شفق نيوز / رغم مرور أكثر من أسبوعين على انطلاق العام الدراسي الجديد في العراق، إلا أن جزءاً كبيراً من التلاميذ والطلبة ما يزالون يعانون من عدم توفير الكتب المدرسية لهم، ما أثار موجة انتقادات لوزارة التربية لعجزها عن توفير الكتب في مواعيدها المحددة.

وانطلق العام الدراسي الجديد 2023-2024 في محافظات وسط وجنوب العراق يوم الأحد (1 تشرين الثاني 2023)، وتقول وزارة التربية إن عدد الطلاب المسجلين في العام الدراسي لهذه السنة بلغ 13 مليون طالب.

وعند كل عام دراسي تتجدد أزمة توفير الكتب والمناهج الدراسية، في مقابل ضيق يد أولياء الأمور، كما هو الحال هذه السنة، حيث تفاجأت كثير من الأسر العراقية بعدم وجود كتب لأبنائها التلاميذ سوءاً في المرحلة الابتدائية أو الثانوية.

مدارس بلا كتب

وفي هذا السياق، قالت المواطنة أم هدى (38 عاماً) من محافظة كربلاء، وهي أم لأربعة طلاب جميعهم في المرحلة الابتدائية، إن "المدرسة التي فيها أطفالي لم توزّع الكتب الدراسية عليهم لحد الآن، بداعي عدم وجود الكميات الكافية، في وقت تلزم المعلمات والمعلمين التلاميذ بإكمال واجباتهم اليومية ويحاسبونهم عليها".

وأكدت أم هدى، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن وضعها المادي لا يسمح لها بشراء الكتب والمناهج الدراسية من الأسواق والمكتبات، داعية وزارة التربية إلى توجيه إدارات المدارس بـ"تقدير ظروف الطلبة واعذارهم لحين تجهيز الكتب".

وضع مشابه لأم هدى، أكده الخبير التربوي، حيدر الموسوي، بالقول إن "أبنائي في المرحلة الثانوية لم يتسلموا الكتب لغاية الآن"، مشيراً إلى أن "العملية التربوية تعاني منذ فترة طويلة بسبب افتقار كل من استوزر حقيبة التربية للرؤية الواضحة لإدارة الملف التربوي، لذلك وقعوا في الخطأ والخلل نفسه".

أزمات متعددة

وفصّل الموسوي في حديثه للوكالة، المشكلات التي تواجه العملية التربوية بالقول، إن "هناك نقصاً كبيراً في توفير البنايات المدرسية الملائمة، إذ بعضها غير صالح للتعليم فيها، فضلاً عن النقص في الأثاث المدرسي من سبورات ومقاعد (رحلات) ووسائل حديثة في التعليم".

وتابع: "نسمع عن السبورة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني وتوزيع آيباد للتلاميذ، ولكن لا يوجد شيء على أرض الواقع، بالإضافة إلى سوء توزيع الكوادر التربوية والتعليمية ما بين المركز والأطراف في جميع المحافظات العراقية، وخاصة في العاصمة بغداد".

انهيار أركان التعليم

ورأى الموسوي، أن "أركان التعليم هي المعلم والمنهج والطالب، وإذا فُقد الركنين الأوليين فقد التعليم"، متسائلاً: "إذاً كيف يمكن إيصال المادة العلمية دون توفير المعلم والمنهج؟".

وحمّل الخبير التربوي، لجنة التربية النيابية مسؤولية متابعة أداء وزارة التربية، مؤكداً أن "لجنة التربية مقصّرة في هذا الملف، فمن غير المعقول عدم متابعتها لأداء الوزارة واستجواب الوزير، أو على الأقل توجيه سؤال نيابي له".

وزاد بالقول: "مجلس الوزراء يعقد جلسات أسبوعية، ولكن لم نشاهد يوماً وزيراً للتربية تحدث بضرورة توفير الدعم للوزارة لتنفيذ حملة تربوية وتعليمية تنطلق من مجلس الوزراء ومدعومة من مجلس النواب".

ماذا يفعل وزير؟

وتساءل الموسوي قائلاً: "ماذا يفعل وزير التربية عندما يجلس في جلسات مجلس الوزراء، إذ عندما يكشف المتحدث باسم وزارة التربية عن وجود نقص في التخصيصات المالية من قبل مجلس الوزراء في موازنة التربية، وخاصة فيما يخص طباعة الكتب، أليس من المفترض على الوزير طرح هذه المشكلات في مجلس الوزراء لغرض إيجاد المعالجات والحلول لها؟".

