‏مصر تدعو لمؤتمر إقليمي دولي للبحث في القضية الفلسطينية، بعد إنقطاع طويل من إيلاء أدنى اهتمام بالقضية، هذا التصعيد في ترمومتر الإهتمام، يأتي عقب إتساع المخاوف من أن تخرج حرب غزة عن السيطرة، وتتحول إلى حرب إقليمية في حال تدخل حزب الله وإيران، كما لوحت به في تصريحات الخارجية الإيرانية وربط موقفها بإجتياح إسرائيلي بري لقطاع غزة.


في ترتيب أولويات طهران ومفاضلتها بين التضحية بحماس أو الحفاظ على قوة حزب الله، فأنها تختار الثاني وتضحي بالأول وبلا تحفظ، أياً كان حديثها التعبوي عن فلسطين والأقصى، فأنها في الحساب الإستراتيجي يبقى حزب الله ورقتها الضاغطة حال أي مواجهة محتملة مع إسرائيل، أو التصعيد الإمريكي المباشر.
مؤتمر مصر الإقليمي لن يضع صفقة حل فوري لكل تعقيدات القضية الفلسطينية، ولكنه كخطوة أولى، سيسعى لرسم حدود المواجهات، وخفض حدتها، والإمساك بتداعياتها في إطارها الجغرافي الغزاوي، دون أن تتدحرج بإتجاه لبنان وحاضنته الرسمية طهران.
هناك توافق إقليمي دولي يمكن تلمسه في تغيير الخطاب الأوروبي، تجاه تأطير الهجوم الإسرائيلي الوحشي، بسقف قوانين الحرب وإتفاقية جنيف الرابعة، وعدم الإنجرار خلف حماسة تل أبيب في إجتياح بري، بلا أخذ مزيد من القبول والموافقة الإمريكية.
هناك سباق بين الجهود الدبلوماسية وبين هوس إسرائيل الضاغط بالخلاص من غزة، بالحرب والتهجير القسري وصناعة نكبة ثانية للفلسطينيين بعد نكبة ٤٨، ففي المستوى الدبلوماسي إلى جانب دعوة مصر للمؤتمر الاقليمي الدولي، هناك مشروع قرارر روسي مقدم لمجلس الأمن، يتسم بالتوازن يدين الإعتداء على المدنيين من كلا الجانبين، ولكنه يدعو لوقف الحرب والعقاب الجماعي والتهجير، والبدء بفتح مسار سياسي ذات صلة بالقضية الفلسطينية، وهناك إنخراط دبلوماسي فاعل للصين.
إسرائيل لا تشعر بالقلق من المناوشات المحدودة على جبهتها الشمالية، لأنها مازالت ترى فيه خطراً لم يصل بعد إلى المستوى الأول، وأنه لم يغادر قواعد إشتباك تفاهمات تموز ٢٠٠٦، أي مناوشة تحت السيطرة ومحسوبة جيداً، كما أن معطيات اليوم ليست هي معطيات الحرب الاسرائيلية السابقة مع حزب الله، إذ إن إيران تعيش أزمة إقتصادية طاحنة بفعل العقوبات، وكذلك حال لبنان الذي تجمع كل القوى السياسية فيه برفض الحرب، يعيش هو الآخر أزمة إقتصادية خانقة، وإحتقان سياسي وشغور رئاسي لا يحتمل حرباً مدمرة، وعلى صعيد المنطقة إن غامر حزب الله بفتح الجبهة الشمالية فلن يجد تدفقات لرؤوس الأموال الخليجية، لإعادة إعمار ليس الضاحية بل كل لبنان.
تأني إسرائيل بدخول القطاع لبعض الوقت، ربما لإفساح المجال للمشاورات الدبلوماسية المافوق إقليمية، وإعادة قراءة تداعيات الإجتياح على إحتمالات خوضها لحرب على أكثر من جبهة، مع أن واشنطن وحلفاؤها الغربيين قد تعهدوا بالتكفل عسكرياً بأي طرف ثالث ينخرط في المعركة.
الحقيقة لا حزب الله جاهز لفتح جبهة، ستكون نتيجتها كارثية لجهة تدمير ثقله العسكري وإنعكاس ذلك على ميزان القوى السياسية الداخلية اللبنانية، إذ إن حزب الله بلا سلاح يفقده الثلث المعطل بل الهيمنة على القرار اللبناني، ولا إيران في وارد حساباتها التخلي عنه، وهو رديفها العسكري العقائدي، لصالح تنظيم محسوب على الإخوان المسلمين، وإن كان هناك حضور محدود للجهاد في قطاع غزة.
تبقى كل التساؤلات الحرب وحدودها، مفتوحة على كل الإحتمالات وإن كان خيار لاحرب واسعة النطاق هو الكفة الراجحة على الاقل حتى الان.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

عبد العاطي: هناك توافق حول الأسماء المقترحة لإدارة غزة بعد الحرب

أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن الدول العربية قادرة على الانتهاء من إعادة إعمار قطاع غزة خلال 5 سنوات، مشيرا إلى أن ما تم الاتفاق عليه حل عملي قابل للتنفيذ على أرض الواقع.

وقال عبد العاطي، في مقابلة خاصة مع قناة «العربية الحدث» الإخبارية، إن هناك توافقا حول الأسماء المقترحة لإدارة غزة بعد الحرب، ويجب أن تكون الإدارة بيد شخصيات فلسطينية مستقلة.

وأضاف، أن قمة القاهرة قدمت حلا عمليا لإعادة إعمار غزة دون إخراج سكان القطاع من وطنهم، وأن ما تم الاتفاق عليه في القمة يعالج المأساة والكارثة الراهنة الناجمة عن عمليات التدمير الواسعة التي طالت المباني السكنية والمنشآت والمراكز الطبية والمرافق العامة.

وشدد وزير الخارجية على ضرورة إيجاد أفق سياسي يقود إلى تجسيد الدولة الفلسطينية لضمان تنفيذ الخطة العربية بشكل كامل على أرض الواقع، لافتا في الوقت نفسه إلى أن البيان الختامي للقمة غيرالعادية التي ترأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد اعتماد الدول العربية خطة مصر لإعمار غزة لتصبح خطة عربية.

وأضاف عبد العاطي أنه يجب أن تكون هناك بيئة مواتية تسمح بتنفيذ خطة إعمار غزة، ولتنفيذ هذه الخطة يجب استدامة وقف إطلاق النار بشكل آمن.

وحول عملية إدارة غزة بعد الحرب.

مقالات مشابهة

  • محلل إسرائيلي: اتفاق السلام مع لبنان يمكن أن يُوقع غدا.. هناك عائقان
  • عن حزب الله.. ماذا كشف دبلوماسيّ غربي؟
  • عبد العاطي: هناك توافق حول الأسماء المقترحة لإدارة غزة بعد الحرب
  • النائب فضل الله: سنكون شركاء حقيقيين وفعليين في الدولة ومؤسساتها
  • نقطة تحوّل... هكذا تنظر إسرائيل إلى زيارة الرئيس عون للسعوديّة
  • قائد بحرية قوة الرضوان..إسرائيل تغتال قيادياً في حزب الله بجنوب لبنان
  • موقع أكسيوس الأميركيّ: لهذا السبب لا تزال إسرائيل في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن اغتيال شخصية محورية في حزب الله
  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول في حزب الله بجنوب لبنان
  • إسرائيل تغتال مسؤولا كبيرا في حزب الله