دبي – الوطن:

طالب مركز جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية بالتعاون مع المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، بضرورة العمل على حماية العاملين في مجال توصيل الطلبات، وقيام مجلس حقوق الإنسان بتفعيل دوره وتعزيز جهوده لحماية الملايين من العاملين في هذا المجال بجميع دول العالم، وتفعيل الآليات الدولية اللازمة لتوفير الحماية القانونية والإنسانية لكافة العاملين في مجال توصيل الطلبات بالعالم.

جاء ذلك في بيان رفعه المركز إلى مجلس حقوق الإنسان في دورته الرابعة والخمسين المنعقدة في جنيف، تحت البند الخامس، حيث أشار إلى أهمية إيلاء تلك القضية ما تستحق من الأهمية، وتركيز الاهتمام الدولي على تحسين الظروف الإنسانية للعاملين في هذا المجال، وتوفير الحماية اللازمة التي تحقق لهم العدالة والمساواة في ضوء ما تحث عليه التشريعات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق العمل والعمال في العالم.

وأشارت المنظمتان في بيانهما إلى اعتبار قضية الحقوق العمالية المتعلقة بحقوق عمال التوصيل، إحدى أكثر القضايا الحقوقية إلحاحاً على صعيد التمتع بحقوق الإنسان، وواحدة من بين أبرز القضايا المنضوية على العديد من الانتهاكات الحقوقية التي يواجهها بشكل يومي العاملون في قطاع خدمات التوصيل، مؤكدين على صعوبة الظروف الإنسانية التي يعيشها العاملين في هذا المجال، والمشكلات التي يواجهها على صعيد معالجة الوضع البائس الذي يعملون به، والتي تزداد حدة وتعقيداً، في ظل تراجع الاهتمام الدولي من قبل الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان من جهة، وتقاعس الدول والشركات الكبرى عن معالجة هذه القضية ووضع الحلول المناسبة لها، إضافة إلى انعدام الآليات الدولية المعنية بمعالجة أوضاع العاملين في قطاع توصيل الطلبات، ووضع الأطر القانونية والإجرائية المعنية بمعالجتها وتسوية القضايا القانونية والإجرائية المرتبطة بها كافة.

وقال رئيس مركز جسور إنترناشيونال، محمد الحمادي، إن المركز استهدف ببيانه المرفوع إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان، ضرورة العمل على معالجة أوضاع الملايين من العاملين في قطاع توصيل الطلبات، وضمان تفعيل الإجراءات والآليات الدولية المتعلقة بالهيئات الدولية كافة، وبما يحقق العدالة والحماية لأكثر من 30 مليون عامل في هذا القطاع، يواجهون أبشع أنواع الانتهاكات وأقسى صور المعاناة من قبل أصحاب العمل والشركات المالكة للتطبيقات الإلكترونية، دون أن تتوفر لهم الحماية والعدالة اللازمة من قبل الدول، ودون أن تسعى الهيئات والآليات الدولية لتحسين ظروف عملهم غير اللائقة.

وأكد “الحمادي” على ضرورة الزام الدول والشركات على تحسين ظروف وبيئة العمل التي يعمل بها العاملون في خدمات التوصيل، وتعزيز حمايتهم من جميع أنواع الانتهاكات والممارسات غير الإنسانية التي يتعرضون لها، أو تجنيبهم العمل غير اللائق بالبيئات غير المناسبة.

وطالب البيان، مجلس حقوق الإنسان بضرورة السعي لإنفاذ اتفاقيات العمل المعنية بحماية حقوق العمال في العالم، وتعزيز الاسهامات الدولية التي تكفل حماية وتعزيز الحقوق العمالية والإنسانية، بما في ذلك حقوق العاملين في مجال توصيل الطلبات الذين يتطلعون لشمولهم بالحماية والولاية التي توفرها الاتفاقيات الدولية، ووضع المعايير العادلة والمنصفة لحقوق العمال الأساسية وضمانة العمل اللائق، وكفالة تمتع جميع العاملين في هذا القطاع بالحقوق التي كفلتها لهم التشريعات والاتفاقيات الدولية، إضافة إلى تشجيع الدول الأعضاء بمنظمة العمل الدولية للعمل على تحسين ظروف وبيئة العمل الخاصة بقطاع توصيل الطلبات، ومد مظلة الاتفاقيات والقوانين والتشريعات الوطنية بما يكفل حماية حقوق العاملين في هذا القطاع، ومعالجة العوائق القانونية والتشريعية المرتبطة بهم وبعملهم.

