نص كلمة الرئيس المشاط خلال اللقاء الموسع في مدينة رداع بمحافظة البيضاء
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الأخرة، له الحكم وإليه ترجعون.
في هذا الصباح الباكر، أقول لكم جميعا، الأخوة في قيادة السلطة المحلية المكتب التنفيذي، الأخوة في قيادة المنطقة العسكرية السابعة، الأخوة في قيادة الجامعة..
الأخوة أعضاء مجالس الدولة المركزية، الأخوة الشخصيات الاجتماعية والوجهاء والمشايخ والأعيان، الحاضرون جميعاً، الأخوة والأخوات جميعاً.
أقول لكم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ومن خلالكم إلى أبناء جماهير الشعب اليمني بمناسبة أعيادنا الوطنية 14 من أكتوبر، وإلى أبناء فلسطين من محافظة البيضاء الأبية، من محافظة البيضاء التاريخ إلى أرض فلسطين، فلسطين الصمود، وفلسطين المقاومة، نحيي كل فصائل المقاومة، وكل المجاهدين في أرض فلسطين من هنا من محافظة البيضاء الأبية.
لا غرابة عليكم -يا أبناء البيضاء- فأنتم التاريخ، وأنتم الحضارة، أنتم أصل الحضارة، بهذه المناسبة، وبحضورنا بينكم، لا أستطيع إلا أن أقول: يا أبناء البيضاء بيض الله وجوهكم على كل المراحل الماضية، ولا غرابة عليكم فأنتم أصل الحضارة، الحضارة التي ورثتموها من أبائكم وأجدادكم تجسدت فيكم حكمة وصمودا وتكاتفا وتعاونا في أشد مرحلة مر بها تاريخ بلدنا بالتآمر عليه، كان لحكمتكم ولصمودكم ولوحدة كلمتكم صمام الأمان فشلت عليها كل مؤامرات الأعداء، فنحن أيها الأخوة كما أنتم تعرفون بأن المؤامرة على بلدنا كبيرة.
المؤامرة على بلدنا كبيرة، وكلنا يعرف حجم التآمر على بلدنا، إلا أنني أقول لكم: يا أبناء البيضاء المؤامرة على اليمن بشكل عام، لكنها كانت على البيضاء بشكل خاص، كان هناك مؤامرة خاص بالبيضاء يراد لها أن تتحول إلى مستنقع للتنظيمات الاستخباراتية العالمية، وبفضل صمودكم ووعيكم وإدراككم لهذا الخطر فشلت مؤامرات أكبر القوى العالمية الاستكبارية لتحويل هذه المحافظة إلى مستنقع للتنظيمات الإرهابية..
أنتم تعرفون أيها الأخوة كيف كانت الأوضاع قبل ثورة 21 من سبتمبر، كيف كان الوضع الذي تمر بها هذه المحافظة، أنتم لكم الشرف بصمودكم وبوعيكم وبحضارتكم، التي اكتسبتموها من آبائكم وأجدادكم عبر التاريخ تؤهلكم للارتقاء بهذه المحافظة، أقول لك أيها الأخ رئيس الجامعة:
ثق بأن لديك من الحضارة في أبناء البيضاء ما يؤهلكم للبناء وللارتقاء بهذه المحافظة؛ نتيجة الإرث التاريخي العملاق الذي خلفه لكم الآباء والأجداد.
ونحن هنا، وبمناسبة احتفالات شعبنا بالرابع عشر من أكتوبر، الذي كان الشرارة الأولى لدحر الغازي من محافظاتنا المحتلة آنذاك، وببندقية راجح لبوزة تراجع عدونا للأعقاب، حتى جر أذيال الهزيمة في الـ30 من نوفمبر عام 1967م، هذه عبرة ودرس لكل الغزاة والمحتلين بأن ما أخذ بالقوة سيُستعاد بالقوة - بإذن الله.
صحيح أيها الأخوة أن الشهيد البطل راجح لبوزة حمل بندقيته، واستشهد في اليوم الأول في جبال ردفان، في اليوم الأول استشهد؛ لكنه جاء من يحمل هذه البندقية حتى أجبر الغازي والمحتل على أن يجر أذيال الهزيمة بعد أربع سنوات من الكفاح والنضال والجهاد.
