البلشي: التحقيق مع صحفيين "BBC" بسبب منشورات حرب غزة أمر هزلي
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
كشف نقيب الصحفيين خالد البلشي، عن الفارق في تعامل "بي بي سي" بين الصحفيين العرب في الحرب على غزة، والصحفيين الأوكرانيين خلال الحرب الروسية.
أمر هزليوقال خالد البلشي، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج "مساء دي إم سي"، المذاع عبر فضائية "دي إم سي"، مساء اليوم الأحد، إنه تم التحقيق مع صحفيين "بي بي سي" بسبب إعجابهم بمنشورات تخص الحرب في غزة، واصفًا ما حدث من إدارة الشبكة البريطانية بأنه "أمر هزلي"، ومصادرة لحق التعبير بشكل عام.
واعتبر البلشي أن موقف الـ "بي بي سي" يأتي في سياق أكبر وهو الانحياز الفج للجانب الإسرائيلي، وتعمد تزييف الحقائق بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة والأراضي الفلسطينية، لافتًا إلى أنه تم تحويل إحدى الصحفييات في بي بي سي إلى التحقيق بسبب عمل "لايك" على منشور يدعم الحقائق، وهو نفس ما فعلته في حرب غزة، وأن هناك 3 صحفيين آخرين تم تحويلهم إلى التحقيق.
موقف المؤسسات الدولية أفجعنيوأشار البلشي إلى تواصل مع "مراسلون بلا حدود" منذ أيام ليكشف عن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين في غزة والأراضي الفلسطينية من جانب إسرائيل، إلا أنه لم يصله الرد حتى الآن، مؤكدا أن ذلك الموقف أفجعه.
مؤتمر صحفيوأعلن نقيب الصحفيين أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي في نقابه الصحفيين غدًا لإعلان ما تم التوصل اليه من استنتاجات "مشينة ومجرمة" بشأن تعامل المؤسسات الصحفية الدولية مع الوضع في غزة، وانتهاك حرية الصحافة وقتل الصحفيين من جانب إسرائيل وعلى الملأ.
إعلام الغرب يزيف الحقائقوأشار البلشي إلى انتهاكات الإعلام الغربي وتعمده تزييف الحقائق في التعامل مع الوضع في غزة، وتجاهلهم لعمليات قتل واستهداف الصحفيين، مؤكدا أنه كان ينبغي أن تكون الصحافة صوت الضعيف، وهو ما هز صورة المؤسسات الصحفية الكبرى في عينه.
ونوه نقيب الصحفيين، بأن الصحافة الغربية عمدت إلى تزييف الوقائع، وأننا أمام مشهد واضح تماما بشان انتهاك الحد الأدنى من المهنية والموضوعية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نقيب الصحفيين خالد البلشي الصحفيين بی بی سی فی غزة
إقرأ أيضاً:
تدهور أوضاع الصحفيين و الإعلام بالسودان في ظل الحرب
الخرطوم- بعد أكثر من 18 شهرا على الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، استمر تدهور أوضاع الإعلاميين في البلاد الذين فقد أكثرهم مصدر رزقه واقتحم بعضهم مجالات جديدة لكسب المال، ولا تزال الصحافة الورقية غائبة، في حين صدرت مئات المواقع والمنصات الرقمية التي يقوم معظمها على جهود فردية.
ودمرت الحرب المؤسسات الإعلامية وبنيتها، وتوقفت الصحف الورقية بصورة كاملة للمرة الأولى منذ أكثر من 120 عاما، مما ترك نحو 90% من العاملين في القطاع بلا عمل، وصمتت "إذاعة أم درمان القومية" وهو ما لم يحدث منذ تأسيسها سنة 1940 قبل أن تعاود البث مؤخرا.
ويعاني الصحفيون داخل البلاد من عدم استقرار خدمات الاتصالات والإنترنت وحجبها أحيانا في مناطق النزاع، مما يمنعهم من أداء مهامهم ويعرقل حصولهم على الحقائق والوصول إلى المصادر ويحرم المواطنين من الحصول على المعلومات، الأمر الذي يؤدي لانتشار الشائعات.
صحافة مترنحةيقول الأمين العام السابق لمجلس الصحافة والمطبوعات عبد العظيم عوض إن تدهور الصحافة في البلاد بدأ منذ أواخر عهد الرئيس المعزول عمر البشير واستمر في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وجاءت الحرب و"وجهت لها رصاصة الرحمة".
وفي حديث للجزيرة نت، يوضح عوض أن عدد الصحف تراجع من 49 صحيفة سياسية ورياضية واجتماعية، إلى 12 صحيفة قبل الحرب، وكانت غالبيتها متعثرة وانخفضت الكمية المطبوعة وتقلص عدد العاملين، مما اضطر المجلس إلى عدم التمسك بمطالب إصدار الصحف حسب القانون الذي ينظم صدورها.
وحسب المتحدث، تراجع توزيع الصحف بنسبة كبيرة جراء ارتفاع كلفة التشغيل والطباعة حتى عجزت صحف كثيرة عن الالتزام بدفع أجور الصحفيين الذين بات معظمهم يمارسون المهام من منازلهم، واتجهت الصحف إلى تقليص الكمية المطبوعة للحد الأدنى وتنشيط مواقعها الإلكترونية.
