عربي21:
2024-11-19@17:27:54 GMT

الفيت كونج وحماس.. وما بينهما

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

في سنة 1969م بلغ عدد الجنود الأمريكيين في غزو فيتنام (من 1964م) نصف مليون عسكري، كان عليهم أن يواجهوا قوات "الفيت كونج" التي كانت طليعة وطنية مقاتلة تهدف إلى طرد الأمريكيين من وطنها.. الحاصل أنه في هذه المعركة استعانت قوات "الفيت كونغ" بفكرة حفر الأنفاق تحت الأرض، لشن الهجمات، متسببة في خسائر فادحة للقوات الأمريكية، فما كان من الولايات المتحدة إلا الاعتماد على عمليات القصف الوحشي المكثفة بالطيران لتكبيد "الفيت كونج" خسائر فادحة، لكنها أثبتت فشلها، واضطرت أمريكا في نهاية الأمر إلى الخروج من فيتنام.

. وخرجت كما تقول قوانين الحياة والتاريخ "لم يسبق في التاريخ أن هزم محتلٌ حركةَ مقاومة وتحرر".

كل هذا أصبح جزءا من التاريخ.. لكنه يتكرر اليوم في غزة.. إنها "حماس والأنفاق والاحتلال" مفردات ثلاث تتشابه تماما مع فيتنام، وتختلف في مفردة واحدة.. مفردة أبناء الأرض وأهلها، في الأولى كانت "الفيت كونج" وفى الثانية كانت "حماس".. وفلسطين.

* * *

وهذ التشابه يتطابق مع التاريخ في وقائعه المعروفة والموثقة.. لكننا سنسمع تصريحات إسرائيلية وأمريكية تقارن بإلحاح مريب بين حماس و"داعش" في أحداث "طوفان الأقصى"، الهجوم النوعي الأكبر في تاريخ المواجهة العربية الإسرائيلية على الإطلاق.

كل هذا أصبح جزءا من التاريخ.. لكنه يتكرر اليوم في غزة.. إنها "حماس والأنفاق والاحتلال" مفردات ثلاث تتشابه تماما مع فيتنام، وتختلف في مفردة واحدة.. مفردة أبناء الأرض وأهلها، في الأولى كانت "الفيت كونج" وفى الثانية كانت "حماس".. وفلسطين
وتنظيم "داعش" في الذاكرة الإنسانية: إسلاميا وعربيا ودوليا، شيء سيئ للغاية، وأتى من الأفعال ما لا سند له من حق وما لا تبرير له من واقع.. وهو تنظيم خرج من رحم أحداث بالغة التعقيد، تتمركز حول الغزو الأمريكي للعراق في 2003م.

وأيا ما كان الظرف الذي أنتجها وأخرجها، سواء تصنيعا مخابراتيا غربيا، أو تفاعلا داخليا تلقائيا.. فلا محل لعقد أي تشابه بينه وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس).. والمسألة لا تحتاج لجهد كبير في إثبات ذلك.. ومجرد ذكر ذلك وتكراره، مشين وكاذب، ومحاولة بدائية لتغيير الحقائق البديهية التي يعرفها العالم كله، من قبل "طوفان الأقصى"، وسيعرفها أكثر وأكثر بعدها.

* * *

في عام 2009م زار غزة الزعيم الأيرلندي الشهير جيرى آدامز (75 سنة الآن) وكانت خارجة لتوها من قصف مكثف (عملية الرصاص المصبوب)، وعلق آدامز قائلا: لا أعتقد أن شيئا يوازي أن تكون في خضم الحدث نفسه، فبغض النظر عما تنقله محطات التلفزيون، وبغض النظر عن التعليقات السياسية للمراقبين، فإن المسألة تختلف تماما حينما ترى الناس يعيشون وسط الركام، المصانع والمستشفيات والمدراس بالإضافة إلى مقار أخرى، إنه الدمار بالمعنى الملموس والمرئي، حقا مخيف جدا جدا، وربما تشعر بغضب شديد.

وأضاف: غزة تشبه السجن المفتوح، فحينما تنظر إلى نقطة تفتيش حدودية يتراءى للمرء أنها تشبه ممر هبوط جوي من الحجم المتوسط، وحينما يدخل المرء فيها يرى كأنها قفص طويل، وكأنما قد سُجن في هذا المكان، إن غزة تشبه حقا "سجنا كبيرا مفتوحا".

وأضاف قائلا: لا بد من فك الحصار المفروض على أهالي قطاع غزة (كان هذا قبل 14 سنة!!).. وفتح المعابر والسماح لكافة البضائع بالدخول، وتسهيل سفر المرضى. إعادة بناء قطاع غزة ضرورة، ولكن الأهم هو عدم تكرار ما حدث من تدمير وقتل، وعدم رؤية هذه المشاهد القاسية "التي أراها أمامي الآن"!!..