أخذوا البندقية رجال شرفاء، منهم علي عنتر، علي شايع، ختاما بقحطان الشعبي، اليوم الذي تحقق في الـ30 من نوفمبر جر فيه العدو أذيال الهزيمة، وكان يوم سمي بيوم الجلاء؛ جلاء آخر مستعمر بريطاني..
أيها المحتلون الأقزام، يا من تعيشون في بلاط المستعمر السابق، الذي جر أذيال الهزيمة، خذوا العبرة والدرس من التاريخ، يا من لا تاريخ لكم خذوا العبرة والدرس من هذا التاريخ، فالغازي طبعه أبديا إلى زوال مهما جثم، هذا الاستعمار الذي جثم على شطر الوطن، الجنوبي لما يقارب 120 سنة ولى على الأعقاب منهزما دون رجعة، لذلك اطمئنوا يا أبناء البيضاء، وأطمئن جماهير شعبنا اليمني كل ما تحت سيطرة الاحتلال الآن من مناطقنا الحبيبة المحتلة، سيُستعاد -بإذن الله- بفضل صمودكم، وبفضل صمود رجال الرجال في الجبهات العسكرية.
أيها المحتلون الجدد الأقزام خذوا العبر من التاريخ، التاريخ يقول لنا بأن الظلم إذا زاد عن حده يتحول إلى طوفان، كما تحول في هذه الأيام في جبهة المقاومة الإسلامية في أرض فلسطين، الظلم والقهر الذي مارستموه عشرات السنين على أبناء فلسطين تحول إلى طوفان، هذا الطوفان - بإذن الله- كفيل بأن يقتلعكم - بإذن الله.
وأنتم تطالعون الموقف المشرف والمتصدر هو موقف الشعب اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- البقية مطأطئين رؤوسهم في التراب، لا موقف، لا إنسانية، لا كرامة..
أنا أقول لكم يا أيها الشرفاء في هذا البلد الحبيب: العدوان الذي ووجِهنا به منذ تسع سنوات كان يراد لنا أن نكون خانعين كما هي هذه الأنظمة العربية، هذا هو السر الذي مارس العدو عدوانه علينا لما يقارب التسع السنوات؛ لأنه يعرف أن هناك قوة وكتلة إيمانية غير قابلة للانصياع والمطاوعة، ستقول لا، وأنتم تشهدون في هذه الأيام أجمل وأكبر وأرفع وأشرف موقف تصدره هو موقف الشعب اليمني، الذي اعتز به أبناء فلسطين، ويعتبرونه وقودا لحماسهم وصمودهم وصبرهم، هذا هو الشرف وهذه من مكتسبات الصمود بتكاتف الجميع.
أنا أقول: النصر الذي سيتحقق الجميع فيه شركاء بما فيه أنتم أيها الأخوة الأعيان والوجهاء والشخصيات الاجتماعية في محافظة البيضاء، العدو سيرعوي - بإذن الله - في اليمن، وفي فلسطين، وكل ما تسمعونه من تهويلات وإرهاصات على أبناء المقاومة الإسلامية في فلسطين ليس إلا لرفع معنويات العدو المنهارة، التي ستنهار -بإذن الله- قريباً، كله هراء، كله هراء والخزي والعار للمطبعين وللساكتين، أيها المطبعون الآن ليس وقت اهتزاز الشوارب، الآن وقت الصمود، ووقت المواقف المشرفة. يقولون: أمريكا ستتدخل على الخط، نحن قلنا قبل عام ونكررها وقلناها سابقاً: كل حشدكم لن يهز فينا شعرة لأصغر طفل منا.. فما لكم أيها الخانعون لما اهتزت شواربكم؛ لأنكم ارتضيتم بالخنوع والذلة التي كان يراد لها أن تفرض على شعبنا اليمني، ورفضناها من اليوم الأول، هذه المواقف المشرفة هي من مكاسب صمودكم، هذه المواقف المشرفة هي التي تليق بتاريخكم وبحضارتكم يا أبناء البيضاء، ويا أبناء شعبنا اليمني العزيز جميعاً، أنّا لا نرضى بذل، وأن لا نقبل بضيم أبدا، مهما كانت التضحيات نعيش أعزاء أو نسقط كرماء -بإذن الله.
