تحقيق: حسابات إسرائيلية روجت كذبة قطع رؤوس أطفال قرب غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
كشف تحقيق أجرته الجزيرة عن أن شبكة حسابات يمينية مقربة من إسرائيل أغلبها في الولايات المتحدة، روجت للمزاعم الكاذبة بإقدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطع رؤوس 40 طفلا إسرائيليا خلال عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتتبع التحقيق الذي أجرته وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، خيوط الادعاءات ومصادر الرواية التي دفعت بانتشار الخبر الكاذب دون التحقق منه، والذي استخدم لتجييش الرأي العام العالمي ضد المقاومة الفلسطينية والفلسطينيين في قطاع غزة وتبرير العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع.
بداية القصةبدأت القصة عندما ادعت صحفية إسرائيلية تدعى نيكول زيديك، تعمل في قناة "آي 24" الإسرائيلية، خلال تغطية مباشرة من كيبوتس كفار عزة قرب الحدود مع قطاع غزة، أن المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس 40 طفلا في المكان، وسرعان ما تلقفت حسابات مقربة من إسرائيل وأخرى يمينية أميركية المعلومة المضللة رغم عدم وجود أي تأكيد رسمي إسرائيلي.
أثارت المعلومة ضجة رقمية هائلة على مستوى العالم، خاصة في العالم الغربي، وتعززت بادعاء الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه شاهد صور أطفال إسرائيليين ذبحتهم حماس، لكن البيت الأبيض نفى لاحقا مشاهدة بايدن للصور بنفسه، مؤكدا أنه سمع عنها فقط من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومع انتشار الادعاءات حول قطع رؤوس الأطفال في كفار عزة، قال عدد من الصحفيين الذين كانوا في المكان نفسه مع الصحفية الإسرائيلية التي صدر عنها الخبر المضلل، إنهم لم يجدوا أي دليل على ذلك الادعاء الشنيع، رغم كونهم أجروا العديد من المقابلات مع الجنود والمسؤولين الإسرائيليين في عين المكان، وسجلوا إفادات أدلى بها شهود عيان.
وكشف تحقيق أجراه موقع "ذا غراي زون" الأميركي المستقل، أن الادعاء بأن أفراد المقاومة يقطعون رؤوس الأطفال الإسرائيليين مصدره جندي إسرائيلي يُدعى ديفيد بن صهيون، وقد تم التعريف به خلال مقابلة أجرتها معه "آي 24" الإسرائيلية بصفته "زعيم استيطاني متطرف".
وأشار التحقيق إلى تراجع وسائل إعلام وصحفيين عن تقارير أولية بهذا الشأن بعد أن تعذر إثبات الادعاء بقطع رؤوس الأطفال، من بينهم صحيفة إندبندنت البريطانية وقناة "سي إن إن" الأميركية، والبيت الأبيض الذي تراجع عن التصريح الذي أدلى به بايدن عندما ادعى أنه شاهد صورا لـ "إرهابيين" يقطعون رؤوس أطفال في إسرائيل.
الادعاءات الكاذبة استخدمت لتبرير الغارات الإسرائيلية الوحشية على غزة (أسوشيتد برس) من روج للخبر الكاذب؟ورصد التحقيق أول تغريدتين نشرتا الخبر الكاذب من خارج إسرائيل، وحققتا انتشارا كبيرا على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، وقد نشر إحداهما حساب لشخص يدعى غابرييل نورونها، وهو موظف سابق في وزارة الخارجية الأميركية ويعمل الآن بالمعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي.
أما التغريدة الثانية فقد نشرها حساب لصحفية تدعى إيما ويب، تعمل في "جي بي نيوز"، وهي قناة بريطانية ذات ميول يمينية.
وقد نشرا في تغريدتيهما الادعاء الكاذب المتعلق بقطع رؤوس الأطفال وقدماه على أنه خبر مؤكد.
وفي غضون 4 ساعات من نشر التغريدة الأولى، كان هناك 30 ألف تفاعل من حوالي 25 ألف حساب على إكس.
وكشف التحقيق أن التغريدات حظيت بأكبر قدر من التفاعل في الولايات المتحدة خلال الساعات الأولى من تداولها، كما لاقت رواجا في الهند وإسرائيل والمملكة المتحدة.
ونشط إعلاميون وناشطون على منصات المجتمع المدني في نشر الادعاء الكاذب والترويج له على نطاق واسع، أغلبهم مرتبطون باليمين المتطرف في الولايات المتحدة، ومن أبرزهم الصحفي والناشط بن شابيرو، وهو صهيوني أميركي معروف انتشرت تغريداته على نطاق واسع مما أعطى زخما للادعاء الكاذب.
