كشفت شركة كاسبرسكي عن ورقة بيضاء توضح قائمة مبادئها الأخلاقية التي ستلتزم بها خلال تطويرها واستخدامها الأنظمة العاملة بالذكاء الاصطناعي أو تعلم الآلة. فنظراً لدور خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتنامي في مجال الأمن السيبراني، توضح هذه المبادئ كيفية ضمان كاسبرسكي لموثوقية تقنياتها القائمة على الذكاء الاصطناعي، وترشد اللاعبين الآخرين في الصناعة نحو تقليص المخاطر المرتبطة باستخدامهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.

حيث تناولت كاسبرسكي هذا الموضوع كجزء من منتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت المنعقد حالياً في اليابان ويجمع خبراء عالميين بارزين في مجال حوكمة الإنترنت.
لا يخفى على أحد أن شركة كاسبرسكي تستخدم خوارزميات تعلم الآلة (أحد فروع الذكاء الاصطناعي) في حلولها منذ ما يقرب من 20 عاماً. حيث مكّنت قوة الذكاء الاصطناعي المدعومة بالخبرات البشرية حلول كاسبرسكي من اكتشاف مجموعة متنوعة من التهديدات الجديدة والتصدي لها كل يوم. إذ يلعب تعلم الآلة دوراً مهماً في أتمتة اكتشاف التهديدات، وتحديد مواقع الخلل، وزيادة دقة التعرف على البرمجيات الخبيثة. لذلك، صاغت كاسبرسكي مبادئ أخلاقية لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وشاركتها بشكل مفتوح مع الصناعة لتحفيز الابتكار وتعزيز الحوار المتعدد لتأكيد استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العالم للجميع. 
طرحت كاسبرسكي ستة مبادئ يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار عند تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وهي:
الشفافية؛
الأمان؛
التحكم البشري؛
الخصوصية؛
الالتزام بأغراض الأمن السيبراني؛
الانفتاح على الحوار.
يرمز مبدأ الشفافية إلى إيمان كاسبرسكي الراسخ بواجب كل شركة بإبلاغ عملائها عن استخدامها تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في منتجاتها وخدماتها. وتلتزم كاسبرسكي بهذا المبدأ من خلال تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي وتعلم آلة مفهومة إلى أقصى حد ممكن، بالإضافة إلى توفير معلومات إلى أصحاب المصالح تشرح طريقة تنفيذ واستخدام حلول كاسبرسكي لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. 
أمّا مبدأ السلامة، فتلتزم كاسبرسكي به عن طريق ممارسة مجموعة واسعة من التدابير الصارمة لضمان جودة أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ويتضمن ذلك مراجعات أمنية في أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وخطوات تقليل الاعتماد على مجموعات البيانات الخارجية في تدريب الحلول العاملة بالذكاء الاصطناعي، وتفضيل تقنيات تعلم الآلة السحابية التي تتمتع بالحماية اللازمة بدلاً من تلك المثبتة على أجهزة العملاء.  
يشير مبدأ التحكم البشري إلى أهمية معايرة أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة عندما يتعلق الأمر بتحليل التهديدات المعقدة، ولا سيما التهديدات المتقدمة المستعصية (APT). ولتوفير حماية فعالة ضد التهديدات المتطورة باستمرار، تلتزم كاسبرسكي بالحفاظ على التحكم البشري كعنصر أساسي في جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لديها.
المبدأ الأخلاقي الأساسي التالي هو ضمان خصوصية الأفراد عند استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. ونظراً لاعتماد تدريب مثل هذه الأنظمة بشكل كبير على البيانات الضخمة، يجب على الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة أن تأخذ خصوصية الأفراد بالحسبان في كل خطوة. من جهتها، تحترم كاسبرسكي خصوصية الأفراد وتطبق عدداً من التدابير الفنية والتنظيمية لحماية كل من بيانات الأفراد وأنظمتها، كما تضمن ممارسة مستخدميها لحقهم في الخصوصية بشكل حقيقي.
يمثل المبدأ الأخلاقي الخامس التزام كاسبرسكي بحصر استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في الأغراض الدفاعية فقط. حيث تواصل الشركة جهودها لبناء عالم أكثر أماناً وتثبت التزامها بحماية مستخدميها وبياناتهم عبر التركيز حصرياً على التقنيات الدفاعية. 
أخيراً، يشير المبدأ الأخير إلى تقبُّل كاسبرسكي للحوار مع جميع أصحاب المصلحة بغرض مشاركة أفضل ممارسات الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي. وفي هذا الصدد، تؤكد كاسبرسكي استعدادها لإجراء مناقشات مع جميع الأطراف المهتمة، حيث تؤمن شركة كاسبرسكي بأن التعاون المستمر بين جميع أصحاب المصالح هو الطريق الوحيد لتجاوز العقبات وتحفيز الابتكار وفتح آفاق جديدة.