نحن وضعنا حجر الأساس لمشاريع العام القادم والمقدرة بـ12 مليون دولار، وأربعة مليارات وخمسمائة مليون ريال يمني، بإجمالي 247 مشروعا في المياه والطرقات، وسنواصل، ولن نقصر معكم إذا توفرت الإمكانات، أنتم نصب أعيننا، وفي مقدمة الأولويات لدينا، ونحن نشعر بالسعادة عندما نقدم الخدمة لأبناء هذا الشعب؛ هذه غايتنا، وهذا ما يسعد خاطرنا عندما نخدم الناس جميعاً.
أنا أعرف أن إرث الماضي كبير في هذه المحافظة، أعرف أن شبكة الخدمات مش منهارة، الموجود منهار، ولكن لا يوجد. لكن سنعمل -بإذن الله- وكما رأيتم اليد التي تحمي بالأمس بالشكل الذي يشرفكم يا أبناء محافظة البيضاء، العرض العسكري المهيب، سنتجه لليد التي تبني معها - بإذن الله سبحانه وتعالى-، سننتقل بهذه المحافظة إلى التعليم والبناء بموازاة اليد التي تحمي.
نحن حريصون بأن نتجه جميعاً لبناء بلدنا، وحماية مكتسباتنا، وعلى قاعدة "يد تحمي ويد تبني"، سيكون لهذه المحافظة النصيب الأكبر من البناء والحماية وبالتوفيق.. أسأل الله - سبحانه وتعالى- لي ولكم الخير والصلاح.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: أبناء البیضاء محافظة البیضاء هذه المحافظة بإذن الله
إقرأ أيضاً:
افتتاح cop16.. وزيرة البيئة تلقي كلمتها نيابة عن الرئيس .. وتدعو المجتمع الدولي لوقف تدهور الموارد الطبيعية في فلسطين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شاركت وزارة البيئة صباح اليوم بفاعلية من أهم الفعاليات البيئية الدولية، وهي المشاركة بقمه اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP16؛ حيث ألقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كلمتها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ودعت وزيرة البيئة المجتمع الدولي للعمل سويًا لإعادة مصداقية التعاون متعدد الأطراف في تحقيق شعار السلام مع الطبيعة الذي يحمله مؤتمر التنوع البيولوجي COP16، في الوقت الذي يسود العالم حالة من الصمت عما يحدث في فلسطين من تدمير كامل للموارد الطبيعية وليس فقط التنوع البيولوجي.
جاء ذلك خلال كلمة مصر التي ألقتها الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحوار الوزاري حول تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي ضمن فعاليات الشق رفيع المستوى لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتنوع البيولوجي COP16 المنعقد بكولومبيا تحت شعار السلام مع الطبيعة.
وأكدت" فؤاد"، أن مصر أحرزت تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي على المستوى الوطني، ففي إطار التزامها بالاستراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي (NBSAP)، قدمت مصر تحديث خطتها الوطنية للتنوع البيولوجي إلى سكرتارية اتفاقية التنوع البيولوجي، وتركز على استعادة النظم البيئية، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتوسيع نطاق المحميات الطبيعية.
وأضافت الوزيرة، أن مصر وضعت الحلول القائمة على الطبيعة (NBS) كجزء مهم من الخطة الوطنية للتنوع البيولوجي، والتي تساهم في مكافحة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة. وتشمل هذه الحلول في مصر مشاريع في المناطق الساحلية وإستعادة الصحاري والمساحات الخضراء الحضرية، حيث تعتبر الحلول القائمة على الطبيعة أساسية لمواجهة فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ في آن واحد.
وأشارت الوزيرة إلى جهود مصر في تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، تضمنت أيضاً دعم المحميات الطبيعية بالبنية التحتية اللازمة التي تمكن من استخدام الموارد الطبيعية الاستخدام الأمثل في دعم المجتمعات المحلية، وتم دمج ٩ قبائل في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بالمحميات الطبيعية مع الحفاظ على التراث والثقافة الخاصة بهم، معلنة الاستعداد لاصدار اعلان رسمي للحيد المرجاني الكبير بطول ساحل البحر الأحمر إيماناً بأهمية عمليات الصون والحماية للبيئة البحرية كضامن لمستقبل مستدام للأجيال القادمة.