ولاحقا نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صورة ادعى أنها لطفل إسرائيلي أحرقته حماس، لكن سرعان ما كشف الصحفي الأميركي جاكسون هينكل أن تلك الصورة مزيفة، وكشف الصحفي الأميركي أن صورة الطفل الإسرائيلي المزعوم هي في الأصل صورة كلب في عيادة طب بيطري، تم تزييفها عن طريق الذكاء الاصطناعي، لتحل محلها صورة لجسد طفل متفحمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رؤوس الأطفال
إقرأ أيضاً:
ثلاثة كل يوم.. مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان خلال شهرين
أعلن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف، جيمس إلدر، مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان جراء الحرب المتصاعدة منذ أواخر سبتمبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
وقال إلدر، في مؤتمر صحفي الثلاثاء في جنيف السويسرية، إن هؤلاء الأطفال قتلوا "خلال أقل من شهرين"، بمعدل أكثر من ثلاثة أطفال كل يوم، بينما يعاني كثيرون آخرون من إصابات وصدمات نفسية.
وأعرب عن قلقه إزاء ما وصفها بـ"اللامبالاة" إزاء هذه الوفيات من جانب القادرين على وقف هذا العنف، إذ "لا يثير قتلهم أي ردة فعل ذات معنى لدى أصحاب النفوذ"، وفق تعبيره.
وأضاف "لا تُسمع صرخات الأطفال، وصمت العالم يزداد صماً للآذان، ومرة أخرى نسمح لما لا يمكن تصوره بأن يصبح مشهد الطفولة وضعا طبيعيا جديدا وهذا مروع وغير مقبول".
في #لبنان، أصبح مئات الآلاف من الأطفال والنساء بلا مأوى، وتم استهداف المرافق الصحّية، وأغلقت المدارس، وظهرت علامات...
Posted by UNICEF Lebanon on Tuesday, November 19, 2024وتحدث مسؤول اليونيسيف عن الأحداث التي جرت خلال الأيام العشرة الماضية، وأثرها على الأطفال. ففي 10 نوفمبر الجاري "قُتل 7 أطفال من نفس العائلة الممتدة"، وفق إلدر الذي قال إن "أفراد الأسرة الـ27 الذين قتلوا جميعا كانوا يبحثون عن مأوى في جبل لبنان بعد فرارهم من العنف في الجنوب".
وفي اليوم التالي، قُتل طفلان آخران مع والدتهما، وأصيب عشرة آخرون، فيما قتل يوم 12 نوفمبر 13 طفلا وأصيب 13 آخرون بجراح، من بينهم أحمد البالغ من العمر 8 سنوات، وهو الآن الناجي الوحيد من الغارة.
ويوم 13 نوفمبر، قُتل 4 أطفال بعد أن حاولوا الفرار من القتال في الجنوب، وشهد اليوم الذي تلاه مقتل ثلاثة أطفال آخرين وإصابة 13 بجراح، بحسب ما قال إلدر.
وفي 16 نوفمبر، قُتل 5 أطفال بينهم ثلاثة من عائلة واحدة. ومن بين المصابين، سيلين حيدر، لاعبة كرة قدم شابة في المنتخب الوطني اللبناني. وهي في غيبوبة بسبب شظية في رأسها، تطايرت من صاروخ أصاب العاصمة بيروت، أثناء محاولتها إخلاء المنطقة.
أما الأحد الماضي، فقد قتلت فتاتان توأمان تبلغان من العمر 4 سنوات، وفق إلدر.
وقال إنه "يأمل ألا يشهد العالم مجددا نفس مستوى القتل الدموي للأطفال في غزة، على الرغم من وجود أوجه تشابه تقشعر لها الأبدان بالنسبة للأطفال في لبنان" على حدّ تعبيره.
وإضافة للقتل، فإن حال بقية الأطفال في البلد الذي يتعرض لغارات إسرائيلية بشكل شبه يومي خصوصاً في الجنوب حيث يتركز مقاتلو حزب الله، ليس مطمئناً.
وأوضح إلدر أن مئات الأطفال أصبحوا بلا مأوى، كما تم تدمير الكثير من البنى التحتية التي يحتاجها الأطفال، مثل المرافق الصحية. ولغاية 15 نوفمبر، قتل أكثر من 200 عامل في القطاع الصحي، وأصيب 300، بحسب بيانات وزارة الصحة العامة اللبنانية.
وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت في أوائل نوفمبر لفتح بعض المدارس أبوابها أمام الأطفال في لبنان، فقد أُغلقت جميعها مرة أخرى، نظرا لتوسع نطاق الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق تأكيد إلدر.
وتابع أن هناك تأثيرا نفسياً "خطيرا" على الأطفال. فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي "مقلقة وواضحة بشكل متزايد".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر 2023، أحصت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 3544 قتيلا و15036 جريحا، وفق آخر حصيلة، بينما قُتل 124 إسرائيلياً وفق بيانات رسمية.