الفلسطينيون المهجرون يتجمعون في جنوب غزة دون طعام أو مأوى
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
القدس المحتلة: تجمع آلاف الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، وفرشوا الأسرة في الشوارع بعد امتلاء المدارس التي تديرها الأمم المتحدة عقب تحذير إسرائيلي بإخلاء شمال القطاع الفقير.
دعت إسرائيل يوم الجمعة سكان شمال قطاع غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة إلى الإخلاء قبل هجوم بري متوقع في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس الأسبوع الماضي على الأراضي الإسرائيلية.
وفي مستشفى ناصر بخانيونس، تجمع آلاف النازحين في ساحاته وفي الممرات بحثا عن الطعام والماء ومكان للنوم، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس.
وقال جمعة ناصر الذي جاء من بيت لاهيا شمال غزة مع زوجته وأمه وأطفاله السبعة إن "الوضع كارثي". "لم يكن لدينا طعام أو نوم. لا نعرف ماذا نفعل. لقد سلمت مصيري لله. الموت والحياة في يد الله".
وكانت أرفف المتاجر فارغة من جميع السلع الأساسية، بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء عن القطاع الساحلي الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.
وخارج المستشفى، جلست العائلات على الأرض، وكان بعضها مع أطفال يبكون.
وقد شعر الطاقم الطبي بالإرهاق أثناء عملهم على مدار الساعة وسط الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المنطقة.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تسلل مقاتلو حماس إلى الحدود الجنوبية لإسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص في الشوارع وفي منازلهم وفي مهرجان موسيقي، واحتجاز 120 رهينة.
وردت إسرائيل بشن ضربات متواصلة على غزة، والتي قتل فيها أكثر من 2200 شخص حتى الآن في القطاع المحاصر منذ فترة طويلة.
ولجأ الآلاف إلى مدرسة ترعاها الأونروا، وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين.
وقال أحمد أبو شعر، وهو أب لـ13 طفلاً، "وضعنا مأساوي. ليس هناك ما يكفي من الطعام أو الماء. لا نعرف إذا كنا سنموت هنا أو إذا كانوا سيجبروننا على الفرار إلى مصر، أو إذا كنا سنعود إلى مصر". منازلنا التي ربما تكون مدمرة".
وقال صحافيو وكالة فرانس برس في رفح إنهم رأوا نازحين آخرين يبحثون عن أماكن للإقامة.
واحتشد نحو 200 شخص في محطة تعبئة غاز الطهي عند مدخل رفح.
وقال أحدهم ويدعى أحمد أبو رك "انتظرت في الطابور لمدة ساعة للحصول على بعض الغاز حتى نتمكن من طهي الطعام وتقديم الطعام للأطفال".
أمام محطة تعبئة المياه، اصطف عشرات الأشخاص لملء صفائح صفراء زاهية.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إنه سيمنح الناس ست ساعات يوميا لإخلاء قطاع غزة رغم أنه لم يتضح عدد الأيام التي سيستغرقها ذلك.
وحذرت الأمم المتحدة من عواقب إنسانية "مدمرة" محتملة لأمر الإخلاء الإسرائيلي.
- "النكبة" الثانية -
ورفضت حماس، التي تسيطر على غزة، أمر الإخلاء قائلة إنهم "صامدون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا... لا تهجير ولا ترحيل".
أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن "رفضه التام" لتهجير سكان غزة.
وحذر من "نكبة ثانية"، في إشارة إلى تهجير وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وتجمع مئات الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، السبت، عند معبر رفح الحدودي، على أمل السماح لهم بالعبور إلى مصر.
وتم إغلاق المعبر في الأيام الأخيرة بعد غارات جوية إسرائيلية على الجانب الفلسطيني.
ومعبر رفح الحدودي هو المعبر الوحيد خارج غزة الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية، لكن المرور غالبًا ما يعوقه عمليات الإغلاق والحاجة إلى تراخيص متعددة.
وأثناء انتظار إشارة فتح الحدود، قال رامي عمر الشرفي الذي يحمل جواز سفر أميركياً "أخبرونا عند الساعة الثانية فجراً أن نتوجه إلى المعبر الحدودي بين الظهر والساعة الخامسة مساءاً. لقد جئنا رغماً عنا". تفجير.
"الطريق خطير جداً ومعي أطفال. وحتى الآن لم تتواصل معي السفارة. نحن فقط ننتظر لنرى ما سيحدث".
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
حذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم يحبس أنفاسه مع احتمال تفجر الصراع بين إسرائيل وإيران في أي وقت، وذكرت أن ما يقرب من شهر قد انقضى منذ هاجمت إسرائيل قواعد إيران العسكرية، ولا يزال العالم يترقب كيف سترد طهران.
وتتساءل الصحيفة، في تقرير لمراسلتها في روما، لارا جايكس، عن الأسباب التي تمنع القوتين في الشرق الأوسط من الدخول في حرب أوسع نطاقا بدت للوهلة الأولى أنها على وشك الانفجار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الحرس الثوري الإيراني: مواجهتنا مع إسرائيل لها امتداد دوليlist 2 of 2إعلام إسرائيل يتساءل: متى سترد إيران؟ وكيف؟end of listوربما كان المحللون يتوقعون، منذ وقت ليس ببعيد، أن أي ضربة مباشرة من إيران على إسرائيل، أو من إسرائيل على إيران، ستؤدي إلى اندلاع حريق فوري، إلا أن الأمور لم تسر على هذا النحو.