وأشاد رئيس مركز جسور إنترناشيونال، إلى أن المنظمتان أكدتا في بيانهما على ضرورة توفير صيغة قانونية للتقاعد والحماية من إصابات العمل تؤمن لهذه الفئة من العمال وضعاً قانونياً ينسجم مع الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق العمال، وتأمين الحد الأدنى للأجور المعمول بها بالدول أسوة ببقية العمال، وتأمين الأجر الإضافي عن ساعات العمل الإضافية التي يعملون بها، وضمان توفير ظروف عمل ملائمة وبيئة عمل تتحقق فيها اشتراطات الصحة والسلامة والأمان، وتوفير الإجازات السنوية والمرضية مدفوعة الأجر وفق ما تقره الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية الخاصة بحقوق العمال، وتوفير سبل وآليات المشاركة في المحادثات الجماعية مع الدول والهيئات الدولية للعاملين بهذا القطاع، وضمانة حقهم في تشكيل النقابات العمالية الكفيلة بالدفاع عن حقوقهم وإدارة عمليات التفاوض مع الأطراف الدولية والمحلية، وإقرارها على النحو الذي يحقق الحماية والعدالة والمساواة للعاملين بهذا القطاع.

وأشار “الحمادي”، إلى أن المنظمتان قدمتا في بيانهما العديد من التوصيات المعنية بتعزيز وتفعيل الآليات الدولية لحماية حقوق العاملين في مجال توصيل الطلبات، والتي من أهمها دعوة مجلس حقوق الإنسان إلى اتخاذ زمام المبادرة في تحقيق تطلعات الملايين من العاملين في مجال توصيل الطلبات، وتفعيل مختلف الهيئات والآليات الدولية لتحقيق واقعاً أفضل لهؤلاء العاملين، وتأمين إنفاذ الأحكام القانونية المتعلقة بظروف العمل وحماية عمال التوصيل من جميع الانتهاكات العمالية، وتعزيز التزام الدول وأصحاب العمل بالمعايير القانونية المنصوص عليها في التشريعات الدولية والوطنية المعنية بحماية حقوق الإنسان وترسيخ احترام حقوق العمال.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

يصف “اعتقاله” بالاختطاف.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يدعو لاستمرار الاحتجاجات

وصف الناشط الفلسطيني محمود خليل، اليوم السبت، اعتقاله من قِبل سلطات الهجرة الأمريكية بعملية “اختطاف”. متهمًا جامعة كولومبيا بأنها “مؤسسة مهّدت الأرضية لاختطافه”.

وقال خليل، وفق ما أوردته وكالة معا الفلسطينية، إن عمليات الترهيب والاختطاف، بحق الطلاب الدوليين المدافعين عن القضية الفلسطينية، شهدت تصاعدًا ملحوظًا منذ اعتقاله في 8 مارس الماضي.

ودعا الناشط الفلسطيني، في مقال له بصحيفة “كولومبيا سبيكتاتور” الطلابية، الطلاب إلى عدم التخلي عن مسؤوليتهم في مقاومة الضغوط والاستمرار في الاحتجاجات.

وأشار خليل، إلى أن جامعة كولومبيا، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، لم تكتفِ بتجاهل حياة الفلسطينيين، بل ساهمت في نشر الخطاب الذي يُستخدم لتبرير هذه الحرب.

وفي مارس الماضي، ألقت سلطات الهجرة الاتحادية الأمريكية القبض على الطالب الفلسطيني محمود خليل الذي لعب دورًا بارزًا في احتجاجات جامعة كولومبيا ضد العدو الصهيوني وحربه على قطاع غزة.

واعتقل عملاء إدارة الهجرة والجمارك خليل من داخل شقته المملوكة للجامعة واقتادوه إلى الحجز، حسبما أكدت محاميته إيمي جرير لوكالة “أسوشيتد برس”.

يصف "اعتقاله" بالاختطاف.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يدعو لاستمرار الاحتجاجات

مقالات مشابهة

  • إرساء عقد جسور مداخل “جزر دبي” بـ786 مليوناً
  • “أكاديمية 42 أبوظبي”.. دور رائد في تمكين الشباب وتزويدهم بمهارات البرمجة
  • “دقلو” يبدو أن الزهللة التي يعيشها أنسته أنه هاجم من داخل العاصمة ولم يتمكن من الاحتفاظ بها
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • يصف “اعتقاله” بالاختطاف.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يدعو لاستمرار الاحتجاجات
  • على خلفية موقفها الداعم للفلسطينيين.. فشل حملة الاحتلال وأمريكا ضد “فرانشيسكا ألبانيز”
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان”: الإمارات جعلت السلام جزءا أصيلا من المجتمع
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: أرحب بأول قرار لمجلس حقوق الإنسان بعد سقوط النظام، والذي رحب بسقوطه وركز على إجرامه، ورحب بإنشاء الحكومة الجديدة، وتناول العقوبات الاقتصادية والانتهاكات الإسرائيلية، وألم بجهودنا المحلية والدولية لحماية حقوق الإنسان رغم التحدي
  • زعم أن الجيش السوداني نفذها.. مفوض حقوق الإنسان يدعو إلى وقف عمليات قتل المدنيين في الخرطوم