موقع أميركي: هذا ما تسعى له إسرائيل.. تطهير عرقي شامل بغزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
نشر موقع "موندويس" الأميركي تقريرا سلط الضوء على مخاوف من أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية تطهير عرقي في قطاع غزة مع تصاعد التوترات في المنطقة وإمكانية اتساع دائرة الصراع.
وقال الكاتب طارق حجاج في تقريره الذي نشره الموقع إن منظمة الصحة العالمية أصدرت بيانا قالت فيه إن الإمدادات الطبية في جميع مستشفيات غزة بدأت تنفد، وفي الوقت نفسه، أصدر الدكتور أشرف القدرة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في غزة، بيانا صحفيا قال فيه إن الخدمات الصحية دخلت "مرحلة حرجة"، وإن الإمدادات والأدوات الطبية والوقود على وشك الانتهاء والنفاد، مضيفا أن المستشفيات تعمل فوق طاقتها، وأن كثيرا من المصابين يضطرون الآن إلى افتراش الأرض.
ووضح الكاتب أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة أعلنت أنها ستتوقف عن العمل بشكل كامل بسبب نقص الوقود، وقد انقطعت الكهرباء بشكل شبه كامل في كل مكان في غزة، باستثناء الأماكن التي فيها مولدات تجارية.
تهديدات
كما وجّه جيش الاحتلال رسائل تهديد لسكان الأبراج السكنية، أمرهم فيها بإخلاء منازلهم في مجمعي الندى والعودة شمال قطاع غزة، واللذين يضمان نحو 50 برجا سكنيا، ويسكنهما آلاف الأشخاص.
وأوضح الكاتب أن الوضع الإنساني في المنازل، وفي مدارس الأونروا -حيث لجأ كثيرون هربا من القصف- يعد كارثيا، وتشهد المنازل اكتظاظا كبيرا بسبب نزوح العائلات داخليا إلى منازل أقاربهم في مناطق يعتقدون أنها أبعد عن خط النار، ولكن لا يوجد مكان في غزة خارج خط النار، وقد أدى الازدحام في المنازل والمدارس إلى ظروف غير إنسانية، منها طوابير استخدام الحمامات.
وذكر الكاتب أن الناس يخشون الآن حدوث تطهير عرقي جماعي في قطاع غزة، ودفع السكان للتوجه إلى مصر بعد أن قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين المتضررين من الغارات الجوية يمكنهم شق طريقهم إلى مصر.
وتابع الكاتب قائلا إن هذه التصريحات خلقت مخاوف من حدوث نكبة ثانية وتطهير عرقي شامل. والأمر المؤكد هو أن المسؤولين الأمريكيين بدؤوا في مناقشة إمكانية فرار آلاف العائلات والمدنيين إلى مصر عبر معبر رفح.
مجازر
وأشار الكاتب إلى أنه ما زال هناك العشرات، وربما المئات، من المدنيين عالقين تحت أنقاض الغارات الجوية الإسرائيلية؛ حيث تم انتشال عائلات بأكملها من تحت الأنقاض، كما أعلنت وزارة الصحة مقتل ما لا يقل عن عشرة من الطواقم الطبية، بالإضافة إلى عشرات الصحفيين، الذين تم استهدافهم عمدا.
وقال الكاتب إنه خلال الفترات القصيرة التي يتمكن فيها الناس من الوصول إلى الإنترنت، تبدو وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها مقبرة، فالكل يكتب نعيا، الكل لديه عزيز قد استشهد. وقد رأى الكاتب منشورا لشاب كتب فيه أن والدته وزوجته وأطفاله الأربعة وأخته وأطفالها، قتلوا جميعا في غارة جوية نجا منها هو وحده، ناهيك عن صور أشلاء الأطفال مقطوعة في المستشفيات.
ونقل الكاتب عن بيان لوزارة الصحة أن وحدات الأسرة في وحدات العناية المركزة في مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى، ولا يوجد المزيد من الأسرَّة لأي من الإصابات الجديدة التي لا تعد ولا تحصى، والتي لا تزال تتدفق إلى المستشفيات، وأن عدد المصابين يفوق بكثير قدرة المستشفى على علاجهم.
المساجد والمستشفيات أيضا
وأضاف الكاتب أن الغارات الجوية في غزة أصابت الجامعات والمدارس والمساجد والمستشفيات والمؤسسات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الإخبارية، وأن الجثث يتم وضعها جوار بعضها بعض عارية؛ بسبب نقص أكياس الجثث وعدم توفر مساحة في ثلاجات المشرحة داخل مستشفى الشفاء.
