي تمكننا من اللعب عليها، إلا أن روتين العودة إلى المنزل بجرح في القدم أو بجعرمة نتيجة إصابة في الرأس أجمل من أمان تلك الأسطح.

ورغم أمان الوطن والمكان، إلا أن “لا” الأمهات المغلَّفة بالقلق ،كانت ترنّ في آذاننا كل يوم: “لا حد يقول بوديك البقالة، لا تمشي ورا غريب، لاحد يعطيك ريال ويضحك عليك”، كانت تلك اللاءت بمثابة الدرس اليومي الذي ننتظر أن ينتهي حتى نلتقي بأبناء الجيران وأحيانا بأقاربهم الذين يكونوا في زيارة لهم، وهذا ما جعلنا في الحقيقة حتى اليوم بسطاء جدًا و اجتماعيين ننكر بشدة التعالي على الغير وننبذ العنصرية،ونتقبل الآخرين برحابة صدر، نحمل برؤوسنا حكايات متشابهة عن ماضٍ كلما تذكرناه ،شعرنا بالحنين الطافح بالرقّة، لأن الشارع الواحد في الحارة ،يحمل بيوتًا من شتّى الدول، حتى تظن وكأن خريطة العالم وجدت في ذلك الشارع وغيرها من الشوارع الأخرى العامرة باللهجات واللغات التي كان الأُمهات يفهمنها فيما بينهن مع حديث الشاي و”الفصفص”، أو عند أبواب المنازل ونحن نتعفّر بالتراب أمامهن.

و بالعودة بالذاكرة لذلك الوقت مقارنةً باليوم، وخصوصا أن نافذة غرفتي تطلّ على حارتنا، فإني أشفق على الصمت الدائم الذي يحيط بجميع الشوارع التي حولنا ،وعلى صغار اليوم الذين أصبحوا في أغلب الوقت على الأجهزة الإلكترونية، حيث أنهم لا يعرفوا معنى الحياة الإجتماعية الحقيقية التي من المفترض أن يعيشوها كبقية من في أعمارهم، بالرغم من عدد الحدائق التي وفّرتها الدولة في كل حي مجهّزة بكامل سبل اللعب و المتعة، لكنهم وبالنظر لأطفال عائلتي، فإني أشفق عليهم من محيط المنزل والمدرسة اللذين لم يجربوا فيهما معنى انتظار صلاة العصر، والإلتقاء بأطفال الحي، ممّا جعلهم خجولين لا يمكنهم تدبّر أمور حياتهم دون تدخل أمهاتهم، بل وأصبح بعضهم يغضب لمجرد منعه من هاتفه النقّال أو ألعابه الإلكترونية.

لكن في المقابل وما فعلته المملكة ضمن برامجها السياحية، من المحافظة على بعض الأماكن التاريخية لكل منطقه وتحويلها لمواقع مفعمة بالأصالة والذكريات بل والأنشطة التي تحافظ على تراث المنطقة، فإن ذلك يساعدنا على أن نعود لشعور البهجة الذي كان يغمرنا بطفولتنا كلما عبر الحنين لقلوبنا، فبكل سهولة نذهب إليها برفقة الصغار الذين سيكون لهم ذكريات سعيدة يشاركوا بها أصدقاءهم في المدرسة أو من شتّى أنحاء العالم عبر حارتهم الخاصة في الأجهزة الصغيرة التي بين أيديهم.

‏‪@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين

بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين الذين هزما الشعب السوداني والفائز يحل محل بايدن مرشحا للديمقراطيين و المتعثر تلقائيا يخلف ترمب مرشحا للجمهوريين ولا يهم من يفوز ولكن المهم أن السودان سيرتاح

