طهران تضحي بحماس بلا تحفظ وتحافظ على قوة حزب الله وإنخراط دبلوماسي فاعل للصين
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
مصر تدعو لمؤتمر إقليمي دولي للبحث في القضية الفلسطينية، بعد إنقطاع طويل من إيلاء أدنى اهتمام بالقضية، هذا التصعيد في ترمومتر الإهتمام، يأتي عقب إتساع المخاوف من أن تخرج حرب غزة عن السيطرة، وتتحول إلى حرب إقليمية في حال تدخل حزب الله وإيران، كما لوحت به في تصريحات الخارجية الإيرانية وربط موقفها بإجتياح إسرائيلي بري لقطاع غزة.
في ترتيب أولويات طهران ومفاضلتها بين التضحية بحماس أو الحفاظ على قوة حزب الله، فأنها تختار الثاني وتضحي بالأول وبلا تحفظ، أياً كان حديثها التعبوي عن فلسطين والأقصى، فأنها في الحساب الإستراتيجي يبقى حزب الله ورقتها الضاغطة حال أي مواجهة محتملة مع إسرائيل، أو التصعيد الإمريكي المباشر.
مؤتمر مصر الإقليمي لن يضع صفقة حل فوري لكل تعقيدات القضية الفلسطينية، ولكنه كخطوة أولى، سيسعى لرسم حدود المواجهات، وخفض حدتها، والإمساك بتداعياتها في إطارها الجغرافي الغزاوي، دون أن تتدحرج بإتجاه لبنان وحاضنته الرسمية طهران.
هناك توافق إقليمي دولي يمكن تلمسه في تغيير الخطاب الأوروبي، تجاه تأطير الهجوم الإسرائيلي الوحشي، بسقف قوانين الحرب وإتفاقية جنيف الرابعة، وعدم الإنجرار خلف حماسة تل أبيب في إجتياح بري، بلا أخذ مزيد من القبول والموافقة الإمريكية.
هناك سباق بين الجهود الدبلوماسية وبين هوس إسرائيل الضاغط بالخلاص من غزة، بالحرب والتهجير القسري وصناعة نكبة ثانية للفلسطينيين بعد نكبة ٤٨، ففي المستوى الدبلوماسي إلى جانب دعوة مصر للمؤتمر الاقليمي الدولي، هناك مشروع قرارر روسي مقدم لمجلس الأمن، يتسم بالتوازن يدين الإعتداء على المدنيين من كلا الجانبين، ولكنه يدعو لوقف الحرب والعقاب الجماعي والتهجير، والبدء بفتح مسار سياسي ذات صلة بالقضية الفلسطينية، وهناك إنخراط دبلوماسي فاعل للصين.
إسرائيل لا تشعر بالقلق من المناوشات المحدودة على جبهتها الشمالية، لأنها مازالت ترى فيه خطراً لم يصل بعد إلى المستوى الأول، وأنه لم يغادر قواعد إشتباك تفاهمات تموز ٢٠٠٦، أي مناوشة تحت السيطرة ومحسوبة جيداً، كما أن معطيات اليوم ليست هي معطيات الحرب الاسرائيلية السابقة مع حزب الله، إذ إن إيران تعيش أزمة إقتصادية طاحنة بفعل العقوبات، وكذلك حال لبنان الذي تجمع كل القوى السياسية فيه برفض الحرب، يعيش هو الآخر أزمة إقتصادية خانقة، وإحتقان سياسي وشغور رئاسي لا يحتمل حرباً مدمرة، وعلى صعيد المنطقة إن غامر حزب الله بفتح الجبهة الشمالية فلن يجد تدفقات لرؤوس الأموال الخليجية، لإعادة إعمار ليس الضاحية بل كل لبنان.
تأني إسرائيل بدخول القطاع لبعض الوقت، ربما لإفساح المجال للمشاورات الدبلوماسية المافوق إقليمية، وإعادة قراءة تداعيات الإجتياح على إحتمالات خوضها لحرب على أكثر من جبهة، مع أن واشنطن وحلفاؤها الغربيين قد تعهدوا بالتكفل عسكرياً بأي طرف ثالث ينخرط في المعركة.
الحقيقة لا حزب الله جاهز لفتح جبهة، ستكون نتيجتها كارثية لجهة تدمير ثقله العسكري وإنعكاس ذلك على ميزان القوى السياسية الداخلية اللبنانية، إذ إن حزب الله بلا سلاح يفقده الثلث المعطل بل الهيمنة على القرار اللبناني، ولا إيران في وارد حساباتها التخلي عنه، وهو رديفها العسكري العقائدي، لصالح تنظيم محسوب على الإخوان المسلمين، وإن كان هناك حضور محدود للجهاد في قطاع غزة.
تبقى كل التساؤلات الحرب وحدودها، مفتوحة على كل الإحتمالات وإن كان خيار لاحرب واسعة النطاق هو الكفة الراجحة على الاقل حتى الان.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: هناك تضخم في الاقتصاد الروسي لكن موسكو تعتمد على التصنيع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية، إنّ روسيا تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في التضخم بالاقتصاد الروسي، موضحا أنها من الممكن التكيف مع هذا الوضع عبر الصمود والتصنيع المكثف، وتعتمد على الاكتفاء الذاتي.
وأضاف «بوش»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّه لا شك أن الحرب والعقوبات الاقتصادية هما العامل الأساسي في التضخم الذي يواجه الاقتصاد الروسي، مشيرا إلى أن هذا لا يعني انكسار الاقتصاد الروسي، خاصة أن روسيا ليست دولة عادية، لكنها مصنعة، معلقا: «التصنيع العسكري أخذ كثيرا من الاقتصاد الروسي بما يسمى اقتصاد الحرب».
وتابع: «رغم الأزمة الاقتصادية بروسيا إلا أن الرواتب والمكافآت تصل بوقتها إلى الشعب، كما أن الإنتاج يسير كما هو»، لافتا إلى أنه لا يوجد هذا الخوف الكبير على الاقتصاد الروسي، إذ أن لدى روسيا خيار واحد وهو الصمود لتحقيق الانتصار في الحرب ومن ثم التسارع في النمو الاقتصادي.
وأوضح: «ارتفاع معدل التضخم في الاقتصاد الروسي يعني خسارة روسيا وانتهاء الدولة الروسية، لذا لا يوجد خيارات أمام روسيا سوى الصمود وانتهاء الحرب، بالتالي انتهاء الحرب المؤشر الأكبر لانتهاء التضخم ونمو الاقتصاد الروسي».