ورأى أن "وزارة التربية تحتضر منذ سنوات، ما يتطلب وقفة جادة من خلال وضع تخطيط حقيقي وواعٍ ومنضبط للوزارة"، مطالباً رئيس الوزراء بـ"التدخل شخصياً في هذا الملف، بالتزامن مع متابعة لجنة التربية في مجلس النواب لما آلت إليه وزارة التربية، ووضع معالجات آنية وسريعة".

وخلص الموسوي، في ختام حديثه، إلى القول إن "العراق كان في فترة السبعينيات من القرن الماضي، يُصنف من أفضل البلدان في العملية التربوية والتعليمية، لكن الآن بات خارج المعايير التربوية والتعليمية العالمية".

التربية تطمئن

من جهته، طمأن المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، العائلات بالقول إن "الوزارة مسيطرة على أزمة الكتب، وتم توفيرها بنسبة 60٪؜، وهناك تقدم يومي وتوجيه لإدارات المدارس بالتوجه فوراً إلى المخازن لاستلام الكتب وتوزيعها مباشرة على التلاميذ".

وأضاف السيد خلال حديثه للوكالة: "كما تم إطلاق المناهج إلكترونياً لمنع استغلال البعض للمتاجرة ببيع الكتب في الأسواق"، مشيراً إلى أن "وزارة التربية وجّهت بعدم محاسبة التلاميذ خلال هذا الأسبوع وعدم الضغط عليهم".

وأكد السيد "طباعة نسبة كبيرة من كتب المرحلة الابتدائية، وأن الأزمة حالياً تتعلق بالمرحلة الاعدادية، وستنتهي تدريجياً، فضلاً عن إكمال طباعة كتب مناهج المتميزين"، لافتاً إلى أن "هذا هو العام الأول الذي تطبع فيه مناهج المتميزين بنسبة 100٪؜".

وأشار المتحدث باسم وزارة التربية، إلى أن "هذا العام، كان هناك إلغاء تنويع الاحيائي والتطبيقي، والعمل بالفرعين العلمي والأدبي، وأن طباعة كميات جديدة من الكتب تستلزم الوقت"، داعياً أولياء الطلبة إلى "عدم شراء الكتب لأنها قادمة".

وبينما يجدد كريم السيد في ختام حديثه التأكيد أن "وزارة التربية مسيطرة على أزمة الكتب، وستنتهي تدريجياً، وينتظم الدوام بشكل عام"، ما تزال المواطنة أم هدى والتربوي حيدر الموسوي كحال الكثيرين من أولياء الأمور بانتظار توفير الكتب والمناهج الدراسية لأبنائهم التلاميذ، مستبعدين توزيعها في الوقت القريب، ما قد يضطرون في النهاية إلى شرائها من الأسواق والمكتبات.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق وزارة التربية الكتب المدرسية وزارة التربیة مجلس الوزراء توفیر الکتب إلى أن

إقرأ أيضاً:

غضب في "شباب النواب" بسبب عدم صيانة ملاعب النجيل الصناعي.. والوزارة ترد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد اجتماع لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، اليوم برئاسة الدكتور محمود حسين، مناقشة عدد من طلبات الإحاطة بشأن عدم صيانة ملاعب النجيل الصناعي، انتقادات موسعة لوزارة الشباب بسبب إهمال تلك الملاعب التي تكلفت أموال طائلة.
جاء ذلك خلال مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب ثروت سويلم، بشأن صيانة ملاعب الكرة النجيل الصناعي بمراكز الشباب وعمل سور بمركز شباب بني أيوب وساحة أبو حماد وسطح محلات السناجرة بمحافظة الشرقية.

وأكد أعضاء اللجنة أن وزارة الشباب تحصل مبلغ 3 آلاف  و500جنيه  شهريا من مراكز الشباب المزود بها ملاعب نجيل صناعي بالأبعاد القانونية، ومبلغ ألف جنيه من مراكز شباب القرى المزود بها ملعب خماسي، ومبلغ ألفي جنيه من مراكز شباب المدن المطور بها ملاعب خماسية، ومبلغ 1500 جنيه من مراكز الشباب المزودة بملاعب بالأبعاد السداسية والسباعية.

وطالب النائب ثروت سويلم خلال الاجتماع من مسئولي وزارة الشباب، عدم صيانة تلك الملاعب خاصة أنها أصبحت غير صالحة بالمرة لممارسة اللعب عليها، بعد أن تهالكت نجيلة هذا الملاعب بسبب عدم صيانتها رغم حصول الوزارة علي أموال شهرية من تلك الملاعب تحت مسمي أعمال الصيانة .