قال الرئيس التقني لشركة كاسبرسكي «أنطون إيفانوف»: «الذكاء الاصطناعي قادر على إفادة صناعة الأمن السيبراني من عدة نواحٍ، مما يعزز المرونة السيبرانية لمجتمعنا. ولكن، مثل أي تقنية أخرى لا تزال في مرحلة مبكرة من تطورها، لا يخلو الذكاء الاصطناعي من المخاطر. وللتعامل مع المخاوف المحيطة بالذكاء الاصطناعي، أصدرت كاسبرسكي مبادئها الأخلاقية لمشاركة أفضل ممارساتها حول تطبيق الذكاء الاصطناعي ودَعت إلى إجراء حوار مفتوح على مستوى الصناعة لوضع مبادئ توجيهية واضحة تحدد ما يجعل تطوير الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة سليماً أخلاقياً.»
قدمت شركة كاسبرسكي مبادئها الأخلاقية هذه كجزء من منتدى حوكمة الإنترنت الذي تنظمه الأمم المتحدة، إذ ينعقد المنتدى في مدينة كيوتو في اليابان بين 8 إلى 12 أكتوبر. ويعد الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة موضوعين رئيسيين في نسخة هذا العام من المنتدى، لذا نظمت كاسبرسكي ورشة عمل لمناقشة المبادئ الأخلاقية لتطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه، وطرحت الاعتبارات الفنية والقانونية للمناقشة.
تعد هذه المبادئ الأخلاقية امتداداً لمبادرة كاسبرسكي العالمية للشفافية التي تعزز مبادئ الشفافية والمساءلة بين مزودي الحلول التقنية في سبيل بناء عالم أكثر مرونة وأماناً سيبرانياً. للتعرّف أكثر على مبادرة ومبادئ كاسبرسكي للشفافية، قدم طلباً لزيارة مركز كاسبرسكي للشفافية.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء» يستعرض أبرز التقارير الدولية حول خريطة جاهزية العالم للذكاء الاصطناعي

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي تحت عنوان "خريطة جاهزية العالم للذكاء الاصطناعي تُظهر تباين الاتجاهات"، والذي أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يزيد الإنتاجية، ويعزز النمو الاقتصادي، ويرفع الدخل. ومع ذلك، يمكنه أيضًا القضاء على ملايين الوظائف وتوسيع الفجوة في التفاوت الاقتصادي، حيث أوضح التقرير أن الذكاء الاصطناعي مهيأ لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، وقد يُعرض 33% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة للخطر، و24% في الاقتصادات الناشئة، و18% في البلدان منخفضة الدخل، ولكن من الجانب الإيجابي أن الذكاء الاصطناعي يتيح إمكانيات كبيرة لتعزيز إنتاجية الوظائف الحالية التي يمكن أن يكون فيها أداة مكملة، ويوفر وظائف جديدة وصناعات جديدة.

أوضح التقرير أنه من منطلق امتلاك معظم اقتصادات الأسواق الناشئة والبلدان منخفضة الدخل لحصص أقل من الوظائف عالية المهارات مقارنة بالاقتصادات المتقدمة، فمن المرجح أن تتأثر بشكل أقل وتواجه اضطرابات أقل بفعل تأثيرات الذكاء الاصطناعي. لكن في الوقت نفسه، تفتقر العديد من هذه البلدان إلى البنية التحتية أو القوى العاملة الماهرة اللازمة للاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي، مما قد يزيد من التفاوت بين الدول.

