مستقبل غامض.. سيناريوهات ما بعد العملية البرية في غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا قالت فيه إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لغزو بري لقطاع غزة، من أجل تحقيق هدف واحد واضح، وهو تدمير قدرة حماس على الحكم هناك، إلا أنها لم توضح ما يمكن أن يحدث بعد ذلك؛ حيث لا توجد سيناريوهات جيدة.
ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، التي أدلى بها، الجمعة الماضي، بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في تل أبيب؛ حيث قال: "سوف ندمر حكم حماس، سنقضي على القدرات العسكرية لحماس، وسوف نتأكد من عدم وجود هذا التهديد على حدودنا، وسوف تكون طويلة، سيكون قاتلًا، وسوف تكون قوية، وسيكون كذلك إلى الأبد".
وأكدت الصحيفة، أنه يتعين على القادة الإسرائيليين أن يجيبوا عن سؤال مهم آخر: ماذا يأتي بعد حماس؟ إنه بالنسبة لهم، لا توجد بدائل جيدة، كما يقول مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، وتتراوح الاحتمالات بين إعادة احتلال عسكري إسرائيلي مباشر لغزة، أو الانسحاب الكامل بعد الحرب والسماح للفلسطينيين بإدارة الأمر بأنفسهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن معاقبة المسؤولين عن الهجوم على مستوطنات غلاف غزة الذي أسفر عن مقتل حوالي 1300 إسرائيلي خلال عطلة نهاية الأسبوع أكثر أهمية بالنسبة لكثيرين في جميع أنحاء إسرائيل من معرفة ما سيحدث بعد حماس.
وقال جاكوب ناجل، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو على اتصال بالمسؤولين الحكوميين: "أنا لا أهتم.. من الأهم بكثير التصرف وإنهاء المشكلة، وبعد ذلك يمكننا أن نقرر ما يجب القيام به".
وأضاف ناجل: "كنت أقول: فكر ثم اعمل، ما حدث في نهاية هذا الأسبوع غيّر كل قواعد اللعب"، ويجد وجهة نظره صدى لدى القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين من مختلف الأطياف السياسية.
وأفادت الصحيفة بأن أحد المسؤولين الأميركيين، قال "إنه لا توجد مناقشات تذكر حتى الآن مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن اليوم التالي، مبينة أن المعضلة التي واجهت قادة الولايات المتحدة بعد الهجمات الإرهابية في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، عندما مهّد الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة في أفغانستان الطريق أمام أمريكا لغزو العراق، الذي أصبح احتلالاً مكلفاً لمدة 10 سنوات.
وأضاف المسؤول أنه يتعين على إسرائيل أن تفكر في العواقب وألا تتسرع في حرب بدون استراتيجية خروج، مبرزا أنه "لا توجد خطة، إذا دمرتم حماس، ما الذي سيملأ الفراغ؟ أنت تدمر القاعدة وتحصل على داعش، إذا دمرت حماس، فستحصل على نسخة جديدة من حماس".
وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل خاضت أربع حروب في قطاع غزة مع حماس منذ أن سيطرت الجماعة المقاومة على القطاع المعزول في البحر الأبيض المتوسط في عام 2007، إلا أن هذه المرة ستكون مختلفة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل لم تسع، في الماضي، إلى تحقيق نصر حاسم في غزة، لقد تعاملت إسرائيل مع حماس فعلياً باعتبارها شراً لا بد منه على حدودها الجنوبية، وعدواً خطيراً لم تتمكن من القضاء عليه خوفاً من أن يحل محلها شيء أسوأ".
وذكرت الصحيفة أنه "خلال السنوات الستة عشر من حكم حماس في غزة، نجح القادة الإسرائيليون في تحقيق انفراجة غير مستقرة مع مقاتلي حماس، وتبنوا فكرة مفادها أن هدف الجماعة المتمثل في تدمير إسرائيل سوف يتراجع مع اكتسابها السلطة السياسية ومسؤوليات حكم غزة، وسمحت إسرائيل لقطر ودول أخرى في المنطقة بضخ مليارات الدولارات إلى غزة لضمان حصول سكانها على الغذاء والطاقة والمياه النظيفة".
وتابعت الصحيفة بأن "إسرائيل ردت على الهجمات الكبرى بحملات عسكرية عقابية تهدف إلى ردع حماس وإضعاف قدرة الجماعة المسلحة على تنفيذ ضربات مستقبلية"؛ ولقد أطلق المسؤولون الإسرائيليون على هذه الاستراتيجية اسم "قص العشب"، وهي طريقة لتقليص المشكلة التي لم تعالج القضايا الأساسية، وقد تبنى القادة الإسرائيليون من كافة وجهات النظر السياسية هذا التوجه، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قلة البدائل الجيدة.
