في لقائه مع بلينكن:: السيسي يعلن موقفه من هجوم حماس ويتحدث عن رد الفعل الإسرائيلي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
دان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، هجوم حركة حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الجاري، لكنه عبر عن خشيته من أن يتجاوز رد الفعل الإسرائيلي يتجاوز حق الدفاع عن النفس.
وقال السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في القصر الرئاسي في القاهرة: "ما حدث من تسعة أيام، كثير وصعب، لا أحد يختلف على هذا، ونحن ندينه".
ولم يذكر السيسي، الذي يتخذ موقفا متشددا من جماعة الإخوان المسلمين منذ إزاحة الجيش للرئيس الراحل محمد مرسي عن الحكم عام 2013، اسم حركة حماس، خلال حديثه عن هجومها على إسرائيل مع بلينكن، في لقاء بثته قناة الرئاسة المصرية على يوتيوب.
وقال السيسي: "نحن نندد ونرفض تماما المساس بالمدنيين، أي مدنيين، وهذا موقفنا والدور الذي حرصنا عليه خلال سنوات طويلة منذ اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل".
وأضاف أن "الأزمة الموجودة كبيرة جدا، ورد الفعل الموجود أتَحَسَّب أنه يتجاوز حق الدفاع عن النفس من جانب إسرائيل، ويتحول إلى عقاب جماعي لقطاع غزة الذي فيه 2.3 مليون فلسطيني. صحيح أن ما حدث من تسعة أيام، كثير وصعب، لا أحد يختلف على هذا، ونحن ندينه، لكن لابد أيضا أن نعلم أن هناك تراكم لحالة الغضب والكراهية على مدار أكثر من 40 عاما، بسبب عدم وجود أفق لإيجاد حل للقضية تعطي أمل للفلسطينيين".
وأكد السيسي أهمية التحرك بجدية "لإيقاف تطورات الأزمة التي قد يكون لها تداعيات على منطقة الشرق الأوسط كله"، وقال "نحن نبذل جهدنا لاحتواء الموقف وعدم دخول أطراف أخرى إلى الصراع".
وبجانب خفض التوتر، شدد السيسي على ضرورة "تسهيل دخول المساعدات إلى غزة، لأننا نتحدث اليوم عن قطاع محاصر، بدون مياه ولا كهرباء ولا وقود، وبدأت أزمة خبز في الظهور".
كانت الولايات المتحدة أعلنت التوصل إلى اتفاق لخروج رعاياها من غزة السبت عبر معبر رفح ولكن مصر أبقت المعبر مغلقا وقالت إنه لا يمكن أن يستخدم "فقط" لعبور الأجانب.
ونقلت وسائل الإعلام المصرية المقربة من السلطات عن مصادر لم تسمها أن أحدا لن يمر عبر المعبر طالما لم تتمكن المساعدات من الدخول الى غزة.
وبعد لقائه مع السيسي، قال بلينكن، إن معبر "رفح سيفتح"، وهو الممر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل بين قطاع غزة والعالم الخارجي. وأضاف "إننا نضع مع الأمم المتحدة ومصر واسرائيل آلية لايصال المساعدات لمن يحتاجون إليها"، فيما تنتظر أولى قوافل المساعدات في سيناء فتح المعبر الذي قصفته إسرائيل الإسبوع الماضي ثلاث مرات.
وقُتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر، معظمهم من المدنيين، وتم احتجاز أكثر من 120 شخصا رهائن، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
وفي غزة، أدى الرد الإسرائيلي الى مقتل 2670 شخصاً وإصابة 9600 آخرين بجروح، بينهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ارتباك إسرائيلي حول توزيع المساعدات في غزة.. فشل في اختراق العشائر
مع تصاعد العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة، واستمرار المفاوضات، ولو بنسب متفاوتة، يجتهد الإسرائيليون في تقديم المزيد من المقترحات الميدانية لإنهاء هذه الحرب، مع خشيتهم بألا تكون أهدافها قد تحققت، رغم الكثافة النارية الدموية التي ألقت حممها على الشعب الفلسطيني.
