تم تصويرها في ثماني مدن بين مصر والصين.. بدء عرض سلسة أقنعة وكنوز
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
عرض أمس السبت العرض الأول للسلسلة الوثائقية بعنوان أقنعة وكنوز على شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN)، في المواعيد التالية: 4:00 و11:00 و20:30 بتوقيت القاهرة.
وتعد سلسلة أقنعة وكنوز أول تعاون مصري صيني في الأفلام الوثائقية، حيث تم تنفيذها بشكل مشترك بين شبكة تلفزيون الصين الدولية وشبكة قنوات التلفزيون المصري.
ومن جانبها قالت حنان لي خبيرة العلاقات الدولية والشؤون الصينية العربية في تصريحات صحفية ان السلسلة الوثائقية بعنوان أقنعة وكنوز المكونة من أربع حلقات تم تنفيذها بثلاث لغات: الصينية والعربية والانجليزية، وتقوم بربط القناع الذهبي المشهور عالميًا لتوت عنخ آمون والقناع الذهبي للتمثال البرونزي الشهير في تراث سانشينغدوي الثقافي الصيني، مما ينشئ حوارًا حميمًا عبر الزمان والمكان.
وأضافت أن هذه السلسلة تستهدف استكشاف "التماثل والتشابه والترابط" بين الحضارة المصرية القديمة وثقافة سانشينغدوي الصينية، واتباع مسارات التنمية المماثلة للحضارات القديمة في مناطق مختلفة من العالم، والتأكد من وحدة الحضارة الإنسانية بأشكال متعددة ومصيرها المشترك.
وأشارت حنان لي خبيرة العلاقات الدولية والشؤون الصينية العربية إلى إنه تنفيذ السلسلة الوثائقية استغرق أكثر من عام، وتم تصويرها في ثماني مدن في مصر والصين (القاهرة، الأقصر، أسوان، بكين، تشنغدو، سانشينغدوي بقوانغهان، ولاية أبا الذاتية الحكم لقوميتي تسانغ وتشيانغ، نانجينغ)، اجريت مقابلات مع أشهر الخبراء والعلماء في هذا المجال بمن فيهم عالم الآثار المصرية البارز الدكتور زاهي حواس ومدير منطقة آثار الهرم أشرف محي الدين.
وتابعت من المقرر عرض هذه السلسلة الوثائقية في مصر على شاشة التلفزيون المصري في نهاية شهر أكتوبر الجاري، وتأتي هذه الخطوة الرائعة نتيجة للتعاون الثقافي الوثيق بين البلدين، حيث عمل فريق الإنتاج على دمج أعماق الحضارتين في عرض تلفزيوني فريد.
وتتضمن هذه السلسلة الوثائقية معلومات قيمة تكشف عن الحقائق والأسرار القديمة التي تشكل جزءًا من تراث مصر والصين. ستأخذنا السلسلة في رحلة زمنية لاستكشاف التطورات الاجتماعية والثقافية والفنية التي عاشتها هاتان الحضارتان.
وأضافت حنان لى خبيرة العلاقات الدولية والشؤون الصينية العربية إلي إنه تحتل شخصية الفرعون توت عنخ آمون مكانة خاصة في هذه السلسلة، حيث سيتم استعراض تاريخه وإنجازاته وأهمية دوره في تعزيز الدين والثقافة المصرية القديمة. كما سيتم التركيز على اكتشاف مقبرته وكنوزها التي لا تزال تثير فضول العالم حتى يومنا هذا.
وتابعت أما قناع سانشينغدوي الصيني، فسيكون المحور الرئيسي الذي تتركز عليه السلسلة لتسليط الضوء على الحضارة الصينية القديمة يُعتبر هذا القناع من أبرز القطع الأثرية التي تم اكتشافها في الصين، ويعتبر رمزًا للجمال والتطور الحضاري الذي عاشته الصين في ذلك الوقت.
وتعرض السلسلة أيضًا التأثير الإيجابي الذي لا يزال ينبعث من هاتين الحضارتين في الوقت الحالي الثقافة المصرية والصينية لها تأثير عالمي، وتعتبران جسرًا تواصليًا بين الماضي والحاضر تشكل هذه السلسلة فرصة لتعزيز التفاهم بين الشعبين وتعزيز التعاون الثقافي المستقبلي بين مصر والصين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تلفزيون الصين الأفلام الوثائقية السلسلة الوثائقیة مصر والصین
إقرأ أيضاً:
القباب.. أصل العمارة المصرية القديمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الحقيقة أن الإبهار المعماري في القباب الإسلامية والقبطية يأخذ البصر بعيدًا ويجعل الخيال ينطلق متناغمًا مع انسيابية البناء وجمال الزخرفة ورشاقة ودقة التكامل المعماري وبراعته.