كواليسوذكرت الصحيفة أن أحد أسباب ذلك التحركات الدبلوماسية المحمومة "خلف الكواليس" من الولايات المتحدة ودول عربية.
ومع ذلك، فإن تبادل الهجمات "المدروسة والمحدودة" بين إسرائيل وإيران تنذر أيضا بحرب "صدمة وترويع" بينهما، قد تكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على معظم دول العالم.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن جوليان بارنز داسي، مدير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن طبيعة الهجمات المتبادلة تشي -على ما يبدو- بأن الدولتين تدركان مدى خطورة نشوب حرب إقليمية أشد ضراوة، ترغب كلتاهما -على الأرجح- في تفاديها.
واستدرك أن ذلك لا يعني أن النهج الحالي يخلو من مزالق، فهو "مسار محفوف بمخاطر جمة وغير مستدام، سرعان ما قد يخرج عن السيطرة".
التصعيد تدريجياوأضاف أن إسرائيل ربما تتعمد التدرج في التصعيد بنية القيام، في نهاية المطاف، بشيء أوسع نطاقا وأكثر حسما.
ورغم كل ذلك، فإن نيويورك تايمز ترى أن الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لا تشبه كثيرا الحرب المعروفة باسم الصدمة والترويع التي تُستخدم فيها القوة النارية الماحقة والتكنولوجيا المتفوقة والسرعة لتدمير قدرات العدو المادية وإرادته في المقاومة، وهو مدلول أطلقه لأول مرة خبيران عسكريان أميركيان عام 1996.
ولعل أبرز مظاهر الصدمة والترويع التي لا تنسى -حسب الصحيفة- تلك التي تجلت في وابل الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في بداية غزوها العراق عام 2003، وحربها على أفغانستان عام 2001.
وتعتقد الصحيفة أنه سيكون من الصعب تنفيذ حرب "الصدمة والترويع" في الصراع الدائر حاليا في الشرق الأوسط، ذلك أنه يستدعي إشراك قوات برية وتزويدها بعتاد بري وجوي وبحري أكثر مما قد ترغب إسرائيل أو إيران في نشره عبر مئات الأميال التي تفصل بينهما.
الصدمة والترويعولا تزال الأوساط العسكرية تتداول في إذا ما كان هجوم "الصدمة والترويع" قابلا للتطبيق. وهذا ما ناقشه رئيس هيئة الأركان المشتركة المتقاعد، الجنرال الأميركي مارك ميلي، والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت، في مقالهما التحليلي الذي نشرته مجلة فورين أفيرز أغسطس/آب الماضي.
وفي ذلك المقال، كتب الاثنان أن عصر حروب الصدمة والترويع، "التي كانت واشنطن قادرة فيها على القضاء على خصومها بقوة نيران قاهرة، قد ولى"، وأن الأسلحة ذاتية التشغيل والذكاء الاصطناعي يغيران طبيعة الحرب.
وقد رد محللان في مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للبحرية الملكية البريطانية، الشهر الماضي، على المقال المذكور بأن حرب الصدمة والترويع تتطور ولم تنتهِ، واستدلا على ذلك بهجوم إسرائيل على حزب الله في لبنان عبر أجهزة النداء واللاسلكي المفخخة.
ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن تبادل الهجمات الأشهر الماضية بين إسرائيل وإيران جعل المسؤولين حول العالم في حالة تأهب لحرب إقليمية أوسع نطاقا. وبعد ساعات من الضربات، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي إن بلاده قررت خلق "معادلة جديدة" في صراعها المستمر منذ سنوات مع إسرائيل.
مخاطرغير أن فرزان ثابت، وهو محلل متخصص في السياسة الإيرانية والشرق أوسطية في معهد جنيف للدراسات العليا في سويسرا، صرح للصحيفة الأميركية بأن وابل الهجمات الصاروخية المنضبطة يبدو أنه يشير إلى نوع جديد من الحروب.
لكنه حذر أيضا من الأسوأ ربما يحدث حتى الآن، إذ أشارت إيران مؤخرا إلى أنها مستعدة لضرب مصادر الطاقة الرئيسية في إسرائيل -بما في ذلك حقول الغاز ومحطات الطاقة ومحطات استيراد النفط- في حال استُهدفت بنيتها التحتية المدنية.
ويعتقد ثابت أن إيران "تحاول أن تكون لها الكلمة الأخيرة"، بمعنى أنها "تريد أن تُظهر لشعبها وللرأي العام الإقليمي أنها فعلت شيئا، لكنها لا تريد تصعيد الصراع".
ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للسلطة، فإن نيويورك تايمز تتوقع على نطاق واسع أن ينتهج سياسة خارجية مواتية لإسرائيل، و"يحشد صقورا مناوئين لإيران في حكومته"، مما قد ينقل الحرب بين إيران وإسرائيل إلى مضمار جديد.