وتوقع عوض أن تستأنف عدد من الصحف الصدور عقب وقف الحرب خصوصا الصحف التاريخية منها، وانتعاش الصحف والمواقع الإلكترونية، مستدركا أنه لا يوجد في البلاد قانون ينظم صدور الصحافة الرقمية رغم إعداد مشروع قانون جديد يستوعب النشر الإلكتروني وتسليمه إلى مجلس الوزراء منذ سبتمبر/أيلول2021.
انفجار إلكترونيدفعت الحرب أكثر من 500 صحفي للجوء إلى دول الجوار غالبيتهم في مصر وإثيوبيا وأوغندا وكينيا، كما نزح حوالي 700 إلى الولايات الآمنة في داخل البلاد معظمهم في بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة، إلى جانب ولايتي نهر النيل والشمالية والقضارف وكسلا.
واتجه بعض الصحفيين النازحين إلى مهن أخرى بعد توقف مؤسساتهم الإعلامية فدخلوا في أعمال تجارية صغيرة بالأسواق لكسب قوت يومهم في مناطق النزوح، بينما أنشأ آخرون مواقع إلكترونية بإمكانات محدودة وغالبيتها منصة الصحفي الواحد تحريرا ونشرا.
يقول عضو المكتب التنفيذي للجمعية السودانية للصحافة الإلكترونية عماد السنوسي إن عدد الصحف والمواقع الإلكترونية بدأ يتصاعد قبل الحرب بعد ضمور الصحافة الورقية، لكنه انفجر بعدها وبلغ أكثر من 800 موقع.
ووفق حديث السنوسي للجزيرة نت، لا يتجاوز عدد المواقع الفاعلة 100، والأخرى "خاملة" وتعتمد على إعادة تحرير الأخبار من المصادر المفتوحة لأنها ليست مؤسسة ومرتبطة بظروف أشخاص، وتفتقر لإمكانات مادية وتم إنشاؤها بعد الحرب.
ويفيد بأن نحو 80% من المواقع والمنصات الإلكترونية تدار من خارج السودان في بلاد مهجر الصحفيين الجديد، وبعضها يعمل من الداخل لكن يواجه الصحفيون مصاعب في عدم استقرار خدمات الاتصالات والإنترنت وصعوبة التواصل مع المصادر والوصول إلى مواقع الأحداث.
متاعب الصحفيينوعن أوضاع الصحفيين، يقول الأمين العام للاتحاد العام للصحفيين السودانيين صلاح عمر الشيخ إن الاتحاد يضم 2500 عضو من العاملين في المؤسسات الصحفية والإعلامية وأجهزة الدولة والشركات الخاصة، وجد 90% منهم أنفسهم بلا عمل بعد انطلاق الرصاصة الأولى للحرب، فضلًا عن مراسلي الوكالات والفضائيات الأجنبية.
ووفقا لتصريح الشيخ للجزيرة نت، نزح العدد الأكبر من الصحفيين من الخرطوم مركز ثقل الإعلام إلى الولايات الآمنة، وعاود بعضهم العمل في مؤسسات الدولة الإعلامية مثل وكالة السودان للأنباء (سونا) وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وبحث آخرون عن مصادر رزق جديدة.
ويبين أن الاتحاد سعى لمساعدة الصحفيين في الداخل عبر روابطهم وجمعياتهم التي نشأت في مدن النزوح ولا يزال بعضهم عالقين في مناطق المواجهات العسكرية ولم يستطيعوا مغادرة الخرطوم، كما ساهم في إجلاء عدد منهم الأسبوع الماضي وقدم مساعدات نقدية وعينية للاجئين، واصفا أوضاع الصحفيين بـ"القاسية والمزرية".
من جهتها، أفادت نقابة الصحفيين السودانيين، التي نشأت في أغسطس/آب 2022، بأن الحرب الدائرة في البلاد تسببت في مقتل 13 صحفيا من بينهم صحفيتان، وتعرَض 11 آخرون -بينهم 3 صحفيات- لاعتداءات جسدية وإصابات، بالإضافة إلى حالة اعتداء جنسي واحدة.
وذكرت النقابة -في تقرير حديث- أن 30 صحفيا، بينهم 10 صحفيات، تعرضوا إلى إطلاق نار وقصف. كما وثقت 60 حالة اختطاف واحتجاز قسري، بينها 9 صحفيات، و6 بلاغات تعسفية تعيق عمل الصحفيين وتقيد حركتهم. وسُجلت 58 حالة تهديد شخصي منها 26 ضد صحفيات، إضافة إلى 27 حالة اعتداء جسدي ونهب ممتلكات بينها 3 ضد صحفيات.
من جانبه، يقول وزير الثقافة والإعلام الأسبق فيصل محمد صالح صورة، خلال مائدة مستديرة نظمتها رابطة الصحفيين السودانيين بالعاصمة الأوغندية كمبالا الأربعاء الماضي، إن الصحفيين في الداخل يواجهون مخاطر جسدية وتهديدات تشمل العنف من قبل الأطراف المتحاربة، مثل الاختطاف والتعذيب والإجبار على الكشف عن المصادر أو المنع من نشر معلومات حساسة.
ويضيف أن الصحفيين السودانيين في "المنفى" يواجهون أيضا صعوبات مالية في بلدان جديدة حيث لا يتمكنون من الحصول على دخل ثابت أو تصاريح للعمل، إلى جانب الصدمات الناتجة عن الحرب.