أوضحت وزيرة البيئة، أن مصر على المستوى الدولى كانت سباقة في دمج بُعد التنوع البيولوجي في ملف تغير المناخ حلال استضافة مصر مؤتمر المناخ COP27 ، حيث تضمن إطلاق المبادرة الخاصة بالحلول القائمة على الطبيعة ENACT بالتعاون ألمانيا وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة كشبكة متنامية تضم أكثر من 18 شريكًا من الدول مختلف القارات. وقد أصدرت الشراكة تقريرها الافتتاحي عن حالة أهداف الحلول القائمة على الطبيعة في الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في مارس 2024.
وعلى المستوى العربي، أشارت وزيرة البيئة إلى أن مصر خلال توليها الرئاسة الحالية لمجلس أمناء الهيئة الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن (Persga)، تساهم بصورة كبيرة في إعادة النظر في كيفية دفع مسارات صون الموارد الطبيعية والإجراءات اللازمة للحماية في البحر الأحمر مثل تفعيل قرار البحر الأحمر منطقة خاصة، بالإضافة إلى استضافة مصر لمركز السلام بالغردقة لضمان التعامل مع بقع الزيت في المنطقة.
وأشارت إلى عدة رسائل هامة، في مقدمتها أهمية التمويل الذي لايزال محدودا مقارنة بالغايات والأهداف التي وضعها الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، الدول والأعضاء والمانحين للقيام بمسئولياتهم في دعم تمويل تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي “كونمينج-مونتريال” لوقف وعكس تدهور التنوع البيولوجي بحلول عام 2030 واستعادة النظم البيئية بحلول عام 2050، ودعت ايضاً لتعزيز التآزر بين جهود مواجهة تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، والعمل على استحداث طرق مبتكرة من جميع المصادر بما في ذلك الآليات المالية المبتكرة والتعاون الدولي لإمكانية تنفيذ الخطط الطموحة المحدثة للتنوع البيولوجي.
وشددت على ضرورة دمج التنوع البيولوجي مع تغير المناخ، والفرصة السانحة لذلك خلال تقديم خطط المساهمات الوطنية المحدثة في فبراير القادم، موضحة أن مصر تنوي ادماج التنوع البيولوجي في خطة المساهمات الوطنية المحدثة لتغير المناخ NDC، ودمج التنوع البيولوجي في قطاعات الصناعة والزراعة والصحة والبنية التحتية.
واعربت وزيرة البيئة عن اعتزاز مصر بالمساهمة الفعالة في الجهد العالمي متعدد الأطراف للسعي لتنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، مؤكدة أن مؤتمر التنوع البيولوجي COP16 لحظة محورية يلتقي فيها المجتمع الدولي لاتخاذ مجموعة من الخيارات تساعد على صحة واستدامة الكوكب للأجيال القادمة
وضمن مشاركتها فى فعاليات الشق رفيع المستوى لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي بكولومبيا cop16
كما شاركت وزيرة البيئة فى قمة مياه واحدة كحدث وزاري رفيع المستوى يهدف لتعزيز الالتزامات الطموحة للنظم الإيكولوجية للمياه العذبة، وذلك ضمن مشاركتها فى فعاليات الشق رفيع المستوى لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي بدولة كولومبيا cop16، وذلك بحضور السيدة باربرا بومبيلي المبعوثة الخاصة لرئيس الجمهورية الفرنسية لقمة المياه الواحدة، والسيدة أنياس بانييه روناشير وزيرة التحول البيئي والطاقة والمناخ والوقاية من المخاطر بفرنسا، والسيدة آمنة الضحاك وزيرة تغير المناخ والبيئة الإماراتية، و موريس توكوي وزير المياه والغابات بالجابون، والسيدة موسوندا مومبا الأمين العام لاتفاقية رامسار ، والسيدة ريتا الزغلول مدير التحالف الطموح من اجل الطبيعة والمياه.