هذا الرئيس الذي أصبح يمشي كما يمشي الوجي الوحل رغم أنه يتمتع بجسم رفيع معقول كان يمكن أن يساعده في خفة الحركة والمناورة وممارسة الرياضة والحساب الذهني والتفكير المنطقي السليم ولكن التقدم في العمر وهذه سنة الحياة يمر بها كل انسان فإن لم يحمل علي آلة حدباء بعد طول سلامة وتقلب في النعيم فلابد أن يمر بمحطة الشيخوخة التي يري فيها فنونا من التصرفات لم يعهدها في نفسه من قبل وحتما لن يلقي لها بالا ويمضي في مسيرته وكأنه ذاك الشاب الفتوة ابن العشرين الذي تغمره ميعة الصبا وتحيط به دوائر الاهتمام وتتسابق علي خطب وده والقرب منه أجهزة الإعلام واجمل الحوريات وتخط عنه بالقلم الرشيق وريشة الفنان الدوريات التي نالت من الاحترام علي مستوي العالم وحققت لضيفها ما يحلم به من الشهرة والأحلام والاحترام ولكن المشكلة أن بلوغ السن القانونية للجلوس علي كرسي القماش وتخطي هذه المرحلة والإصرار علي التشبث بالوظيفة وياليتها وظيفة عمومية يشغلها الكثيرون والاخفاق فيها لاتقوم له الدنيا ولا تقعد ولكن مشكلة بايدن أنه يتقلد عملا يجعله محط أنظار الشعوب والرسميين ورواد الفضاء والدواعش وجماعة مالكوم اكس و المرابطين تحت سور المكسيك الذين يودون العبور لبلاد اليانكي لتقديم الشكر لبايدن الذي شجعهم للحضور ولم يقفلها في وشهم كما فعلها ترمب بل إن بايدن أعطاهم ضوءا اخضر للحضور معززين مكرمين لأنهم في نظره عمالة رخيصة لاترهق الخزينة العامة التي تحتاج لكل دولار لارساله علي عجل الي نتنياهو الغلبان ولزيلينيسكي الكحيان والاخير انتظروه سنين ولم يحقق النصر المرتجي مما جعل أوروبا تتململ ضجرا من هذا الفلم الهندي الطويل وبدأت بعض الدول هنالك تتمرد وتقول عديل ( تاني مابندفع إلا البيان يطلع ) !!..
لا استطيع ان اصدق بأن امريكا بكل تقدمها في كافة المجالات وهي سيدة العالم من كل النواحي يتمخض جبلها فيلد مرشحين للرئاسة أحدهما رفع عنه القلم بسبب الخرف والزهايمر والآخر رفع عنه القلم بسبب الجن الكلكي اللابس ملكي !!..
يبدو أن بايدن بعد المناظرة الباهتة التي غامر ودخلها ولم يتمعن في المرآة التي كانت كفيلة بأن تعيده الي رشده ولكنه فضل أن يسمع للمنافقين والمطبلين الذين كنا نعتقد أنهم كائنات تعيش في دول العالم الثالث فقط ولكن ثبت لنا بالدليل أن النفاق لا وطن له ولن تسلم منه دولة مهما تحصنت بالقيم الإنسانية والأخلاق والمثل والديمقراطية والحرية وكرامة الإنسان !!..
يحشدون لنا الكونغرس بغرفتيه بجهابزة القانون ومن يفهمون في الاقتصاد وفي السياسة والدبلوماسية وفي كافة العلوم ولكن زيارة واحدة من نتنياهو لهم يتحولون كلهم وبالاجماع الي اسماك تسمع فقط بكل طاعة وتختفي عندهم الفصاحة وطول اللسان ولسان حالهم يردد مرحبا ومرحبا بالاديب الاريب القادم من تل أبيب !!..
أن تفشل امريكا في تقديم شاب مثل كنيدي قديما ومثل أوباما حديثا ليقود مسيرتهم فمعني هذا أن الانتخابات الأمريكية لم يعد لها لزوم وبدأت سمعتها تتدهور وتتدحرج مثل كرة الثلج مما يجعلنا نصدق أن فوز ترمب فعلا كان بمساعدة الروس الذين اخترقوا الدفاعات الإلكترونية للامريكان وعربدوا فيها ليفوز ترمب الذي لايستحق إلا أن يكون مديرا لشركة عقار تبيع وتشتري وتستبدل البيوت والحوانيت والأراضي السكنية والتجارية والزراعية أما أن يكون رئيسا لكوخ العم سام فهذه سقطة مدوية وفضيحة مجلجلة فصاحبنا هذا غير جهله بالسياسة والكياسة والدبلوماسية فهو غريب الأطوار عنده مرض عضال اسمه جنون العظمة وقد جعله هذا الداء الوبيل يميل الي الاستعراض في كلامه ولغته الجسدية ويحاول بقدر الإمكان أن يقنع سامعيه بأنه هو احمد بن الحسين الكوفي ( المتنبي ) الذي يتفاخر بأنه هو الشاعر المحكي والآخر الصدي !!..
وكم كم البون شاسع بين المتنبي الذي كان يمدح نفسه اولا ويترك بقية المدح للملوك والرؤساء العرب وبين ترمب الذي اذا فاز بالرئاسة نقول لأمريكا ( البركة فيكم ) !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • 5 مزايا للمنازل الذكية في الصيف
  • نقلة نوعية.. بي تك تفتتح B.TECH MAX أكبر فرع لعرض الأجهزة الإلكترونية والمنزلية في قارة إفريقيا و مصر
  • عفراء أحمد…عن معنى البيت في ذاكرة اليمني
  • انتخابات رئاسية لا معنى لها في إيران…
  • لتجنب وقوع الحوادث في الحر.. خطوات آمنة لشحن البطاريات في المنزل
  • لقطة من وليمة في زمن الطيبين
  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • بعد تفعيل قرار غلق المحلات 10 مساءً.. "البوابة نيوز" توضح كيفية ترشيد استهلاك الكهرباء في المنزل
  • انتشال الجثة السادسة في حادث عقار حارة درويش بأسيوط
  • روح كأس العالم 1966 تلهم منتخب إنجلترا في يورو 2024