وزعمت الصحيفة أن الهجوم على الإسرائيليين، في نهاية الأسبوع الماضي، قد أدى إلى تغيير هذه الاستراتيجية. والآن، تستعد إسرائيل لأكبر حملة عسكرية لها على الإطلاق في غزة، وهي حملة تهدف إلى إنهاء حكم حماس بشكل حاسم. وإذا تمت الإطاحة بحماس فعلياً، فإن أحد الخيارات يتلخص في أن ترسل إسرائيل قواتها لإعادة احتلال قطاع غزة، كما فعلت حتى عام 2005.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل سيطرت على قطاع غزة لعقود من الزمن بعد أن استولت عليه من مصر خلال حرب الأيام الستة عام 1967. وتخلت عن السيطرة السياسية على القطاع للفلسطينيين في التسعينيات وسحبت إسرائيل كل قواتها العسكرية وآلاف المستوطنين في عام 2005".
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لا ترغب في إرسال قوات عسكرية مرة أخرى لفرض حكم عسكري على قطاع غزة.
وقال مستشار الأمن القومي السابق، ناجل: "لا نريد أن نحكم غزة، هذا أمر مؤكد"؛ بينما قال الخبير في الشؤون الفلسطينية وضابط المخابرات الإسرائيلي السابق في الجيش الإسرائيلي الذي يعمل الآن في جامعة تل أبيب، مايكل ميلشتاين، "إن الفكرة تنطوي على إشكالية".
وأضاف: "هذا يعني أن إسرائيل يجب أن تكون مسؤولة عن 2.2 مليون شخص، معظمهم فقراء للغاية، وبالطبع سيكون هناك الكثير من المقاومة، وسيكون الأمر مشابهاً إلى حد كبير للوضع في العراق بعد عام 2003، عندما استولت أمريكا على الدولة، ولا أعتقد أن إسرائيل تريد إعادة خلق هذا الوضع".
وبحسب الصحيفة؛ فإن "هناك فكرة أخرى تكتسب المزيد من الاهتمام وهي أن تقوم إسرائيل بسحق حماس، والخروج من غزة، والسماح للفلسطينيين ومؤيديهم بمعرفة ما سيحدث بعد ذلك. ويأتي هذا الخيار مصحوبًا بمجموعة من التحديات الخاصة به، ما قد يمهد الطريق أمام المزيد من القوى المتطرفة لملء فراغ السلطة".
وقال مستشار سابق آخر للأمن القومي لنتنياهو، ياكوف أميدرور، إنه "في ظل هذا السيناريو، ستنفصل إسرائيل عن قطاع غزة، وهذه ليست مسؤوليتنا، وعلى عكس الماضي، لن نقدم أي شيء للفلسطينيين في قطاع غزة، سيكون عليهم الاعتناء بأنفسهم"، و"لن يكون لإسرائيل سوى علاقة واحدة مع قطاع غزة: منع أي شخص من بناء أي قدرة عسكرية هناك".
وبينت الصحيفة أن "إسرائيل لا تزال مسؤولة عن رعاية قطاع غزة بموجب القانون الدولي، وقد تواجه انتقادات واسعة النطاق إذا حاولت التنصل من واجباتها لضمان حصول الفلسطينيين في غزة على الغذاء والماء وغيرها من ضروريات الحياة". والاحتمال الثالث هو أن تقوم إسرائيل بتمهيد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تحكم الضفة الغربية.
وقال العقيد المتقاعد وخبير الأمن القومي، كوبي ماروم: "سيكون ذلك في مصلحة إسرائيل، إن خيار سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة أفضل بكثير من سيطرة جنودنا على 2.2 مليون شخص، نحن لسنا مهتمين بالتمسك بتلك المنطقة، كل ما نريده هو وضع هادئ لشعبنا".
وأضافت الصحيفة أن "السلطة الفلسطينية الضعيفة، ومقرها مدينة رام الله بالضفة الغربية على بعد 50 ميلاً، لم تعد إلى غزة منذ طردها منها على يد مقاتلي حماس في عام 2007".
واعتبرت الصحيفة أنه "من المشكوك فيه أن تتمكن المجموعة، بقيادة رئيسها محمود عباس البالغ من العمر 87 عاماً، من تعزيز سلطتها في قطاع غزة. وقد فشلت الجهود السياسية للسماح لها بالعودة إلى الحكم في غزة مراراً وتكراراً. كما أنها لا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ حيث إنها تشتهر بالفساد وعدم الفاعلية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي يشغل الآن منصب زعيم المعارضة، يائير لابيد، السبت الماضي، إن "المجتمع الدولي قد يحتاج إلى مساعدة السلطة الفلسطينية في الحكم على المدى القصير".
وأضاف لابيد، لشبكة "سي إن إن": "أحد الأشياء التي تعلمناها هو أنك لا تدخل في عملية عسكرية دون أن تكون لديك استراتيجية خروج واضحة. إن استراتيجية الخروج، في رأيي، ولكن لا يزال هذا الأمر قيد المناقشة، هي إيجاد طريقة لإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
وذكرت الصحيفة أن الاحتمال الآخر هو أن تقوم قوة حفظ سلام دولية بالسيطرة على غزة، على الأقل مؤقتا. ولكن ليس من الواضح على الإطلاق ما هي الدول، إن وجدت، التي ستكون مستعدة لإرسال عدد كبير من القوات للمساعدة في تحقيق الاستقرار في غزة التي مزقتها الحرب.
وأضافت أن "هناك أيضًا سيناريو خامسا، وهو السيناريو الذي يصبح فيه الوضع الإنساني في غزة سيئًا للغاية، ما يدفع المدنيين إلى الفرار بأعداد كبيرة إلى مصر المجاورة".
وقالت المستشارة القانونية السابقة لعباس، ديانا بوتو، إن "إسرائيل تبدو عازمة على محاولة خلق أزمة مترامية الأطراف تجبر الفلسطينيين على إخلاء قطاع غزة" مشيرة إلى أنه "لا يوجد شيء اسمه تدمير حماس، لقد أصبحت حماس بمثابة رمز لغزة، إنهم يريدون السيطرة على غزة".
واختتمت الصحيفة تقريرها مؤكدة أن "مصر وحماس لا يريدان أن يهرب الفلسطينيون عبر الحدود، ويخشى العديد من سكان غزة من أنهم إذا غادروا، فلن يتمكنوا أبدًا من العودة". بينما صرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عميدرور، بأن "إسرائيل لا تريد طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، مضيفًا أنه "لا يمكننا إجبارهم على المغادرة. إذا أرادوا ذلك فسنساعدهم، أنا متأكد من أنه لن يبكي أحد في إسرائيل إذا فعلوا ذلك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الفلسطينية فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة الأمن القومی الصحیفة أن قطاع غزة لا توجد فی غزة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: إسرائيل تريد إطالة أمد المفاوضات وتعطيلها مع حماس (فيديو)
قال أشرف العشري، الكاتب والمحلل السياسي، إنّ العدوان الإسرائيلي يتوسع داخل قطاع غزة، سواء فيما يتعلق باستهداف الكثير من الفلسطينيين ومن بينهم المرضى داخل مستشفى كمال عدوان، أو تجريف البنية التحتية من مستشفيات ومناطق اللجوء.
نتنياهو: لن نكشف عن تفاصيل المفاوضات والإجراءات التي نقوم بها كيربي: إمداد كييف بالأسلحة قد يحسن وضعها خلال المفاوضات دولة الاحتلال الإسرائيليوأضاف «العشري»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول دفع الفلسطينيين إلى النزوح الكامل إلى بعض مناطق الجنوب والوسط؛ حتى يكون هناك تقديم تنازلات من قبل حركة حماس في المفاوضات الجارية الآن الخاصة بعقد الصفقة في المرحلة المقبلة.
وتابع: «تسريبات الصحافة الإسرائيلية ما بين قبول وتراجع وخلل فيما يتعلق بشروط الصفقة، إذ أن كل المحاولات الإسرائيلية تسعى للقفز فوق الحقائق واتباع سياسة الهروب للأمام في محاولة لتعطيل أي توصل إلى كثير من التوافقات في ضوء ما قدمته حماس من تنازلات».
نتنياهو يريد إطالة أمد المفاوضاتوواصل: «نتنياهو يريد إطالة أمد المفاوضات، خاصة أثناء خطابه في الكنيست الإسرائيلي بالأمس لم يقدم أي نوع من تحديد المواعيد النهائية لبدء تنفيذ المرحلة القادمة، وقال إنه يحتقظ بكثير من الأسرار وأجواء المفاوضات ولن يفصح عنها، لكنها محاولة منه لإطالة أمد المفاوضات».
فصل الشتاء.. ضيف ثقيل على النازحين في قطاع غزةعرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا بعنوان «فصل الشتاء.. ضيف ثقيل على النازحين في قطاع غزة»، توضح فيه أن سكان غزة تزداد معاناتهم في ظل دخول فصل الشتاء، فلا يوجد ملابس ثقيلة يرتدونها، والخيم لا تستطيع أن تقيهم من برودة الفصل.
وقال التقرير، إنه مع دخول فصل الشتاء تزداد معاناة سكان القطاع المحاصر، في ظل شح الطعام والدواء وانعدام كل وسائل التدفئة لهم ولأطفالهم.
ولفت التقرير، إلى أنه وسط أنقاض المنازل المهدمة ومن بين خيام مزدحمة، ومهترئة لا تقي برد شتاء، ولا حرارة صيف، تخرج صرخة للعالم، فكيف يمكن أن تتحول أبسط الأحلام في الحصول على مأكل ومأوى دافئ إلى كابوس مؤرق.
وأشار التقرير، إلى أن الوسائل البدائية كإشعال النيران للتدفئة، رصدتها طائرات الاحتلال واعتبرتها هدف مباشر لإتمام حرب الإبادة فتحول شعلة التدفئة إلى هدف للحرق والقتل.
وأوضح التقرير، أن أطفال غزة هم بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي، الذين سلبت الحرب طفولتهم، وألعابهم، وأحلامهم، إذ أنها سلبتهم فرصتهم من نيل أبسط الحقوق الإنسانية، من ملابس وجوارب وطعام ساخن، فلا يوجد ملابس ثقيلة تقيهم من برودة الجو، ولا طعام كافيًا، يطفئ جوع بطونهم، في ظل الليال العصبية التي تمر على سكان القطاع.