وقد كانت وزيرة البيئة المصرية أحد المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الخاصة بمناقشة أهمية المياه العذبة في قلب تنفيذ أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، حيث أكدت أن المياه تتقاطع بشكل أساسي مع الاتفاقيات البيئية الثلاث (التنوع البيولوجي، تغير المناخ، التصحر)، وقد كانت مصر سباقة خلال رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 في ٢٠١٨ من خلال إعلان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي المبادرة المصرية للتآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث، لتكون نقطة انطلاق لحشد الزخم العالمي حولها، وصولا لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27، الذي تم تخصيص يوم كامل ضمن فعالياته للتنوع البيولوجي، مؤكدة أن مصر اول دولة وضعت المياه فى اتفاق المناخ ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات المناخ يتم تسليط الضوء على المياه وتم إطلاق مبادرة AWARE التي تربط المياه بالتنوع البيولوجي ومواجهة التغير المناخي، فالمياه هي الحياة، وفي نفس العام في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 في مونتريال تم دمج بعد تغير المناخ في التنوع البيولوجي، لتستمر رحلة من العمل على تصميم وإعداد وتنفيذ حركة جماعية لسياسة عالمية في هذا الشأن.
وتحدثت فؤاد عن جهود مصر في تنفيذ السياسات الوطنية الخاصة بأنظمة المياه العذبة بالتماشي مع أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، سواء بالسيطرة على تلوث الموارد المائية من خلال العمل على وقف الصرف الصناعي المباشر عليها، وأيضا معالجة مياه الصرف لإعادة استخدامه في التشجير، وإعادة استخدام المياه مرة أخرى في عملية التصنيع والإنتاج مما يساعد على تقليل تكاليف العملية الإنتاجية للقطاع الخاص.
وأشارت فؤاد ايضاً إلى اهتمام مصر بالأراضي الرطبة، حيث كانت توجيهات القيادة السياسة في ٢٠١٥ بالعمل على اعادة تأهيل الأراضي الرطبة واستعادة قدرتها على تقديم خدمات النظام البيئي وتحقيق سبل استدامة الحياة للمجتمعات المحلية بها. إلى جانب الربط بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ من خلال اجراءات مثل تحلية المياه وإعادة استخدام المياه.
وقد ركزت الجلسة على ضمان التآزر والتماسك عبر جميع الالتزامات الوطنية لتحسين دمج اعتبارات المياه وأهداف الحفاظ عليها، حيث تم مناقشة سبل ضمان توافر وأمن إمدادات المياه ، تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة مثل الحفاظ على الأراضي الرطبة واستعادة النظم الإيكولوجية للمياه العذبة الأخرى، بالإضافة إلى معالجة قضايا تلوث المياه
وتعد الجلسة فرصة للحشد مع تحالف الطموح العالي من أجل الطبيعة والبشر بشأن هدف 30 × 30 الذى يسعى إلى وقف الخسارة المتسارعة للأنواع وحماية النظم البيئية الحيوية التي تشكل مصدر أمننا الاقتصادي، ويهدف إلى حماية ما لا يقل عن 30 في المائة من الأراضي و30 في المائة من المحيط، على مستوى العالم، بحلول عام 2030.
وتهدف قمة مياه واحدة إلى توسيع نطاق برنامج تحدي المياه العذبة الذي انضمت له 38 دولة في مؤتمر المناخ COP28، وحشد الحكومات والقطاع الخاص والممولين للحفاظ على الأراضي الرطبة واستعادة نظمها البيئية من خلال تبادل أفضل الممارسات والنماذج لاستعادة الأراضي الرطبة.
جديراً بالذكر أنه سيتم عقد قمة كوكب واحد للمياه في ديسمبر القادم ضمن فعاليات مؤتمر اتفاقية التصحر COP16 بالسعودية، ويستضيفها الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية ، والسيد قاسم جومارت رئيس جمهورية كازاخستان ورئيس البنك الدولي السيد أجاي بانجا، بالشراكة مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، وتهدف إلى تعزيز حوكمة المياه العالمية، وتسريع العمل على تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه والصرف الصحي، والبناء على الزخم المحقق في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في ٢٠٢٣ وتمهيد الطريق للمؤتمر القادم في ٢٠٢٦.