وشدد سويلم علي ضرورة قيام الوزارة بإحلال وتجديد تلك الملاعب من جديد، مؤكدا أن ملاعب النجيل الصناعي علي مستوي محافظات الجمهورية تم اهمالها .

من جانبه اتهم النائب درويش مرعي، وزارة الشباب بإهدار المال العام بسبب تقاعسها عن صيانة الملاعب، وعدم حرصها علي تفعيل اعمال الصيانة، مما أدي الي عدم صلاحية العديد من الملاعب للمارسة الرياضة عليها.
من جانبه عقب الدكتور محمود حسين، رئيس لجنة الشباب علي مطالب نواب اللجنة بضرورة محاسبة المقصرين في حماية المال العام ، مؤكدا أن تلك الملاعب تكلفت ملايين الجنيهات وأن أعمال الصيانة كانت السبيل الوحيد للحفاظ عليها، ولكن الوزراة تتعامل مع الصيانة علي إنها أمر هامشي، وهو ما ترفضه اللجنة ولن تقبله.

ووجه رئيس لجنة الشباب، تساؤلا لمسئولي وزارة الشباب قائلا :أين ذهبت أموال الصيانة التي يتم تحصيلها شهريا من ملاعب النجيل الصناعي التابعة للوزارة ؟

من جانبه قال الدكتور محمد عبدالقادر رئيس الإدارة المركزية لمراكز الشباب بوزارة الشباب ، أن الفترة المقبلة ستشهد صيانة العديد من الملاعب، حيث كان من المخطط صيانة ٣٠٠ ملعب ولكن تم الاتفاق علي زيادتها إلي ٦٠٠ملعب.

وأوضح أن محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية لا يتم تحصيل أي أموال من ملاعب النجيل الصناعي، حيث تحرص الوزارة علي استفادة مراكز الشباب في تلك المحافظات من هذا الأموال.
ورداً علي سؤال نواب لجنة الشباب بشأن أموال الملاعب التي تم تحصيلها، أكد الدكتور محمد عبد النبي رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الشبابية، أن أموال الصيانة يتم إيداعها في 
الحساب الخاص للوزارة، ويكون المبالغ المودعة مخصصة للغرض الذى أودعت من أجله مشددا علي أنه لا يمكن صرفها سوي في مصدرها وهو صيانة الملاعب.
وفي نهاية الاجتماع أوصت اللجنة إفادتها بخطاب من قبل وزارة الشباب والرياضة عن مصير الأموال المحُصلة من مراكز الشباب على مستوى الجمهورية لحساب صيانة الملاعب؟ وكم تبلغ قيمة تلك الأموال؟ وإذا ما تم صرفها في الغرض المخصص لها؟.
كما أوصت اللجنة ضرورة قيام وزارة الشباب والرياضة بإعداد مقايسات صرف لمياه الأمطار بجميع مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، وذلك للحفاظ على منشآت الدولة الشبابية.
كما أوصت بإفادة النائب مقدم طلب الإحاطة من قبل وزارة الشباب والرياضة بصورة ضوئية من الخطابات الموجهة منها إلى الجهات المعنية بشأن أعمال الصيانة لمراكز الشباب محل طلب الإحاطة، وتقديم مديرية الشباب والرياضة بالشرقية طلبات استصدار التراخيص اللازمة لإنشاء محال على سور مركز شباب ساحة أبو حماد إلى محافظة الشرقية.

مقالات مشابهة

  • التعليم ومهارات القرن الحادي والعشرين
  • غضب في "شباب النواب" بسبب عدم صيانة ملاعب النجيل الصناعي.. والوزارة ترد
  • السلطات العراقية تضبط كميات كبيرة من الكتب المدرسية معدة للبيع
  • التربية تضبط كميات كبيرة من الكتب معدة للبيع بالتنسيق مع الأمن الوطني
  • ضبط كميات كبيرة من الكتب المدرسية معدة للبيع بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني
  • تفاصيل تنسيق مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية لمحافظة القليوبية.. يبدأ من 225 درجة
  • الوزراء يكشف الهدف من قرار غلق المحلات التجارية العاشرة مساءً
  • «الوزراء»: استلام الدفعة الأولى من الوقود اللازم لتوليد الكهرباء أول يوليو
  • عاجل -رئيس الوزراء يعلن الموعد الرسمي لانتهاء أزمة إنقطاع الكهرباء
  • الثانوية العامة 2024.. إصابة 3 طالبات بحالات إغماء وتشنجات خلال أداء الامتحان بالدقهلية