تمثل القدرة على وقف الحرب بين إسرائيل وحرطة "حماس"، والحيلولة دون نشوب حريق إقليمي، تحدٍ كبير أمام طموحات الصين لبناء نفوذها في منطقة تهيمن عليها الولايات المتحدة تقليديا، وفقا لدبلوماسيين ومحللين، بحسب تحليل لكل من جو ليهي وإدوارد وايت وأندي لين بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times) ترجمه "الخليج الجديد".

الصحيفة تابعت أن "واشنطن لا تزال القوة العسكرية الأقوى في الشرق الأوسط، وأظهرت قوتها بإرسال مجموعتين من حاملات الطائرات (لدعم حليفتها إسرائيل)،وهي أيضا اللاعب الدبلوماسي الرئيسي بالمنطقة، على الرغم من المخاوف العربية من انسحابها، وباعتبارها الحليف الرئيسي لإسرائيل، فإنها تتمتع بنفوذ عليها".

واستدركت: "لكن الدور الاقتصادي الذي تلعبه الصين نما بسرعة، وهي الآن تتاجر بشكل أكبر من الولايات المتحدة مع معظم دول المنطقة، كما أن بكين على علاقة جيدة مع جميع هذه الدول تقريبا، بما فيها إيران، الداعمة لحماس وحزب الله اللبناني؛ مما يعزز الآمال في أنها تستطيع استخدام هذا النفوذ لمنع اندلاع حريق إقليمي".

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي أمس السبت، ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "الاستقرار في المنطقة وثني الأطراف الأخرى عن الدخول في الصراع".

الصحيفة قالت إنه "في السنوات الأخيرة، بدأت بكين تحاول توسيع نفوذها السياسي في الشرق الأوسط كجزء من رؤية الرئيس شي جين بينج لقيادة الصين لـ"الجنوب العالمي" للدول الناشئة ودول عدم الانحياز".

ولفتت إلى أن "بكين لعبت دورا فعالا في ضم أربع دول شرق أوسطية، مصر وإيران والسعودية والإمارات، إلى مجموعة بريكس للدول الناشئة (بداية من العام المقبل)، وتوسطت في انفراج بين السعودية وإيران في مارس/آذار الماضي، وأعقب شي ذلك في يونيو (حزيران الماضي) بأن عرض مساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تعزيز محادثات السلام مع إسرائيل".

اقرأ أيضاً

صراع إسرائيل وحماس.. خيارات لـ4 دول وجماعة واختبار لقضية

طموحات ناشئة

و"الآن يتساءل المحللون كيف يمكن لهذه الطموحات (الصينية) الناشئة أن تتغلب على حالة عدم الاستقرار الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وحماس"، وفقا للصحيفة.

وأضافت أنه "عندما شنت حماس هجومها ("طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري)، اتبعت بكين لهجة محايدة أثارت غضب العديد من الإسرائيليين والدول الغربية، ودعت الجانبين إلى التزام الهدوء".

وقال دبلوماسي كبير: "صحيح أن الصين يمكنها التفاوض على شيء ما بين السعودية وإيران، لكن هذا لا يخلق أي ثقة كبيرة على الجانب الإسرائيلي، فإسرائيل لن تتصرف بطريقة من شأنها تقويض المكانة الأمريكية في المنطقة".

وبينما كانت الصين داعما قويا للقضية الفلسطينية منذ عهد الرئيس الراحل ماو تسي تونغ، فقد بنت أيضا، منذ ثمانينيات القرن الماضي، علاقات اقتصادية مع إسرائيل، بحسب أليساندرو أردوينو، وهو محاضر في معهد لاو الصين بكلية كينجز في لندن.

ووفقا لمحليين، فإن "الصراع مع حماس أعاد ميول الصين المؤيدة للفلسطينيين إلى الواجهة، إذ اتهمت مقالات وسائل الإعلام الرسمية الصينية الولايات المتحدة بتأجيج الأزمة. وأثار هذا إحباط لدى أكاديميين إسرائيليين".

وشنت "حماس" هجومها ردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.

والخميس الماضي، أبلغت الخارجية الإسرائيلية مبعوث الصين إلى الشرق الأوسط تشاي جون أن رد فعل بكين على هجوم "حماس" لم يكن مناسبا.

لكن وزير خارجية الصين وانغ ذهب إلى أبعد من ذلك أمس السبت، بقوله لنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن "تصرفات إسرائيل تجاوزت نطاق الدفاع عن النفس، وعليها أن تستمع إلى نداءات المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.. أوقفوا العقاب الجماعي لشعب غزة".

اقرأ أيضاً

أرسلت مبعوثا للشرق الأوسط.. الصين تندد بالعقاب الجماعي لغزة

تعقيدات المنطقة

وبحسب خبراء، فإن دعم الصين القوي للفلسطينيين يمكن أن يعزز مكانتها في العالم العربي.

وقال يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون البحثي بواشنطن، إن هذا الموقف سيصب في مصلحة بكين؛ لأنه يعيد الصين والدول العربية إلى الجانب نفسه.

وقال موريتز رودولف، زميل مركز بول تساي التابع لكلية الحقوق بجامعة ييل الأمريكية، إن "الصينيين يعرفون أنهم سيلعبون دورا أكبر في المنطقة، فهم يريدون الاستقرار، لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون الانجرار إلى تعقيدات".