على هامش مشاركتها في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP16 بكولومبيا:
وزيرة البيئة تعقد لقاء متعدد الأطراف مع نظيرتها الاماراتية ومسئولي الاتحاد الدولي لصون الطبيعة لبحث التعاون على المستوى الإقليمي والدولي في دمج التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتصحر
كما عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد لقاء متعدد الأطراف على هامش مشاركتها في الشق الوزاري رفيع المستوى لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP16 بكولومبيا، لبحث التعاون على المستوى الإقليمي والدولي في دمج التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتصحر، حيث بدأتها بلقاء ثنائي مع الدكتورة جريتيل أجيلا (المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة) IUCN، ثم انضم لهما بعد ذلك الدكتورة آمنة الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والسيدة رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والبطلة رفيعة المستوى لمؤتمر المناخ COP28.
وقد ناقشت فؤاد خلال لقائها مع المدير العام للإتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، الاستفادة من دور مصر المحوري في دفع جهود حماية الطبيعة خاصة على المستوى الإقليمي، وآليات التعاون في دفع التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث (التنوع البيولوجي، المناخ، التصحر )، ودعم جهود مصر في هذا المجال، وايضاً التعاون خلال مؤتمر التنوع البيولوجي الحالي COP16 بكولومبيا، ومؤتمر التصحر COP16 المقرر عقده بالسعودية، والمؤتمر الدولي لحفظ الطبيعة في ٢٠٢٥ في الإمارات، حيث وجهت المدير العام لاتحاد صون الطبيعة الدعوة لوزيرة البيئة للمشاركة في المؤتمر باعتباره أحد اكبر المؤتمرات الدولية في مجال حفظ الطبيعة، متطلعة لمشاركة فعالة لمصر في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها على المستوى الاقليمى والعالمي في حماية الطبيعة.
واكدت فؤاد حرص مصر على المشاركة فى المؤتمر الدولي لصون الطبيعة من خلال عدد من الفعاليات، مشيرة إلى تطلعها لإعلان مصر قبل نهاية العام الحياد المرجاني لساحل البحر الأحمر كمنطقة محمية، كنتاج لدراسات ومشاورات حثيثة على مدار السنوات الثلاث الماضية، بما يعزز السياحة المستدامة في المنطقة وتشجيع استثمارات القطاع الخاص الصديقة للشعاب المرجانية، من خلال مشروع يبدأ العام القادم لمبادرة صون الشعاب المرجانية في البحر الأحمر من آثار تغير المناخ باستثمارات تصل إلى ١٥ مليون دولار، مشيرة إلى سعي مصر للتعاون مع الدول الجوار في تنفيذ هذا المشروع بعد تقديم نموذج فعلي في تنفيذه يثبت مصداقيته ومدى أهميته لقطاعات مختلفة مثل الصيد والبترول والغاز، حيث سيتم دعوة شركاء التنمية والوزراء من دول البحرين الأحمر والمتوسط في افتتاح المشروع لتقديم رؤية شاملة حوله ومدى أهميته والشراكات الواعدة به وفرص الاستثمار الصديق للشعاب المرجانية.
ومن جانبها، أشادت المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بالتعاون الممتد مع مصر في حماية الطبيعة، وتطلعها للمشاركة في الحدث الخاص بشراكة مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة ENACT خلال فعاليات مؤتمر التنوع البيولوجي، ووصفته بفرصة جيدة لتعزيز التحالف في هذا المجال. كما رحبت بالتعاون مع مصر في مشروع صون الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر من آثار تغير المناخ وإعلان منطقة الحياد المرجاني بالبحر الأحمر محمية.