ولكن يبقى السؤال لماذا القبة؟
نجد القبة شامخة فوق ساحة كنيسة مار جرجس في مجمع الأديان، كما نراها سامقة فوق ضريح السلطان قلاوون في شارع المعز لدين الله الفاطمي أو فوق ساحة جامع أبو الدهب في الأزهر، فما السبب في اعتماد القبة كبناء ديني جنائزي سواء في العمارة القبطية أو الإسلامية.
والحقيقة -وعذرًا على تكرار الكلمة فالآثار هي من تقرر الحقائق دائمًا- إن القبة من مميزات العمارة المصرية، ولا نجد في القبة سواء بكنيسة أو جامع أو ضريح إلا امتدادًا للعمارة المصرية القديمة والتي برعت في صنع وبناء الأسقف المقببة.
وفي الأيام الأخيرة طالعتنا الصحف ونشرات الأخبار عن كشف أثري لبعثة أثرية عاملة في سوهاج وضمن مكونات الكشف مقبرة ملكية لأحد الملوك السابقين على ملك يُدعى سنب كاي.
وهي أكبر بكثير من المقابر الأخرى المعروفة سابقا والمنسوبة إلى "أسرة أبيدوس"، وأقر الدكتور جوزيف وجنر رئيس البعثة المصرية الأميركية العاملة بأبيدوس، أنه تم العثور على المقبرة الملكية على عمق يصل إلى حوالي 7 متر تحت سطح الأرض، وتتكون من غرفة للدفن من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن يصل ارتفاعها في الأصل إلى حوالي 5 متر، كما يوجد بها بقايا نقوش على جانبي المدخل المؤدي إلى غرفة الدفن للمعبودتين إيزيس ونفتيس، مع أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل ذات يوم اسم الملك بالهيروغليفية، ويشبه أسلوب الزخارف والنصوص في طرازه تلك التي تم اكتشافها سابقا في مقبرة الملك "سنب كاي".
هنا نجد أن سقف الغرفة على هيئة قبو، وذلك لأن السقف المقبب هو الأكثر قدرة على حمل ما فوقه، فهنا نحن لا نبني بخراسانات مدعمة بالحديد وإنما نستعين بالمهارة الهندسية في توزيع الأحمال ودا عن طريق الأسقف المقببة.
كما نجد العقود وهي الـArshes والتي عرفها المصري القديم ونجد نموذج لها في معبد الأقصر.
كما نجد الأسقف المقببة لمقابر الكتاكومب في الإسكندرية وهي ذات مناطق انتقال، حيث حول المعماري الشكل المربع لدائري من خلال المثلثات الكروية مما مكن له صنع السقف المقبي.
كما أن لدينا سقف رواق الرامسيوم في الأقصر وتحديدًا مخازن الغلال الخاصة بالرامسيوم وهي أسقف مقببة كأفضل ما يكون، كما نجد البدايات للقباب الضريحية في سقف قبر الملك زوسر في سقارة، حيث نجد أن المعماري جعل السقف عبارة عن قبة ضحلة، واستعان بكتل من الخشب في الأربعة أجناب والتي تشبه مناطق الانتقال في القباب القبطية والاسلامية والتي نطلق عليها الآن المقرنصات.
إذًا فالفكرة والتصميم نابعان من العصور المصرية القديمة، فكرة القبة والتحايل على الشكل المربع كي نصل به لشكل دائري، ولقد وصلت القبة لتمامها واكتمالها في العصر المملوكي الجركسي الذي نجد فيه قباب غاية في البهاء والرشاقة.
والقبة تعطي هيبة عظيمة مرتبطة بنفسية المصري منذ القدم، فسقف المقابر المصرية القديمة في العديد منها مقبب، فهي تدل على أن هناك من هو مدفون هنا.
ثم هي حيلة معمارية بارعة لإغلاق السقف وتحريم البناء فوقه بقوة المعمار وبراعة الهندسة ودون الحاجة لقوانين، فمن سيستطيع البناء فوق الشكل المقبب، بالضبط كالأسقف الجمالون في أوروبا والتي تحد من تعلية الأدوار ببراعة.
وكذلك القبة تحاكي فلسفيًا قبة السماء، فكأن المدفون قد وضعنا فوقه قبة السماء، وهو ما يصلح كتفسير لماذا لجأ له المصري القديم، فقد يكون يريد أن يحاكي بيئة الربة نوت ربة السماء، وبالطبع في العمارة الإسلامية يحاكي المعماري قبة السماء وكأنه لم يخالف الأمر النبوي بعدم البناء فوق الأضرحة، فيما يبدو أنه معين واحد، وارتباط نفسي ممتد عبر العصور.
أخيرًا السقف المقبب أكثر تحملًا ومقاومة لعوامل الجو من مطر وغيره، ففوق القبة لا تتجمع أمطار، كما أن الحِمل المعماري على الجدران وليس على القبة نفسها.
بعد العرض السابق قرر علماء الآثار أن أصول القبة مصري قديم أو أن الفكرة داعبت أذهان قدماء المصريين فطبقوها وسلموا الراية لمن ورثهم فطوروها.
WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM (1) WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM