نشر موقع "موندويس" الأميركي تقريرا سلط الضوء على مخاوف من أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية تطهير عرقي في قطاع غزة مع تصاعد التوترات في المنطقة وإمكانية اتساع دائرة الصراع.

وقال الكاتب طارق حجاج في تقريره الذي نشره الموقع إن منظمة الصحة العالمية أصدرت بيانا قالت فيه إن الإمدادات الطبية في جميع مستشفيات غزة بدأت تنفد، وفي الوقت نفسه، أصدر الدكتور أشرف القدرة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في غزة، بيانا صحفيا قال فيه إن الخدمات الصحية دخلت "مرحلة حرجة"، وإن الإمدادات والأدوات الطبية والوقود على وشك الانتهاء والنفاد، مضيفا أن المستشفيات تعمل فوق طاقتها، وأن كثيرا من المصابين يضطرون الآن إلى افتراش الأرض.

ووضح الكاتب أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة أعلنت أنها ستتوقف عن العمل بشكل كامل بسبب نقص الوقود، وقد انقطعت الكهرباء بشكل شبه كامل في كل مكان في غزة، باستثناء الأماكن التي فيها مولدات تجارية.


تهديدات

كما وجّه جيش الاحتلال رسائل تهديد لسكان الأبراج السكنية، أمرهم فيها بإخلاء منازلهم في مجمعي الندى والعودة شمال قطاع غزة، واللذين يضمان نحو 50 برجا سكنيا، ويسكنهما آلاف الأشخاص.

وأوضح الكاتب أن الوضع الإنساني في المنازل، وفي مدارس الأونروا -حيث لجأ كثيرون هربا من القصف- يعد كارثيا، وتشهد المنازل اكتظاظا كبيرا بسبب نزوح العائلات داخليا إلى منازل أقاربهم في مناطق يعتقدون أنها أبعد عن خط النار، ولكن لا يوجد مكان في غزة خارج خط النار، وقد أدى الازدحام في المنازل والمدارس إلى ظروف غير إنسانية، منها طوابير استخدام الحمامات.

وذكر الكاتب أن الناس يخشون الآن حدوث تطهير عرقي جماعي في قطاع غزة، ودفع السكان للتوجه إلى مصر بعد أن قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين المتضررين من الغارات الجوية يمكنهم شق طريقهم إلى مصر.

وتابع الكاتب قائلا إن هذه التصريحات خلقت مخاوف من حدوث نكبة ثانية وتطهير عرقي شامل. والأمر المؤكد هو أن المسؤولين الأمريكيين بدؤوا في مناقشة إمكانية فرار آلاف العائلات والمدنيين إلى مصر عبر معبر رفح.


مجازر

وأشار الكاتب إلى أنه ما زال هناك العشرات، وربما المئات، من المدنيين عالقين تحت أنقاض الغارات الجوية الإسرائيلية؛ حيث تم انتشال عائلات بأكملها من تحت الأنقاض، كما أعلنت وزارة الصحة مقتل ما لا يقل عن عشرة من الطواقم الطبية، بالإضافة إلى عشرات الصحفيين، الذين تم استهدافهم عمدا.

وقال الكاتب إنه خلال الفترات القصيرة التي يتمكن فيها الناس من الوصول إلى الإنترنت، تبدو وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها مقبرة، فالكل يكتب نعيا، الكل لديه عزيز قد استشهد. وقد رأى الكاتب منشورا لشاب كتب فيه أن والدته وزوجته وأطفاله الأربعة وأخته وأطفالها، قتلوا جميعا في غارة جوية نجا منها هو وحده، ناهيك عن صور أشلاء الأطفال مقطوعة في المستشفيات.

ونقل الكاتب عن بيان لوزارة الصحة أن وحدات الأسرة في وحدات العناية المركزة في مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى، ولا يوجد المزيد من الأسرَّة لأي من الإصابات الجديدة التي لا تعد ولا تحصى، والتي لا تزال تتدفق إلى المستشفيات، وأن عدد المصابين يفوق بكثير قدرة المستشفى على علاجهم.


المساجد والمستشفيات أيضا

وأضاف الكاتب أن الغارات الجوية في غزة أصابت الجامعات والمدارس والمساجد والمستشفيات والمؤسسات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الإخبارية، وأن الجثث يتم وضعها جوار بعضها بعض عارية؛ بسبب نقص أكياس الجثث وعدم توفر مساحة في ثلاجات المشرحة داخل مستشفى الشفاء.

وتابع الكاتب قائلا إن الغارات الجوية لا تستهدف المنازل أو الأشخاص فقط هذه المرة، بل تستهدف أحياء ومناطق سكنية بأكملها، في هذه الحرب، لا نسمع عن وفاة شخص واحد في العائلة، بل نسمع فقط عن وفاة عائلات بأكملها، قُتلت جراء الغارات الجوية.

