طوفان الأقصى.. مبادرات لتعريف الأطفال بالقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
لم يتوقف أمر "طوفان الأقصى" عند حدود فلسطين، فالعمليات التي شنتها "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، صاحبها رغبة واسعة في المشاركة في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية بين الأجيال الناشئة، وعرض قصة ما يجري على الأرض، بطريقة مبسطة موجهة للأطفال، تارة عبر ورش للحديث عن قضية فلسطين، وتارة عبر مسابقات للرسم للتعرف على قصة علم أرض السلام ومعنى ألوانه، أو حكايات وألعاب للأطفال تمنحهم معرفة أكبر بما يجري على شاشات التلفزيون، وجذوره.
ما إن بدأت الأحداث حتى بادر الرسام المصري، عمرو الطاروطي، بالمساهمة في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية من خلال إقامة ورشة مستوحاة من الحدث، عبر مجموعة يديرها بموقع فيسبوك، باسم "كتب أطفال"، تضم أكثر من 20 ألف عضو، من الرسامين وكتّاب الأطفال المحترفين، فضلا عن عدد ضخم من الآباء في الوطن العربي.
يقول الطاروطي للجزيرة نت "في الوقت الذي نمتلك فيه وعيا بالقضية التي عاصرنا الكثير من أحداثها، ما تزال الأجيال الجديدة بحاجة إلى فهم ما يجري، ومعرفة الأمر بشكل يناسب أعمارهم، لذا فكرنا في تنظيم نشاط يربط أذهان الأطفال بالقضية الفلسطينية".
وركزت الورشة -التي تم تنظيمها عن بعد- على ألوان علم فلسطين وفكرته، وانتهت بمسابقة لرسم العلم، وكانت مكافأتها اشتراك مجاني لـ3 أشهر في تطبيق موجه للأطفال.
الطاروطي: فكرنا في تنظيم نشاط يربط أذهان الأطفال بالقضية الفلسطينية (الجزيرة)ويضيف الطاروطي "فوجئنا بإقبال ضخم، رغم الحزن المسيطر على الجميع، وحالة الترقب والفرحة بالنصر المشوبة بالتوجس. كان الناس حريصون على المشاركة في المسابقة، وقد وصلنا في 24 ساعة فقط، 183عملا فنيا، شارك فيها الأطفال من كل الجنسيات تقريبا، لكننا قررنا أن نختار حكما للمسابقة، فلسطيني الجنسية، وعليه تواصلنا مع الرسامة الفلسطينية الكبيرة أماني البابا".
ويتابع "أصرت أماني البابا على أن تكون معنا رغم الظروف الجارية، واختارت 3 فائزين تراوحت أعمارهم بين 7 و8 سنوات، وقد تأثرت كثيرا بالمسابقة، حتى إنها أرسلت لنا مقطع فيديو مسجلا تشكرنا فيه على مشاعرنا وعلى أننا نقاوم بشكل مختلف، حتى لو كانت المقاومة عبارة عن رسمة".
كلمة السر "مجانا"عشرات المبادرات الموجهة إلى الأطفال حاولت تبسيط الأفكار الكبرى المتعلقة بـ"القضية الفلسطينية" عبر أنشطة فنية موجهة للأطفال، تحت شعار "مجانا" دعما للقضية وأهلها.
ومن بين هذه المبادرات ورشة مجانية للأطفال للتعرف على حكاية فلسطين بشكل مبسط، والتراث الفلسطيني، والمسجد الأقصى. ونظمت هذه المبادرة الفنية بعنوان "ضي"، عبر تطبيق زووم لفائدة الأطفال من 4 إلى 7 سنوات، وشهدت إقبالا كبيرا.
أما مشروع "مكوك" الفني الموجه للأطفال، فقد أتاح عبر موقعه الرسمي كتاب تلوين بعنوان "فلسطين بالألوان".
كما نشرت مجلة الأطفال المصرية "علاء الدين" صورة بطلها الرئيسي مرتديا الشال الفلسطيني، مع عبارة "سنبقى صامدين وستبقى فلسطين".
بينما رشحت مبادرة "طنون" الإلكترونية، عروضا لكتب الأطفال التي تدور حول فلسطين والتي يمكن قراءتها للأطفال من عمر العامين.
وفي السياق، سار القائمون على مبادرة "زرعة بتكبر" الموجهة لتعليم الأطفال، حيث تم تحويل جهد المعلمات الثلاث القائمات على المبادرة، ريهام ورضوى ويمنى، إلى ورش مجانية للأطفال، لتعريفهم بفلسطين وتاريخها وخريطتها، وجها لوجه، مؤكدين عبر صفحتهم الرسمية: "ثاني وثالث وعاشر، طوال ما في نفس سنعيد الورشة".
التبرع بـ"الخريطة"لم يتخيل أحمد ضيوف، الناشر المصري، أحد مؤسسي دار كتوبيا، ومدير النشر بدار سديم، أن يصله تبرع من نوع مختلف في ظل الأحداث الجارية، فما إن أعلن عن بيع لعبة أحجية خشبية "بازل" لخريطة فلسطين، حتى تبرعت إحدى السيدات بألف نسخة مطبوعة من الخريطة موجهة للأطفال.