وذكر النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطيني في قسم التخطيط بجيش الاحتلال الجنرال عاميت ياغور، أنه "مع استمرار القتال على الجبهتين الجنوبية والشمالية، غزة ولبنان، نفهم أن تدمير جميع القدرات العسكرية تقريبًا للمنظمات المسلحة بطريقة لا تسمح لها بتهديد الاحتلال، والإضرار به، قد تم بشكل كبير، رغم أن ذلك لا يؤدي إلى استسلامها وانسحابها، وسيكون مستحيلا ملاحقة كل صاروخ وكل مقاتل آخر للعدو".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أننا "إذا أردنا إنهاء هذه الحرب يوما ما على الجبهة الجنوبية، فيجب أن نعلم أن أمامنا حماس، منظمة عسكرية وسياسية وقوة حاكمة في قطاع غزة، وكان الطريق لتجاوزها سريعاً، والإفراج السريع عن الأسرى، هو التعامل مع ذراعيها العسكري والحكومي، في الوقت نفسه، زاعم علاقة حماس مع الجمهور في غزة تتعلق بالمقام الأول بالمساعدات الإنسانية، ومن المؤكد أن تخفيضها للحد الأدنى سيقلّل بشكل كبير من بقاء حماس، وقدرتها على القتال لفترة طويلة".
وزعم أن "الطلب الأمريكي الحازم والصريح حرم الاحتلال من تقليص المساعدات للحد الأدنى، وأطال أمد الحرب، وأضرّ بفرص إعادة المختطفين بأسرع وقت ممكن، ومن هذه النقطة فصاعدا، تحولت مسألة الضرر الذي لحق بالقدرات الحكومية لحماس إلى التركيز على مسألة من سيوزع المساعدات، وفي مسألة توزيعها الفعلي على الفلسطينيين ظهر أن الاحتلال عالق فعلاً، لأنه بينما عاد الجهد العسكري للمرة الثانية أو الثالثة في غزة، فإن الضرر الذي لحق بقدرات حماس الحكومية لم تتم إدارته كجهد محدد مع ضغوط كبيرة ومتواصلة".
وذكر أنه "باستثناء ثلاث محاولات فاشلة لخلق تعاون مع العشائر لتوزيع المساعدات الإنسانية بدلاً من حماس، فإن الاحتلال لم يمنح القضية أهميتها الحاسمة، المرتبطة بحماس، واستكمال أهداف الحرب المزعومة، واستعادة الأسرى، أي أن المستويين السياسي والعسكري فشلا في فهم أن الجهد العسكري في مواجهة حماس ضروري، لكن المهم بنظرها هو الحفاظ على قدراتها الحكومية وولاء فلسطينيي غزة لها، وهو الأساس لاستمرار وجودها في اليوم التالي، مع العلم أن قدراتها العسكرية ستخضع لإعادة التأهيل في عملية تستغرق عدة سنوات".
وأوضح أننا "اليوم دخلنا مرحلة ما بعد القتال العسكري في غزة، وفي نهاية الحرب بأكملها، وأمام الاحتلال بدائل استراتيجية: أولاها إنهاء الحرب أذا أنهت حماس حكمها الفعلي على غزة، وعدم عودتها لموقع قوة في غزة، وهو مهم جداً من الناحية الاستراتيجية الإقليمية، وسيطرة طرف ثالث على غزة، والحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة عليها حتى دخول قوة جديدة، وهو ما سيتم مناقشته في إطار الحديث عن الواقع الجديد في اليوم التالي، وإسناد السيطرة المدنية في مختلف المراكز في القطاع لقوة أخرى".
واستدرك بالقول أن "الأمريكيين يعارضون بشدة أي نشر لقوات إضافية في الشرق الأوسط، وبالتأكيد في مناطق القتال، مما قد يشير لشركات الأمن الخاصة، التي يوجد الكثير منها في الولايات المتحدة، وساعدت جيشها بشكل كبير في السيطرة على العراق وأفغانستان، عندما انتهت مرحلة العمليات العسكرية، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة".
وزعم أن "عدم التدخل الإسرائيلي، أو وجود هيئة حكم خارجية سيسمح للمقاومة بالتسلل مرة أخرى لقطاع غزة عبر الأنظمة المدنية، مما يتطلب عمل الشركات الأمنية في مناطق إنسانية محددة "فقاعات إنسانية" في البداية شمال القطاع، مما سيمكن من العزلة عن مناطق القتال المتبقية، ويحرم حماس من القدرة على فرض السيطرة الاقتصادية، رغم أنه من العار أن يستمر النشاط المكثف في شمال القطاع حتى اليوم".