والآن تأتي أخبار عاجلة مفادها أن المؤسسات الإخبارية في قطاع غزة أوقفت عملياتها بشكل كامل بسبب نقص الوقود الذي يستخدم لتشغيل الكهرباء والوصول إلى الإنترنت.

وشدد الكاتب على أن الناس في غزة لا يعتقدون أن إسرائيل تشن هذه الحرب بمفردها، بل هم على يقين من أن هذه الحرب يخوضها عدد من الدول القوية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وعديد من الدول الأوروبية الأخرى التي تدعم إسرائيل بشكل واضح، وتزودها بالسلاح لمحاربة غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الغارات الجویة الکاتب أن قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الغارات الجوية الروسية الأخيرة على أوكرانيا تهدد بـ”انقطاع كارثي للكهرباء”

نوفمبر 20, 2024آخر تحديث: نوفمبر 20, 2024

المستقلة/- حذرت منظمة السلام الأخضر من أن شبكة الكهرباء في أوكرانيا معرضة لخطر متزايد من الفشل الكارثي بعد هجوم الصواريخ والطائرات بدون طيار الذي شنته روسيا يوم الأحد، مما أثار مخاوف بشأن سلامة محطات الطاقة النووية الثلاث العاملة في البلاد.

كانت الضربات التي شنتها موسكو تستهدف محطات فرعية للكهرباء “ضرورية لتشغيل محطات الطاقة النووية في أوكرانيا” وهناك احتمال أن تفقد المفاعلات الطاقة وتصبح غير آمنة، وفقًا لمذكرة إحاطة أعدت لصحيفة الجارديان.

وقال شون بيرني، الخبير النووي في منظمة السلام الأخضر في أوكرانيا: “من الواضح أن روسيا تستخدم التهديد بكارثة نووية كطريقة عسكرية رئيسية لهزيمة أوكرانيا. ولكن من خلال شن الهجمات، تخاطر روسيا بكارثة نووية في أوروبا، والتي يمكن مقارنتها بفوكوشيما في عام 2011، أو تشيرنوبيل في عام 1986 أو حتى أسوأ من ذلك”.

ودعت مجموعة الضغط روسيا إلى وقف هجماتها على شبكة الطاقة في أوكرانيا على الفور، ودعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نشر مراقبين دائمين في محطات فرعية حيوية لمحطات الطاقة النووية في البلاد. أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عملية تفتيش واحدة في أواخر أكتوبر، لكنها لم تلتزم بالعودة.

على الرغم من أن منظمة السلام الأخضر منظمة مستقلة، إلا أنها تحافظ على الاتصال بالحكومة الأوكرانية. واعترفت المصادر الأوكرانية الرسمية التي اتصلت بها صحيفة الغارديان بالتحليل الفني الذي أجرته منظمة السلام الأخضر للأزمة.

في عام 1986، كانت أوكرانيا موقع أسوأ كارثة نووية في العالم، عندما أدى التصميم المعيب إلى انفجار وتدمير مفاعل في تشيرنوبيل. توفي ثلاثون شخصاً خلال شهر واحد، وانتشرت المواد المشعة في أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا وبدرجة أقل في الدول الاسكندنافية وأوروبا.

في ليلة الأحد وفي الصباح الباكر، أطلقت روسيا وابلا من أكثر من 210 صاروخ وطائرات بدون طيار تستهدف أهداف توليد ونقل الكهرباء في جميع أنحاء البلاد. وبعد ساعات، أعلنت شركة أوكرينيرجو، المزود الرئيسي للكهرباء في البلاد، عن تقنين على مستوى البلاد لمساعدة النظام على التعافي.

وسُمع دوي انفجارات في مدن كييف، وأوديسا وميكولايف في الجنوب، وفي كريفي ريه وبافلوهراد وفينيتسا في وسط أوكرانيا وريفني وإيفانو فرانكيفسك في الغرب. كما سُمع دوي انفجارات بالقرب من حدود أوكرانيا مع مولدوفا حيث تتصل شبكة أوكرانيا بجارتها وبقية أوروبا.

ورغم أن الهجمات لا يُعتقد أنها استهدفت بشكل مباشر محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية في أوكرانيا، في ريفني وخميلنيتسكي في الغرب، ومحطة جنوب أوكرانيا، تقول منظمة السلام الأخضر إن روسيا كانت تحاول عمداً زيادة الضغوط التي تتعرض لها هذه المحطات من خلال استهداف محطات فرعية مرتبطة بها.

أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأحد أن خطوط الطاقة الرئيسية من أربع محطات فرعية إلى ثلاث محطات طاقة نووية قد انقطعت، وأن مراقبي محطة خميلنيتسكي في الموقع “سمعوا انفجاراً قوياً”. وأصبح خطان للكهرباء في ريفني غير متاحين وانخفض الإنتاج في ستة من المفاعلات النووية التسعة العاملة في المواقع الثلاثة.