أحمد ضيوف: فكرنا بتصميم لعبة تعليمية فيها خريطة فلسطين، على أن تكون خشبية، لتوجه إلى الأطفال (الجزيرة)يقول "ضيوف" للجزيرة نت "بدأت فكرة اللعبة التي نبيعها في مكتبات الإسكندرية، قبل سنوات، وجاءتنا فكرتها حين قام موقع "غوغل" باستبدال أسماء مدن فلسطين على خريطتها بأسماء عبرية، ففكرنا وقتها في تصميم لعبة تعليمية فيها خريطة فلسطين، على أن تكون خشبية، لتوجه إلى الأطفال، من أجل تعريفهم بشكل الخريطة بالتفصيل".
وأضاف "لاحقا أرسل لنا أحد المتبرعين، خريطة رقمية "ديجيتال" مجانا لطباعتها، وكنا نوزعها في ذلك التوقيت مجانا، ومنذ ذلك الحين ونحن نقوم بالتوزيع، حتى قامت إحدى السيدات، بطباعة الخريطة لتوزيعها مع اللعبة الخشبية".
إيمان "ضيوف" بأهمية زرع الوعي في عقول الأطفال بالقضية الفلسطينية في مرحلة مبكرة، كان هو ذاته السبب الذي دفع القائمين على تطبيق "نوري" الإلكتروني، لإتاحة القصص مجانا عبر التطبيق، لمدة أسبوع، عقب جمعة طوفان الأقصى، ومن بينها القصص التي تدور حول فلسطين، مثل قصة "حكاية المسجد الأقصى"، وقصة "سندباد في القدس".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على أن
إقرأ أيضاً:
لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال
لسه فاكر كلام أهلك السلبي عنك؟ تعرف على آثار الأذى النفسي الذي يتعرض له الأطفال من قِبل الوالدين..على الرغم من توقيع العديد من الدول على اتفاقية حقوق الطفل، التي تضمن حق الأطفال في الحماية من العنف بجميع أشكاله، فإن الواقع يعكس أرقامًا صادمة.
الصحة النفسية للأطفال تتأثر بشكل كبير بالأساليب التي يتبعها الآباء في التربية
حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو مليار طفل سنويًا يتعرضون للعنف العاطفي، البدني، أو الجنسي، في حين يفقد طفل حياته جراء هذا العنف كل خمس دقائق والأطفال الذين يعيشون في بيئة تخلو من الحب والدفء، ويتلقون بدلًا من ذلك العداوة أو التهديد، غالبًا ما تتشكل لديهم شخصيات غير متوازنة كما ينعكس أسلوب الوالدين بشكل مباشر على نفسية الطفل، سواء كان ذلك عبر الطلبات المستحيلة أو التعامل كأن الطفل عبء أو شخص غير مرغوب فيه.
العنف الأسري تعرف على العلاقة بين الصحة النفسية للوالدين وتأثيره على الأطفال
أوضح العديد من أساتذة علم النفس الإكلينيكي أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مشكلات الصحة العقلية لدى الآباء وتأثيرها على الأطفال.
فالطفل الذي يعاني أحد والديه من اضطرابات القلق يكون معرضًا للإصابة بنفس الاضطراب بمعدل يتراوح بين أربع إلى ست مرات.
أما الأطفال الذين ينشأون في بيئة يعاني فيها أحد الوالدين من الاكتئاب، فإن احتمالية إصابتهم بالاكتئاب ترتفع بمعدل ثلاث إلى أربع مرات.
إقرأ أيضًا..تنفصل عن الواقع لعدة ساعات؟ تعرف على أعراض مرض الذهان وطريقة علاجه
تعرف على أشكال العنف النفسي ضد الأطفال
• يتعرض الأطفال لعدة أشكال من العنف النفسي من قبل الوالدين مثل:
•التقليل من شأن الطفل وتحطيم ثقته بنفسه.
•التضارب في أساليب التربية، كالعقاب القاسي أحيانًا، وترك السلوك دون ردع أحيانًا أخرى.
•الترهيب وخلق جو من الخوف.
•مقارنة الطفل بأقرانه مما يؤدي إلى شعور بالدونية.
الآثار النفسية للعنف والأذى النفسي الذي يتعرض له الأطفال يترك آثارًا طويلة الأمد، منها:
التوتر والقلق نتيجة فقدان الأمان داخل الأسرة وفقدان التركيز بسبب الانشغال بسلوكيات الوالدين العدوانية كرد فعل على العنف الممارس ضدهم.
والاكتئاب، الذي قد يتطور إلى محاولات انتحار في الحالات الشديدة وضعف الأداء الدراسي والعزلة الاجتماعية.
و لكي تتجنب هذه الآثار السلبية، يجب تعزيز وعي الوالدين بأهمية اتباع أساليب تربوية صحية تضمن بناء شخصيات متوازنة ومستقرة نفسيًا.