بعد أن أخلت إسرائيل 24 منها بعد معركة طوفان الأقصى .. كل ما تريد معرفته عن الكيبوتس اليهودي في غلاف غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
في أكبر خسارة عسكرية للاحتلال الإسرائيلي، كانت هجمات حماس في طوفان الأقصى معظمها داخل أحد أقدم أنواع الاستيطان اليهودي، والمعروف بالكيبوتس، فقد كانت تلك المجتمعات الإسرائيلية الصغيرة المتواجدة في غلاف غزة، هي محل كافة المعارك الخاصة بعملية طوفان الأقصى، واليوم أعلنت إسرائيل إخلاء 24 مستوطنة في الجنوب الإسرائيلي معظمهم من الكيبوتسات، فما هو هذا المجتمع الإسرائيلي وما يميزه عن باق مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي.
كفر عزة، بئيري، ناحال عوز، ماجن – جميعها كيبوتسات صغيرة نائمة، وهي جمع عبري للكيبوتس، وقد طُبعت أسماؤها في عناوين الصحف وأعلام التلفاز منذ أن أصبحت مواقع للعمليات الخاصة بطوفان الأقصى، فالكيبوتس هو ظاهرة إسرائيلية فريدة لها إرث ثقافي كبير ودور مهم في تاريخ الأمة. إليك ما يجب معرفته.
ما هو الكيبوتس؟
وبحسب تقرير نشرته صحيفة npr الأمريكية، فالكلمة نفسها تعني "التجمع" باللغة العبرية، والكيبوتسات هي حالة معيشية جماعية فريدة من نوعها في إسرائيل، ويوجد حوالي 270 كيبوتسًا منتشرًا في جميع أنحاء إسرائيل، في قلبها، الكيبوتسات هي مدن صغيرة – عادة ما يتراوح عدد سكانها بين 100 و 1000 نسمة – تتمركز تاريخيا حول المزارع الجماعية، وفي العقود الأخيرة، ازدهر بعضها بفضل الصناعة الحديثة والسياحة.
من الأمور المركزية في الكيبوتس جذور الأفكار الاشتراكية والماركسية حول الحياة الجماعية، وقال ديفيد ليتش، مؤلف كتاب " مطاردة المدينة الفاضلة: مستقبل الكيبوتز في إسرائيل المقسمة" ، إن الكيبوتسات المبكرة كانت بمثابة تدريبات على الديمقراطية الراديكالية، وتابع ليتش: "لم تكن هناك ملكية خاصة، فقد كانوا يتناولون وجباتهم معًا في كثير من الحالات، ولقد قاموا بتربية أطفالهم بشكل جماعي".
يسكن بها 3% فقط من سكان إسرائيل
وقال ران أبراميتسكي، أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد: "أود أن أقول إنها تعتبر واحدة من أنجح التجارب في الاشتراكية الطوعية، فالمهاجرون اليهود الذين أسسوا الكيبوتسات رفضوا الرأسمالية وأرادوا تشكيل مجتمع أكثر اشتراكية".
ولم يشكل سكان الكيبوتس قط أغلبية سكان إسرائيل، ففي الوقت الحالي، يعيش أقل من 3% من سكان إسرائيل على واحد، وعلى الرغم من أعدادهم الصغيرة، كان للكيبوتسات تأثير ثقافي وسياسي كبير على إسرائيل خلال معظم تاريخها، حيث يأتي العديد من السياسيين والقادة العسكريين والمثقفين والفنانين من الكيبوتسات، وترتبط السياسة في الكيبوتسات بالحلول اليسارية والسلام.
متى بدأوا؟
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد تم إنشاء الكيبوتس الأول في عام 1910، وعلى مدى العقود التي تلت ذلك، تم تشكيل العشرات من الكيبوتس عبر الأراضي التي أصبحت فيما بعد إسرائيل، وتاريخيًا، تم تشكيل العديد منها على يد شباب يهود من أوروبا الشرقية آمنوا بالمهمة الصهيونية المتمثلة في تشكيل وطن لليهود في فلسطين، التي كانت ذات يوم جزءًا من الإمبراطورية العثمانية ثم تحت السيطرة البريطانية لاحقًا، وجاء آخرون هربًا من معاداة السامية، ولاحقًا من المحرقة، وقال أبراميتسكي، الذي قام أيضًا بتأليف كتاب " لغز الكيبوتس: مبادئ المساواة في عالم رأسمالي"، "كان الكيبوتس بالنسبة لهم بمثابة عائلة ممتدة، فقد وفر لهم شبكات الأمان".
وقبل تشكيل دولة إسرائيل، لعب الكيبوتس دورًا مهمًا في المهمة الصهيونية لبناء الدولة. في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، عندما أصبح من الواضح أن إنشاء دولة يهودية أمر محتمل، تم وضع بعض الكيبوتسات بشكل استراتيجي بالقرب من مناطق مثل غزة من أجل المساعدة في ضمان المطالبة المستقبلية، ويقول ليتش، وهو أيضا أستاذ الكتابة في جامعة فيكتوريا في كندا: "إذا نظرت إلى أي خريطة لإسرائيل، يمكنك تقريبا ربط النقاط حول المناطق الحدودية، وستكون هناك كيبوتسات"، وأضاف إن هذا الهدف المزدوج غذى الصورة النمطية المبكرة لسكان الكيبوتس، أو الكيبوتسات، كمزيج من المزارع والمقاتل - شخص كان هناك "لزراعة الأرض ولكن أيضًا لترسيم حدودها والدفاع عنها".
كيف هي الحياة هناك الآن؟
لقد تخلت معظم الكيبوتسات عن الأنظمة التقليدية للحياة الجماعية، فعادة، يحتفظ السكان الذين لديهم وظائف بدخلهم الخاص، ويقوم الآباء بتربية أطفالهم، وقال أبراميتسكي إنها تعتبر إلى حد كبير أماكن هادئة وشاعرية للعيش فيها، والعديد منهم لديهم شيخوخة السكان، وأوضح أنها هذه القرية الخلابة في الريف، مع شقق صغيرة محاطة بممرات المشي الخضراء، وحمام السباحة، والمراكز الثقافية، وقاعة الطعام، فهي عادة - ومن المفارقات - مكان سلمي وآمن بشكل لا يصدق.
وقال ليتش من جامعة فيكتوريا إنه في حين أن السكان ما زالوا في كثير من الأحيان يميلون إلى اليسار، فإن الكيبوتسات تتميز بالتنوع السياسي بشكل متزايد، وأضاف: "على الرغم من أن لديك أشخاصًا أكثر توجهاً نحو السلام والمصالحة، فإن الآخرين لديهم مواقف أكثر تشدداً، وهذا لن يحدث إلا بعد الهجمات الأخيرة".
الصواريخ الكيبوتس
وفي الكيبوتسات الواقعة بالقرب من الحدود مع غزة، كانت الصواريخ التي تطلقها حماس لفترة طويلة جزءاً شبه منتظم من الحياة، ولكن الآن، تعرضت المجتمعات الصغيرة الواقعة على مرمى البصر من غزة إلى المزيد من الهجمات أكثر مما تصوره السكان، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن شوارع ناحال عوز الصغيرة امتلأت بالجثث بعد أن قام الجنود الإسرائيليون بالتواجد في المنطقة من خروج مقاتلي حماس، ويستخدم الجيش الإسرائيلي مجتمع كفار عزة الزراعي كنقطة انطلاق لعملياته.
وفي بئيري، وهو كيبوتس يقع على بعد أميال قليلة جنوب شرق غزة ويسكنه ما يزيد قليلاً عن 1000 نسمة، تقول السلطات الإسرائيلية إن أكثر من 100 شخص قتلوا واختطف آخرون، وكان أحد السكان المفقودين هو فيفيان سيلفر، 74 عامًا، وهي امرأة أمضت تقاعدها في السعي لتحقيق السلام في المنطقة، حسبما قال ابنها يوناتان زيغن لإذاعة NPR.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
حين سبق طوفان الأقصى الإعصار هذا ما كشفه تحقيق إسرائيلي
هل كانت معركة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صحيحة؟
وهل فعلا كان قادة القسام وباقي الفصائل يعلمون ماذا يريدون في السابع من أكتوبر؟
وما الفائدة التي جنتها المقاومة من هذه العملية؟ ولماذا عرضوا أهالي غزة لهذا القتل والخراب؟
الكثير من الأسئلة انتشرت على منصات التواصل بعد أيام من معركة طوفان الأقصى وحول النتائج المترتبة عليها وهل كانت عملية صحيحة أم أنها عبثية؟
هل كان الطوفان قراراً صائباً أنقذ المقاومة من ضربة استباقية غادرة، أم كان قراراً مجنوناً أورد غزة المهالك ؟
هل كان ينتظر القسام مصير حزب الله لولا الطوفان حقاً ؟ pic.twitter.com/3cOYQvIna0
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) November 24, 2024
جميع هذه الأسئلة أجاب عنها تحقيق كشفته الصحافة الإسرائيلية بحسب بعض الناشطين، فكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية عن خطة أقرها رئيس الشاباك رونين بار يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول، قبل معركة طوفان الأقصى بأسبوع فقط، واعتمدها رئيس الأركان هرتسي هاليفي تقضي بتوجيه ضربة استباقية واغتيال أكبر 6 قيادات في قطاع غزة على رأسهم يحيى السنوار، ومحمد الضيف وآخرين.
17/ הסיפור השני ב-1 באוקטובר, 6 ימים לפני המתקפה. בזמן שראש המל"ל הנגבי מספר ברדיו עד כמה חמאס מורתע, ראש השב"כ מציג לנתניהו תוכנית לחיסול צמרת חמאס. הסיבה – חמאס עזה מוציא סדרת פיגועים מהגדה. הרמטכ"ל מצטרף לעמדתו, נתניהו מתעלם ומבקש להעביר נושא לטשטוש בעיית הכשירות בצה"ל… >> pic.twitter.com/2c62PaQQav
— עמרי מניב Omri Maniv (@omrimaniv) November 23, 2024
وتعليقا على ما كشفته الصحافة الإسرائيلية قال مغردون إنه وبعد بدء المعركة بأيام قليلة، خرج صالح العاروري نائب رئيس حماس الذي اغتالته إسرائيل بلبنان ليعلن بأن عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت ضربة استباقية لعملية هجومية كبيرة كان يخطط لها العدو.
وأضاف هؤلاء أن رئيس حركة حماس الشهيد يحيى السنوار سبقه إلى ذلك حين قال إن استخبارات القسام أخبرتهم أنهم أمام معركة واستحقاق كبير نهاية عام 2023، وكان ذلك قبل الحرب بعامٍ كامل.
ما سرّبته القناة ال12 العبرية من معطيات حول تداول العدو خطط لضربةاستباقية في غزّة مطلع شهر أكتوبر، ينسجم مع حديث الشيخ صالح العاروري في الاسبوع الأول للمعركة بأن أحد دوافع عملية السابع من أكتوبر، احباط هجوم استباقي للجيش الإسرائيلي، وهو سيناريو كانت تخشى المقاومة أن تتعرض له،…
— محمد حامد العيلة || Mohammed H. Alaila (@Moh_Aila) November 24, 2024
وأشار مدونون إلى الخطاب الأخير لأبو عبيدة المتحدث العسكري باسم القسام، في ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حين كشف عن أحد أهم أسباب تنفيذ طوفان الأقصى، والذي تمثل في كون الهجوم اإستراتيجي بمثابة ضربة استباقية، باغتت بها المقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يحضّر اللمسات الأخيرة لعملية هجومية كبرى ضد المقاومة، تستهدف بها صفوفها القيادية الأولى والثانية والثالثة، تماما كما الضربة التي وجهها الاحتلال لحزب الله اللبناني.
هنا ما قاله المتحدث العسكري بأسم كتائب القسام "أبو عبيدة" في خطاب ذكرى عام من طوفان الأقصى بأن "المقاومة نفذت أكبر عملية استباقية"pic.twitter.com/Xc5wCcPuXH
— احمد فوزي – Ahmed Faozi (@AFYemeni) November 24, 2024
وقال ناشطون إن ما كشفت عنه الصحافة الإسرائيلية في هذه التحقيقات هو أكبر دليل على صوابية قرار المعركة، بل كان قرارا إلزاميا لا خيار فيه، لمباغتة العدو.
وأضاف آخرون أن التحقيقات الإسرائيلية، تؤكد أن استخبارات القسام كانت تقرأ المطبخ السياسي الإسرائيلي جيدا، وكان قرار الدخول في هذه المعركة بقوة وصرامة قرارا صائبا جدا، فغزة كانت أمام مقتلة كبيرة استبقتها المقاومة بالقضاء على فرقة غزة بحيش الاحتلال في ساعات معدودة في أبرع عملية عسكرية يشهدها التاريخ الحديث، بحسب بعض المغردين.
#طوفان_الأقصى حين يسبق الإعصار
بعد بدء المعركة بأيام قليلة، خرج الشيخ صالح العاروري على قناة الجزيرة ليعلن بأن عملية السابع من أكتوبر كانت ضربة استباقية لعملية هجومية كبيرة كان يخطط لها العدو، سبقه في ذلك الشهيد يحيى السنوار حين قال بأن استخبارات القسام أخبرتنا أننا أمام معركة…
— محمد النجار ???????? (@MohmedNajjar88) November 24, 2024
ولفت مدونون الانتباه إلى أن هذه التحقيقات تشير إلى عدة أمور تبرز جهوزية المقاومة، واستعدادها الميداني، وحضور خططها العملياتية بشكل منظم ومدروس.
أما عن العمل الاستخباراتي فقال بعض المغردين إن المقاومة تفوقت على الاستخبارات الإسرائيلية في جميع النواحي، كما أنها استطاعت تحطيم نظرية التفوق الإسرائيلي على باقي المنطقة.
طوفان الأقصى ضرورة حتمية لا مفر منها، سواء كان استباقياً أو غيره. ومقاومة المحتل وتحرير الأرض بكل الوسائل والطرق الممكنة حق أصيل راسخ، بل حتى تبرره القوانين الدولية. فالهجوم في هذه الحالة هو في الحقيقة دفاع عن الأرض المحتلة والحقوق.
— Salem (@Salem_ITar) November 24, 2024
وتعليقا عن ما كشفته الصحافة الإسرائيلية قال ناشطون إن الواقع يثبت هذه الحقيقة لأنه من غير المنطقي أن يستطيع الاحتلال اغتيال قيادات حماس وقيادات حزب الله بهذه السرعة دون تخطيط مسبق بمعنى أن الاحتلال كان يجهز هذه الحرب منذ زمن.. وربما المقاومة حصلت على معلومات دقيقة.
وقال آخرون إن المستقبل سيكشف لنا نتائج طوفان الأقصى إيجابية كانت أم سلبية.
المقاومة لا تحتاج لتبرير لما تفعل !! فمن اسمها يعرف مبتغاها !! مقاومة يعني هناك مستعمر !ويجب التخلص من المحتل بما تراه مناسباً
— Eman Zakarneh (@zakarneh_e42598) November 24, 2024