وتابع الكاتب قائلا إن الغارات الجوية لا تستهدف المنازل أو الأشخاص فقط هذه المرة، بل تستهدف أحياء ومناطق سكنية بأكملها، في هذه الحرب، لا نسمع عن وفاة شخص واحد في العائلة، بل نسمع فقط عن وفاة عائلات بأكملها، قُتلت جراء الغارات الجوية.
والآن تأتي أخبار عاجلة مفادها أن المؤسسات الإخبارية في قطاع غزة أوقفت عملياتها بشكل كامل بسبب نقص الوقود الذي يستخدم لتشغيل الكهرباء والوصول إلى الإنترنت.
وشدد الكاتب على أن الناس في غزة لا يعتقدون أن إسرائيل تشن هذه الحرب بمفردها، بل هم على يقين من أن هذه الحرب يخوضها عدد من الدول القوية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وعديد من الدول الأوروبية الأخرى التي تدعم إسرائيل بشكل واضح، وتزودها بالسلاح لمحاربة غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الغارات الجویة الکاتب أن قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يفتك بغزة من جديد ولا جديد في المواقف الدولية
يمانيون../
خلال الـ48 ساعة الماضية فقط، ارتقى 130 شهيداً، بينهم عشرات الأطفال والنساء، وأصيب 263 جريحاً وفقاً لبيان وزارة الصحة في غزة، التي أكدت أن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، دون قدرةٍ لفرق الإنقاذ على انتشالهم بسبب شحّ الوقود وتدمير معدات الدفاع المدني وآلات رفع الأجسام الثقيلة. ومنذ استئناف الحرب في 18 مارس الجاري، تجاوز عدد الشهداء 634، والجرحى 1172، ليصل إجمالي الضحايا منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023 إلى 49,747 شهيداً و113,213 جريحاً، فيما لا يزال مصير أكثر من 14 ألف مفقود مجهولاً.
يأتي التصعيد الأخير بعد أن خرق العدو الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي بوساطة قطرية مصرية، حيث رفض رئيس وزراء العدو مجرم الحرب “نتنياهو” المضي في المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي كانت تقضي بإطلاق سراح أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، استجابةً لدعوات مجرمي الحرب شركاء الإبادة في حكومته، والأهم والأخطر أنها بموافقة أمريكية الطرف الذي يفترض أن يكون وسيطاً وضامناً لتنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن العدو الإسرائيلي شنّ هجومه الجديد فجر الثلاثاء 19 مارس، مستهدفاً المدنيين بشكل ممنهج، مفتتحاً أولى مجازره بمذبحةِ السحر والتي ارتكبها أثناء تناول الاهالي وجبة السحور في رمضان.
تفاصيل المجازر الأخيرة:
من شمال القطاع إلى جنوبه، تطالعك مشاهد الدمار اليومية. ففي بيت لاهيا، شمال غزة، استشهدت طفلة ومواطنان بعد قصف مدفعي إسرائيلي استهدف خيام النازحين قرب مدرسة، بينما سقط شهيدان آخران في غارة جوية على مسجد “عماد عقل” بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. وفي حي الزيتون جنوب شرق المدينة، ارتفع عدد شهداء قصف إسرائيلي على منازل المدنيين إلى خمسة، بينما تواصل الطائرات الحربية غاراتها على دير البلح ورفح، حيث أصيب العشرات بجروح خطرة.
ولا يقتصر القصف على المناطق السكنية، بل يتعمّد العدو الإسرائيلي استهداف عمال الإغاثة والصحفيين، فقد ارتقى 9 من كوادر الإغاثة في غارة جوية على بيت لاهيا شمال غزة في 15 مارس، بينما قُتل موظف في منظمة “أطباء بلا حدود” الجمعة الماضي خلال قصفٍ على دير البلح. وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد عمال الإغاثة الذين قُتلوا منذ أكتوبر الماضي تجاوز 300 شخص، في استهدافٍ ممنهج يُعطّل وصول المساعدات إلى المحتاجين.