* * *

قبل أن نعود إلى جملة "التي أراها أمامي الآن".. سيكون علينا أن نعرف أن جيري آدامز هو زعيم "الشين فين"، الحزب الأيرلندي الشمالي ذي التاريخ العريق في السعي للانفصال عن بريطانيا (حركة تحرر) وخاض جناحه العسكري مواجهات عسكرية استمرت 30 سنة ضد الحكم البريطاني، ولعب دورا مهما في اتفاقية السلام عام 1998م (اتفاق الجمعة العظيمة)..

سنسمع آدامز وهو يقول في أحد تصريحاته معلقا على تلك الفترة: لقد قالوا لنا في أيرلندا؛ لا يمكن أن تشاركوا في الحوار إلا بعد نبذ العنف، فقلنا لهم لماذا نحن فقط؟ يجب على كل الأطراف أن تنبذ العنف. وكان ما أرادوا.. وتم وقف العنف من الجهتين.

الطريف هنا أن المبعوث الخاص الذي قاد مفاوضات "الجمعة العظيمة" كان أمريكيا (جورج ميتشل/ 90 سنة الآن).. والذي سترسله أمريكا إلى الشرق الأوسط في كانون الثاني/ يناير 2009م، وسيسمع من المسؤولين الإسرائيليين وقتها جملة: ضرورة نسيان فكرة حل الدولتين.. ثم استقال في 2011م، حين تبين له أن المسألة خداع تاريخي كبير لا أكثر.

* * *
من رأى الدقة والبراعة التي تم بها التخطيط والتنفيذ لعملية "طوفان الأقصى"، لا يمكن إلا أن يرى أن من قام بهذا العمل لا يمكن إلا أن يكون على وعي تام بما ستسير عليه الأحداث بعدها، وإلى ما ستنتهي
كان لا بد من إلقاء حجر ضخم وضخم جدا، في تلك البحيرة الراكدة العفنة المسماة "عملية السلام" والتي كان تحت ملائتها يجرى كل ما هو سيئ في حق كل ما هو مقدس وشريف.. فكان يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، ورأينا ورأى العالم ما لن يُنسي، وسنعرف أن "حماس" لم تكن تتحرك في فراغ تاريخي ولا فراغ سياسي واستراتيجي، لقد قرأت الأحداث البعيدة والقريبة جيدا، وفهمتها جيدا، واعتبرت أنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن "التحرير" كما فعلت "الفيت كونج" وكما فعل "الشين فين".. بل وتتحمل هذه المسؤولية، في واقع أسوأ كثيرا من الواقع الذي كانت تتحرك فيه الحركتين السابقتين.. واقع يلتبس فيه الديني بالسياسي بالتاريخي على نحو رهيب ومعقد، في واقع محاط بطوق حديدي من الخيانات والمؤامرات والاختراقات المرعبة.

* * *

ومن رأى الدقة والبراعة التي تم بها التخطيط والتنفيذ لعملية "طوفان الأقصى"، لا يمكن إلا أن يرى أن من قام بهذا العمل لا يمكن إلا أن يكون على وعي تام بما ستسير عليه الأحداث بعدها، وإلى ما ستنتهي وإلى ما ستتطور وتؤول.

الاحتمالات المتوقعة لم تكن أصلا متعددة، ولم تكن بعيدة عن التوقع، بدءا بالقصف المكثف بالغ الشراسة والوحشية، وحتى دخول القطاع بأكمله.. مرورا بما يمكن أن يتطور من تفاعلات داخل الإقليم كله وخذلان الأخوة والاشقاء.. لكننا في النهاية لا نملك إلا الاطمئنان إلى أن الأمور تسير في طريقها الصحيح.. طريق "الحق المستعاد".

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فيتنام حماس المقاومة فلسطين حماس إيرلندا الشمالية فيتنام المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا یمکن إلا أن طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

150 شهيداً وجريحاً في ثلاث مجازر صهيونية جديدة بغزة .. وحماس تدعو للتصعيد في الضفة

الثورة / متابعة/ محمد الجبري

يواصل العدو الصهيوني ارتكابه المجازر الوحشية باستهداف المدنيين العزل من النساء والأطفال وكبار السن في مختلف قطاع غزة مخلفا مئات الشهداء والجرحى يوميا في عدوانه المستمر لليوم الـ 407.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 43,799 شهيدا وحصيلة المصابين في الفترة ذاتها، إلى 103,601، منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليهم.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس في تقريرها الإحصائي لعدد الضحايا من الشهداء والجرحى : أن قوات الاحتلال ارتكبت ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 38 شهيدا، و111 مصابا، خلال الـ24 ساعة الماضية.

واستشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلين بمدينتي غزة وخان يونس.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا لعائلة العرجاني في منطقة قيزان أبو رشوان جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين.

وأضافت أن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة تبة النويري غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخر، كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية شارع السرساوي في جباليا النزلة شمال القطاع.

وقصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا يعود لعائلة أيوب عند مفترق الشعبي وسط مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين، نقلوا إلى مستشفى المعمداني.

واستشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا يعود لعائلة سمارة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

إلى ذلك استشهد 10 مواطنين وأصيب 20 آخرون في قصف إسرائيلي لمدرسة أبو عاصي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وتم نقل الجرحى للمستشفى، فيما يجرى البحث عن مفقودين آخرين.

وأشارت مصادر طبية إلى أن الاحتلال استهدف المدرسة التي تؤوي نازحين بصاروخين، كما أنها سبق وأن قصفت أكثر من مرة خلال العدوان المتواصل على غزة

على الصعيد الإنساني، وصف الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل الوضعَ شمالي القطاع بالمأساوي

وقال إن جيش الاحتلال يهدم المنازل على رؤوس أصحابها في المنطقة التي تتعرض لاجتياح مستمر منذ نحو 6 أسابيع.

وأضاف أن آلاف السكان في تلك المناطق باتوا بدون استجابة إنسانية أو رعاية أو إغاثة طبية.

وطالب الدفاع المدني المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالاستجابة لنداءات واستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين شمالي القطاع بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية، والسعي الجاد لعودة عمل الدفاع المدني وتشغيل مركباته المعطلة.

وفي السياق، قالت بلدية مدينة غزة إن استمرار منع سلطات الاحتلال إدخال غاز الطهي إلى محافظتي غزة وشمال غزة يعمق الأزمة الإنسانية.

من جانبها، أعلنت بلدية خان يونس توقف إمدادات الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه والصرف الصحي وآليات جمع ونقل النفايات.

وقال المتحدث باسم البلدية إن سلطات الاحتلال لم تدخل الوقود منذ أسبوع مما تسبب في قطع الخدمات الأساسية.

وفي الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين، 12 مواطناً على الأقل من الضّفة، بينهم أسرى سابقون.

ففي نابلس أصيب مواطنا برضوض، نتيجة تعرضه للضرب المبرح من قبل المستعمرين خلال اعتداءاتهم والهجوم على منازل على أطراف حي الضباط في بيت فوريك، بعض منها قيد الانشاء، وأضرموا النيران في مركبات ثلاث، وعدد من الغرف الزراعية، ما أدى إلى احتراقها بالكامل.

وتتعرض بلدة بيت فوريك، وقرى جنوب وشرق نابلس، لهجمات متكررة من قبل المستعمرين، ويستهدفون قاطفي الزيتون والمنازل والمركبات، بحماية جيش الاحتلال.

وأجبر مستعمرون عائلة عراعرة على إخلاء مسكنها وأرضها في قرية دوما جنوب نابلس، تحت تهديد السلاح.

وقالت السلطات الفلسطينية هناك أن الكثير من الأهالي أجبروا على إخلاء هذه الأراضي بتهديد من الاحتلال ومستعمريه، خاصة في خربة عين الرشراش، بالإضافة إلى الاستيلاء على مئات الدونمات.

كما اعتدى مستعمرون على طفل عمره (13 عاما) بالضرب المبرح في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، أثناء توجهه لزيارة جدته ، ما أدى إلى إصابته برضوض نقل على إثرها إلى مستشفى الخليل الحكومي.

ودعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى تصعيد المواجهة لصد اعتداءات المستوطنين والتصدي لهجماتهم المتواصلة بحق البلدات والقرى والمنازل والأراضي الفلسطينية.

وأشاد القيادي في الحركة عبدالرحمن شديد في تصريح صحفي، بتصدي أهالي بلدة بيت فوريك شرق نابلس لهجوم شنته مليشيات المستوطنين على البلدة صباح اليوم.. مشددًا على أن هذه هو الطريق والسبيل لردع انتهاكاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم.

فيما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن هدم سلطات العدو الصهيوني المنازل في حي البستان في بلدة سلوان في القدس المحتلة يمثل أحد تجليات جريمة التطهير العرقي واسعة النطاق التي تهدف لتهجير ما يزيد عن 1500 فلسطيني.

وقالت الوزارة في بيان “إن هذه الجريمة ترجمة لسياسة صهيونية رسمية تهدف لتفريغ القدس من أصحابها الأصليين ودفعهم للهجرة عنها لإحلال المستوطنين مكانهم في أعمق وأبشع أشكال التهجير القسري والتطهير العرقي للوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، لتكريس تهويدها وضمها وربطها بالعمق الصهيوني “.

مقالات مشابهة

  • حبس المتهم بقتل طالب فى البساتين بسبب خلافات بينهما
  • تفاعل وحماس المقيمين العرب مع أغنية الأمير محمد بن سلمان.. فيديو
  • هونج كونج .. السجن لـ 45 ناشطًا في محاكمة تاريخية لاتهامات تتعلق بالأمن القومي
  • محكمة هونج كونج تصدر حكما بالسجن على 45 ناشطا ديمقراطيا
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إلى الضغط بكل الطرق على إسرائيل وحماس لوقف حرب غزة
  • هونج كونج تطلق أول مناورة للأمن السيبراني لتحصين الأنظمة الحكومية
  • ماتاريلا: "لا يمكن رفض القوانين إلا إذا كانت غير دستورية"
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف بناية سكنية على رؤوس ساكنيها في بيت لاهيا؛ إمعان في حرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل
  • 150 شهيداً وجريحاً في ثلاث مجازر صهيونية جديدة بغزة .. وحماس تدعو للتصعيد في الضفة