وأشار التقرير إلى أن الاقتصادات الأكثر ثراءً تميل إلى أن تكون أفضل استعدادًا لاعتماد الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالبلدان منخفضة الدخل. وفى السياق ذاته، اعتمد صندوق النقد الدولي على لوحة مؤشرات جديدة لمؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي تشمل 174 اقتصادًا، استنادًا إلى جاهزيتها في أربعة مجالات: البنية التحتية الرقمية، رأس المال البشري وسياسات سوق العمل، الابتكار والتكامل الاقتصادي، والتنظيم.

وأضاف مركز المعلومات وفقاً للتقرير، فإن قياس مدى الجاهزية يمثل تحديًّا لأن المتطلبات المؤسسية للتكامل على مستوى الاقتصاد للذكاء الاصطناعي لا تزال غير مؤكدة، كما أن الدول في مراحل مختلفة من الجاهزية في الاستفادة من الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر.

وأشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم التفاوت العام، وهو اتجاه مقلق يمكن لصانعي السياسات العمل على منعه. ولهذا الغرض، يمكن الاعتماد على لوحة المؤشرات الموجودة بصندوق النقد الدولي والتي تعتبر بمثابة مورد لصانعي السياسات والباحثين والجمهور لتقييم الجاهزية للذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، وتحديد الإجراءات وتصميم السياسات اللازمة لضمان أن الفوائد السريعة للذكاء الاصطناعي يمكن أن تفيد الجميع.

وأكد التقرير أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكمل مهارات العمال، مما يعزز الإنتاجية ويوسع الفرص، ففي الاقتصادات المتقدمة، على سبيل المثال، يمكن أن يستفيد حوالي 30% من الوظائف من دمج الذكاء الاصطناعي فيها، والعمال الذين يمكنهم الاستفادة من التكنولوجيا قد يحققون زيادات في الأجور والإنتاجية، في حين قد يتأخر العمال الذين لا يستخدمون التكنولوجيا، وفى الوقت ذاته قد يجد العمال الأصغر سنًا أنه من الأسهل استغلال الفرص التي تتيحها أدوات الذكاء الاصطناعي، في حين قد يكافح العمال الأكبر سنًا للتكيف.

وأشار التقرير في ختامه إلى ضرورة قيام صانعي السياسات في الدول المتقدمة بتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي، والاستثمار في تدريب العمال، وإعطاء الأولوية للابتكار والتكامل في الذكاء الاصطناعي من خلال التنسيق مع بعضهم على المستوى العالمي، كما ينبغي أن تعمل الدول على تعزيز التنظيم لحماية الناس من المخاطر المحتملة والانتهاكات وبناء الثقة في الذكاء الاصطناعي، كما يجب أن تكون الأولوية السياسية لاقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية هي وضع أساس قوي من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتدريب الرقمي للعمال.

اقرأ أيضاًتعيين المعلمين أبرزها.. ملفات هامة تنتظر وزير التعليم الجديد

معلومات الوزراء يستعرض أبرز مؤشرات سوق البن في ظل التهديدات المناخية

معلومات الوزراء: 254.8 مليون شخص استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي عالمياً عام 2023

مقالات مشابهة

  • ضاحي خلفان يفتتح ندوة الجرائم المستقبلية ودور الأمن السيبراني في عصر الثورة الصناعية الرابعة
  • الأمم المتحدة تدعو لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي
  • غوتيريش: هناك حاجة إلى تنظيم عاجل للذكاء الاصطناعي بمشاركة جميع الدول
  • بداري:الجزائر مُلتزمة بإدماج حوكمة الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات
  • «معلومات الوزراء»: 33% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة مُعرضة للخطر
  • «معلومات الوزراء» يستعرض أبرز التقارير الدولية حول خريطة جاهزية العالم للذكاء الاصطناعي
  • الهند تعتزم إنشاء منصة للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي
  • أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • الخبراء يجتمعون في مسقط لإعداد "ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي"
  • حلقة إقليمية تستعرض البرامج التنفيذية لإعداد ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي