هجوم حماس يضع مستقبل نتانياهو على المحك
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
يرى محللون أن مستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد يصبح على المحك، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، والذي خلّف صدمة في البلاد.
ورأى خبير السياسة الإسرائيلية والنائب السابق عن الحزب العمالي دانيال بنسيمون "إنها بداية سقوطه".وإن كان يقر بأنها ليس المرة الأولى التي يجري الكلام فيها عن نهاية المسيرة السياسية الطويلة لنتانياهو، إلى أنه على قناعة بأن "الخطأ الذي ارتكبه هذه المرة جسيم للغاية".
وقال : "أخفق في مهمته الجوهرية، وهي ضمان حماية شعبه. وبسببه، كانت الدولة والجيش غائبين السبت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عند حدود قطاع غزة" مضيفاً "سوف يدفع الثمن غالياً".
وباغتت حركة حماس إسرائيل بشن عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق بجنوب إسرائيل بحراً وبراً وجواً تزامناً مع إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، فقتلوا أكثر من ألف مدني في الشوارع وفي منازلهم، وفي مهرجان موسيقي، وأخذوا ما لا يقل عن 155 شخصاً رهائن، وفق السلطات الإسرائيلية.
فيديو.. #نتانياهو لجنوده: "هل أنتم مستعدون للمرحلة التالية؟"https://t.co/7hJegxDmXo
— 24.ae (@20fourMedia) October 14, 2023ومذاك، تصاعد القتال إلى حرب شاملة، بعدما أعقبته حملة قصف إسرائيلية كثيفة. ووصلت حصيلة القتلى في الجانب الإسرائيلي إلى أكثر من 1400 شخص، فيما أدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل 2670 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
وبعدما شغل منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل بلغت 16 سنة بصورة إجمالية، قد تنتهي المسيرة السياسية لنتانياهو إذا خلصت لجنة تحقيق حكومية إلى أنه يتحمل المسؤولية جرّاء هجوم حماس، وفق السلطات ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
والحكومة هي التي تعين في إسرائيل هذا النوع من لجان التحقيق، مثلما حصل بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، حين فوجئت إسرائيل تماماً بهجوم القوات المصرية والسورية، وبعد الاحتجاجات التي أعقبت الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
"فضيحة حقيقية"
وأوضح حنان كريستال محلل السياسة المحلية أن نتانياهو "غير ملزم قانوناً بذلك، لكن ضغط الرأي العام سيصل إلى مستوى لن يترك له أي خيار. وإلا، فسوف تنزل البلاد برمتها إلى الشارع".
#ترامب يتشفى في #نتانياهو.. لم يكن مستعداً لهجوم حماس https://t.co/kozl22KIf7
— 24.ae (@20fourMedia) October 12, 2023ونشرت صحيفة هآرتس، الجمعة، رسم كاريكاتور لزعيم حزب الليكود اليميني يصوّره على شكل بستانيّ يقوم بري الخسّ في بستانه، وعلى كلّ خسّة وجه أحد قادة حماس.
ورأى الخبير السياسي أكيفا الدار أن نتانياهو "فشل على طول الخطّ. تجاهل تحذيرات العسكريين. أعطى الأولويّة للاستيطان في الضفة الغربية (المحتلة)، وأهمل الكيبوتسات اليسارية بصورة عامة. وبقي أسير مفهوم خاطئ يعتبر أن حماس لن تجرؤ أبدا على مهاجمتنا بمثل هذه الوحشية".
وتابع "إضافة إلى كلّ ذلك، هو غير قادر على اتخاذ قرار".
ومضى معلّق في الإذاعة الإسرائيلية في الاتجاه ذاته لافتاً إلى أن تشكيل "حكومة طوارئ وحكومة حرب" تضم المعارضة "كان يفترض أن يحصل في غضون 48 ساعة بعد المأساة. لكنه تحتم الانتظار 5 أيام. إنها فضيحة حقيقية".
وفي دليل على أن إسرائيل فوجئت تماماً، قال مسؤول حكومي كبير لفرانس برس إنه لم يكن من المقرر عقد أي اجتماع طارئ للحكومة حين شنت حماس هجومها.
"خدعنا"
وبالرغم من متاعبه مع القضاء حيث يحاكم في 3 قضايا فساد، نجح نتانياهو في الفوز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 والعودة إلى السلطة مستندا إلى تحالف مع أحزاب من أقصى اليمين وتشكيلات يهودية متطرفة.
ويرى حزب الليكود أن تشكيل لجنة تحقيق بعد الحرب أمر "لا مفر منه".
وقال ميشال بنعامي رئيس مكتب الليكود المكلف المسائل الاجتماعية لوكالة فرانس برس: "ستكون لجنة تشكلها حكومة وحدة وطنية، وإن كان (نتانياهو) ارتكب خطأ، فسيضطر إلى دفع الثمن".
#إسرائيل تحشد قواتها بشكل كثيف على حدود غزة.. وإنذار لسكان القطاع بإخلاء المنازل.. هل اقتربت ساعة التوغل البري؟
#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/vRilziC83j
وتابع "في هذه الأثناء، ثمة حرب يجب خوضها، ورئيس الوزراء هو في الموقع القيادي".
غير أن موقعه القيادي في هذا الظرف يثير احتجاجات شرائح من قاعدته الانتخابية كانت تدعمه بوجه المتظاهرين الذين كانوا ينزلون إلى الشارع كل أسبوع منذ يناير (كانون الثاني)، ولا سيما في تل أبيب احتجاجاً على مشروع الإصلاح القضائي، الذي طرحته حكومته.
وكان رعاميم أتالي سائق سيارة الأجرة في القدس، أكثر تشدداً، وقال "السجن. هناك يجب أن ينهي مسيرته السياسية. ما ارتكبه لا يغتفر، وهو يعرف ذلك".
ويرى معارضو نتانياهو أن الانقسام الذي أثاره داخل المجتمع بمشروعه لإصلاح القضاء سينقلب ضدّه.
وعلق مقدم برنامج على الإذاعة العامة "وصف معارضيه بالخونة. لكن هم الذين (قتلوا) بأيدي حماس، وهم أيضاً الذين سيذهبون إلى غزة لحسم الأمر"، في وقت تواصل إسرائيل استعداداتها لشن هجوم بري على قطاع غزة متوعدة بـ"القضاء" على حركة حماس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بنيامين نتانياهو غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تدرس شن هجوم واسع في اليمن .. تفاصيل
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الهجمات الجوية السابقة على اليمن لم تؤدِ إلى حلول جذرية، ما دفع إسرائيل إلى التفكير في تصعيد العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي.
وأكدت الصحيفة في تقرير أنه بعد إطلاق الحوثيين 4 صواريخ باتجاه إسرائيل خلال أسبوع واحد، اعترف المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية بأن الحوثيين يمثلون "تحديًا يصعب كسره".
وأوضح التقرير، أن تحقيق تغيير جذري في ميزان القوى قد يتطلب تنسيقًا مكثفًا مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، المتوقع أن تبدأ ولايتها في 20 يناير المقبل.
وأشار مسؤولون أمنيون إسرائيليون، للصحيفة، إلى أن هناك تفهمًا في واشنطن بضرورة تكثيف الضغط على الحوثيين، مشددين على أنهم "سيدفعون ثمنًا باهظًا".
وأضاف التقرير، أن تل أبيب شهدت ليلة من التوتر بعد إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا باتجاه وسط إسرائيل، ما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في مناطق واسعة من شارون وحتى منطقة لاكيش، حيث تسبب الصاروخ الاعتراضي بسقوط شظايا أدت إلى إصابة 9 أشخاص.
وفي وقت لاحق، تم اعتراض طائرة بدون طيار أطلقت من اليمن، وانفجرت في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات.
وفي سياق متصل، استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مناسبة عيد الحانوكا لتوجيه تهديدات مباشرة للحوثيين، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل ضرب "أعدائها" بكل قوة. وأضاف نتنياهو: "كما انتصر المكابيون في الماضي، سننتصر اليوم على أولئك الذين يهددون وجودنا".
وبدوره، شدد قائد القوات الجوية اللواء تومر بار، على أن إسرائيل ستواصل التصعيد ضد الحوثيين، مشيرًا إلى أن سلاح الجو نفذ 3 هجمات ضد أهداف في اليمن مؤخرًا، مع احتمال زيادة وتيرة الهجمات إذا تطلب الأمر.
وقال وزير الدفاع السابق يوآف جالانت، إن الهجمات الحوثية تمثل فرصة لإسرائيل لتركيز جهودها على هذه الساحة بالتعاون مع الولايات المتحدة، باعتبار أن العمل المشترك سيمهد الطريق لاستهداف إيران مستقبلاً.
وأضاف جالانت، "علينا استغلال الظروف الحالية لتركيز الجهود على قيادة الحوثيين بهدف تحقيق نتائج ملموسة".
وختم التقرير، بأن إسرائيل تعيش حالة من التأهب مع تزايد التهديدات القادمة من اليمن، فيما تدرس القيادة الإسرائيلية تكثيف عملياتها العسكرية لتوجيه رسالة ردع قوية للحوثيين، مع التأكيد على أهمية التعاون الأمريكي في تحقيق الاستراتيجية طويلة الأمد ضد إيران وحلفائها في المنطقة.