تمثل المواقع الثلاثة حوالي ثلثي كهرباء أوكرانيا لأن الهجمات السابقة التي شنتها روسيا دمرت معظم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والنفط في البلاد، في حين تضررت بعض مرافق الطاقة الكهرومائية في البلاد أيضاً.

وقالت منظمة السلام الأخضر إن هناك قلقاً خاصاً يتمثل في أن “الأضرار الجسيمة التي لحقت بنظام الكهرباء في أوكرانيا، بما في ذلك محطات الطاقة الفرعية، تتسبب في عدم استقرار كبير”، وهو ما قد يعني فقدان الطاقة الخارجية للمفاعلات لفترة طويلة. وأضافت المنظمة البيئية أن تبريد المفاعل والوقود المستنفد يتطلبان الطاقة، التي تتعرض إمداداتها المستقرة للخطر.

وقالت منظمة السلام الأخضر إنه في حالة انقطاع الإمدادات، فإن مفاعلات أوكرانيا لديها مولدات ديزل وبطاريات في الموقع لتوفير إمدادات الكهرباء الأساسية بالوقود الكافي لمدة سبعة إلى عشرة أيام، ولكن إذا لم يكن من الممكن الحفاظ على الوقود أو استعادة الطاقة، فقد تؤدي العواقب إلى كارثة نووية.

وقالت منظمة السلام الأخضر في تقريرها: “إن فقدان وظيفة التبريد في مفاعل واحد أو أكثر من شأنه أن يؤدي حتماً إلى ذوبان الوقود النووي وإطلاق المواد الإشعاعية على نطاق واسع”. وأضافت: “الأكثر عرضة للخطر هم الناس والبيئة في أوكرانيا، ولكن هناك احتمال أن تتأثر أوروبا وما وراءها بشدة”، اعتمادًا على اتجاه الرياح في ذلك الوقت.

قبل هجوم يوم الأحد، اتهمت بريطانيا روسيا بالفعل بالانخراط في ابتزاز نووي في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قبل أسبوعين. وتضم المنظمة التي يبلغ عدد أعضائها 57 عضوًا روسيا، لذا فهي واحدة من المنتديات الدولية القليلة حيث يمكن للدول الغربية التعامل مع موسكو.

“لقد سمعنا أيضًا روسيا تهدد أوكرانيا في هذه الغرفة بأنها قد تقطع 75٪ من الكهرباء المتبقية لديها من خلال ضرب خمسة أهداف فقط”، قالت المملكة المتحدة في بيان صدر في اجتماع في فيينا في 7 نوفمبر.

“لا يمكن أن يكون هذا سوى إشارة إلى محطات الطاقة النووية في أوكرانيا. مثل هذه التهديدات غير مقبولة. كما هو الحال مع خطر عدم موثوقية إمدادات الطاقة لمحطات الطاقة النووية في أوكرانيا بسبب الهجمات الروسية المستمرة على شبكة أوكرانيا”.

أشارت المصادر البريطانية إلى أنها تعتقد أن توليد الطاقة في أوكرانيا انخفض إلى حوالي ثلث قدرتها قبل الحرب في الربيع، على الرغم من أن الإصلاحات خلال الصيف حسنت هذا الرقم مرة أخرى إلى 50٪.

لا يزال تأثير القصف الأخير على توليد الطاقة غير واضح، على الرغم من أن وزارة الطاقة الأوكرانية قالت يوم الثلاثاء إن 9 جيجاوات من الطاقة قد فقدت في عام 2024، وهو ما يعادل “ذروة استهلاك دول مثل هولندا أو فنلندا”.

في بداية الحرب، استولت القوات الروسية على رابع محطة للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي منشأة زابوريزهيا، التي تضم ستة مفاعلات. ولا يزال الموقع، على خط المواجهة على نهر دنيبرو، محتلاً رغم إغلاق المفاعلات.

مقالات مشابهة

  • موقع أميركي: مناقشة دور الدين في سياستنا أصبحت ضرورة
  • حماس: عمليات الهدم القسري بالقدس جرائم تطهير عرقي
  • الصين تسعى لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة مع الهند
  • غالانت: حكومة نتنياهو تسعى لحكم عسكري بغزة يدفع جنودنا ثمنه
  • الغارات الجوية الروسية الأخيرة على أوكرانيا تهدد بـ”انقطاع كارثي للكهرباء”
  • حماس: شعبنا يتعرض لأبشع عملية تطهير عرقي وتهجير قسري
  • فيتو أميركي في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف الحرب بغزة
  • قائد عسكري أميركي يحذر: حربا أوكرانيا وغزة تلتهمان دفاعاتنا الجوية
  • قائد أميركي: أوكرانيا والشرق الأوسط "تلتهمان"دفاعاتنا الجوية
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. فيروز التي ببالي