وقال جداليا أفترمان، الخبير في شؤون الصين والشرق الأوسط بمعهد "أبا إيبان" في إسرائيل، إنه بغض النظر عن تعاملاتها مع الولايات المتحدة، فإن الصين تواجه لحظة حساسة بالنسبة لطموحاتها الإقليمية.

أفترمان تابع: "تحدثنا كثيرا عن كيفية قيام الصين بأشياء جديدة في المنطقة، ولكن في هذا الوضع الجديد (الحرب)، لم تقل شيئا ذا معنى.. لذا عليها إما أن تقبل التحدي وتظهر أنها لاعبا حقيقيا أو سيكون واضحا أنها ليست ليس كذلك، أو أقل بكثير مما اعتقده الناس".

اقرأ أيضاً

الصين والشرق الأوسط.. تعميق العلاقات محبط لبكين ولن تستطيع تقليد واشنطن وموسكو

المصدر | جو ليهي وإدوارد وايت وأندي لين/ فايننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصين إسرائيل حماس طموحات أمريكا إيران الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

اندلاع حريق في منشأة بترولية داخل حقل الرميلة العراقي

نشب حريق في منشأة لمُعالجة النفط الخام بحقل الرميلة العراقي، وذلك دون أن يُوقع الحريق أي خسائر مالية أو بشرية. 

اقرأ أيضًا..  العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين

وأفادت وكالة رويترز بأن الحريق نشب دون أن تتأثر العمليات، وذلك في الحقل النفطي الذي يقع بالمقربة من مدينة البصرة في جنوب العراق.

وتكثف السلطات العراقية حالياً جهودها من أجل إخماد الحريق دون أن يتسبب في أي خسائر مالية. 

إطفاء النار في الحقول البترولية يُعد من أكثر التحديات صعوبة وتعقيدًا نظرًا لطبيعة الوقود المستخدم ودرجات الحرارة العالية التي تنشأ عن الحرائق. هناك عدة طرق معتمدة لإطفاء هذه الحرائق، وأهمها استخدام التقنيات التقليدية مثل الماء والرغوة الخاصة. 

الماء يُستخدم لتبريد المناطق المحيطة بالنيران لمنع انتشارها، بينما تُستخدم الرغوة (Foam) لعزل الأكسجين عن مصدر الحريق، مما يحد من استمرارية الاشتعال. يتم ضخ الرغوة بضغط عالٍ لتغطية مساحة واسعة بسرعة.

 كما تُستخدم مواد كيميائية جافة، مثل ثاني أكسيد الكربون ومساحيق معينة، لتقليل الحرارة ومنع إعادة الاشتعال.

 هذه الطرق تعتمد بشكل كبير على معدات متطورة وتدخل فرق إطفاء مدربة تدريبًا عاليًا للتعامل مع الظروف الخطرة.

على صعيد التقنيات المتقدمة، تُعتبر طريقة التفجير المُسيطر عليه واحدة من أكثر الوسائل فعالية لإطفاء حرائق الآبار البترولية. تعتمد هذه التقنية على استخدام انفجار قوي يُسحب معه الأكسجين من محيط الحريق، مما يؤدي إلى إطفاء النيران بشكل فوري. هذه الطريقة تتطلب تخطيطًا دقيقًا لتجنب الأضرار الإضافية للمنشآت أو البيئة المحيطة. كما تُستخدم أيضًا تقنية التحكم في التدفق النفطي، حيث يتم إغلاق البئر المتضرر من خلال صمامات خاصة أو حقن طين ثقيل لتقليل الضغط الهيدروليكي ومنع تسرب النفط القابل للاشتعال.

بالإضافة إلى ذلك، يتم اللجوء إلى طائرات متخصصة لرش مواد كيميائية مانعة للاشتعال فوق مواقع الحرائق، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها. تتطلب هذه العمليات تنسيقًا محكمًا بين فرق الطوارئ وخبراء الحقول النفطية لتجنب وقوع انفجارات إضافية أو تسربات بيئية كارثية. استخدام التكنولوجيا الحديثة والتخطيط السليم يعدان عاملين أساسيين في إخماد حرائق الحقول البترولية بنجاح.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مضايقات بكين تدفع الفلبين لتعليق إجراء مسح في بحر جنوب الصين
  • حماس تُجند آلاف المقاتلين منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل في أكتوبر 2023
  • رويترز: حماس جندت ما يصل إلى 15 ألفا منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل
  • مصدران بالكونغرس: حماس جندت نحو 15 ألفا منذ اندلاع الحرب
  • "حماس" جنّدت آلاف المقاتلين منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل
  • متخصص في الشأن العسكري: إيران أكثر الخاسرين من تغيرات الشرق الأوسط عكس إسرائيل
  • العراق: اندلاع حريق في حقل الرميلة الشمالي النفطي بالبصرة
  • اندلاع حريق في منشأة بترولية داخل حقل الرميلة العراقي
  • هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟
  • اندلاع حريق كبير في مصفاة نفطية جنوبي العراق وفرق الإطفاء تكافح لاحتوائه