وفي سياق متصل استعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال لقائها مع الدكتورة آمنة الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والسيدة رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والبطلة رفيعة المستوى لمؤتمر المناخ COP28، الجهود التي بذلتها مصر للربط بين أجندتي التنوع البيولوجي وتغير المناخ بداية من الدعوة المبكرة التي اطلقتها حول أهمية التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث خلال استضافتها مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي في شرم الشيخ COP14 في عام 2018، وصولا إلى تخصيص يوم كامل للتنوع البيولوجي ضمن فعاليات مؤتمر المناخ COP27 برئاسة مصر، مهد الطريق إلى الخروج بالإطار العالمي للتنوع البيولوجي في مونتريال COP15، والذي يعد المناخ جزء لا يتجزأ منه، واستثمار هذا النجاح في مؤتمر المناخ التالي COP28 بالإمارات العربية، وعمل مصر خلال هذه الرحلة على الحلول القائمة على الطبيعة NBS والمبادرة الخاصة بها ENACT، والتي أنتجت العديد من قصص النجاح على الأرض حققت الربط بين الناس والطبيعة والمناخ، من خلال ربط المناخ بالتنوع البيولوجي من اجل مصلحة الشعوب.
وشددت وزيرة البيئة المصرية على ضرورة البناء على مخرجات مؤتمري الأمم المتحدة لاتفاقيتي التنوع البيولوجي COP16 والمناخ COP29، من خلال فعاليات مؤتمر التصحر COP16 في نهاية هذا العام بالمملكة العربية السعودية، للعمل على خلق آلية تمويلية تخصص لتنفيذ استعادة الأراضي والحلول القائمة على الطبيعة، مما يساعد على تقديم حلول حقيقية للشعوب وليس إعلانات سياسية، بحيث يتم وضع حجر الأساس في مؤتمر الرياض للتصحر للعمل على الخروج الفعلي بآلية تمويلية في المؤتمر الدولي لصون الطبيعة في اكتوبر القادم في الإمارات لتكرار النماذج الناجحة والبناء عليها.
وأعربت" فؤاد" عن دعمها لمشروعات الحلول القائمة على الطبيعة من خلال مشاركتها في مجلس ادارة صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي، مسترشدة بنجاح مصر في إطلاق مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة ENACT خلال استضافتها لمؤتمر المناخ COP27، وتحويلها إلى عدد من المشروعات التنفيذية بالتعاون مع شركاء التنمية وفي مقدمتهم ألمانيا، وإطلاق التقرير الأول للمبادرة، وسيشهد مؤتمر التنوع البيولوجي مناقشات جدية للشق الإجرائي والتمويلي.
كما ناقشت ياسمين فؤاد مع نظيرتها الإماراتي سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجالات البيئة، والاستفادة من الخبرة المصرية في تطوير القطاع البيئي، وتحويل النظرة للبيئة من تحدي في مواجهة التلوث إلى فرصة لخلق استثمارات ووظائف جديدة وإشراك القطاع الخاص، حيث استعرضت فؤاد الجهود المصرية في خلق حزم استثمارية في مجالات البيئة والمناخ لتوفير منهج مستدام لصون الموارد الطبيعية، وتأهيل القطاع البنكي في مجال التمويل المستدام وتمويل المناخ، وإعداد الخطة الاستثمارية للمناخ لإشراك القطاع الخاص في مشروعات المياه والزراعة والتي تقع تحت مظلة مشروعات التكيف غير الجاذبة للتمويل، وذلك بتقليل مخاطر الاستثمار فيها واظهار أهميتها في تحقيق الاستدامة، والعمل على صندوق الطبيعة والذي ستشارك من خلاله وزارة البيئة مع شركاء التنمية في تمويل تقليل مخاطر الاستثمار للقطاع الخاص في مشروعات الطبيعة، ولفتت إلى صندوق حماية البيئة كآلية تمويل ذاتية تساعد على تمويل مشروعات البيئة وتطوير المحميات في مصر.
ومن جانبها، أعربت وزيرة البيئة الاماراتية عن تطلعها لتعزيز التعاون المشترك مع الجانب المصري في تنفيذ مشروعات البيئة والمناخ، وأشادت بالنماذج التمويلية المبتكرة للبيئة والطبيعة في مصر ، وايضاً اهتمام الإمارات بتعزيز مشروعات الأمن الغذائي من خلال إطلاق مبادرة المركز الزراعي لأول مرة في الإمارات تركز على المشروعات الاستثمارية التي تحقق الاستدامة في هذا القطاع.