على الأرض، توسّعت القوات البرية للعدو الإسرائيلي في عملياتها داخل القطاع، حيث توغلت في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، فيما أعلنت وسائل إعلام العدو عن نيتها دعم القوات بمزيد من التعزيزات خلال الساعات المقبلة، في إشارة إلى أن التصعيد العسكري قد يدخل مرحلةً أكثر دموية سيما أ، المناطق التي يهدد باقتحامها تحتوي آلاف الأسر النازحة ويلجأ اليها منذ فترات التصعيد السابقة كمناطق آمنة
تشديد قبضة الحصار وتفاقم الأزمة الإنسانية:
إعادة إغلاق العدو الإسرائيلي للمعابر منذ بداية مارس حوّل حياة السكان إلى جحيم، فوق ما هم عليه من الوضع المأساوي غير المحتمل إثر 15 شهر من حرب الإبادة والتجويع، وقد عاود المسؤولون في غزة إطلاق نداءات استغاثة وتجديد وتكرار الدعوات للنجدة مناشدين ما يسمى المجتمع الدولي للتدخل وتحمّل مسؤولياته، خاصة بعد نفاد مخزون الغذاء والدواء، وتعطل برامج الإغاثة. يقول مدير برنامج التغذية بهيئة إغاثة إقليمية: “المحتل يمنع دخول كل شيء.. حتى المواد الخاصة بالأطفال والنساء الحوامل لم نعد نجدها”. وتضيف داليا أبو مرسة، العاملة في مجال الإغاثة: “الناس في غزة تأكل أوراق الأشجار.. لو استمر الحصار أسبوعين آخرين سنشهد مجاعة جماعية، نحن الآن نقف على مشارفها”.
وتكشف الأرقام أن أسعار المواد الغذائية في أسواق غزة ارتفعت بنسبة 300%، فيما توقفت 70% من برامج التغذية بسبب نقص الإمدادات. أما المساعدات القليلة التي تصل، فإن قيمتها تتقلص بسبب أزمة السيولة النقدية؛ فالسكان مُجبرون على دفع عمولات تصل إلى 27% لسحب أموالهم من البنوك المغلقة، يعلّق أحد المبادرين في العمل الخيري بالقول: “كل ألف دولار مساعدات تفقد ربع قيمتها بسبب العمولات.. الكارثة فوق ما تتخيلون”.
انتشار الأمراض:
يعود شبح الأمراض المعدية والمخاوف من انتشارها ال الواجهة من جديد،إذ لا تقتصر المعاناة على الجوع، شبكات الصرف الصحي المدمّرة هي أيضاَ تسببت في تلوث مياه الشرب، مما أدى إلى تفشي الأمراض بين النازحين الذين يعيشون في خيام مكتظة وهو عامل آخر يسرع من وتيرة انتشارها بين الناس، ويجعل من محاولات احتوائها أو الحد منها صعباً للغاية قد يحتاج الى جهود مضاعفة وربما بعد فوات الأوان بعد أن يموت المئات بسببها، يزيد من واقعية هذه المخاوف أن ال قطاع يعيشُ في ظلّ نقص الوقود، فقد توقفت آليات إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، بينما تحذّر منظمات دولية من أن 95% من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي، وأن الشمال دخل بالفعل مرحلة “المجاعة”.
عودة الاحتجاجات مع عودة العدوان:
على صعيد الاحتجاجات والتظاهرات المنددة بما يجري في غزة والمتضامنة معها خرجت مسيرات حاشدة في مدن مغربية كتطوان وطنجة والدار البيضاء، رافعة الأعلام الفلسطينية ومطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، فيما شهدت عواصم أوروبية مثل لندن وباريس وأمستردام وأوسلو احتجاجات مماثلة نددت باستئناف القصف الإسرائيلي.
تجمّع المحتجون قرب السفارة الإسرائيلية في لندن داعين لوقف ما وصفوه “إبادة جماعية”، بينما تحولت مسيرة باريسية ضد العنصرية إلى تأييدٍ لفلسطين مع مطالبات بمحاكمة القادة من مجرمي الحرب الإسرائيليين دوليًا.
وفي الأردن، طالبت مظاهرة عمّان بقطع التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي، بينما شهدت واشنطن ونيويورك تظاهرات أمام البيت الأبيض وتايمز سكوير تطالب بحظر توريد الأسلحة.
ووصلت الاحتجاجات إلى مدن تركية كأنقرة، حيث اتهم المتظاهرون كيان العدو الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، فيما نظم باكستانيون في كراتشي مسيرة تضامنية. كما شهدت تشيلي وإسبانيا وقفات احتجاجية أدانت الدعم الأمريكي للعدوان، بينما طالب متظاهرون نرويجيون بإغلاق السفارة الإسرائيلية في أوسلو، معتبرين “إسرائيل” كياناً مجرم وإرهابي.
موقع أنصار الله . يحيى الشامي